أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان















المزيد.....

مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 11:19
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


حكمت محكمة بريطانية على الأمير السعودي، سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود، 34 هاماً، بالسجن مدى الحياة إثر إدانته بقتل مخدومه بندر عبد العزيز، 32 عاماً، وهو سعودي أيضاً، وذلك من قبل هيئة محلفين تتكون من 12 قاضياً، تعتبر ضمير المجتمع البريطاني كما يقال هناك، ومن هنا، فحظوظ الأمير المدان قليلة جداً بالاستئناف، وهذا الحكم قبل أن يكون حكماً فردياً، هو من جهة أخرى إدانة جماعية لثقافة، ولسلوك عام، كون اضطهاد الخدم والتنكيل بهم واغتصابهم وإهانتهم يشكل ظاهرة عامة في مشيخات الخليج الفارسي، تؤرق جميع منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تصدر المذكرات والشكاوي والتذمر من شذوذ الخليجيين في التعامل الإنساني، ولكن من دون جدوى أو فائدة. وهذا الضحية هو واحد من جيش طويل عريض من الخدم والمهاجرين والرقيق الذين تمارس ضدهم نفس الجرائم التي ترتكب في مشيخات الخليج وتمر بصمت، دون أن تثير أية زوابع، وخطأ الأمير الوحيد، أنه استعجل عقوبة مخدومه على الأرض البريطانية التي كانت له بالمرصاد. ولم تتعرض المحكمة للمثلية والميول الجنسية الذكورية للأمير السعودي، وبعد ثبوت ذلك للمحكمة ولهيئة المحلفين، فتلك قضية يكفلها ويحميها القانون البريطاني، وهناك حقوق مصانة ومعترف بها لهؤلاء المثليين.
فلقد اعتاد الخلايجة أن يعاملوا الخدم الذين يستوردونهم، معاملة الرق والعبيد، وووفق مبدأ الملكية الخاصة، ملك الإيمان الشرعي ، المحمي بنصوص شرعية، والذي يتيح للمالك التصرف بـ"المملوك" كما يحلو له ومن دون حسيب أو رقيب، أو خضوع للقانون، لا بل كل الانتهاكات كانت تحسم في القضاء لصالح المواطن الخليجي، فـ"شرع" السماء الذي يحكمون بموجبه، والدساتير المقدسة التي يعملون بها تحلل لهم هذه الممارسة وهذا البغاء. والمملوك هنا في حكم أية سلعة أخرى مجردة من أي بعد إنساني، تسام بقسوة ومهانة ولا إنسانية ومؤطرة بجملة قوانين بدائية عنصرية يقف على رأسها قانون الكفيل العنصري الذي هو عبارة عن تشريع للعبودية والاسترقاق والنخاسة البشرية العلنية لا يخجل بدو من تطبيقها على المهاجرين والمقيمين في بلدانهم، وفي الوقت الذي يصدرون فيه خطاباً دعوياً وردياً رومانسياً وردياً حافلاً بالكذب والمغالطات والرياء عن العدالة والمساواة والرحمة والمحبة وتسامحهم ...إلخ الذي قدموه، هم وأسلافهم للبشرية، إذ تشكل تجارة الرقيق والاتجار بالبشر، المحرمة دولياً وقانونياً وأخلاقياً، اليوم في الخليج واحدة من أكبر عمليات النخاسة البشرية العلنية عبر التاريخ وتحميها أنظمة وقوانين وحكومات أعضاء في الأمم المتحدة، ناهيكم عن شراء الأطفال الأيتام والمسروقين لوضعهم على البعير في سباقات الهجن المعروفة ما يسبب لهؤلاء المساكين تهتك وتكسر بالأضلاع والعمود الفقري وعجز مدى الحياة، وكله مبرر شرعاً وقانونياً عند رموز الصحوة ولا تثير حفيظتهم مثل هذه الممارسات اللا أخلاقية الجبانة. وكم سكت وصمت أمثال هذه الضحية على جرائم ارتكبت بحقهم لأن القوانين لا تحميهم ولا تنقذهم منبطش أسيادهم ولا تحفظ حقوقهم في وجه "مالكيهم" من الشذاذ والمجرمين الموتورين
وحين ارتكاب هذا الأمير لجريمته اعتقد أنه ما زال على الأرض الخليجية، التي تعتبر فيها ضرب واغتصاب وقتل وغيرها من الممارسات أقل من عادية، ولم يكن على دراية وعلم بأن هذه الممارسة هي شاذة وغير قانونية ولا شرعية وغير أخلاقية في مجتمعات أخرى لا تتورع عن إدانتها حتى لو كان مرتكبها فرداً من أفراد عائلة مالكة في أية دولة في العالم. لقد كان هذه الأمير ضحية ثقافة وتنشئة شاذة وتربية غير سوية تبيح له اضطهاد الناس من دون وازع ولا ضمير لا بل ترى في ذلك تفويضاً ربانياً ممنوحاً للبعض حيال آخرين من "المغضوب عليهم والضالين" وناس دون لا يستحقون أكثر من هذه المعاملة.
والأنكى من ذلك المشكلة أن هذه المنظومة المشيخانية البدوية البربرية البدائية الهمجية، ووفق قوانينها التي تعامل بها البشر، وعبر رموز الصحوة الدولارية من شياطين الصمت على الحق عند الشيطان الأفجر، تريد تصدير أنموذجها البدائي والعنصري التمييزي القميء هذا لدول الجوار تحت ادعاءات المقدس، ورايات التوحيد، وتكفر كل من لا يؤمن بعقيدتهم الباطلة هذه وسلوكهم الباطش البربري المشين والمخزي ضد الآخرين. وبالتوازي مع هذا كله يصمت رموز الصحوة صمت الشياطين الملاعين عن كل المخازي والموبقات والعنصرية والتمييز واضطهاد الفقراء والمهاجرين والتنكيل بهم، والذين لا يأتون على ذكره لكنهم يكفرون البشر ذات اليمين وذات الشمال. ويعتبرون أن أنموذجهم الفظ العنصري هذا، هو المسطرة المنزلة من السماء لهم لوحدهم يرسلون الشعوب والأمم والأقوام من خلالها إلى الجنة وإلى النار . ألا ساء، وبئس ما يحكمون.
مشيخات الخليج الفارسي لا تعترف حتى اليوم، بأي حق من حقوق الإنسان ومنظومة العدالة الفقهية الغربية ودساتيرها العلمانية العادلة التي حاكمت وحكمت على الأمير السعودي القاتل، وتحتقرها وتعتبرها بدعة ديمقراطية غربية كافرة "صليبية"، وهي إلى اليوم لم تلغ العبودية والرق والنخاسة والاتجار الرسمي والعلني بالبشر وترفض بغطرسة وإمعان وتحد للمجتمع الدولي، رغم كثرة المطالبة والمناشدات، إلغاء قانون الكفيل العنصري المعمول به في هذه المشيخات القبلية، وتعامل المهاجرين بمهانة وازدراء وعنصرية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، إذ لا يتمتع المقيمون والخدم والمهاجرون في دول الخليج الفارسي بأي نوع من الحقوق أو العدالة والضمانات والمساعدات الاجتماعية والامتيازات الأخرى كالتعليم والطبابة والتأمين على الحياة، ونفس هذه المزايا يقدمها "الغربيون" من اليهود والنصارى "الكفرة" حسب خطابهم، مع إعانات مادية ومالية مجانية لكافة المهاجرين والعاطلين عن العمل وحتى لو كانوا من العرب والمسلمين.
مهما يكن من أمر هذا الأمير، فهو في النهاية ليس سوى ضحية مسكينة لثقافة وسلوك فظ وأرعن وهمجي، وتنشئة وتربية لا إنسانية دفع ثمنها من حياته وحريته، سجناً، وعزلاً، ودماراً، وفضيحة شخصية لن تؤثر عليه فقط، بل على مجمل عائلته، وثقافته، ومحيطه، وبلده، على نحو أعم وأشمل، وبات في وضع لا يحسد عليه، بعد أن كان يمتلك مقومات حياتية، ووضع "بريستيجي" ملكي يحسده كثيرون عليه.
الحكم في النهاية ليس على مجرد فرد منحرف موتور ومهووس وساقط أخلاقياً، وإنما على ثقافة وسلوك وظاهرة اجتماعية عامة تميز هذه المجتمعات المشيخاتية القبلية ونمط حياتها وسلوكها وتفكيرها العام، الذي ببرر كل هذا الانحراف والشذوذ والمعاملة القاسية وغير الإنسانية ، ولا ترى فيه أي عيب ونقيصة وغضاضة، بل تشجع فاعليه وممارسيه عبر حمايتهم الرسمية بقوانين بربرية وهمجية وعنصرية عجيبية وغريبة وهجينة، ما أنزل الله بها من سلطان لكنها-المعاملة- وجدت في العدالة الغربية رادعاً قوياً ويداً حديدية لا تلين ضدها انتصرت لذاك الضحية المسكين الذي لم يكن ليجدها أو يحلم بها في بلده الأصلي ولكان قد ذهب دمه بالمجان، وهدراً، وكشربة ماء لا تسترعي أي أو انتباه.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهانة العرب
- هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين و ...
- لماذا تفشل الدول لدينية؟
- هل انهزم العرب السنة أمام الشيعة الفرس؟
- ريادة إعلامية سورية
- الحوار المتمدن وجائزة ابن رشد
- أحمدي نجاد في لبنان: يا مرحباً
- لماذا لا يقدم شهود الزور للمحكمة الدولية؟
- وطار وزير الثقافة السوري
- أنا طائفي إذاً أنا موجود
- لا لمرجعية أو مجلس للطائفة العلوية
- ابشر بطول سلامة يا خلفان
- تدجين الخطاب الديني: ماذا بعد دروس الداعية الكويتي ياسر الحب ...
- سورية والعنف المدرسي: الواقع والآفاق
- إيران والعرب: المقارنات المستحيلة
- بيل غيتس وأثرياء العربان
- فضيحة الإهرام: السقوط التاريخي للإعلام الرسمي العربي
- تراجع القس فلماذا لم يتراجع الإمام؟
- خرافة الديمقراطية الإسلامية
- إزعاج الكنائس وأصوات الآذان وتفاعلات القراء


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان