أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الصالح - حانوت النصوص الدينية الجاهزة، حسب العرض والطلب















المزيد.....

حانوت النصوص الدينية الجاهزة، حسب العرض والطلب


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 10:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دخل صديقي وطبيبي إلى غرفتي وجلس على طرف سريري وسألني: " كيف حالك اليوم؟ أجبته كحالي بالأمس. قال ما الذي يؤلمك؟ أجبته، كلي، ولكن أكثر ما يؤلمني عقلي. ضحك وقال:" تعني أن رأسك يؤلمك؟ أجبته أن المشكلة ليست في وجع رأسي ولكن عقلي يتعبني، ففيه كثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة ولكنني عبثا أجد لها جوابا. صمت قليلا ثم قال: نستطيع أن نداوي آلام جسدك ولكن لا نستطيع أن نداوي عقلك لأننا لا نملك أجوبة على الأسئلة التي تدور في عقلك. أنا أعلم أن الهجوم على الكنيسة المسيحية في العراق قد أثارك وأغضبك ولا يزال، وأنك تبحث عن أجوبة على من ولماذا وكيف، فلقد تحدثنا في ذلك أمس طويلا والحقيقة أنني بعد حديثنا فكرت مليا في ذلك الحدث ولم أستطع أن أجد له جوابا مقنعا، فنحن في القرن الواحد والعشرين وليس في زمن الحروب الصليبية ثم أن من تبسيط الأمور أن نضع العلة في سلة الإسلام والمسلمين لوحدهم، فأنا لا أعتقد أن الإسلام عدائي إلى هذا الحد، فما رأيك؟ قلت له أن الأمر يعتمد على إختيار النصوص الملائمة أو تأويلها حسب العرض والطلب. أن هذا كله جزء من مشكلة معقدة تمتد من فلسطين مرورا بالعراق والسودان وغيرها. هناك مصالح سياسية وإقتصادية لقوى عالمية والدين يلعب جزءا كبيرا في خلق المبررات. اليهود يؤولون النصوص التوراتية من أجل فبركة الحق الإلهي لشعب وهمي ولقتل وإبادة الفلسطينيين أهل البلاد الأصليين، والمسيحيون الغربيون يعتمدون على نفس النصوص الدينية من أجل تبرير الدعم الإستيطاني الصهيوني في فلسطين ومن أجل مصالحهم السياسية والإقتصادية. أما المسلمون فعندهم نصوص جاهزة لكل حالة.
ضغط طبيبي على يدي وقال: لنترك عقلك يرتاح ولنهتم بصحتك، إنزع عنك ملابسك حتى أقوم بفحصك. بعد أن إنتهى من فحصي قال: سننتظر بقية الفحوص وبعدها سنتحدث عن الداء والدواء، ولكن عليك يا صديقي أن لا تتعب عقلك فهو أصل الداء والدواء. لوح لي بيده وقال لي بالعربية جملة تعلمها مني " السلام عليكم " وتركني وخرج من غرفتي بعد أن أخبر الممرضة أن تسحب مني بعضا من الدم من أجل إجراء الفحوصات اللازمة.
إستلقيت على سريري وأغمضت عيني وأخذت الأفكار تدور في رأسي وعادت بي إلى الهجوم الذي استهدف كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد واودى بحياة 53 شخصا غالبيتهم الساحقة من أخوتنا المسيحيين الأبرياء وتسائلت عن هذا الفكر الذي يقف خلف البندقية المجرمة والقنبلة الحاقدة التي تقتل أخوة لهم في المواطنة وحتى أخوة لهم في الدين، فقط لأنهم يحملون دينا أو فكرا مغايرا أوينتمون إلى طائفة أخرى. فخلف هذه الأيدي المجرمة يقف فكر مدعوم بنصوص دينية تدعو إلى قتل الغير بصفته عدو الله، نصوص جرى تفصيلها أو تأويلها حسب الحاجة و الطلب. وإذا نظرنا بعين فاحصة إلى مسيرة حياتنا بمختلف وجوهها فسنجدها محكومة بنصوص مقدسة جرى تفصيلها حسب الطلب لتراعي المصالح والمنافع الخاصة لمريديها.
رحت أعود بذاكرتي إلى حوادث مرت بي كيف يستعمل النص الديني من أجل خدمة المصالح الخاصة والأفكار والأيدولوجيات المسبقة ولتبرير أعمال غير أخلاقية وغير منطقية.
أذكر أن صديقا لي طلب مني مرافقته في زيارة لمسؤول في مكتبه في عمان. المسؤول كان صديقا لوالدي رحمه الله بل لقد تتلمذ على يديه حين كان والدي يعمل في حقل التدريس. ولم يكن غريبا أن أزور المسؤول المذكور، فلقد اعتدت أن اعرج على مكتبه بين الحين والآخر حين أزور عمان، وكان يسر بزيارتي. صديقي تاجر معروف ورجل متدين لا يقطع فرضا وكذلك كان المسؤول الذي كان يعمل مديرا لقسم العطاءات في دائرة حكومية معروفة.
