أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - عيناك تفاصيل المكان














المزيد.....

عيناك تفاصيل المكان


توفيق العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 08:10
المحور: الادب والفن
    


صارت عيناك جزءا من تفاصيل المكان، أُسئل عنهما إذا ما غبتي وكلما حضرت دونك، صخب المقهى، ثرثرة الكراسي، صوت فيروز، إيقاع المطر، حتى النادل، بكثير من الإحراج يقدم لي القهوة ويسألني عنك على استحياء.
وقع خطى الداخلين إلى المقهى يشعرني بالوحدة وفراغ الكأسين.
تكفيني الآن ضحكة أو همسة حبيبين كي أشعر بالحزن أكثر وأنسحب بهدوء تاركا المقهى لمن يستحقونه.
تكفيني همسة حبيبين وشعر ينساب على جسد إمرأة مثل أريج الفجر ونبيذ يشتعل على شفتين هادئتين يطرب لهما الكأس وروحي من بعيد تطرب أيضا معهما، ليشتعل الناي بقلبي فأخرج إلى الشوارع المبللة ليلا ، وحيد دونما تردد... وحزينا دونما تردد...
مطر على شباك القمر يهذي، قمر على إيقاع المطر، وكنت أؤرخ فيك ولادتي أؤرخها ما بين العينين ما بين عنق وشفتين، سيدتي كم كنا بحاجة للصمت كثيرا قبل الكلام.
وعلى وقع المزاريب أعلن انني هجرت الشعر، عفوا – هجرني الشعر- أمشي على مهل في الشوارع البائسة، أبحث في عتمة المدينة عن شيء لا أعرفه، عن شيء أحسه كلما غنى المطر، أبحث عن لحن خبأته يوما في خصلة شعرك، يامن تقتحم علي الليل، تقتحم المقهى، تحتل تفاصيل القصيدة، يا من ينام ( الرجز*) في شعرها وتقطر (هزجا*) عيناها، إني أهرب منك وأبحث عن قافية أخرى وروي آخر... ومقهى آخر.
مقهى لا يرتاده العشاق، لا يعرف طعم العشق، يحترف الألوان... كل الألوان... إلا لون العشق، مقهى لايعرف العشاق ولا يعرف عيناك، سأقف فيه وأعلن أني هجرت الشعر، كفرت به كما كفرت بلون الزهر على شفتيك.
لن أرتحل بعد اليوم، سأبدل المنافي بالمقاهي، وحقيبة سفري سأطعمها للريح والنسيان، سأبحث عمن تشعل بياض الصفحة ولا ترحل أو ترحل ولا تأخذ معها الكلمات.
تسحقني شوارع المدينة الحبلى بالعرق والصراخ والأخرى الهادئة النائمة، في ليل المدينة يصير السكون سكينا و (ومومسات الليل) يزحفن على الشوارع والقمامة ويشربن دمي، يتسلقن جسدي ويقضمن فتات أعصابي وأحزاني وبقايا حلمي.
يتوحد الحزن وليل المدينة، وجهان لأنثى واحدة...
وأصرخ في الشوارع المطمئنة... غني ... غني إن استطعت أيها المطر وأصنع ما شئت على أعتاب روحي من وحل أو زهر وأغسل بمائك المراق لون القمر، وأصرخ فيه غني... غني... فيجيبني رجع الصدى
مطر... مطر... مطر
سيدتي هل كنت حقا سيدتي؟؟!! كي أحترف فيك العشق وأحترق؟! هل كنت حقا سيدتي؟! حتى أشتعل فلا أرى أنثى سواك وأترحل في عينيك؟!
أم انك وجع القصيدة ونسج خيال، حزنا نما فأثمر وجها وشعرا وعينان وشفتان وأعطيتها اسما فكنت أنت وألقت علي بظلها، فأبكتني ورجوتها... سيدتي إذا اخترت يوما الرحيل فاتركي لي ظلك والكلمات وارحلي دونما تردد واشنقيني بخصلة شعرك دونما تردد.
فأنا المصلوب بين الحقيقة والخيال وأنا امريء القيس يناجي في وحشة الصحراء طيف غريبة ضيعها وهو الغريب يحترث حرث ذئبه فيهزل*

* الرجز والهزج بحران عروضيان من أبحر الشعر العربي
** اشارة إلى بيت شعر لامريء القيس " كلانا إذا ما نال شيئا أفاته ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل".



#توفيق_العيسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الحارة نساء ساذجات ومجتمع مرعوب
- مملكة الوهم
- الفكر الديني بين القيادة والقاعدة أخذتم غنائم- التحرير- فمتى ...
- عبثية الموت وهندسة المأساة قراءة في مسرحية حفار القبور للمخر ...
- فرقة المسرح الشعبي في مسرحية حفار القبور
- لقاء مع المخرج الفلسطيني فتحي عبدالرحمن
- ميركل جاءتنا معقدة جدا جدا جدا
- السعودية نهاية المشروع التحرري
- أنا ديمقراطي إذن أنا مقهور فؤاد السنيورة نظام عربي قديم
- شعار مرفوض الرئيس محمود عباس وشعارات الحركة
- فدوا* نص مهدى الى روح الشهيدة أطوار بهجت
- الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية المخرج الفلسطيني يعقوب اس ...
- الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية الظل للمخرج الفلسطيني يعق ...
- لقاء مع الفنان الفلسطيني رأفت لافي
- هي محاولة
- حوار مع الروائي الفلسطيني أحمد رفيق عوض
- أسرار العشق
- أن تكون فلسطينيا
- ثورة الجياع أم سقوط الثورة؟!
- محمد البكري شخصية استشراقية


المزيد.....




- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - عيناك تفاصيل المكان