صالح نعيم الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 02:44
المحور:
الادب والفن
الحالة الأولى
الاستاذ و الصديق قاسم الناقد والكاتب المسرحي اسمح لي، بأن أكتب في أقل من حقك حول وقائع عشتها معك عن قرب، كانت قسوتها لا تطاق؟ و الذي دفعني أن أكون ليس أمينا على أسرارك و أن ابوح بها هو بعض المتطفلين على المشهد الثقافي والذين قالوا عنك
- : (قاسم مطرود المستفيد )أي بمعنى (هو جمع أموالا من جهات معينه لتنفيذ الموقع الالكتروني لمسرحيون)
ساعتها كنت جالسا مع الحاضرين في حفل زواج الصديق محمد جاسم في مدينتي بوسم الهولندية بعد ما أخذت الاحاديث مداها ترتمي هنا و هناك ورد أسم من بين الاسماء التي تباها بها أحد الجالسين وهو المسرحي قاسم مطرود و عن جمالية موقع مسرحيون كونه أصبح من اكثر الروافد المسرحية و أغناها .
قفز أحد من بيننا قائلا:(يمعود أنت نايم و رجليك بالشمس أنت تعرف قاسم مطرود كم استفاد ماديا من التبرعات لهذا الموقع )
لحظتها قاطعتهم بضحكة طويلة وفي الحقيقة هي رد فعل لأنني كنت شاهدا على مرحلة بناء موقع مسرحيون وكيف كافح وبشكل فردي يوم كان اعزلا..خرس الجميع وقلت
-: أحب أن أقول و بكل أمانة و كشاهد مشارك للصديق قاسم مطرود وقته المتعب جدا حينذاك في كمب زفولا للاجئين تاركا حتى الاهتمام المادي أتجاه عائلته المغتربة في مكان أخر و باخلا على نفسه أشهى الأكلات، من أجل أن يجمع مالا بسيطا لشراء كومبيوتر بعد أن سرق وقته و نومه المستقر في( الأعمال الحرة البسيطة)في الكمب سألني صديقي قاسم ذات مرة بان أأخذه بسيارتي ودون أن اعرف
قلت:ابشر
يرد قائلا: بس ادير بالك لا تاخذ فلوس من عندي ...
ذهبنا الى شخص كان مؤدبا فعلا يعيش في مدينه(هاردر فايك) لا زال في بالي أسمه سيد عبد وتبادلنا الحديث و كأننا ذهبنا لخطبة أمرأه منهي عليها من قبل اولاد عمومتها .
كان الرجل لحسن حظ صديقي قاسم مطرود كل شيء يطلبه قاسم يرده السيد عبد قائلا
- : (ولا يهمكم أدللو)أخذ أبو أنمار يسأله عن كيفية تشغيل الكمبيوتر و كيف و كيف ؟؟؟و أتذكر ساعتها كان قاسم يسأله و يكتب كل شيء وكأنه أنقلب كاتب تحقيق أو طفلا في المرحلة الابتدائية.
رجعنا و الفرحة التي اعتلت وجهه الجميل لا تحتمل قائلا صديقي صالح أتعرف الان انا ملك .
- قلت له:(شنو القصة أشراح أتسوي بيه كتلت نفسك)؟
-أجابني: سوف أنشأ موقع الكتروني لأطلق أول جريده ألكترونية تخص الأعمال المسرحية تكون في متناول جميع محبي المسرح و المهتمين فيه...
ضحكت ساعتها .
قال: لماذا ؟
أجبته: و كيف و متى تتعلم الكتابه و الطباعة و كيفية الاستعمال؟
قال: صالح انا اخوك بأسرع وقت (وداعتك أتعلم).
راح قاسم مطرود معتكفا في سكنه مع كمبيوتره، عينيه التصقتا بالشاشة وكأنه يتعبد في محرابه ليل نهار ماسكا ورقته ليطبق ما كتبه من صديقه سيد عبد مما استدعاني بعض الوقت أن اعمل له طعام..و كانت الكارثه أذا عطل الكومبيوتر يأتي مسرعا قائلا: صالح (بسرعة خل أنروح للسيد ايصلحه ههههه)..
هكذا عانى ما عانى من أجل أن ينسج قاسم مطرود حلمه الجميل.
وها نحن اليوم نتصفح موقع مسرحيون في بيوتنا الدافئة مقلبين الصفحات بضربات ايقاع بسيطه على الماوس لنتطلع العالم المسرحي بكتبه و كتاباته ..هذا هو الشرف الانساني والمعاني الأساسية لترسيخ الحضارات ... هذا هو قاسم مطرود الشاب البار والخادم للمسرح، هذا هو النضال الجميل المثمر، أذن أليس من حقنا أن نتباهى و نطلق عليه المسميات الجميله بحقه ..هذا هو الموروث العراقي البطل قاسم مطرود دمت فخرا
...................................................................................
الحاله الثانية
قاسم مطرود بعيدا عن المسرح.
سايكلوجية قاسم مطرود أدهشت الدكتور المشرف و طاقمه في مدينته السابقه دنهاخ في هولندا .
مرض قاسم مطرود حد الموت (بعيد عنك الشر يا صديقي )بعد مرض لا ينجو منه من ينجو و بعد اجراء العمليات المتعبه حقا بدأت مرحلة النقاهه و المراجعات و الجلسات المرهقه في مستشفاه .يرجع به إلى البيت مرميا على الفراش و حمامة السلام الوديعه زوجته الرائعه أم انمار البطلة تحوم حوله لا تعرف ما تعمل هي تقاسمه العمر تارة و تارة أخرى ترتكن محراب العباده تتضرع الرب أن يحميه من المكروه و تتطلع نجلايها بدموعها الغزيرة، راكضة إلى المطبخ لتقدم أي شيء للضيوف لا اعرف كيف كانت تجمع بين هذا و ذاك؟..ما أن يفتح قاسم الحلوعينيه الا و تنطلق أبتسامه يتكلم من غير صوت يجول وجوه أصدقائه بمشهد مسرحي، كان الكل منا يبتسم بوجهه دامعين في قلوبنا...ما ان يستريح إلا نسمعه قائلا أطمئنوا أني بخير.
يأس الطيب المعالج قائلا قاسم أنتهى العلاج والان انت في طريقك الى الموت (في اوربا الطبيب لا يتردد ابدا ان يقول لمريضه أنك سوف تموت و يحددون الوقت) أبتسم قاسم مطرود قائلا للدكتور أسف دكتور لدي أحلام لم أحققها بعد واعتقد باني احتاج إلى ثلاثين عام أخرى، ابتسم الدكتور واعتبر مريضه يخرف لكن مريضه صمد وكتب وتحدى وها هو بيننا الآن..
هكذا هو قاسم مطرود الذي طرد الموت و صرع المرض وراح يعيش فضاءات العالم المسرحي الجميل متمسكا بموقعه الاجمل(مسرحيون) الذي اصبح محط أطروحات لنيل الماجستير والدكتوراه كما أصبح قاسم مطرود نفسه هو مثار للدراسات العليا كأطروحة لنيل الماجستير و الدكتوراه . هكذا تبنى الحضارات بمثل هذه التجارب و العناد للحياة الاْمنه.. مرة أخرى عشت قاسم مطرود وعاش موروثك الجميل بكل أشكاله ...
#صالح_نعيم_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