لم أكن أعرف وقتها بأن الزيارة لها أهداف تجارية، ولم يحيطني صديقي علما بأنه مشارك في عطاء كبير في الدائرة المزمع زيارتها . لقد اكتشفت ذلك متأخرا كما اكتشفت أن وجودي معه كان بمثابة دعم لرغبتة في كسب العطاء حيث ظن أن وجودي سيوحي للمسؤول بانني شريك له في العطاء مما يعزز موقفه في كسبه.
لم يتحدث صديقي خلال زيارتنا عن العطاء وإنما دار الحديث عن الصحة والعافية والأولاد وبعدها نظر كلاهما إلى الساعة وأعلنا أن صلاة الظهر قد حلت فقاما وصليا جمعا كونهما على وضوء. بعد الصلاة والتمنيات المتبادلة بدعوة الله إلى قبول الصلاة فوجئت بصديقي يخرج من حقيبته طقما من أقلام الحبر الذهبية ويقدمها للمسؤول. احتج المسؤول ورفض قبولها ولكن صديقي أقنعه بأن النبي محمد قبل الهدية وألحق قوله ببعض الأحاديث النبوية والآيات القرآنية عن شرعية قبول الهدية مما دفع المسؤول بقبولها شاكرا فالنبي محمد قبل الهدية.
فتح المسؤول علبة الأقلام ونظر إليها مندهشا وسأل صديقي إن كانت من الذهب الخالص فأجابه صديقي بالإيجاب. وهنا تسائل المسؤول ماذا سيفعل بطقم من الأقلام من الذهب الخالص وأنه لا يجرؤ على استعمالها ويخاف عليها من أن تسرق. هنا تقدم صديقي وعرض على المسؤول أن يشتري الطقم منه، ودعم عرضه ببعض الأحاديث النبوية وبآية قرآنية من أن البيع والشراء في الإسلام حلال وأنه يشتري منه طقم الأقلام بصفته المالك الشرعي الجديد له بعد قبوله الهدية المقبولة شرعا. وانتهت الإتفاقية بأن دفع صديقي للمسؤول خمسة آلاف دينار واستعاد طقم الأقلام وجرت العملية برمتها حسب أصول الشرع ولم يدفع صديقي للمسؤول رشوة ولا هذا أخذها.
في عام 1972 جرى تعيني مديرا للصيدلية الحكومية التابعة للمركز الطبي الحكومي في مدينة مصراتة الليبية. ولقد فوجئت بوجود حالات حمل لنساء أرامل أو مطلقات بعد سنين من وفاة أزواجهن أو طلاقهن، وكان التعليل الدارج بين الليبيين لهذه الظاهرة هو بأن الطفل راقد في بطن الأم منذ أيام زوجها. ولم نكن لنستطيع إقناع الأهل بإستحالة ذلك وكنا نواجه بالعنف وبأننا نتهم نساءهم بشرفهن. ولقد بحثت عن تعليل لهذا المعتقد الخاطئ فوجدت أصوله في كتب الفقه الإسلامي.
فعن الامام مالك يقول المؤرخ الفقيه ابن الجوزى فى تاريخه المنتظم : 9 / 42 ـ ) : "حُمِل بمالك ثلاث سنين" والمفهوم أنه ولد بعد موت أبيه بعد أن ظل جنينا فى بطن أمه ثلاث سنين. وحيث أنه لا يمكن لجنين أن يبقى فى بطن أمه ثلاث سنين فهذا اتهام لمالك بأنه ابن زنا ، واتهام لأم مالك بالزنا وبما أن الفقاء يرفضون هذا الإتهام قالوا بأن مدة الحمل للمرأة تتجاوز السنة وأكثر . ورغم أن العلم يؤكد لنا استحالة أن يظل الجنين فى بطن أمه عاما وأكثر، يصر الفقهاء على عكس ذلك فالنصوص جاهزة لشرعنة المستحيل .
ولقد ورد في كتاب ( الفقه على المذاهب الأربعة- ج4 قسم الأحوال الشخصية ) لعبد الرحمن للجزيرى موجز ما قالته المذاهب الفقهية السنية في هذا الموضوع، فقد اتفقوا على أن أقل مدة للحمل هى ستة أشهر ، ولكن اختلفوا فى أطول مدة للحمل : فقال المالكية إن أكثرها خمس سنين ، وهذا هو المشهور الذى درج عليه القضاء عندهم . وقال الحنفية إن أكثرها سنتان ، وقال الشافعية و الحنابلة إن أكثرها اربع سنين.( الفقه على المذاهب الأربعة 4 / 523 ، 521 ، 525 ، 527 )وعليه فان أي امرأة طلقها زوجها أو مات عنها يمكنها ،خلال سنتين الى أربع أو خمس سنوات، ان تنجب من الزنا وتنسب ولدها للزوج المتوفى . وهذا ما شاهدته شخصيا أثناء إقامتي في ليبيا ولا أعلم إن كان هذا الإعتقاد لا زال سائدا إلى يومنا هذا وإن كان كذلك في دول إسلامية أخرى ولكن الفقه الإسلامي على المدارس الأربعة أثبت ذلك وحلله وشرعنه ضاربا بعرض الحائط كل العلوم الطبية، ففقه النصوص هو فوق كل علم.
