أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل سيستمر البعثيون القدامى والجدد على إرسال رسائل التهديد والوعيد في الداخل والخارج لمجرد توجيه النقد لهم؟















المزيد.....

هل سيستمر البعثيون القدامى والجدد على إرسال رسائل التهديد والوعيد في الداخل والخارج لمجرد توجيه النقد لهم؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 960 - 2004 / 9 / 18 - 13:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد خبر الشعب العراقي وقواه السياسية أساليب حزب البعث العفلقي في فترة حكم أحمد حسن البكر وصدام حسين, سوية أو بالتعاقب, وممارساتهم في مجال السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية, وكذلك في السلطة الرابعة, الإعلام بمختلف مجالاته. وقد تمرس عدد كبير من الإعلاميين البعثيين في فترة حكم البعث الذي دام 35 عاماً على سبل كثيرة للوصول إلى الأهداف التي يسعون إليها, ومنها:
1. عمليات الافتراء على الناس وتشويه سمعتهم والإساءة إلى مواقفهم والحط من كرامتهم ومحاولة تصيدهم في أوضاع غير طيبة وتهديدهم بفضائح نسائية معروفة للجميع.
2. الاعتقال وممارسة التعذيب إلى حد القتل.
3. التغييب والاختطاف والقتل ورمي الجثث في الشوارع للوصول إلى مزيد من نشر الرعب في صفوف الناس.
4. الاعتداء على العوامل واعتقالهم وممارسة كل ما هو محرم شرعاً وإنسانية معهم.
5. مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة والتهجير القسري للكرد الفيلية وعرب الوسط والجنوب من الشيعة.
6. التعريب القسري والتطهير العرقي للكرد من مناطق سكناهم في كركوك وفي غيرها من المدن وكذلك تعريب التركمان ...الخ.
7. العمليات الحربية والعدوانية ضد الشعب الكردي وعمليات الأنفال ومجزرة حلبجة الكيماوية, إضافة على القبور الجماعية التي اكتشفت أخيراً في سائر أرجاء العراق.
وكان الإعلام البعثي عارفاً بكل ذلك بسبب قرب القائمين عليه من القيادة البعثية وعلاقتهم الحميمة بأقطاب النظام, إذ كلما كانت تغطيتهم وتسترهم على ما كان يجري ومدحهم لنظامهم البعثي الصدّامي, كلما انهمرت عليهم الثروة وعطايا القائد الضرورة وتحولهم إلى قطط سمان على حساب الشعب ومصالحه وحياته.
كانت هذه المسائل كلها معروفةً للناس في العراق, وكان الناس يدركون الدور الذي يمارسه أقطاب الإعلام خلال الفترات المنصرمة, وبالتالي كانت كراهية الشعب لهؤلاء الناس كبيرة ولعناتهم عليهم مستمرة.
وإذا كان البعثيون وهم في السلطة قد مارسوا كل تلك الأفعال الإجرامية بحق الناس الشرفاء والمعارضة الوطنية العراقية, فأنهم يمارسون اليوم في العراق ذات الأساليب ولكنهم خارج الحكم وعن طريق جماعات الاغتيال والقتل والتخريب والتفجيرات الواسعة والتهديد أيضاً.
أما أعوانهم في الخارج فيقومون بعقد المؤتمرات والاجتماعات للتحريض ضد الوضع في العراق ودعم ما يسمى بالمقاومة. ولكن للإعلام البعثي أو المحسوب عليه في الداخل والخارج دور آخر في هذا الصدد. وقد حاولت لمسه ونقده في مقال لي حول مدى صحة عودة البعثيين إلى الحكم في العراق, حيث أوردت نماذج عن تغلغل البعثيين إلى مواقع الإعلام أيضاً, وإلى محاولات تسويق البعثيين ومن وقف إلى جانبهم من الناس الذين أسقطهم النظام البعثي وأجهزته خلال الفترات السابقة وحولوهم إلى أدوات لمدح الدكتاتور ورهطه والحصول على أموال وتسلم أوسمة قذرة من يد الدكتاتور.
وحالما نشر المقال وشعر البعض بأن المقال قد مسه بالصميم وعرضه للنقد, ولم يكن أكثر من نقد للبعض من هذه الممارسات, استنفر البعض وبدأ بإرسال الرسائل الإلكترونية التي تحاول الإساءة لي وتهديدي بطرق مختلفة أو إرسال الفايروسات المتتابعة في محاولة بائسة حقاً لإسكاتي بعد أن وجهوا لي سؤالاً إن كنت أملك عينات أخرى لما نشرته من نقد, فأجبتهم بنعم لدي الكثير إن كنتم راغبين في الحصول على تلك العينات.
