جنوب سيناء محافظة الحزب الواحد بلا منازع

نبيل عواد المزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الوقت الذي كانت تُغلق فية ابواب تلقي طلبات الترشيح لانتخابات مجلس الشعب , كان الحزب الوطني الحاكم في مصر يقدم قائمة مرشحية قبل انتهاء فترة التقديم في بوم الاحد الموافق7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في كافة دوائر الجمهورية بعد أن اعتمدها الرئيس حسني مبارك , وذلك حسب تصريح الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى صفوت الشريف , والذي اضاف أن الحزب الحاكم قام بترشيح مزدوج في عدد من الدوائر وذلك تعبيرا عن نتائج استطلاعات الرأى العام والمجمعات الانتخابية والانتخابات الداخلية ولإتاحة الفرصة للناخبين فى التعبير عن إرادتهم فى اختيار النائب الذى يمثلهم.

ومحافظة جنوب سيناء ليست استثناء في هذا الصدد , حيث تقدم أمين الحزب الوطنى بالمحافظة سالم سمحان الصوالحي بأوراق مرشحى الحزب الوطنى إلى لجنة الانتخابات في اخر لحظات , وقد ضمت قائمة مرشحي الحزب الوطني الذين تم اختيارهم عن الدائرة الأولى بخليج العقبة كل من النائب الحالي حميد حسين أبوغصين وسيد كمال علي مقعد الفئات , وعلي مقعد العمال كل من رمضان رويبض وحسان احمد حمد وصابر عشماوي , كما ضمت القائمة عن الدائرة الثانية بخليج السويس كل من إبراهيم رفيع وربيع معمر وعايد عواد وصالح عوده على مقعد العمال , اما علي مقعد الفئات جاء علي عطوة مضعان فقط دون منافس من الحزب , واما بالنسبة لكوتة المرأة فقد ضمت القائمة كل من منى سالم وتاج عبد الحكيم على مقعد الفئات , وعلي مقعد العمال كل من جليلة جمعة عواد وعزيزة الماظ , وبهذا تكون قائمة المرشحين علي قوائم الحزب الوطني بجنوب سيناء لانتخابات مجلس الشعب 2010 قد بلغت 3 مرشحين للفئات و7 للعمال و4 للكوتة .

لقد كان اليوم الاخير لقبول اوراق المرشحين من أصعب الأيام الانتخابية علي الحزب الوطني ومؤيدية , حيث كان الاختيار قاسي للغاية , فرغم محاولة الحزب الوطني بجنوب سيناء ارضاء واحتواء معظم المرشحين حيث ضمت قائمة المختارين نواب من الدورة السابقة وعددا من المرشحين الجدد لم يسبق لهم خوض الانتخابات البرلمانية بالإضافة الي اختيار اكثر من مرشح علي كل مقعد رغم كل تلك المحاولات , إلا ان الحزب لم يسلم من السخط والتزمر من جانب الطامحين المستبعدين والمرفوضين وخاصة في هذة الدورة حيث انضمت النساء الي قوائم المنشقين والمتزمرين .

فقُبل إعلان الأمانة العامة للحزب الوطنى لأسماء المرشحين بساعات قليلة انشقت بعض المرشحات عن الحزب الوطني , حيث تقدمت أميمة محمد إبراهيم مقررة المجلس القومى لحقوق الإنسان بجنوب سيناء للترشح على مقعد الفئات "كوتة" كمستقلة، بعد أن كانت ضمن مرشحى الوطنى فى المجمع الانتخابى , وكذلك انشقت فاطمة طلعت صالح وتقدمت للترشيح علي مقعد العمال "كوتة" كمستقلة بعد أن كانت ضمن مرشحى الوطنى فى المجمع الانتخابى ايضا , وحتي كتابة هذة السطور لاندري هل هناك مزيد من المنشقات عن الحزب بجنوب سيناء نجحن في تقديم اوراقهن كمستقلات مثل بنت البادية المحامية فضية سالم عبيد الله أم لا .

واما علي صعيد محاولات الحزب الوطني لإحكام السيطرة التامة علي جميع مقاعد محافظة جنوب سيناء في البرلمان كي تظل محافظة الحزب الواحد , فإن الباحث السيناوي يري ان الحزب قد نجح بمهارة في هذة المهمة حتي الان , فعندما قام الحزب في هذة الدورة بدفع أكثر من مرشح قوي على كل مقعد في كلاتا الدائرتين (خليج العقبة وخليج السويس) وكذلك علي مقعدي الكوتة (فئات و عمال) , فإن الحزب بدون شك قد ضمن ألا يخرج اي مقعد من مقاعد جنوب سيناء من بين يدي مرشحية , لأنة بهذة الطريقة قد تجنب دخول المستبعدين من قوائمة الانتخابات كمستقلين وتشكيل تحالف ضد مرشح "الوطني" كما حدث في انتخابات 2005 عندما تقدم النائب المخضرم حميد حسين ابوغصين كمستقل وفاز ضد مرشح الحزب الوطني آن ذاك , وبهذا يكون الحزب قد تجنب نهائيا الانشقاقات الداخلية , بالإضافة الي ضمان الحزب بالفوز المبكر لأن اصوات الخاسرين في الجولة الاولي سوف تذهب بلا شك في جولة الاعادة للمرشح الاخر من الحزب الوطني والفائز بأكبر عدد من الاصوات , فهنيأ للحزب الوطني محافظة جنوب سيناء بلا منازع في انتخابات 2010 البرلمانية .

نبيل عواد المزيني
باحث وكاتب سيناوي
الولايات المتحدة الامريكية
www.elmozainy.com

#نبيل_عواد_المزيني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل