أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفي النجار - هكذا فض غشاء بكارة مصر















المزيد.....

هكذا فض غشاء بكارة مصر


مصطفي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 13:36
المحور: حقوق الانسان
    


للأسف، كنت شاهداً على اغتصاب وهتك عرض مصر تلك التي ياتون في سيرتها ليل ونهار ويقولون "سمعة مصر" فردت عليهم الكاتبة الصحفية سحر الجعارة قائلة: "لماذا تخافون على سمعة مصر فهي ليست إمرأة"، ولكني اليوم فقط اليوم أقول أخطأت أيتها الكاتبة، فلقد فضت بكارة مصر وفاضت دمائها على تراب الأرض النجسة بأثار أقدام بلون الحبر الفسفوري المستخدم في الانتخابات، وصوتوا جميعاً دون أن نعلم أننا صوتنا ولا سمعنا أصواتنا.

لقد صوتت نساء الأرض في هذا اليوم على فقدان عذريتك يا مصر، لم تشعري ولكننا بكل شئ شاعرون ولو أدركنا كلمات نصف بها حزننا على عذريتك التي باتت حلماً جميلاً لتمنيناً أن نكون من نفقد عذريته في مقابل حريتك واستقلالك، فقد كتب عليك أن تكوني محتلة طول الزمان، أيحسدنا أهل فلسطين ماذا نحن بفارقون عنهم، أين الثقافة وأين الحضارة وأين العلم؟، وأين الاقتصاد؟، وأين التعلي؟،م وأين أنا وأنت وهي؟، لقد شيعت دماء بكارتك على خشبة عارية رأها كل أعمي فمابالك بالبصير.. اللهم كنت تعمني عن مثل هذا اليوم الذي تلتخطت فيه عيني باللون الفسفوري الذي "زغلل" عيني.

كانت مصر عارية يومها، جسدها الهزيل رأيته بأم عيني، فالحزن في كل مكان كلنا اخوات، رأيت مصريون ليسوا كذلك،نساء تولول ورجال ترقص لا تعرف هم يسرخون أم يصوتون، رأيت فتيات غاية في الجمال في مناطق شعبية لم أدرك من أين جاءوا ولماذا جاءوا، هل أصبح الجنس وسيلة دعاية جديدة في عالم السياسة أم سيتحول أعضاء مجلس الشعب _الذي لا يمثل الشعب_ مثل الرئيس الإيطالي سلفيو برلسكوني، فقد صدق الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد المسلماني حين قال أن ثقافة أعضاء المجلس الذي كان موقراً لا تتعدي ثقافة طالب المرحلة الإعدادية، ولا تنسي أيها القارئ أن التعليم في بلدنا فاسداً إذن فعضو مجلس الشعب الذي يحرك التشريعات والقوانين ومسئول عن البنية التحتية ومستقبل وحاضر البلاد لا يتعدي فكر طالب مصري فاشل فما بالك عندما يتحدث باسم مصر التي هتك عرضها واغتضبت بعد أن تم التحرش بها ورفع عنها غطاء الحياء، ألم يدركوا أن الحياء شعبة من شعب الإيمان.

لن أضرب أمثلة بأي دولة عربية أو غربية، فالنموذج المصري متفرد فمنذ قيام الثورة ونحن نعيش في أزهي عصور المدنية، شعرت حين نزلت أرض المعركة الانتخابية في يوم الأحد المشؤوم 28 نوفمبر 2010، بأنني أنزل أرض "مولد" أو احتفالات شعبية فالأغاني الشعبية انطلقت مع الأطعمة التي تملأ البطون وكلما فرغ الأكلون من طعامهم تناولوا الطعام الأخر، فشعرت أن قلة من الفقراء يتم الضحك عليهم مقابل أشخاص لا أعتقد أن مصر أو مصلحتها في أى مقام لديهم، فقد سمعت مرشحاً بأذني يقول "يالهوي محدش صوت لى لغاية دلوقتي طب أقول لزمايلي في الشغل ايه؟"، كل همه مظهره أما زملاءه ونسي الله الذي سوف يكون منظرنا كلنا أمام سئ جدا جدا. ما لا أعرفه كيف يقبل أعضاء مجلس الشعب بما فيهم أعضاء المعارضة _إن كانت هناك معارضة في مصر_ أن يطعموا أبنائهم من حرام ويشربونهم من حرام، وينفقون عليهم من حرام، أليس ما بني على باطل فالنار أولي به؟.

