أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أبو رصاع - الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)















المزيد.....

الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 927 - 2004 / 8 / 16 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما طعن الكبرياء القومي العربي ودمعت عيون جمال عبد الناصر بكت الملاين العربية معه ، هزم المشروع القومي وكانت النكسة التي لا زالت حتى الساعة نكبة كبرى للعرب والعروبة ، رمت الإمبريالية الغربية بكل ثقلها خلف إسرائيل ومعها ولعقود من الخيانة الرجعية المتآمرة التي أرادت أن يهزم عبد الناصر بكل ما عناه للإنسان العربي الطامح للحرية والوحدة حتى لو كان الثمن ضياع كل الأرض العربية بل و التحول إلى دمى تحركها الأصابع الأمريكية ، أولئك الذين قاموا يرقصون ويطبلون فرحاً ويصلون لله شكراً لأن إسرائيل هزمت عبد الناصر ! ولأن المشروع الوحدوي أصبح ولله الحمد في ذمة التاريخ و انتفخت أوداجهم بهجة بدموع الشعب العربي بعد أن هوى بطلها المهزوم جثة وفاتت فرصته ليستعيد كرامة الأمة !
وقزّمت السياسة العربية إنجاز العبور بانسحاب تاريخي لمصر من دورها
وبدأ مسلسل الاستقالة الطوعية للدول العربية تباعاً علناً وسراً من التاريخ ، وأصبحت العروبة جريمة وفلسطين قسم من أمريكا اللاتينية ! وبدأت النظم العربية تلعب إما دور الوسيط الضاغط لحل القضية المستنكر لأعمال العنف وإما دور "الهتيف" الذي يقف بعيداً عن المشهد يهتف في العلن كضرورة للسوق المحلي ويستجدي الرضى الأمريكي سراً بكل الوسائل و الطرائق التي تبرهن للأمريكان حجم الكرم العربي الحاتمي ، في عمق ذلك المشهد المأساة بكل ما تعنيه الكلمة كانت المقاومة المسلحة والعمل الفدائي نيشان العزة والشرف ورمز الكرامة والنضال الوحيد الباقي ورغم شناعة الأخطاء هنا وهناك وحالة اللا تنظيم التي شابت ذلك النضال والتآمر واللا وعي في العمل العربي مع وضد العمل الفدائي فقد أرسى حقائق ثابتة في الوعي الفلسطيني ومن ورائه العربي أن الشعوب لا تهزم والمقاومة ممكنة ، وخرجت منظمة التحرير من لبنان بعد ما كان من تعرية وفضح للحالة التي وصلنا إليها جميعاً ، و لكن لأن الشعب الحي أعظم من أن يهزم و لأن له عبقريته النضالية الخاصة وأسلوبه ولأن الشعب يبقى المعلم كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى انتفاضة الحجر درساً أسطورياً في النضال قال فيها الشعب الفلسطيني للعالم أنا هنا وهذه أرضي ، وحمل العالم على أن يعترف به ويفاوض منظمة تحريره ، فبأكف أولئك الأطفال الأساطير رموز الشرف الذين هزموا السلاح الأمريكي بحجر ، وبدمائهم الطاهرة الندية جاءت منظمة التحرير إلى الداخل بعد أوسلو سيئة الذكر ، لقد بدأت القيادة الفلسطينية عملية التفاوض مدفوعة إلى ذلك و مبررة له بما وصل إليه الصراع وما وصلت إليه هي معه بخروجها من دول الطوق العربية وفقدانها لثقلها النضالي العسكري و انتقال القيادة إلى تونس محجمة وبعيدة عن بؤرة الحدث وتعقد وصعوبة العمل النضالي في الخارج وقبل ذلك كله الانسحاب المصري من الصراع باتفاقية كامب ديفيد و حرب الخليج الثانية وانشقاق الصف العربي وما نتج عن الموقف الفلسطيني من شبه قطيعة بينه وبين دول الخليج العربي ، ومهما كان من أمر أوسلو وبغض النظر عن الموقف منها فقد كانت ، وفرضت واقعاً جديداً علينا أن نتأمله موضوعياً ، ونقف لحظة مع الشعارات الأساسية التي كان أنصارها يعلنوها لكل من أعترض عليهم : إن أوسلو تنقلنا إلى الداخل و أسلو تتيح لنا أن نناضل من أرض فلسطين و أسلو تمنحنا الفرصة لنقيم الدولة النموذج التي ستكون درساً في النضال والكرامة والحرية ، أوسلو…… وأسلو ……وأسلو القائمة طويلة والبرنامج السياسي مليء .
لكن السؤال الملح الآن أين نحن من كل ذلك أين نحن من هذا المشروع الذي طرحته وراهنت عليه حركة فتح ؟ لعشر سنوات متتالية أي شكل من النظم السياسية وأي ممارسة حكم قدمت السلطة الوطنية للشعب المناضل ماذا أعدت للشعب الفلسطيني وكيف أنفقت أمواله وما هي البنية النضالية التي أنشأتها وأي درس في النضال والممارسة السياسية قدمت لشعب الحرية والنضال ، قررتم الانتقال إلى الصيغة التفاوضية فأي استراتيجية نضالية اعتمدتم؟! وما هي رؤيتكم لمستقبل الصراع في ظل هذه المستجدات ؟
