أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر أبو رصاع - اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محفوظ الروائي














المزيد.....

اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محفوظ الروائي


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


يعتبر الأدب الروائي بشكل عام لون جديد من ألوان الأدب في عالم العرب الأدبي إلا إذا إعتبرنا بعض القصص الملحمية الشعبية مثل تغريبة بني هلال وقصة الزير سالم من أدب القصة ، وقد دخلت الرواية الأدب العربي كفن معترف به مع عصر النهضة كأحد الفنون التي جاءت بعيد الانفتاح على فنون الأدب العالمي وعلى رأسها المسرح والرواية .
يعتبر نجيب محفوظ ابن حي الحسين القاهري القديم وابن الطبقة الوسطى المصرية فارس الرواية العربية الاول بدون منازع ولا نظننا نبالغ إذا ما قلنا أن مسافة واسعة تفصل بين أدبه الروائي وأدب أقرانه الآخرين ، ذلك أن أدب نجيب محفوظ دخل عن استحقاق الذاكرة الانسانية بعامة ضمن روائع الأدب العالمي ، ولا شك أن نجيب محفوظ تأثر بالنزعات الأدبية التي شابت القرن العشرين وعلى رأسها النزعة الرمزية وقد برع محفوظ في توظيف هذه النزعة والتي وجدها ضرورية جداً خاصة في الفترة التي سيطرت فيها أجهزة الأمن وعقليتها القمعية القصرية على مصر ، فكانت الرمزية وسيلة تمكن محفوظ من خلالها أن ينفذ عابراً الخطوط الحمراء بأفكاره إلى قرائه ، فكانت السمان والخريف مثلاً التي شبه فيها محفوظ الساسة الوفديين بطائر السمان الذي يصل الشواطئ المصرية بعد رحلة طويلة قادماً من أوربا وقد أنهكته الرحلة فينصب الصيادون له الشباك على الشاطئ ليصطدم فيها ويسقط في قبضة الصياد دون مقاومة ؛ فالسمان هنا هو السياسي الوفدي الذي انهكته الصراعات السياسية مع القصر والانجليز ليصطدم بعد كل ذلك بالشبكة التي نصبتها حركة الضباط الأحرار ويهوي بدون مقاومة وينتهي الحزب العظيم بهذه البساطة!
ومثلها قسوة التعبير عن موت روح ثورة الوفد في مصر عام 19 بموت الشاب الذي رمز لروحها "فهمي" في ثلاثيته الرائعة بين القصرين والسكرية وقصر الشوق، أضف لذلك على سبيل المثال لا الحصر رائعته أولاد حارتنا التي تعتبر نموذجاً للرواية الرمزية بامتياز وفيها يعبر محفوظ عن تصوره للأديان كحركات من أجل لتحرير الانسان وتحقيق العدالة الاجتماعية حيث تظهر النزعة الاشتراكية لمحفوظ والذي يجعل من شخصيته الروائية الرمزية "عرفة" آخر الانبياء وعرفة هنا اشتقاق من المعرفة وسلاحه في تحقيق العدالة كان السحر كرمز للعلم ، وفيها عبر عن فكرته الرائعة : الانبياء هم علماء هذا الزمان وأن على الانسان أن لا ينتظر الرسل من السماء بل أن يسعى بما بين يديه من معرفة لصناعة جنته على الأرض وفرض عدالته .
أدب نجيب محفوظ لا تقل قيمته التأريخية عن قيمته الفنية ، بل أننا نزعم أن نجيب محفوظ في رواياته قدم للذاكرة المصرية والعربية تأريخ أجتماعي مادي دقيق لتفاصيل الحياة اليومية والاجتماعية في مصر عبر القرن المنصرم ، فإذا أن أردنا أن نعرف كيف كان المصري يأكل ويلبس ويعمل ويعتقد وكيف كانت العادات الاجتماعية المختلفة والمعتقدات الشعبية ليس لدينا أفضل من أدب نجيب محفوظ الروائي المتأني في سرد الوصف لأدق التفاصيل حتى لكأنك وأنت تقرأ تنتقل بالكامل إلى جو الرواية التاريخي بتفاصيل أحداثه وبيئته .
نهاية لا بد من الاشارة إلا نزعة نجيب محفوظ الاشتراكية الديموقراطية ، فنجيب محفوظ منحاز بشكل كامل إلا الطبقة الكادحة وشخوصه هم المصريون البسطاء الذين يمثلون أديم الأرض ، الذين يسميهم محفوظ الحرافيش ، بل أنه أسس شبه منتدى ضم مجموعة من الأدباء والمفكرين والفنانين المتحرفشين لا زالت تعرف بمجموعة حرافيش نجيب محفوظ ، فيما قضى محفوظ عمره عابراً شوارع مصر القديمة بين بيته والمقاهي الشعبية للقاهرة القديمة التي شهدت ولادة أعظم روايات العربية على الأطلاق .



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د.ابتهال يونس امرأة تدفع ثمن باهضاً لأنها زوجة مفكر عربي!
- اهداءإلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)
- الشعب هو المعلم (1) المشهد العراقي
- ليس اختيار
- في نقد القراءة التراثية
- الذَّبحُ و الأرَبُ
- قراءة حول إشكالية النهضة في الخطاب المعاصر


المزيد.....




- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر أبو رصاع - اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محفوظ الروائي