وكيف لرجل أمني محترم يقبل أن يسب صحفيين وإعلاميين ومراقبين، ويسحل قاضي محترم، ويمسك فتاة من منطقة حساسة في جسدها حتي يبعدها عن صورة مصر التي يغتصبها أخرون داخل اللجان الانتخابية بينما زملاءه يرشون جسدها بالماء حتي يختفي أثر الدم الملطخة به الأرض. لن اتهم حزباً سياسياً او جماعة أو أي فئة، فقد أقول للجميع انكم مسئولون أمام الله وأمام التاريخ عن هذا الجرم البشع الذي شارك فيه أبناء البلد الذين يجب أن يحموها، فقد تحول رجل الأمن لبلطجي، والناخب لشخص مسلوب صوته_مجرد صوته_ فبعد اليوم لن يستطيع أي مصري أن يصرخ ويطلق صوته، واقولها بملئ الفم "لو دامت لغيرك مكنتش جتلك".

قوات الأمن ساهمت في إخفاء الجريمة العلنية التي لم تختفي، وكأن الله يفضح ما يمكرون لأنه خير الماكرين، وفعلت قوات الأمن بالمصريين مثلما فعل الكفار بالمسلمين وقت هجرة سيدنا محمد من مكة إلى المدينة، وظل الخيار الوحيد أن يشعلوا النار في أهل مصر، ونسي رجال الأمن باختلاف رتبهم ومناصبهم أنهم يعملون تحت أحذية المصريين جميعاً فنحن الذين ندفع لهم رواتبهم، وهم يضربوننا في الخطأ، يصوبون أسلحتهم الفتاكة التي طالت صفقاتها أيدي فساد وزارة الداخلية ونحن صامتون، وأصبح منطق الأمنيين "حدثني بمالك.. لا تحدثني بإثبات الشخصية"، فمن الذي هرب نواب القروض ومن الذي هرب اللصوص والقتلة، من الذي يستخدم البلطجية ليخلصوا على بعضهم البعض في المناطق الشعبية بينما هم يتفرجون ويضحكون وفي النهاية يترقون، أليست الشرطة هي التي تنزل الأماكن الشعبية وتقف تتفرج على الاشتباكات بين الأهالي لأي سبب، وهي تري أعيرة نارية مصوبة للسماء وللبشر والزجاجات التي تقذف من أعلى المنازل والأسلحة البيضاء التي تستخدم بل وتستمح بحمل الصاعق الكهربائي والسوائل البخاخة التي تشل بعض أعضاء الجسد، فالشرطة نجحت بالفعل في شل حركة المصريين في الأوقات العادية وفي أيام الحسم واثبتت بالفعل أنها كائنات أليفة تحمي من يدفع أكثر ولا ألمح أنهم اصبحوا بلطجية بل أن البلطجية طبقة أرقي وأنظف قلباً وأرحم عاطفة.

يبقي نعي عذرية مصر التي انتهكوكها بدعوي الحرية، وأدعوا الجميع لأن نبحث في مجاري الصرف الصحي عن أي أثر لدماء مصر الحمراء وليست الفسفورية، ونبحث سوياً عن بقايا غشاء بكارتها لنلملم ما بقي من عار لنستر جسد مصرنا به قبل أن تصبح الفضيحة تاريخية ونرسخ لمبادئ تشيع في الأرض الفساد باستخدام رجال الدين الإسلامي والمسيحي الذين نسوا الله.. نعم رجال الدين ليسوا رجال ونسوا الله فعلي رجل الدين الذي يحرتم ربه وهو الله أن ينصح ويحذر أولي الأمر في البلاد لكنهم لم يفعلوا، خافوا على كراسي خشبية أو معدنية ونسوا مالك الرض ومن عليها ومن ينقلب إليه الناس يوم القيامة وتناسوا أن هناك أخره واختصروها في صلوات خمس أو سبع للمسيحيين وأصبحوا يرتلون أنشودة "الحاكم هو ربنا الواحد الأحد"، لقد كفر الذين أشركوا بالله وشاعوا في الرض فساداً، ولن يبارك الله في باطل إلا ليحشر صاحبه مع فرعون وهامان وقارون في نار السعير وللصدفة أنهم جميعاً مصريين!



#مصطفي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نخاف من انهيار الهرم الأكبر؟
- يا أزهر أمرنا شوري بيننا
- الحضارة الإسرائيلية
- حماتي.. حياتي
- الست ستوته
- البلاي استيشن في سياسة الحزب الوطنى
- الحلقة الثانية.. أين الله؟
- نكد الستات وغتاتة البنات
- الحلقة الأولي.. أين الله؟
- لماذا لا يتدخل مبارك لانقاذ -البديل-..؟
- اقتراح برغبة لمشروع قانون للبكاء في المقابر
- مش أنانى
- اشتقت إلى الفنار
- كيف نعيد مصر ؟
- !العمل السياسي داخل الجامعات الخاصة أين؟
- انفراد: نشر رسالة المدون عبد الكريم سليمان من سجن برج العرب
- !صحف الشباب علي الإنترنت للتعبير عن الرأي فقط
- مواقع تزرع كراهية العرب في قلوب بعضهم البعض
- هل يمكن أن تتقدم مصر؟!
- قناة زواج -بداية-


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفي النجار - هكذا فض غشاء بكارة مصر