أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - حتى يعرف أدونيس..














المزيد.....

حتى يعرف أدونيس..


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 905 - 2004 / 7 / 25 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


في اليوم الأخير من تموز عام 2002 زرت دمشق من أجل أن ألتقي المرحوم والدي بعد فراق طويل،وقد كنت كما تعرفون ممن لا يستطيعون السفر إلى العراق أيّامَ حكم الدكتاتور.
كان والدي يخشى ألاّ تسنحَ له فرصة أخرى في أن يراني وشقيقي المسرحيَّ " رياضاً "- الذي هرب من البلاد إلى مخيمي رفحاء والأرطاوية إثرَ قمع انتفاضة آذارعام 1991- فجاءنا إلى دمشق من مدينته الناصرية، وقد كان في الثامنة والسبعين من العمر، بسيارة أجرة قطعت الطريق في ثماني عشرة ساعة.
وقد كنت في ذلك الوقت ، قبل وصولي إلى دمشق، أتهاتف والصديق الشاعر أدونيس دورياً فاتفقنا أن نرى بعضنا عنده في قريته قصابين، إحدى قرى قضاء جبلة في اللاذقية.
ولقد رأيت أبي،ولقد سافرت إلى قصابين من أجل أن أرى أدونيس أيضاً.
نمت في قرية قصابين وقضاء جبلة ليلتين ضيفاً على عائلة أدونيس الطيبة والكريمة،ومتحاوراً معهم،ومعه، حول أمور شتى.
وعرفت أن الرجل مهموم بل ومغتاظٌ من أمرٍ مّا فعله العراقيون اتجاهه ، وأخذت أضرب أخماساً بأسداس بعد مغادرتي قصابين، لأحدسَ في من كان أكثرَنا إيذاءً له فلم يخطر ببالي غير الصديق الشاعر كاظم جهاد في كتابه:أدونيس منتحلاً، لكنني استبعدت بادىءَ بدءٍ أن يأخذ عقلُ أدونيس شعباً مّا بجريرة واحد منه.
وغير كتاب كاظم فلنا كلنا آراء في شعر أدونيس، قد لا يحبها أدونيس، مبثوثة في مقالٍ هنا أو في حوارٍ هناك، وهذا كما أحسب، أمرٌ طبيعيّ ومشروع كما هو أمر آرائنا في شعرائنا من بني بلدنا العراق.
وحين سقطت بغداد وكتب أدونيس مقالاتٍ عن ذلك الحدث المدوي لم أتعنَّ قراءةَ كلِّ ما كتبه،بعد أن قرأت له نصف مقال عن صور السرقة في بغداد،فوجدته{كما لو أنه!} يتشفى منا،فلم أكمل النصف الثاني.
أحزنني ما قرأت ورأيت أنَّ زيارتي لقصابين قد لا تنمو ذكراها،خارجَ حدّها الزمنيّ، وأسفت أسفاً كبيرا..
* * *
العراقيون الذين لم ينعموا طوال حروبهم بالممالك الإعلامية التي نعم بها غيرهم من الأدباء العرب..
العراقيون الذين قد لا يتهجى الصحافيون العرب أسماء شعرائهم جيداً، فيكتبون حسن الشيخ جعفر بدلاً من حسب،وقد يعجب من صمته وتعاليه على الإعلام صحافيّ عربيّ قد لا يجيد الكتابة باللغة العربية حين يكون على بعد مائة متر من قسم التصحيح في جريدته..
العراقيون الذين لم ينعموا بعدُ بالبلد الآمن..
العراقيون الذين هم الآن في ضيم الإحتلال،وضيم المقاومة المهلِكة للناس الأبرياء..
يصدرون صحافة تترقى في مادتها وفي حرفتها كلَّ يوم.
فيكتبون في صفحاتها الثقافية ما لاتجده في صفحات غيرهم.
العراقيون هؤلاء{أم أولئك؟} ينشرون في صحافتهم دراسات نقدية عن الشعر العربيّ،لنقاد عراقيين شبان وأكاديميين ، يقتطعون من الزمن الحربيّ وقتاً للتفكيرفي الشعرعلى الرغم من الإنفجارات المتتابعة والسيارات المفخخة،ويتذكرون أدونيس ويخصونه بدراسة نقدية قد لايقرأ صديقنا الشاعر العربيّ مثلها الآن في صحافة البلاد العربية تتناول عناصر الدراما في شعره وتحتل نصفَ صفحة،مرفقةً بصورة له تعلو صوراً أخرى لرموز شعرية بارزة في الشعر العراقي.
هذه الكلمات هي للتذكير بأولئك{أم هؤلاء؟} وحتى يعرفَ أدونيس..

23-7-2004 هولندا



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى الحرب.. والإعلام العربي
- أخاف على شعبي من الإحتلال والمقاومة
- أميريكا والبعث
- تحية إلى الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الناصرية
- في رسالة شخصية إلى كمال سبتي : المعماريّ العراقيّ خالد السلط ...
- نصوصٌ من - بريدٌ عاجلٌ للموتى
- ثلاثة نصوص من - بريدٌ عاجلٌ للموتى
- الشّاعرُ وَأُخْوَةُ يوسُف..
- شيءٌ عن السّيّاب : صِلَةُ قُربى..
- حكاية في الحانة
- الشاعر شهيدا ..
- مكيدةُ المصائر
- آخرونَ قبلَ هذا الوَ قت
- حكاية في الحانة
- مكيدةُ المصائر
- القصيدة ملجئي الوحيد للثأر
- البلاد
- الحرب والشعر
- اِبْنُ رُشْد ..
- آخِرُالمُدُنِ المُقَدَّسَة


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - حتى يعرف أدونيس..