أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عواد المزيني - ثورة 23 يوليو و الهوية العربية














المزيد.....

ثورة 23 يوليو و الهوية العربية


نبيل عواد المزيني

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 09:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أيام وتهل علينا ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، التى انتشلت مصر من براثن التخلف والفساد والتبعية والخنوع والضعف، لتنهض بها ومعها الأمة العربية فى جميع المجالات. وقد قدمت الثورة مشروعاً نهضوياً لبناء مجتمع عصرى حديث متنور ومتحرر. وحققت إنجازات كثيرة فى مصر، فى ميادين شتى أبرزها: التصنيع، الإصلاح الزراعى، بناء المؤسسات العلمية والمدارس والجامعات، التعليم المجانى، تأميم القناة، بناء السد العالى، كهربة الريف وطرد المستعمر البريطانى من خلال اتفاقية الجلاء وبناء الجيش الوطنى.. كما حررت ثورة 23 يوليو الإرادة الوطنية المصرية، ووضعت مصر فى مكانها وحيزها العربى، وعززت من مكانتها لتتبوأ قيادة الوعى العربى وتحمى الهوية العربية.

وهذا المقال ليس بصدد قراءة إنجازات الثورة من الناحية السياسة والاقتصادية والعسكرية، ولكنه بصدد رصد العلاقة بين التـأثير الفكرى والثقافى لثورة على الهوية العربية والتى أدت إلى إيقاظ الوعى العربى.

إن العلاقة واضحة بين الوعى والثقافة إذ أن الوعى يولد الفكر والفكر يولد الثقافة، خاصة ثقافة الدفاع والمواجهة، والثقافة بدورها تؤدى إلى الموقف السياسى ونتيجة لذلك تتقدم الأمة "وهذا ما لا يريده لنا الأعداء".

وقد أدرك أعداء الأمة هذه العلاقة فعملوا على تغييب وعى أبنائها وانسلاخهم من هويتهم والتى هى سر وجودهم، ولا أدل على ذلك من المطلب الأمريكى لتغيير الثقافة والبرامج التعليمية بحجة إدخال "القيم الديمقراطية الكابحة للنزعات الإرهابية" التى تولدها الثقافة العربية الحالية، على حد زعمهم.

وأيضا حين أوضح وزير الكيان الصهيونى شاوول موفاز عندما كان رئيساً للأركان فى مقابلة لإحدى الصحف الإسرائيلية، أن هدف الهجوم عل مدن الضفة الغربية لم يكن لتدمير "البنية التحتية للإرهاب"، كما كانوا يزعمون، بل "لكسر وعى الإنسان الفلسطينى"، الذى يجب عليه أن لا يفكر فى يوم من الأيام أن بإمكانه قيام مواجهة ناجحة مع الكيان الصهيونى.

وأخيراً وليس آخراً سعى وزير المواصلات الإسرائيلى، يسرائيل كاتس "الليكود"، إلى استغلال صلاحيته على اللافتات المنصوبة على جوانب الطريق، لتطبيق أجندته السياسية الصهيونية، وصدّق على مخطط لتغيير الأسماء العربية والإنجليزية من على اللافتات، وكتابتها بكنيتها العبرية "بحروف عربية"، حيث سيكتب اسم مدينة القدس "يوروشلايم"، وستكون "يافو" مكان يافا.

إن الهوية لأى شعب أو أمة هى حصيلة العقيدة والفكر واللغة والتاريخ والفنون والآداب والتراث والقيم والعادات والتقاليد والأخلاق والوجدان وغيرها من المقومات والهوية العربية الإسلامية تعانى من هجمة العولمة فى كل مجالات الحياة بهدف قمعها والقضاء عليها باسم الإرهاب والتخلف وعدم مواكبتها للتقدم العلمى والحضارى.

ويكفى ما نراه الآن على الساحة العربية من صيحات قبلية ونعرات طائفية ونزعات عرقية وقطرية، والتى مع حسن الظن بها نقول، إنها محاولات لسد الفراغ بعد أن تم إبعاد الهوية العربية من الساحة تحت ضربات الأعداء وتجاهل بل وجهل الأبناء لقيمة هويتنا والتى هى أساس وجدان الأمة العربية كأمة متميزة بين الأمم.

فمظاهر الانسلاخ من هويتنا العربية فى كل مكان وفى كل مجال بدأ من لافتات المحلات فى الشوارع العربية والتى اصبحت تكتب باللغات الغريبة عن أرضنا ومروراً بما نسمعه ونشاهده عبر الفضائيات من قيم وأفكار أغرب وأبعد ما تكون عن ثقافتنا وأرضنا، والضحية هى الهوية العربية المذبوحة بأيدى أبنائها بتجاهلهم لها والتنكر منها قبل أن تكون مذبوحة بأيدى أعدائها المتربصين بها من الخارج، وحتى تتم عملية ذبح الهوية العربية وتكتمل يتم الآن هجرة "سواء طوعا أو قصرا" وسفر أبناء هذه الأمة من بعض الأقطار ذات الكثافة السكانية والبطالة العالية إلى أراضى وثقافات غريبة عن أرضنا وثقافتنا، وفى نفس الوقت ترانا نستقدم أبناء أمم وشعوب ولغات أخرى لتعمل بل وتستوطن فى بلاد وأقطار عربية ذات كثافة سكانية قليلة وفى حاجة إلى أيدى عاملة.. فهل من صحو قبل فوات الأوان؟.

لقد أدركت أوروبا مصالحها القومية والحيوية فعملت على حماية ذاتها وهويتها ثقافياً فى مواجهة الهيمنة والتفرد الأمريكى بتكوين الاتحاد الأوروبى.. أما آن الأوان أن نعمل على حماية هويتنا!!

على مر التاريخ تمتحن حيوية الأمم والشعوب فقد اندثرت حضارات وانبعثت حضارات، والأمة العربية من بين الأمم الحية التى تتجدد حيويتها من قدرتها على الانبعاث والدليل على ذلك ما جاء فى استطلاع للرأى العام العربى أعدته مؤسسة أمريكية فى خريف 2002 ليؤكد أن المقوم الأساسى الأكثر ذكراً لهوية المواطن العربى فى معظم الأقطار الممسوحة فى ذلك الاستطلاع هو انتماؤه للعروبة، وذلك قبل المقوم أو الهوية الدينية أو القطرية.

إن قراءة الإنجازات الفكرية والثقافية لثورة 23 يوليو أمر ضرورى، فى إطار مهمة إيقاظ الوعى العربى المغيب وإحياء وتجديد الهوية العربية الجامعة والتى هى حاجة عملية ماسّة وبراغماتية فى تحيّد النزعات القبلية والطائفية والعشائرية والعرقية.. عن التحكّم فى انتماء المواطن العربى، ولكى تتجنب هذه الأمة التشرذم والبلقنة وتبقى عزيزة فى الأمم.

هذا المقال منشور للكاتب في المواقع الاخبارية الجرائد الاتية :

جريدة اليوم السابع ,

ميدل إيست أنلاين ,

الفكر القومي العربي ,

المسيرة العربية

ومنشور ايضا بشبكة الكاتب العربي

وبجريدة الكرامة الخاصة بحزب الكرامة المصري

وبعدة مواقع اخبارية ومنتديات عربية اخري



#نبيل_عواد_المزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عواد المزيني - ثورة 23 يوليو و الهوية العربية