أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عواد المزيني - ذكري الثورة و الحركات الانفصالية المعاصرة














المزيد.....

ذكري الثورة و الحركات الانفصالية المعاصرة


نبيل عواد المزيني

الحوار المتمدن-العدد: 2722 - 2009 / 7 / 29 - 07:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


منذ ثورة 23 يوليو وحتي انتصار اكتوبر المجيد عام 1973 كانت المبادرات و الاصوات الداعية للوحدة العربية عالية , وذات مكانة ومساحة في الاعلام العربي وقد تحققت بعض الانجازات علي طريق الوحدة , وعلي الرغم من عدم تحقيق الكثير علي ارض الواقع إلا أن الوحدة العربية كانت واقع بحد ذاتة لايقبل الجدال في وعي وضمير كل عربي , وكان من الأمور المتفق عليها من كل النحل والملل والاعراق و الطبقات في الوطن العربي أن في الاجتماع قوة ومنعة وأن في التفرق ضعفاً وذهاب شأن ،وكان لسان الحال كما قال الطهطاوي (فليكن هذا الوطن مكانا لسعادتنا أجمعين، نبنيه بالحرية والفكر والمصنع).

وبنهاية سيعينات القرن الماضي بدأت تظهر كثيراً من الدعوات التي تفرق ولا توحد وتضعف ولا تقوي ، فبعد أن كانت الدعوة للقومية العربية صارت الدعوة للقطرية والوطنية ، وألقيت التهم الاعلامية علي محاولات الوحدة والقومية والعروبة بأنها سبب التخلف في جميع المجالات وتم تصوير التخلص من الدعوة للقومية العربية علي انها الحل لكل مايعانية كل قطر (بلد) من مشاكل ومعضلات تراكمت عبر التاريخ واصبحت الدعوة للقومية العربية هي كبش الفدا لكل فاشل في تحقيق التقدم والرفاهية لشعبة , وللأسف الشديد قبل الجميع بهذا الفداء علي امل الخروج من مأزقهم حتي لقد ساور بعض دعاة القومية العربية انفسهم الشك ايضا في جدوي الوحدة ,

وبدأ كل قطر بعد ذلك يفر الي حيث اعتقد الخلاص , فعقد البعض معاهدات وتنازل البعض عن المسلمات وفتح البعض ابوابة علي مصرعية للمخالفات , وفر الجميع من العروبة مثل الفرار من المجذوم , وأحدثت الثقافة القطرية ( بضم القاف ) فجوات بين الأقطار العربية , فاندفع بعضها باتجاه خارج المنظومة العربية وفجّر البعض علاقاته بالبعض الاخر .‏ وقد حاول الاعداء على الدوام تفكيك هذا الوطن من الداخل لأن ابتعاد إي قطر (بلد) عن محيطه العربي , وعن إنتمائة القومي بالتحديد يمكنهم من السيطرة علية واقتلاع العروبة منه

وبعد مرور اكثر من ربع قرن علي حالة الانسلاخ من العروبة ماذا جنا دعاة الانسلاخ لشعوبهم و للعالم العربي !!! , هل حققو الرفاهية الموعودة والامال المنشودة , كلا لم يحققو أي شئ من هذا ,
إذن هل بقيت اقطارهم علي حالة الوحدة القطرية (بضم القاف) والحمة الوطنية التي خرجو بها من عبائة القومية !!! , والجواب للمرة الثانية وللأسف كلا بل زاد الطين بلة كما يقال بظهور دعوات ونعرات قامت داخل القطر (البلد) الواحد لتجمعات مناطقية ثم قبلية وعشائرية وانفصالات مذهبية وعرقية ودينية وحتي دعوات معادية للعروبة كالدعوة إلى الفرعونية والفينيقية وغيرها.,ونسيا هؤلاء أللاقوميون أن من ليس في زيادة فهو في نقص ,وما كان بالامس وضع شاذ بعد مرور اكثر من 25 عام اصبح الان من اهم احلام واهداف كل قطر وهو المحافظة علي وحدتة القطرية ولحمتة الوطنية .

فلا تكاد تخلو بقعة في الوطن العربي الان من عوامل الشرذمة وجراثيم البلقنة , وما يجري في العراق ,ودول الخليج , ولبنان , وبلاد المغرب العربي , والسودان , ومصر والان في اليمن من محاولات لتفكيك وتمزيق المجتمعات في الوطن العربي لايخفي علي أحد , فهل تستطيع الوطنية القطرية (بضم القاف) أن تشفي جراح النعرات العرقية والطائفية حفاظا علي وحدة الأوطان؟ وهل تستطيع المواطنة أن تكون عنصر توحيد للأمة؟

وهل استيقظ هؤلاء أللاقوميون من غفلتهم وهبو من كبوتهم بعد ان علمو إن الثقافة الطائفة سوف تفتت الوطن داخل القطر الواحد وتدفع بالطوائف والمذاهب إلى التكتل , وخلق لكل مجموعة كيانها وتقاليدها وشعائرها وعاداتها وتناقضاتها مع المجموعات الأخرى , وهذة الثقافة سوف تؤدي الي استمرار نزيف هذه الأمة وتحويل نضالها القومي إلى اقتتال طائفي , وافتعال الأزمات بين أبناء الأمة الواحدة والثقافة الواحدة والتاريخ الطويل والمشترك في التصدي لكل غاز أو مستعمر جاء إلى الوطن ,

لقد تكاثرت الأحزان في قلوب الشجعان من القوميون العرب عندما رأو الأوطان مهددة بالتحلل والانقسام في كل قطر (بلد) عربي نتيجة للحركات الانفصالية , بعد ان انزوت في طي النسيان مفاهيم المواطنة والقومية والأمة وهي المفاهيم الموحِّدة التي استطاعت توحيد هذه المنطقة عبر التاريخ ونجحت في إنشاء دول تاريخية وطنية و قومية قبل أن تنهار إلي دويلات قطرية تتجاذبها مخاطر التجزئية إلي فسيفساء عرقي وطائفي. وعاود الحنين بنا الي شعار (الدين لله والوطن للجميع) , وعاد الحنين الي رنين صوت عبد الناصر في افتتاحية الخطاب السياسي (أيها الأخوة المواطنون).

إن ما يجري في وطننا العربي من المحيط إلي الخليج يحتاج الي وقفة طويلة في ذكري ثورة 23 يوليو قبل فوات الاوان وساعتها لان يكون شعار (الدين لله والوطن للجميع) لانة لن يبقي دين ولن يبقي وطن .
وفي الختام أقول لكل هؤلاء الذين يلقبون انفسهم بالاقليات تعلمو من الدرس الذي دفعت ثمنة الاقطار العربية حينما وعددت من اعدائها بالخلاص وفتح ابواب الرفاهية بمجرد تخلصها من ربقة العروبة فكان ما كان من امرهم , فلا تسمعو لكل ناعق من الاعداء يلقي لكم سراب ماحق , فحالكم لن يبقي كما هو بل سوف يؤل إلي الاسؤ إن لم تفيقو وتلتزمو الصف ,
وإلي الاقطار العربية أقول لازال الطريق مفتوح والعودة الي حضن العروبة محمود وهو الحل لتخلص من تلك النعارات الانفصالية و التطرفات الدينية والعنصرية التي يعاني منها الوطن العربي الكبير .



#نبيل_عواد_المزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 23 يوليو و الهوية العربية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عواد المزيني - ذكري الثورة و الحركات الانفصالية المعاصرة