أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - تفكيك الوهابية والصحوة الأوروبية المباركة















المزيد.....

تفكيك الوهابية والصحوة الأوروبية المباركة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 14:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان اختلاق الإسلام السياسي، المتمثل بشكل رئيسي بتيارين رئيسيين هيمنا على سماء المنطقة ونعني الوهابية وجماعة الإخوان المسلمين التي كانت وحسب وثائق دامغة من فبركة المخابرات البريطانية فيما تحالف الملك عبد العزيز آل سعود مع الوهابيين لإضفاء شرعية دينية على حكمه انتهت بعد تمكنه من مذبحة الإخوان المعروفة، نقول كان ذاك النمط من الإسلام ثمرة تحالف وثيق بين الرأسمالية الغربية، وقوى التخلف والبداوة في المنطقة، وذلك بعد ما بدا صحوة تنويرية وحداثية إثر سقوط الخلافة العثمانية، والتي كانت محط إعجاب وغزل وإطناب شبه دائم ومقالات لوذعية من وزير الثقافة السوري السابق غير المأسوف، بالمرة، على ثقافته، وذلك لوقف المد التنويري والحداثي في المنطقة وإبقائها تتخبط في ضلالات وخرافات وخزعبلات وأساطير الأولين التي نشأت في أور وبابل ودلفت عبر التلاقح الثقافي إلى ما عرف لاحقاً بجزيرة العرب، وفرملة التطور والتنمية. إذ تمثل أول ما تمثل ذاك النوع من التأسلم غير الحضاري والمتحجر والمتزمت برفض الحداثة والتطور بالجملة والمطلق، وهذا هو المطلوب،ويحكى عن إخوان السعودية أنهم كفروا مليكهم بسبب استخدامه للسيارة وفضلوا عليها البعير والحمير، وكانت بداية صراعهم مع السلطة السياسية التي نكلت بهم لاحقاً أشد تنكيل. فيما بدأ إخوان مصر عهدهم الأسود بسلسلة من الاغتيالات السياسية التي أحرجت حلفاءهم الإنكليز، وأماطوا عن وجه متحجر متزمت رافض لكل أشكال العصرنة والتمدن وكفروا المجتمع ككل وكانت بداية الصدام معه.
وهكذا سارت اتجاهات الإسلام السياسي بعكس ما أرادت له السفن وقباطنتها الذين أوجدوه. إذ استفاق العالم مذهولاً بعد حين ويعد أن تمكنت الوهابية مالياً وسياسياً ، على جريمة الحادي عشر من سبتمبر،وتمادت الوهابية السياسية متمثلة بالقاعدة، الذين هم أصباً من فلول التكفيريين الإخوان الهاربين من مصر وسوريا والأردن وفلسطين، في تكفير المجتمعات والانقضاض عليها وارتكاب سلسلة من العمليات المروعة التي طالت عمق المجتمعات العربية والإسلامية المفترض أنها حسب الفكر الإخواني والوهابي دار سلام حصينة على عملياتها. وحين وصل "البل" إلى "ذقن" الأنظمة إياها، وباتت تشعر بالخطر الشخصي على وجودها وأمنها، وتجلى ذلك في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مساعد وزير الداخلية السعودية محمد بن نايف، إثر لقائه مع أحد "التائبين"، الذي وضع مواد متفجرة في مناطق حساسة من جسده، وانتهت المحاولة بتفتيت جسده وتطاير أشلائه في مكتب المساعد. وهكذا بدا أن جموح وانفلات الجماعات لا ضابط ولا حدود له. وترافق ذلك كله مع تطرف وإيغال على الجانب الإيديولوجي للتيار وذلك عبر نبش ما دفن ومات من التراث غير الصالح للزمان والمكان وذلك عبر إطلاق فتاوى أذهلت العالم بطرافتها وغرائبيتها وابتعادها عن المنطق والحس السليم، كفتاوى الإرضاع، وقتل الفئران، وتفخيذ الرضيعات، والتداوي ببول البعير وما شابه، إضافة إلى نمو ظاهرة التكفير الفضائي والإعلام التحريضي الذي كاد يشعل نيران الحروب والفتن الأهلية ويعصف ببقاء وديمومة هذه الهياكل العائلية الأبوية المسماة دولاً عربية ما وضع الأنظمة السياسية الراعية لذاك التيار المتحجر، والداعمة له مادياً ومعنوياً، وعلى رأسها السعودية ومصر، في موقف محرج أمام دول العالم. فناهيك عن المعالجة بشقها الأمني الذي يبدو أنها تأخذ طابعاً صارماً وجاداً، بدأت تلوح في الأفق بوادر لمعاجة إعلامية وسياسية وفكرية لهذا التيار الذي خرج عن كل منطق ومعيار. وكان أن أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مرسوماً ملكياً بحظر الفتاوي، وحصرها بلجنة خاصة بالإفتاء في هيئة كبار العلماء، الأمر الذي من شأنه أن يوقف سيل الفتاوي الهزلية والتكفيرية ويضع حداً لها. وقامت مصر أيضاً المالكة للقمر الصناعي نايل سات بوقف اثنتي عشر محطة فضائية كانت تبث الفكر التحريضي والتكفيري وتسعى لإحداث صدام مجتمعي. وبدأت في عموم العالم صحوة عامة ضد الوهابية والاتجار بالأديان والتمظهر الديني الخالي من أي بعد وعمق إيماني مثل ظاهرة الحجاب والنقاب.
وكانت كل هذه السلوكيات وتسعى تحظى برقابة ومتابعة غربية لصيقة ووثيقة ما أفضى لظهور تيار غربي قوي لوقف هذا التمدد الشرير للوهابية البترودولارية فها هي دول رئيسية في عموم أوروبا تفرض حظر على ما يسمى بالنقاب بسبب خطره الأمني وغرائبيته وكونه رمزاً دينياً يعلن العداء والاحتقار للقيم المدنية والإنسانية، ويشكل حرباً على التعايش المجتمعي. وكان وزير خارجية النرويج قد أعلن مؤخراً عن رفضه بناء أية مساجد بتمويل سعودي، فيما أعلنت سويسرا عن حظر لبناء المآذن، وصار أشخاص مثل خيرت فيلدرز يصرحون علنا بضرورة طرد المسلمين من أوروبا ووقف أسلمتها، فيما تعبر المستشارة الألمانية عن قلقها من الوضع متذمرة من عدم قابلية العرب والمسلمين للاندماج والتحول إلى مواطنين غربيين يحملون قيم التسامح والتعايش الغربي، كما ألهب بناء مسجد في نيويورك في المكان المسمى "جراوند زيرو"، معركة ضارية في عموم أمريكا حيال ما اعتبروه تحد لمشاعر ذوي ضحايا العدوان الآثم على مركز التجارة العالمي ما حدا بالقس تيري جونز إلى محاولة رد معنوي ورمزي بإعلانه عن نيته لحرق نسخ من القرآن في يوم الحادي عشر من سبتمبر واعتباره يوماً عالمياً لحرق القرآن،
أطلقت عملية بدونة المنطقة وترثيثها على نفسها اسم الصحوة الإسلامية Islamic Revivalism، وتمادت وذهبت بعيداً في أوهامها، ما أدى إلى ما يشبه الصحوة الأوروبية، أو لنقل المسيحية المضادة الـCounter-Revivalism، وقد تكون بالتضاد مع قوانين الفيزياء التي تحكم ردود الأفعال، أقوى وأشد منها وأمضى عزيمة وتصميماً وهذا أمر طبيعي ومتوقع لسنا في صدده البتة، ولكن ما بات يقلق ويخيف مستقبل ومصير الصحوة البترودولارية أن الضرب تحت الحزام بدأ يأتيها، من "آل البيت" بالذات الذين ربوها، وسمنوها، ودغدغوها ذات يوم وأطلقوها في الفضاء، وبأيدي من راهن عليها ذات يوم، وكانت سلاحه الأمضى في مواجهة قوى التنوير الحداثة وإرجاع المنطقة قروناً مديدة إلى الوراء، وما الإجراءات السعودية والمصرية الأخيرة إلا بداية لتفكيك الوهابية تمهيداً لإغلاق هذا الملف الدموي الرعوي الشرس المرير مرة واحدة وإلى الأبد. وكم نتمنى أن يأتي اليوم الذي يعود فيه لأوروبا ألقها، بعد أن افتقدنا هذا الألق في مجتمعاتنا التي نخال أحياناً بأنها باتت تعيش في أوكار وكهوف الزمان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين
- الجنس والأمن القومي العربي
- إلى السيد بان كي مون: طلب عاجل بطرد دول الخليج الفارسي من ال ...
- مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان
- إهانة العرب
- هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين و ...
- لماذا تفشل الدول لدينية؟
- هل انهزم العرب السنة أمام الشيعة الفرس؟
- ريادة إعلامية سورية
- الحوار المتمدن وجائزة ابن رشد
- أحمدي نجاد في لبنان: يا مرحباً
- لماذا لا يقدم شهود الزور للمحكمة الدولية؟
- وطار وزير الثقافة السوري
- أنا طائفي إذاً أنا موجود
- لا لمرجعية أو مجلس للطائفة العلوية
- ابشر بطول سلامة يا خلفان
- تدجين الخطاب الديني: ماذا بعد دروس الداعية الكويتي ياسر الحب ...
- سورية والعنف المدرسي: الواقع والآفاق
- إيران والعرب: المقارنات المستحيلة
- بيل غيتس وأثرياء العربان


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - تفكيك الوهابية والصحوة الأوروبية المباركة