أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - امساك باحسان او تسريح بمعروف















المزيد.....

امساك باحسان او تسريح بمعروف


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 09:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



فى مسالة استفتاء جنوب السودان
استغربت من مقالة د. يوسف نور عوض فى جريدة القدس العربى بتاريخ 2010-11-18 تحت عنوان "هل يصبح السودان ساحة صراع بعد استفتاء الجنوب " فعهدى على الرجل انه غير تحريضى ولكنه فى هذه المقالة بعد ان استعرص بعض من تاريخ مشكلة جنوب السودان قام بالطلب الصريح من حكومة السودان بايقاف استفتاء تقرير مصير جنوب السودان باى ثمن .والمشكلة ان هذا المطلب ليس مطلبه هو فحسب بل اصبح مطلب الكثيرين سواء داخل السودان او خارجه .
وللاسف فان كل من يرددون هذه الاقاويل يتناسون عدد من الحقائق الهامة :
1 ان حق تقرير المصير الذى اعطى للجنوبيين بموجب اتفاق نيقاشا لم يكن مطلب الجنوبيين فى البداية فجون جارانج حارب من اجل الرفاهية والعدالة والمساواة لكل السودانيين بل ان السبب الرئيسى فى هذا الطلب هو جبهة الانقاذ التى تحكم السودان منذ 1989 والتى قامت بفرض الشريعة الاسلامية هناك والتى عبئت شباب الشمال للحرب ضد اخوانهم الجنوبيين تحت مسمى الجهاد الدينى فقبل ذلك الوقت ومنذ بداية الاقتتال الشمالى الجنوبى عام 1955 لم تكن هناك اى اسباب طائفية او دينية للاقتتال بل كان الجنوبيين يقاتلون ضد التمييز والتهميش الذى يتعرضون له .
و جبهة الانقاذ حين وافقت على اتفاق نيقاشا واعطاء الجنوبيين حكم ذاتى فى الجنوب لمدة خمسة اعوام ومن بعدها حقهم فى تقرير المصير قد فعلت ذلك لثلاثة اسباب :
- حتى لا تضطر الى الموافقة على الغاء الشريعة الاسلامية فى كل ربوع السودان او حتى فى الخرطوم العاصمة الادارية كما كان ينادى جون جارانج فهى لا تستطيع ان تخرج الى محازبيها ومناصريها وتقول لهم انها وافقت على هذا الامر حتى لو كان الثمن هو تفتيت السودان الى عدة دويلات صغيرة فحكم حى من احياء الخرطوم بالشريعة افضل لها من مجئ غيرها لحكم سودان موحد بدون شريعة .
- راهنت على الوقت (مثل جحا فى رهانه على الزمن لتعليم حمار العمدة الكلام فقد نال الاجرة مقدما اعتمادا على انه مع مرور الوقت فان الموت سيطاله او سيطال العمدة او سيطال الحمار ) فاعتقدت ان فترة خمس سنوات ستكون ربما كافية لنسيان اهل الجنوب وقادتهم هذه المسالة وتناست ان مشاعر الانفصال قد قويت بشدة خلال هذه الفترة الانتقالية .وربما اعتقدت ان الوقت سيسمح بتغير الظروف الدولية مما يؤدئ الى تغير موازين القوى الدولية لصالحها بما يتيح لها التملص من هذا الاتفاق .
- راهنت على انها ربما ستسطيع بمساعدة المانحين العرب والدوليين على جعل خيار الوحدة جاذبا للجنوبيين ولكن هذا الرهان فشل فلا العرب يهمهم السودان ولا القوى الغربية مشغولة ببقاء السودان موحدا او غير موحدا .
2 ان مسالة تفكك الدول القطرية الكبرى ليس هو بمثابة السابقة التى لم تحدث ابدا فقد تفكك الاتحاد السوفيتى الى 16 جمهورية بمنتهى السلاسة والامان ولم تحدث حروب طاحنة بين هذه الجمهوريات وتخيلوا لو فكرقادة روسيا وهى اقوى جمهورية فى هذا الاتحاد كما يفكر بعض المحرضين اليوم واستخدموا ما تملكه روسيا من قوى عسكرية وربما نووية للابقاء على هذه الدول فى هذا الاتحاد فلربما كنا قد شاهدنا حرب عالمية ثالثة بين الشرق والغرب .
وكذلك فان تشيكوسلوفاكيا قد انقسمت دولتين هما جمهورية التشيك وجمهورية سلوفاكيا بمنتهى السلاسة وتعيش الدولتين فى سلام والامثلة كثيرة على الانقسام السلمى بين الدول .
3 ان مسالة استخدام القوة فى فرض بقاء الدول موحدة لم يجلب الا الدمار والخراب للدول والشعوب واقرب مثال هو ما حدث من حروب نتيجة محاولة الدولة اليوغسلافية البقاء موحدة مع عدم رغبة شعوب الجمهوريات الستة المكونة لها فى ذلك مما ادى الى حروب دمرت وقتلت وشردت مئات الالاف من السكان ولازالت اثار هذه الحروب متواجدة الى اليوم .
4 انه فى عالمنا العربى قد فضت اتحادات كثيرة بين دول دون قيام حروب واراقة دماء كالاتحاد الذى تم بين مصر وسوريا فى الستينات وقد حدث الانفصال بعد ثلاث سنوات دون ان يستخدم عبد الناصر القوة التى كان يملكها لبقاء هذا الاتحاد . ومن بعده فضت اتحادات اخرى وقعت بين الدول العربية كالاتحاد بين مصر وليبيا والسودان فى السبعينات واتحاد وادى النيل بين مصر والسودان و اتحاد مجلس التعاون العربى بين مصر والعراق والاردن واليمن الشمالى فى نهاية الثمانينات .
5 لايجب القاء الاتهامات جزافا على الغرب فى كل كوارثنا ومصائبنا التى نفعلها بايدينا ومن ثم نتهم الغرب والقوى المعادية بها فصحيح ان حكام اسرائيل والغرب ليسوا بملائكة وصحيح ايضا ان لاسرائيل وللغرب مصالح وهو مستعد ان يفعل اى شئ من اجل مصالحه وعلينا ان نعلم ان السياسة هى مصالح دائمة وليست صداقات دائمة والغرب دائما ما يبحث عن مصالحه ومصالح شعوبه .
فنحن الذى نعطى الغرب ولغير الغرب الفرصة التى تجعله يتدخل فى شئوننا فلو كانت هناك حكومات عادلة فى السودان لما تمرد الجنوبيين عليها ولما تدخل المجتمع الدولى من اجل حمايتهم ومن ثم تحقيق مصالحه من خلال هذا الامر .
نهاية اقول لكم ارجوكم انظروا الى حال الشعب اليمنى اليوم فى شمال اليمن وجنوبه لقد كان حالهم افضل بكثير قبل الوحدة عندما كان هناك دولتين قائمتين بذاتهما تتيحان اوضاع امنه للسكان وكان هناك حكومتان تحاول كل منهما تلبية احتياجات ورغبات هؤلاء السكان ولكن الان هناك دولة واحدة ولكنها للاسف دولة فاشلة بكل المقاييس الدولية لا تستطيع حتى توفير الامن والامان لسكانها بل اصبحت عب على المجتمع الدولى كله.
لذا ارجو من كل الكتاب وكل المحرضين على استفتاء جنوب السودان ان يكفوا ايديهم ويتركوا هذا الشعب يقرر مصيره بيده وعلى ساسة جبهة الانقاذ ان يعملوا بالمبدأ القرانى القائل "امساك باحسان او تسريح بمعروف "ويتركوا للجنوبيين حرية البقاء فى السودان موحدا او تكوين دولتهم الخاصة بهم حتى لا يقطعوا حبال الود مع هذه الدولة الوليدة لو اختار الجنوبيين ذلك .
وياليت كل الشعوب فى كل العالم العربى تستطيع ان تنال مثل هذه الفرصة وتاخذ بزمام الامور وتملك فرصتها فى تقرير مصيرها كى تتمكن من التخلص من كل حكامها الطغاة الكاتمين على انفاسها منذ سنين عديدة.
[email protected]