تساءل أبناء الضفة والقطاع وهم يرون النهب والفساد و الفلل و سيارات الجيب والحراسات الخاصة والمنح الدراسية في أوربا والغنى الفاحش الذي أصاب الكثير من رموز السلطة هل حقاً هؤلاء هم الفدائيون الذين غنت لهم أم كلثوم "أصبح عندي الآن بندقية" ، بالطبع لا وألف لا ، لا يمكن أن يتحول المناضل الحقيقي إلى عضو في نادي الفساد والطبقة التجارية الوكيلة للكيان الصهيوني هذه الطبقة التي نشأت بسرعة البرق و تحول معها المناضل إلى رجل أمن تلقى على عاتقه واجبات أمنية تمزقه بين المفاهيم والواجبات النضالية وبين المفاهيم والواجبات الناجمة عن السلطة والاتفاقيات التي أنتجتها ، تمزقه بين الثورة بكل نقائها وبين شبه الدولة المأزومة والحل الأعرج ، تمزقه بين ما هو وطني وقومي ومشروع وبين ما هو شخصي ومصلحي وموبوء ، وتشكلت داخل السلطة عقد برجوازية ارتبطت بمصالح تجارية مشبوهة وباسم السلام والتسوية التي أصبحت مصلحتها دفع الشعب الفلسطيني إلى أي تسوية وبأي ثمن حتى لا تتضرر مصالحها التجارية و لو كان ذلك خيانة للضمير وللأمة وللتاريخ ، المناضل لا يمكن أن يطالب وطنه بدفع ثمن النضال أبداً ، إن ما نراه الآن من صراع على السلطة ومن رفض شعبي فلسطيني للفساد ولمنظومة الأجهزة الفلسطينية ليس طارئً بل هو صراع كان مؤجلاً بحكم اندلاع الانتفاضة يتحمل الجميع المسؤولية عنه ، وعلى القيادة الفلسطينية أن تتعلم من أخطائها التاريخية و عليها أن تعيد التحامها بالشعب ، لقد أقامت السلطة الوطنية الفلسطينية دعائمها على أساس حسابات المصالح والولاءات الفرعية فهؤلاء جماعة أبو فلان و أولئك جماعة العقيد الفلاني وصارت المنح والهبات والمناصب توزع مراعاة لاعتبارات مصلحيه بحتة وهكذا تسلقت هرم السلطة الوطنية قيادات منتفعة فاسدة تتجر بالهم العام وبالقضية فيما يرفل أبناؤها بنعيم أموال السلطة على حساب الشهداء والمناضلين الحقيقيين وأسرهم
وأبنائهم ، إنني لا أقلل من نضال الشرفاء والثابتين على الحقوق الوطنية الفلسطينية ولكنني مؤمن إيماناً عميقاً بأن كل تلك الولاءات الفرعية زائفة وزائلة والباقي هو الولاء الشعبي للثابت على الحق والمبدأ المناضل الصادق فعندما ثبت أبو عمار في مقاطعته بروح استشهادي وقفت معه الملايين العربية وحصد شعبية لم يسبق لغير عبد الناصر أن حصدها وقفت معه جماهير الشعب الفلسطيني الذي نزل إلى الشوارع حاملاً روحه على كفه فيما انسحبت فئران الفساد المعربدة التي كانت تقبل أقدام أبو عمار وتستعطيه النفحات الكريمة من الساحة إلى جحورها منتظرة متربصة مختفية تنتظر الآتي لتقرر كيف تنتفع به ، إن مجابهة الفساد ليست عملاً مؤجلاً بل عملاً لا يقل أهمية عن النضال ضد الغاصب الصهيوني لقد أعلنها الشهيد ناجي العلي بريشته عندما كان من أوائل الذين رفضوا قبول الفساد أو السكوت عنه ورفض أن تتحكم الزمر الفاسدة العفنة بمصير الشعب والقضية ، فأنبل وأنصع قضية في التاريخ البشري لا يمكن أن يتصدى لها الملوثون ، السلطة الوطنية ليست بحاجة إلى إصلاح وإنما هي بحاجة إلى إعادة تأسيس على الثوابت النضالية للشعب الفلسطيني وعلى الأسس التي تضمن أن تكون السلطة للشعب المناضل صاحب الحق ، ليس من أحد فوق الشعب وفوق القضية ، والثورة لا تحتاج إلى رموز وعلى مناضليها أن يدركوا أنهم يستمدون قيمتهم من كونهم في خدمة الشعب وثورته ، صحيح تماماً أن فلسطين اليوم تواجه أخطر أعداءها وأسوأ أوضاعها نتيجة للحالة العربية والدولية ، لكن هذا أدعى إلى إعادة بناء الصف الفلسطيني وإزالة البقع السوداء التي لوثته ذلك أدعى إلى الوقفة النضالية الصادقة ، نعم عودوا إلى الشعب وكونوا كما يريد لا تراهنوا إلا عليه و لا تستهينوا به فإن الشعب هو الباقي و هو المعلم أبداً .



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب هو المعلم (1) المشهد العراقي
- ليس اختيار
- في نقد القراءة التراثية
- الذَّبحُ و الأرَبُ
- قراءة حول إشكالية النهضة في الخطاب المعاصر


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أبو رصاع - الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)