أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - وردة حمراء للأغلبية الصامتة














المزيد.....

وردة حمراء للأغلبية الصامتة


توفيق العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 12:18
المحور: الادب والفن
    


طالما اهتممت بسيرة الحلاج حفظت أشعاره قرأت طواسينه – التي لم أفهم منها شيئا – ومع اهتمامي بالحلاج وأخباره اهتممت أيضا بسير المهمشين في التاريخ كالقرامطة والزنج وغيرهم
قد يكون مصدر الاهتمام هذا هو أنني انتمي لطبقة اجتماعية مهمشة او بمعنى آخر ( أغلبية صامتة) وقد يكون مصدر هذا الاهتمام ايضا هو محاولة تفسير لبعض الظواهر الاجتماعية السياسية ؛ أو نوع من التفريغ النفسي الذي يسمسه البعض " حقد طبقي"!!
وقد أذهب أبعد من ذلك لأعلن تضامني مع هؤلاء المهمشين محاولا انصاف من اضطهدهم التاريخ
الا أن الملاحظ في قرائتي لهذا التاريخ أن للأغلبية الصامتة وعلى امتداد التاريخ البشري صفات متشابهة أهمها الصمت على كل ما يجري من أحداث وقضايا – حتى عن سعر الخبز الذي هو دائما كابوسنا اليومي وحجتنا الدائمة – ومن ضمن هذه الصفات أيضا انتظار البطل المخلص – كالأفلام الهندية والمصرية – ولأنها أغلبية صامتة فان بطلها المخلص سرعان ما يقدم للذبح وتتخذ الأغلبية موقف المتفرج من عملية الذبح
وهذا ما حصل مع الحسين بن منصور الحلاج
فبعدما غلبه الوجد وباح بالسر الدفين تبنى قضية الأغلبية الصامتة نطق باسمها اجتهد سهر الليالي اخلاصا لها؛ و بعض المؤرخين امتلك الجرأة ليعلن ان الحلاج هو نفسه حسين الأهوازي أحد مؤسسي الثورة القرمطية؛ الا أن العامة أي الأغلبية الصامتة ضاقت ذرعا به وشكته للخليفة ولشيخه ولجمهور العلماء وكانت الشكاوي في معظمها أن الحلاج يقارب الكفر في قوله ونطقه وأنه عطل على العامة بيعها وشراءها ؛ أي أن مشكلة العامة ثقافية اقتصادية؛ فهم لا يفهمون كلام الحلاج – وقد يكون عذرا لبعضهم – لكنهم في الوقت نفسه جعلوا من الحلاج شماعة علقوا عليها مشاكلهم فبدل أن يبحثوا عن السبب الرئيس لتردي أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية اعتبروا الحلاج مصدر التردي ومصدر الازعاج لأنه بات يذكرهم بعجزهم وبالمسؤلية الملقاة على عاتقهم ومن المؤكد أن هذا الأمر قض مضاجعهم وربما بكى أحدهم لأن الحلاج وضعه أمام نفسه وعراهم جميعا
الغريب في قصة الحلاج وهي في معظمها قصص شعبية أن ساعة اعدامه كانت مفارقة عجيبة ؛ فما أن صلبوه ورجموه بكت الأغلبية الصامتة عليه بصمت مر!! وتضامنا معه رماه أحدهم بوردة حمراء تعبيرا عن الحب الكامن في الصدور الا أن هذا التضامن " المشبوه" لم يمنع الخليفة من بتر يدي وساقي الحلاج وحرقه استجابة لشكاوى العامة وفتاوى الشيوخ – وأكرر العامة هنا هي الأغلبية الصامتة –
قتل الحلاج وأصبح ذكرى واستراحة العامة من ازعاجه وبكائها عليه؛ مفي مواجهة مشاكلها و الاستغلال الجتماعي الاقتصادي وردا على مصادرة الحريات العامة راحت العامة تنسج قصصا حول معجزات الحلاج وكراماته واتخذته رمزا للانعتاق من العبودية؛ وغالت العامة في روايتها فاعتقدت أن للحلاج – الذي سلمته لقاتله – عودة أخرى وظنو أنهم بذلك يواجهون خوفهم وعوزهم ولكي تبريء الأغلبية نفسها من جريمة الاشتراك في ذبح الحلاج أكثروا من ذكر الوردة الحمراء التي رموه بها واستراحوا لهذه البراءة؛ الا أنهم باتوا متأكدين أكثر من أي مرة أخرى أنهم لا يجرأون الا على التضامن الصامت من خلال الوردة الحمراء



#توفيق_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عرّاب الريح- ...مرافعة شعرية تاريخية في دوثان
- بيان رقم واحد كاريكاتيريا قراءة في رواية سعيد الأول والواحد ...
- مئة كلمة للذيب
- الأهداف فوق الفن قراءة في أيدولوجية المسرح الصهيوني ...
- الانتظار موت آخر قراءة في مسرحية 603 للمخرجة منال عوض ومسرح ...
- ولاية الرئيس والقرار الفلسطيني المستقل
- الذئب عايد عمرو: -سأظل أعوي حتى أموت وسأظل أعوي منتقدا كل شي ...
- كان هنا مطار ... ولكن، قراءة في فلم (خمس دقائق عن بيتي ) لنا ...
- عيناك تفاصيل المكان
- باب الحارة نساء ساذجات ومجتمع مرعوب
- مملكة الوهم
- الفكر الديني بين القيادة والقاعدة أخذتم غنائم- التحرير- فمتى ...
- عبثية الموت وهندسة المأساة قراءة في مسرحية حفار القبور للمخر ...
- فرقة المسرح الشعبي في مسرحية حفار القبور
- لقاء مع المخرج الفلسطيني فتحي عبدالرحمن
- ميركل جاءتنا معقدة جدا جدا جدا
- السعودية نهاية المشروع التحرري
- أنا ديمقراطي إذن أنا مقهور فؤاد السنيورة نظام عربي قديم
- شعار مرفوض الرئيس محمود عباس وشعارات الحركة
- فدوا* نص مهدى الى روح الشهيدة أطوار بهجت


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - وردة حمراء للأغلبية الصامتة