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التبرير للارهاب صدقت الاسبوع اون لاين : يهودية بصراوية وراء ...
- قراءة سريعة فى اسماء مرشحى الحزب الوطنى لمجلس الشعب القادم
- مجزرة كنيسة سيدة النجاة بالعراق وتهديدات تنظيم القاعدة لاقبا ...
- بيان الرئيس من حافظ سلامة الى الشيخ المحلاوى
- إذا فسد الميزان اختل الاتزان فى أزمة المحامين والأزمات الأخر ...
- مهزلة انتخابات مجلس الشورى
- جريمة فى البنك المركزى
- سرقة التراث الغنائي المصري واليهودية فوبيا
- قناة الرجاء وأبونا مرقص عزيز والإعلام القبطي
- هو وهى والنقاب والاستحلال في فرنسا
- قل أنقذوا الأقباط من ظالميهم ولا تقل أنقذوا الأقباط من ضعفهم
- مغزى زيارة احمد عز للغول بقريته
- ممرضة بريطانية تخسر دعوى قضائية حول ارتداء الصليب
- إنها حقاً حرب الاستنزاف ضد الأقباط
- المطالب القبطية وآلاعيب الحكومة المصرية
- الحرمة
- الموساد وهشام طلعت مصطفى
- البرادعى والاحزاب الكرتونية
- البرادعى وهل هو الحلم المشترك؟
- ردا على جريدة الجمهورية


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - امساك باحسان او تسريح بمعروف