لم يستطع حزب البعث العربي العفلقي إسكاتي في العراق, ولم ينفع إرساله الرسل إلى الجزائر, ومنهم الدكتور غسان حداد, السوري الجنسية الذي كان وزيراً للتخطيط في حكومة زعين ومستشاراً للتخطيط في بغداد, عندما كنت أستاذا هناك لإقناعي بالعودة إلى العراق وأخذ موقع وزير في الحكومة البعثية أو أي مركز أشاء وإلا فسيصادر بيتي وما أملك, ولم ينفعهم مصادرة بيتي وما أملك, وهو قليل جداً, كما لم ينفعهم تعريضهم عائلتي للإساءة واختطاف أبن أختي الطبيب الاختصاصي في العظام وتغييبه منذ عام 1980, إذ لا بد وأنه ضمن الناس الراقدين في القبور الجماعية, كما لم ينفعهم أسلوب الانتقام من أخي ودفعه على قبره في عام 1984 عندما كنت أناضل مع القوى الديمقراطية الكردية والحزب الشيوعي العراقي, مع قوى البيشمركة – الأنصار في كردستان العراق ضد نظام البعث, إذ اشترطوا عليه إقناعي بالعودة إلى العراق ورفض أخي ممارسة هذا الدور. ولن ينفعهم اليوم إرسال رسائل التهديد والإساءة, إذ أنني سأعرض كل تلك الرسائل المرسلة لي إلى القراء على مواقع الإنترنيت والصحافة العراقية.
علي هؤلاء البعثيين القدامى وفلولهم في الداخل والخارج أن يتعلموا سماع النقد وأن يتعلموا من دروس الماضي وأن يغيروا أساليب تعاملهم مع الناس.
كم كنت أتمنى على هؤلاء من صميم قلبي أن يعترفوا أمام الناس بأخطائهم ويعتذروا للشعب عن مشاركتهم فد دعم النظام, تماماً كما اعترفت واعترف الحزب الشيوعي العراقي عن أخطاء السياسة التي مارسها الحزب أثناء فترة التحالف مع حزب البعث. كم كنت أتمنى عليهم أن يبعدوا تلك الأصوات التي تثير اشمئزاز وأعصاب الناس العراقيين من الفضائيات التي تشغلهم عندما يسمعون نهيقهم, وكم كنت أتمنى أن لا يسوقوا أولئك الذين أساءوا إلى الشعب العراقي بانقلابهم على الشعب ومدح الدكتاتور وطغمته ونظامه. لا أحمل الحقد على هؤلاء فليس في قلبي أي مكان للحقد والكراهية, ولكني أرفض عدة مسائل جوهرية:
1. أرفض تسويق من لا يجوز تسويقه بالصورة التي تجري حالياً, لأن هذا التسويق لا يساعد هؤلاء على التعلم من دروس الماضي القريب جداً, ولا يساعدهم على الاعتراف بالخطأ والاعتذار للشعب عن أفعالهم.
2. أعتبر أن الساكت عن الحق شيطان أخرس, وأوجه النقد عندما أرى ذلك ضرورياً ولن تأخذني في ذلك لومت لائم.
3. أعتبر عدم الاعتراف بالرذيلة رذيلة أكبر, والاعتراف بها فضيلة.
4. وأعتبر التهديد بممارسة أساليب بائسة وقهرية لدفع الناس إلى السكوت خطأ فادحاً ولن يجدي نفعاً.
أتمنى أن تصل هذه الرسالة لمن أرسل لي رسائل التهديد المبطنة وأتمنى عليه أن يكف عنها لأنها غير نافعة وبائسة وأسلوباً فاشياً.
لم يكن التهديد الذي مارسه البعض الذي أشرت إليهم نابعاً من موقفي النقدي الذي وجهته إلى بعض الممارسات فحسب, بل هو حصيلة مواقفي في الكتابة منذ سقوط النظام وهجومي المركز لفضح أساليب البعث وغيرهم في العمل السياسي والعسكري والإعلامي الراهن, وبسبب موقفي من الوضع في العراق وإدانتي للاحتلال, ولكن كانت إدانتي أكبر لمن تسبب بالاحتلال, وأعني به صدام حسين ورهطه وحزبه والقوى التي ساندته. وكذلك بسبب تأييدي لعملية التغيير الجارية في العراق لصالح الحرية والديمقراطية رغم المصاعب التي ترتبط عادة بالحرب والاحتلال والإرهاب وما إلى ذلك. وأخيراً يبدو أن موقفي الصارم والحازم من حق الشعب الكردي العادل والمشروع في تقرير مصيره بنفسه وإقرار الفيدرالية الكردستانية تثير غضب القوى القومية وفلول البعثيين المقيمين في الداخل والخارج ومن لا يزال يحسب عليهم ولم يتخل عنهم.
سأبقى صارماً وحازماً إزاء هذه القضايا وإزاء المسألة التي لا توجد في العالم قوة قادرة على منعي منها, وهي ممارسة حقي في النقد إزاء الظواهر السلبية في الحكم والإعلام والصحافة والقنوات الفضائية دون المساس بحريتها أو الإساءة إليها, فهذا حقها المقدس. كما من حقي المقدس ممارسة النقد.
إن الرسائل التي وصلتني ذكرتني بواقعة حدثت في تموز من عام 1978, عندما نشرت مقالاً في طريق الشعب حول الوضع الاقتصادي في العراق والسياسات التي مراسها البعث حينذاك, واعتبره صدام حسين إهانة له ولسياسته ومجلس قيادة الثورة, كما اعتبر حملتي التي فضحت فيها العوامل الكامنة وراء إعدام 32 عراقياً من الشيوعيين والديمقراطيين مناهضة لحزب البعث وإساءة شخصية له, فأرسل ثلاثة من رجال الأمن لاعتقالي وأنا في البيت وأبقاني في ضيافة الأمن العامة فترة من الزمن, جرى خلالها تعذيبي بقسوة بالغة, ولكن الجلادين الأوباش شلوا في الوصول إلى هدفهم بالحط من كرامتي وآدميتي والأمانة التي كانت في عنقي. ثم تم إحالتي على التقاعد وإنزالي درجتين وعدم حصولي على راتب تقاعدي, وأجبرت بعد تقديمي إلى محكمة الثورة بتهمة إهانة مجلس قيادة الثورة علناً الخروج من العراق. وكان السيد هاشم حسن نقيب الصحفيين حينذاك, حيث كنت عضوا في النقابة, هو الذي منحني كتاباً للحصول على جواز سفر وخروجي من العراق خلسة والعلل في جامعة الجزائر. واليوم يقوم فلول البعث بإرسال رسائل من النوع الذي أشرت إليه بدلاً من إرسال رجال الأمن لاعتقالي, إذ لا يملكونهم. وإذا رغب من وجه لي تلك الرسائل أن أصف له ما عمله معي رفاقه في جهاز الأمن في البلديات خلال تلك الفترة حيث كان الإعلاميون البعثيون يصولون ويجولون في الإعلام العراقي.
منذ أن بدأت أكتب عن الوضع في العراق كنت أتوقع ردود فعل من هذا النوع, ولكنها لن تكون ذات فائدة وستعود إلى نحورهم. وأملي أن يكف هؤلاء عن إرسال رسائلهم البائسة عبر الإنترنيت, إذ سيكون عليهم وليس لصالحهم.

برلين في 16/09/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك محاولات لتوسيع رقعة وتطوير نوعية وحجم العمليات الإره ...
- إلى ماذا يسعون مرتكبو الجرائم الإرهابية العمياء في العراق وب ...
- رؤية حوارية حول واقع وسبل معالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماع ...
- هل حقاً عاد البعثيون الصدّاميون إلى الحكم في العراق ثانية؟
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الدفاع العراقي حول الموقف من ماض ...
- 2-2 من هم ال?يشمر?ة في كردستان العراق؟ لِمَ تشكلت ميليشيا مق ...
- 1-2من هم ال?يشمر?ة فی كردستان العراق؟
- !حوار مع مضامين رسالة السيد حلمي حول اغتيال الأساتذة في العر ...
- أين تقف حكومة قطر من مصالح الشعب العراقي؟
- لنناضل سوية ضد جرائم اختطاف واغتيال الأساتذة والصحفيين الأجا ...
- هل انتهت مشكلة مقتدى الصدر أم بدأت لتوها؟
- نحو تغيير جذري في واقع ودور وحياة المرأة العراقية
- !لنتذكر جميعاً, مع تصاعد الإرهاب, خطط صدام حسين لمواجهة الأو ...
- هل من علاقة بين الإرهاب في العراق وارتفاع أسعار النفط الخام ...
- !حوار مع الأخ الفاضل زهير الزبيدي حول مواقف إيران إزاء العرا ...
- مرة أخرى حول مواقف إيران من الوضع الراهن في العراق؟
- هل لم يعد مقتدى الصدر حراً في قراراته أو حتى في تصريحاته؟
- من المستفيد من الحسابات الخاطئة للعقلية السلفية المتطرفة لمق ...
- موضوعات للمناقشة في الذكرى الخامسة والعشرين لانتهاء مذابح ال ...
- هل سياسات الولايات المتحدة في العراق في قفص الاتهام؟ وما هي ...


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل سيستمر البعثيون القدامى والجدد على إرسال رسائل التهديد والوعيد في الداخل والخارج لمجرد توجيه النقد لهم؟