أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - لو أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد














المزيد.....

لو أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 961 - 2004 / 9 / 19 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


عندما بدأ عبد الرزاق عبد الواحد مديحه العموديّ في العام الأخير للبكر، وزاده في عامِ صعودِ صدام إلى الرئاسة، والدهرِ الذي تلاهُ ، لم يشأ أن يمضي وحيداً في طريقه النفعيِّ ، بل ربّى صبياناً في بغداد على كتابة الشعر العموديّ ، ليرافقوه طوالَ ذلك الدهر في طريقه ولمّا يزالوا، وقد شاء مصيرنا أن يكونوا أسوأ الخلق خُلُقاً..
كانوا يفتخرون بمعرفة حرس حماية صدام، ويدخلون علينا في اتحاد الأدباء ببدلة حرس الحماية وبمسدس مهدىً من الرئيس أو من حرسه.
وكانوا لايقرون بأيّ احترام لأديب أسنَّ منهم ومنا "شخصاً وتجربةً أدبية"، كما هو حال أبناء المدرسة الأدبية العراقية، بل كانوا يهددونه أحياناً بالرئيس وحرس حمايته..
وكانوا يفهمون الشعر، وبخاصة ماكان عمودياً منه، مديحاً لكسب المال.
قالوا لي ذات مرة: لو كنتَ كتبتَ قصيدة عمودية واحدة ، لكنتَ غادرتَ فندق الصياد إلى الأبد.{ وقد كنت أؤجر فيه سريراً بغرفة ذات سريرين.}
وفي مرة أخرى قالوا لي مازحينَ بمكر ، وكنتُ جالساً مع صديقي حسب الشيخ جعفر: سنبقى نحوم حولك حتى تكتب شعراً عمودياً..
ضحكتُ وأسمعتهم بيتين لأبي نؤاس ،عدَّهما أبو العتاهية أعظم ما قالته العرب في الهجاء :
وما أبقيتُ من عَيــْلانَ إِلاّ كما أبقتْ من البظْرِ المـواسي
وما حامتْ عن الأحسابِ إلاّ لترفـعَ ذكـرَها بأبي نـُواسِ
فلم يفهموا البيتين تماماً. ذهبوا إلى عبد الرزاق عبد الواحد وأخبروه بقافية البيتين وما علقَ منهما في أذهانهم ، فضحك هو الآخر، كما أخبرني حينها ، وأمرهم ألاّ يتحرّشوا بي ثانية..
كان عبد الرزاق يقول بأنه لا يعرف كيف يفسّر اِختياري طريقَ الحداثة ، فلا أكتب الشعر العموديّ في وقت غلاء سوقه، وقد كنت أعيش فقيراً !!
وأحسب أنه كان يعرف!
حصل عبد الرزاق عبد الواحد من صدام على ما لم يحصل عليه شاعرٌ مادحٌ ، من مالٍ وجاهٍ وبيتٍ على نهر دجلة، وكنّ له صدام حباً ليس أدلّ عليه من الصور التي بثتها شبكات التلفزيون لصدام وهو ينهي خطابه بعد فوزه في آخر زحف كبير "انتخابات" قبل الحرب، فينزل من المنصة إلى القاعة ، ليبادرَ إلى السلام على شاعره في الخطّ الأول من الجالسين. وحصلَ صِبيانُ عبد الرزاق في الشعر العموديّ ،من صدام،على ما لم يحصل عليه أقرانهم في الشعر وفي العمر عبر القرون من مال وبيوتٍ وسياراتٍ ، وحصلتُ أنا من صدام على حكمٍ بالإعدام ومنفىً وحنينٍ فيه إلى سرير فندق الصياد في ساحة الميدان!
* * *
لو أنَّ عبد الرزاق لا يقول الآن في مقابلاته الصحافية: بأنه كان يعارض صدام أحياناً فيقول فيه شعراً لا يرضيه ، فيزعل صدام!
لو أنه يقول : بأنه أحبَّّ صدام حقاً ، وأنه يبكي لحاله الآن.
لو أنه كتب الآن في صدام السجين ، ربعَ ماكتبه عنه عام 1981 في قصيدةٍ ، بعد معركة الخفاجية ، تلك التي وقعت قبل معركة المحمرة :
يمضي الزمانُ وتبقى أنتَ والصوَرُ يمضي الزمانُ ويبقى اللهُ والذكَرُ
لكتبتُ بياناً عنه ، ولآقترحتُ على الصديق سعدي يوسف، الذي يتذكره عبد الرزاق في المقابلة الصحافية الأخيرة،أكثر من مرة،أن يشاركني توقيعه.
سنقول في البيان:{ لقد أثبت الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد بأنه كان صادقاً في حبِّ بطله الذي هو عدونا نحن الإثنين ، فلم يقم بخلعه على رؤوس الأشهاد بعد أن خسرَ دولته ، واقتيدَ إلى السجن.
ولأننا شاعران ، ولسنا سياسيَّين ، فإننا نعدّ بكاءَ الشاعر بطلَهُ السجينَ ذروةَ التراجيديا في الشعر والحياة . إنَّ ما فعله الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد هو مثار إعجابنا..إلخ}
لو أنه كتب في صدام ، يؤاسيه حقّا..

هولندا 12-6-2004



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأموم
- أنعتبُ على أدوارد سعيد وهو غائب عنا ؟
- الخمرياتُ الأربع
- تعليقات سياسية
- ذكرى الهرب من البلاد
- عن الثقافة
- رسالة إلى الأستاذ أحمد الجلبي
- أين فقهاء العراق ؟
- ..إيران
- يوسف القرضاوي وفتواهُ الجديدة
- ثلاثاء الكتابة..حيرَةُ الثلاثاء
- تعليق على قصيدة الطبيعةُ تلعبُ بي لسعدي يوسف
- الشاعرُ وأصدقاؤه
- الصَّوتُ الشِّعريّ
- المَجْزَرَةْ
- موتُ سبتي الشيخُ ابراهيم
- خمريات.. 2- في حُلَّتي جسمُ فتىً ناحلٍ
- كلمات إلى مقتدى الصدر
- حتى يعرف أدونيس..
- الطريق إلى الحرب.. والإعلام العربي


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - لو أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد