أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - رفض الاندماج: لماذا يهاجر العرب والمسلمون إلى الغرب؟















المزيد.....

رفض الاندماج: لماذا يهاجر العرب والمسلمون إلى الغرب؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3180 - 2010 / 11 / 9 - 13:05
المحور: كتابات ساخرة
    


نتفهم تماماً أن يهاجر المسلمون، وهذا حقهم الطبيعي المكفول في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، من كافة البلدان العربية والإسلامية التي أنعم الله عليها بالديكتاتورية والفساد والبطش والتنكيل والقهر والتجويع والإذلال الممنهج والطائفية والاقتتال والحروب الأهلية والتفجيرات وهضم الحقوق ونزع الجنسيات ونهب الثروات الوطنية وإيداعها في بنوك الغرب الكافر، نقول نتفهم أن يفعل المسلمون هذا وبغية، أيضاً، الحصول على عيش كريم وهانئ وتأمين أطفالهم وعوائلهم من غوائل الدهر وبطش الزمان وغدره، ومن مهانة القلق والعصاب نتيجة العيش والاستيطان في بلاد الإيمان، التي لا تعترف حتى اليوم بحقوق الإنسان، وتعلن تمسكها بالشريعة "الغراء" وإثباتها كمادة رئيسية في دساتيرها وتتباهى بها وهي التي ترفع علناً، وبلا مواربة، لواء التمييز والعصمة والنجاة للبعض، والاحتقار والازدراء والتخوين والتكفير والتلعين للبعض الآخر، وتؤمن بقهر المرأة وتسليعها وتبضيعها عبر تعدد الزيجات وملك الإيمان وتحليل اغتصاب الصغيرات، وتفضيل الرجال على النساء، ولا تلغي الرق أو العبودية، ومشيخات الخليج التي ترفع لواء التوحيد عالياً أكبر دليل على زعمنا هذا حيث النخاسة البشرية والاتجار الرسمي بالبشر المحمي قانوناً بما يسمى بالكفيل خير شاهد على ما نقول، وكذلك الأمر بالنسبة للحصول على جنسيات وجوازات سفر غربية "محترمة" وبيضاء حيث يأمنون عندها فقط على "مؤخراتهم" أكرمكم الله)، من التفتيش والعبث بها، كما يعاني إخوانهم في "العروبة والإسلام" من حملة جوازات السفر "المخجلة والمشينة السوداء" التي لا تشرف حامليها حين تطأ أقدامهم أراضي الكفار، وذلك بسبب السمعة السيئة التي جلبتها لهم أنظمة العار والفساد الداعمة للإرهاب الدولي والممولة له والحاضنة لرموزه الكبار. أما ما لا يفهم البتة أن يحاول هذا المهاجر أن يجعل من تلك الجنان الأرضية ومن ملجئه الآمن الجديد الذي وفره له الغرب وهؤلاء" المشركون والكفار نسخاً مشوهة وممسوخة من القصيم وبريدة ومدن الملح في الخليج الفارسي وإمبابة وفالوجة ما بعد صدام والقاهرة وكراتشي وكشمير والخرطوم وأم درمان وقندهار، ومرتعاً وملعباً وصاعقاً لتفجير كل التناقضات والخلافات والفتن والأزمات التي فر منها تحت جنح الظلام، علماً أن حرية العبادة والإيمان والتنقل والزواج والعمل والامتلاك والحقوق السياسية والاقتصادية ومبدأ تكافؤ الفرص وتقديس المواطن الفرد موجودة، لا بل يتباهي بتلك الثقافة ويحاول تكريسها والدفاع عنها وإظهارها وهي التي كانت وراء المحنة الإنسانية العامة التي نعيشها جميعاً. كما حمل هذه المهاجر معه كل أمراضه وعقده الاجتماعية ومكبوتاته وثاراته، واصطفافاته، وتخندقاته، وتجمعاته وتكوراته إياها وأفكاره المنقرضة ذاتها، بدل رميها في البحر وراءه في ذات القارب الذي حمله إلى هذا النعيم الجديد، وحين تجلس في مجتمع عربي وإسلامي في الغرب، تشعر أنك لم تغادر تلك الحارات المغلقة والأزقة الضيقة والشوارع المظلمة في بلاد الإيمان، ناهيك عن تشنج الهطاب وتطرفه واستحالة تعايشه وتأقلمه مع الواقع الجديد، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت.
في الغرب هناك منظومات قيمية وخلقية وسلوكية تختلف بالمطلق مع القيم والمنظومات القيمية والسلوكية والخلقية التي نعيشها أو "نعاني" منها بالأحرى في مجتمعاتنا، ومن قبل العيش وطلب الهجرة والقبول وليس على المبدأ والمثل الشامي المعروف "شحاد ومشارط"، أي متسول ويريد أن يفرض شروطه على المانح، هذا هو حال الكثير من المسلمين اليوم في الغرب، ولا نتوقع من الغرب أن يغير من سلوكه وثقافته كرمى لعيني هؤلاء الجياع الفارين من بطش الثقافات الظلامية، وتصبح لندن وأوسلو وباريس وبون مثل الصعيد في مصر أو صعدة في اليمن وتجيز اغتصاب الصغيرات وتحجيب شقراواتهم وفرض النقاب عليهم وإغلاق حانات الخمور والمراقص والكباريهات والعودة بأوروبا إلى القرون