أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - الخطيئة ليست امرأة قراءة في مسرحية - خطايا- لصلاح حنون وفرقة المسرح الشعبي














المزيد.....

الخطيئة ليست امرأة قراءة في مسرحية - خطايا- لصلاح حنون وفرقة المسرح الشعبي


توفيق العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


في عرض إيمائي ساخر قدمت فرقة المسرح الشعبي في مدينة رام الله ومدن أخرى خمس لوحات بإسم " خطايا" اخراج صلاح حنون وسيناريو فتحي عبدالرحمن ، الخطايا منها ما يرتكبها الآخرون بحق غيرهم ومنها ما يرتكبها المرء بحق نفسه، الا أن الخطايا تظل خطايا بغض النظر عن مرتكبيها أو الدافع وراء ارتكابها.
سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على ثلاث لوحات منها،دون إغفال للقيمة الفنية للوحتين المتبقيتين، ثلاث لوحات أظهرت المرأة في صور متعددة.

في البدء كان الفقر:

امرأة تلقي بطفلها في حاوية للنفايات في أحد الشوارع وتمضي ليدور صراع حول تبني هذا الطفل ما بين رجل وشرطي وامرأة ثرية، في نهاية المشهد تعود المراة لتأخذ ابنها فتجد الشرطي لها بالمرصاد معبرا عن ادانته بتوجيه اصبع الإتهام لها.
قد يبدو المشهد عاديا جدا، وقد تبدو المرأة مدانة على فعلها اذا ما أخذنا الأمور بحرفيتها.
فالمرأة رثة الثياب تظهر عليها علامات الفقر ترمي بطفلها مترددة في حاوية النفايات من خلف ظهر الشرطي الساهر على حفظ الأمن، وكأن المخرج يقول بلغة ايمائية أن ما ارتكبته المراة لم يكن جرما من وراء القانون ولكنه جرح لهيبة القانون لذا فقد غالى في اظهار الشرطي بمظهر الحازم الواثق، ليلتقط الطفل رجل فقير ليس بأفضل حالا من أمه التي رمته فيتردد بدوره في قبول الطفل أو اعادته إلى الحاوية وكل ذلك من وراء ظهر الشرطي أيضا ليتحول الرجل فيما بعد إلى شاهد على انحياز الشرطي ( السلطة) إلى الطبقة الثرية وذلك عبر دخول امراة ثرية تجر عربة طفلها فتستخدم الشرطي كمربية لطفلها ريثما تعود ليرى الرجل انكسار الشرطي القاسي أمام امراة جميلة وثرية وكيف تحول إلى رجل رقيق ووديع.
فالشرطي الممثل للسلطة الحاكمة والتي يتحتم عليها أن تكون محايدة أو كما يقال " وظيفتها تكمن في فض النزاع بين الطبقات" يمارس سلطته بقساوة على الفقراء بينما هو رقيق مع الطبقة الغنية إلى درجة أنه قبل أن يلعب دور الخادم لها، وهكذا فإن المشهد الدرامي يأخذ منحى آخر غير المتوقع له، فمن السذاجة حصر المشهد أو اللوحة في قضية الأطفال اللقطاء فالمسالة صراع طبقي تنحاز فيه السلطة الحاكمة للقوي على حساب الضعيف فإذا كانت المراة قد ارتكبت خطيئة ما فهي نتاج لخطيئة أكبر أفرزها مجتمع متناحر وما اصبع الاتهام الذي وجهه الشرطي للمراة سوى إدانة لدوره.

الحلم إدانة للقاتل:

في لوحة أخرى وخطيئة أخرى يعود بنا العمل إلى جريمة لم تزل في الذاكرة " انفجار مصنع القداحات" والذي كان ضحاياه من النساء،وعلى عكس مشاهد المسرحية التي كانت ذات ايقاع سريع متواتر وساخر يدخلنا المخرج في جو من الرتابة، رتابة تنم عن روتين لعمل يومي تقوم به عدد من النسوة بحركات آلية وكأن العاملات أصبحن جزءا من الآلة أو انهن أصبحن آلات لا حول لهن سوى العمل، فلو كان العمل حواريا لسمعنا حوارا عن تردي الوضع النفسي وتدني الاجور مقابل ساعات العمل والجهد، إلا أن الممثلات استطعن أن يعبرن عن ذلك بالحركات.
ومهما كان الوضع مأساويا إلا أن القادم أسوء فالعاملات يسقطن قتيلات شهيدات للقمة العيش، ليتنقسم المشهد إلى مشهدين مشهد الفعل الواعي وهو روتين العمل ومشهد في اللاوعي وهي أحلام العاملات في مشهد جمالي رغم قسوته، فعاملة تتقدم الخشبة وحولها صديقاتها معلنة عن حلمها في الحصول على الشهادة الجامعية ومشهد احتفالي يباغته ملك الموت بمظهره المخيف يخلع عنها عباءة الحلم ويسحبها إلى الموت وأخرى تحلم بالغناء وأخرى بالزواج وهكذا...وكأن أحلامهن ضرب من الحرام.
ولم يكن استخدام المخرج للحلم بمثابة التعاطف مع العاملات فقط ولكن للتدليل على حجم المأساة وإدانة كل من تواطء على اغلاق هذا الملف دون عقاب، فأحلامهن هي من أدانت الفعل وليس رائحة الدخان فقط.

الجسد كتعبير عن الحرية:

في اللوحة الأخيرة جو احتفالي بترقب مولود جديد يدخل رجل أشبه بشيخ العشيرة فرحا وما ان يرى المولود أنثى حتى يعلن الحداد فينقلب المشهد إلى مأساة ومع تطور المشهد يجتهد المخرج في عرض قضية السلطة الذكورية والرقيب الذكر على الفتاة والذي يمنعها من الرقص تعبيرا عن سلطة القمع إلا انها ترفض وتمارس ما اعتبرته حقا في التعبير سرا .
وقد استخدم الجسد كرمز للحرية أو التعبير بطريقة جمالية لا تخلو من سخرية المحكوم امام الحاكم الذي يحاول جاهدا منع الفتاة من الرقص فتغافله بحركات ما لتستفزه، فقد استطاعت الممثلة من أداء الدور بطريقة شبه احترافية – رغم حداثتها في التمثيل-.
غير أن صورة القمع في هذا المشهد تبدو نمطية جدا، بدءا من رفض الرجل لنوع المولود( الأنثى) وحتى رمزية الرقص، فمع تطور المجتمع تطورت أشكال القمع وصوره فلم تعد الصورة السائدة هي رفض الانثى بشكل قطعي وعدم القبول بأي دور لها مهما كان، الامر الذي يفهم من هذا المشهد بشكل لا يقلل من جماليته.



#توفيق_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة سقوط النقد في زوبعة - فنجان قهوة-
- جرح القصيدة في ذكرى غياب محمود درويش
- الإعلام النسوي بحث عن تفاصيل المرأة في الإعلام والمجتمع
- هناك دائما وقت للغناء قراءة في ديوان أسميك حلما وأنتظر ليلي ...
- وردة حمراء للأغلبية الصامتة
- -عرّاب الريح- ...مرافعة شعرية تاريخية في دوثان
- بيان رقم واحد كاريكاتيريا قراءة في رواية سعيد الأول والواحد ...
- مئة كلمة للذيب
- الأهداف فوق الفن قراءة في أيدولوجية المسرح الصهيوني ...
- الانتظار موت آخر قراءة في مسرحية 603 للمخرجة منال عوض ومسرح ...
- ولاية الرئيس والقرار الفلسطيني المستقل
- الذئب عايد عمرو: -سأظل أعوي حتى أموت وسأظل أعوي منتقدا كل شي ...
- كان هنا مطار ... ولكن، قراءة في فلم (خمس دقائق عن بيتي ) لنا ...
- عيناك تفاصيل المكان
- باب الحارة نساء ساذجات ومجتمع مرعوب
- مملكة الوهم
- الفكر الديني بين القيادة والقاعدة أخذتم غنائم- التحرير- فمتى ...
- عبثية الموت وهندسة المأساة قراءة في مسرحية حفار القبور للمخر ...
- فرقة المسرح الشعبي في مسرحية حفار القبور
- لقاء مع المخرج الفلسطيني فتحي عبدالرحمن


المزيد.....




- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - الخطيئة ليست امرأة قراءة في مسرحية - خطايا- لصلاح حنون وفرقة المسرح الشعبي