أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - هل يتخذ سعد الحريري قراراً شجاعاً؟














المزيد.....

هل يتخذ سعد الحريري قراراً شجاعاً؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات في حكم المؤكد، ووفق معطيات كثيرة، أهمها شهود الزور، براءة الضباط الأربعة، تحويل مجرى الشبهات، من هنا إلى هناك، تجربة العراق الخاصة بمحاكم التفتيش والتي أصبحت عاراً يصم جبين العدالة الدولية، نقول بات في حكم المؤكد أن المحكمة الخاصة لمحاكمة قتلة رفيق الحريري، قد أصبحت أداة سياسية بيد دول وقوى بعينها، تريد من خلالها كسب منافع سياسية وإستراتيجية على الأرض أكثر من بحثها وحبها لدم رفيق الحريري وغيرتها على العدالة ،الدولية التي تنتهك في غير مكان ومجرمو الحرب والقتلة والسفاحين الكبار يسرحون ويمرحون ويحظون برعاية نفس أولئك الأشخاص الذي يرفعون قميص ادم الحريري.
لقد حاولت الولايات المتحدة طويلاً إثبات تورط سوريا في العملية عبر سلسلة طويلة من الافتراءات، وعبر شهود الزور المفبركين، ولعل ما كشف عنه اللواء جميل السيد من طلب الأمريكان له تأمين كبش فداء سوري يكون المدخل ربما لعدوان، أو تصفية حسابات مع سورية، يظهر الهدف والوجهة الحقيقية لإنشاء مثل هذه المحاكم. كما أظهرت مذكرات بوش التي نشرها أمس، عن نيته بضرب سورية، ما يعني أنه كان يبحث عن مبرر لذلك ولعل المحكمة كانت أفضل من سيعطيه ذاك المبرر. وحين فشلت كل المساعي الأمريكية في ذلك، توجهت الأنظار إلى هدف >دسم" آخر في المنطقة، وعلى مبدأ ضرب عصفورين بحجر واحد، أي التخلص من حزب الله، أو تحجيمه و"قصققة" ريشه وجناحيه على أقل تقدير، وإظهار حرص كاذب ومفضوح عن غيرة على العدالة وعلى دم الحريري. وفي الحقيقة إن أي عمل يطال حزب الله، أو سلاح حزب الله وهو غاية العملية النهائي، في هذه الظروف، هو هدية ثمينة، تقدم على طبق من ذهب لإسرائيل وحلفائها في المنطقة، وما عجزت عنه في حرب يوليو تموز 2006، ستناله، من دون أن تطلق رصاصة واحدة، إذا ما سارت الأمور وفق السيناريو المعد لها. وما كان حادث اقتحام العيادات النسائية من قبل فريق التفتيش الدولي، إلا عبارة عن "بالونة" اختبار لمعرفة ردود الأفعال الشعبية والرسمية في حالة توتير الأوضاع وتأزيمها ورفعها درجة واحدة على سلم التصعيد.
ويبد من سياق القضية أن القضية تسير وفق نمط استقرائي، من قبل المحكمة وسدنتها، بمعنى أن هناك استمهال ومماطلة في توجيه الاتهام، وإصدار أية لائحة اتهامية، ربما بانتظار لحظة مناسبة، أو تعويلاً على متغيرات أو تطورات، أو تنازلات ما قد لا تجعل للقرار أي أهمية بعد ذلك. هناك أمر إيجابي في الموضوع، وهو موافقة إيران على التفاوض بشأن ملفها النووي، وهذه ليست بعيدة عن تلك بأي حال من الأحوال كما هو معلوم، وقد يكون الملف النووي الإيراني في صلب قضية اغتيال الحريري، ونعتقد جازمين أنه هو كذلك. وسنرى تراخياً وتراجعاً لوتيرة الحماس للمحكمة والاتهام في حال حدوث أي تقدم بشأن الملف النووي الإيراني، والعكس صحيح، أيضاً.
كما لم يعد للعدالة الدولية أي معنى في ظل الاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية على شعوب المنطقة والعالم وافتعالها الحروب العدوانية والضربات الوقائية، وغير ذلك من المبتدعات الغربية، وما أنزل وما لم ينزل الله به من سلطان. فإذا كان هناك ثمة رغبة حقيقية بالكشف عن أية جرائم، فنعتقد أن جرائم أكبر بحاجة لتسليط الضوء عليها أكثر من مجرد قتل سياسي لبناني بارز.
ولا نفهم ما دام السيد الحرير حريصاً على العدالة الدولية، لماذا لا يعقد جلسة لمجلس وزرائه لبحث قضية شهود الزور، ومن فبركهم، ومن يقف وراءهم، ومن أطلقهم في سماء الإعلام، وباعتقادنا الراسخ لو كانت هناك أية خطوات جدية بهذا الصدد، فإن حقائق صادمة كثيرة، ستصدم ربما الحريري نفسه، أولاً، في حال إعلانها للجمهور، ولكن على ما يبدو هناك قوى دولية وإقليمية فاعلة تقف وراء منع هذا الأمر واعتباره خطاً أحمر، نجزم أن الحريري نفسه لا يستطيع تجاوزه، فالمطلوب استمرار الأمور على ما هي عليه حتى يقضي "الأمريكي" أمراً كان مرصوداً.
نحن مع العدالة الدولية ومع الكشف عن القتلة فعلاً وتوجيه أصابع الاتهام بجرأة ورجولة لهم ومن هو المستفيد من كل هذه المماحكة وهذا البازار السياسي الذي التأم فيه الغرباء والأفاقون والتجار والسماسرة من كل حدب وصوب.
بناء على كل تلك المعطيات، ما ظهر منها، وما لاح، فقد بات من المطلوب، من السيد الحريري نفسه، وحباً بلبنان وأهله، قراراً شجاعاً يحسم أمر هذه المحكمة "الفتنة" التي لن تستثني بنارها "إمبراطوريات" لبنانية كثيرة ستتهاوى كالقش والكرتون عند أول مواجهة، ومن يعتقد أنه خارج دائرة النار فهو واهم تماماً، أو أنه سيكون بمعزل عن شرارها فهو حالم، يمنع من خلاله -القرار- كثيرين من المتاجرة بدم أبيه، والصعود على أكتاف المحكمة والمزايدة باسمها. والقرار هذا سيكون تاريخياً وشجاعاً بلا أدني شك وسيضع حداً لعملية إحراق لبنان، فهل يفعلها الحريري، أو بالأحرى هل يستطيع؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفض الاندماج: لماذا يهاجر العرب والمسلمون إلى الغرب؟
- هلال ذي الحجة
- أثرياء الصدف الجيولوجية من العرب والفرس
- مدرسة الحوار المتمدن: طوبى للأحرار
- لماذا أسلمت شقيقة زوجة توني بلير؟
- ما حاجتنا لنكح الرضيعات؟
- المافيا الدينية وفضائياتها
- مدرسة المشاغبين: خيبة العرب التاريخية
- تفكيك الوهابية والصحوة الأوروبية المباركة
- فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين
- الجنس والأمن القومي العربي
- إلى السيد بان كي مون: طلب عاجل بطرد دول الخليج الفارسي من ال ...
- مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان
- إهانة العرب
- هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين و ...
- لماذا تفشل الدول لدينية؟
- هل انهزم العرب السنة أمام الشيعة الفرس؟
- ريادة إعلامية سورية
- الحوار المتمدن وجائزة ابن رشد
- أحمدي نجاد في لبنان: يا مرحباً


المزيد.....




- 30 عامًا على اختفائها.. قضية هذه الصحفية لا تزال لغزًا غامضً ...
- في اتصال مع خالد بن سلمان.. قائد عسكري إيراني يشكك في التزام ...
- -أمريكا لا تستطيع أن تفعل بكوريا الشمالية ما فعلته بإيران-- ...
- غموض ما بعد الهدنة: إيران تُشكّك في التزام إسرائيل بوقف إطلا ...
- تزامنًا مع التحضير لعملية واسعة في غزة.. إعلام إسرائيلي: تعل ...
- دراسة: لا نوم أكثر من 8 ساعات والبقاء في السرير يضر بالصحة ح ...
- مئات الأطفال يموتون بعد تركهم في السيارات.. خطوات بسيطة تنقذ ...
- خلال زيارته درعا.. مصادر سورية تنفي محاولة اغتيال أحمد الشرع ...
- فيديو - الجيش الإسرائيلي: نفذنا سلسلة من العمليات الليلية دا ...
- مقتل 23 فلسطينيا جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة وسط تفاقم ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - هل يتخذ سعد الحريري قراراً شجاعاً؟