الحجرية والوسيطة كي يرضى عنهم المسلمون وهذا السبب الرئيس في تلك الأزمنة والمأزق الذي يعيشه العربي والمسلم وكل من لا يريد الاندماج أو على الأقل تقبل الثقافة الغربية والتعايش معها وغض الطرف عن اختلافها مع ثقافته، وقد كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على حق حين عبرت عن انزعاجها في عدم قدرة المهاجرين على الاتدماج مع الثقافة الألمانية. لا بل الأنكى من ذلك أنه لا يحترم تلك الثقافة والفكر والعقل الذي أنتج هذه الفراديس الكونية التي فر إليها تاركاً الجمل بما حمل، ولا يندمج بها، والآن يتجه نحو تدميرها وإحراقها وتقويضها عبر افتعال الفتن والصدام وفرض ثقافته على تلك المجتمعات، وتهديد عيشها وتسويد حياتها وتنكيدها بدل أن يشكر ربه لأنه وجد له "مخرجاً"، فذلك ما لا يمكن أن يفهم منهم على الإطلاق. كما لا نتفهم ما هو السر في عدم قابلية العربي والمسلم على تقبل واستيعاب القيم الغربية الحضارية والإنسانية وإصراره على التشبث بالقيم البدوية والثقافة الصحراوية التي أوصلته للمأزق الحضاري والإنساني الكبير وطالما أنه لا يستطيع فلماذا يهاجر إلى الغرب ويجلب لنفسه ولغيره المتاعب ولماذا لا يعود إلى الصحراء ويعيش كما عاش أسلافه وأجداده الذين يتباهى بهم، ولا من شاف ولا من درى.
لا أدري ولا أفهم كيف يشرب امرؤ من بئر ويلقي فيه حجراً ويقول إن هذا الماء ملوث وموسخ وغير مستساغ. كما لا أفهم كيف يأكل من صحن ثم يبصق فيه، هذا هو حال كثيرين من المهاجرين. ولكن هل لنا أن نتصور حال أولئك المهاجرين الذي نبت لهم وصاروا يتحدثون بصوت عال ويصولون ويجولون ويشتمون الغرب ويطالبونه بأن يعيدهم إلى سيرتهم الأولى ويتحدثون عن ديمقراطية وحقوق لا يؤمنون بها لو كانوا ما زالوا يعيشون تحت بساطير الجنرالات والمافيات ولصوص النهب العام والبلطجية والسلالات الفرعونية القدرية وجلاوزة الشرق الأوسط البئيس، كما لا نفهم سر هذه النوستالجيا الغريبة لإعادة استيلاد وإنتاج مناخات الاستبداد والقمع التي يسمونها قيماً وتقاليد بدوية أصيلة لا يريدون مفارقتها أو التخلي عنها؟ (أعرف البعض ممن يعيش في، ويحمل جواز أوروبا الخير والكرم والبركة فعلاً لا قولاً ونفاقاً مثل دول التصحير والتشحير التي تطلق على نفسها الصفات الربانية وتمص دماء شعوبها، ويعامل زوجته كما لو كان في القصيم في السعودية أو الضالع في اليمن، ويتردد على طليقاته ليأخذ من كل واحدة "ما تيسر"، من الضمان الاجتماعي الذي يمن به عليه "تالمشركون")،
أعتقد أن هؤلاء المهاجرين المساكين هم ضحايا الجماعات السياسية إياها التي تتسلط عليهم وتدعي تمثيلهم وقيادتهم ولكنها لن تقودهم إلا إلا الطرد والخراب، مثل البوم الذي لا يجلب إلا الشؤم والخراب وتنفخ في عقولهم وتؤجج عداءهم ضد أوطانهم الجديدة التي أعطتهم كل شيء، بغية الاتجار بعواطفهم الدينية وتحقيق المكاسب الشخصية لرموزها البواسل. فإلى كل المهاجرين العرب والمسلمين تمسكوا بأوطانكم الجديدة، واندمجوا بها، فهي ورغم أنها توصم بالكفر والضلال والإباحية والعياذ بالله، فهي أطهر وأنظف وأكثر أمنا من كل منظومات البؤس والشقاء والظلم والقهر والاستبداد، المعروفة بدول الإيمان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلال ذي الحجة
- أثرياء الصدف الجيولوجية من العرب والفرس
- مدرسة الحوار المتمدن: طوبى للأحرار
- لماذا أسلمت شقيقة زوجة توني بلير؟
- ما حاجتنا لنكح الرضيعات؟
- المافيا الدينية وفضائياتها
- مدرسة المشاغبين: خيبة العرب التاريخية
- تفكيك الوهابية والصحوة الأوروبية المباركة
- فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين
- الجنس والأمن القومي العربي
- إلى السيد بان كي مون: طلب عاجل بطرد دول الخليج الفارسي من ال ...
- مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان
- إهانة العرب
- هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين و ...
- لماذا تفشل الدول لدينية؟
- هل انهزم العرب السنة أمام الشيعة الفرس؟
- ريادة إعلامية سورية
- الحوار المتمدن وجائزة ابن رشد
- أحمدي نجاد في لبنان: يا مرحباً
- لماذا لا يقدم شهود الزور للمحكمة الدولية؟


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - رفض الاندماج: لماذا يهاجر العرب والمسلمون إلى الغرب؟