في الحقيقة يكفي التصفح في كتب الفقه حتى نجد العجب العجاب الذي يتخطى كل عقل ومنطق وفي كثير من الأحيان حدود الأدب واللياقة ونكشف عن مدى الخيال المريض التي استحوذ على واضعي هذا الفقه. ففي كتاب الفقه على المدارس الأربعة الذي ذكر أعلاه، نجد في شروط حرمة المصاهرة شرط الوطء ويشترط ان تكون الموطوءة حية، فلو وطأ ميتة لا تحرم بنتها وإذا وطئ غلام مراهق امرأة أبيه فإنها لا تحرم وأن يكون الوطئ في القبل لا في الدبر، فمن وطئ امرأة في دبرها فإنه لا تحرم عليه اصولها وفروعها. ومن الشروط الأخرى لحرمة المصاهرة النظر. ويشترط في النظر أن يكون إلى داخل الفرج المدور وهذا لا يكون إلا إذا كانت متكئة. أما النظر إلى باقي بدنها أو بدنه فلا يوجب التحريم. ومن الشروط أن يرى نفس الفرج لا صورته المنطبعة في المرآة. فلو كانت متكئة ورأى صورة فرجها في المرآة بشهوة فإنها لا تحرم. ومن هذا الحديث كثير مما يخدش الحياء والذوق.
هناك أمثلة لا تعد ولا تحصى كيف يقوم الفكر الديني بالتحايل على النصوص الدينية من أجل تطويعها لخدمة مصالحه وشهواته الخاصة و لا يسع المجال لذكرها هنا. النصوص جاهزة لكل حالة وعكسها. فقاضي البصرة عبيد الله بن الحسن يؤكد لنا بان كل ما جاء في القرآن حق و يدل على اختلاف ، فالقول بالقدر صحيح و له أصل في الكتاب ، و القول بالجبر صحيح و له أصل في الكتاب و من قال بهذا فهو مصيب و من قال بهذا فهو مصيب لأن الآية الواحدة ربما دلت على وجهين مختلفين واحتملت معنيين متضادين ، و كل من سمى الزاني مؤمنا فقد أصاب و من سماه كافرا فقد أصاب و من قال هو فاسق و ليس بمؤمن و لا كافر فقد أصاب لأن القرآن قد دل على هذه المعاني …( أبن قتيبه - تأويل مختلف الحديث - مطبعة كردستان العلمية-مصر 1326ه ص : 55-57). وما قيل عن القرآن فهو في السنة والأحاديث النبوية كذلك.
عندما تستل النصوص الدينية من جرابها فإن لها فعل السحر على العقل والتفكير ويتعجب المرء لمدى قدرة هذه النصوص السيطرة على العقل وكيف أن أمامها يخر مستسلما أكثر العقول ثقافة. سلطة النصوص الدينية بصفتها الإلهية تسيطر على العقل وتمنعه من التفكير العقلاني.
في جلسة خاصة مع أحد أكبر الكاردينالات الكاثوليك في سلوفاكيا، وهو شخص واسع المعرفة يحمل عدة شهادات دكتوراه باللاهوت وعلم الإجتماع، سألته عن رأيه ببعض آيات التوراة التي تخالف العقل والمنطق وضربت له مثالا الآية التي تقول:" حينئذ كلم يشوع الرب يوم أسلم الرب ألأموريين أمام بني إسرائيل وقال امام عيون بني إسرائيل يا شمس دومي على جبعون ويا قمر على وادي إيلون. فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه. فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل."(يشوع 10 – 12-14 ) وأضفت سائلا هل من المعقول أن تقف الشمس في السماء وكذلك القمر يوما كاملا فأجابني مندهشا من السؤال: إن الله على كل شيء قدير.
كان والدي رحمه الله متدينا لا يقطع فرضا وكان منفتح العقل وكان يقول لي أن الله خلق قوانين للعالم لا يغيرها من أجل أحد وأن النجاح والفشل ليس لهما علاقة بالدين والإيمان وكان يضرب لي مثلا بأن يضع حبات قمح على بلاطة ويقول لو أنك صليت عليها وقرأت القرآن فوقها ودعوت الله أن ينميها فلن تنمو ولكن إن جاء كافر ووضعها في تربة صالحة وأسقاها ماءا فإنها ستنمو. ولكنه رحمه الله كان يرفض الخوض في جدل حول مضمون بعض الآيات القرآنية و كان يجيبني حين أواجهه بأسئلة محرجة بأنه يرفض الحديث فيها وكان ينهي كلامه بجملة ولا يعلم الحقيقة إلا الله. كان يخاف على إيمانه أن يتزعزع ولذلك يفضل عدم الخوض فيما يمكنه أن يؤثر على هذا الإيمان.
لقد استطاعت المؤسسات الدينية، بمختلف أشكالها وأطيافها، مع الزمن خلق روابط نفسية واجتماعية خاصة لدى أمة المؤمنين صهرت كل المقومات والامكانات والقدرات العقلية والفكرية الفردية لديهم في بوتقة الفكر الجماعي تحت ما سمته الحقيقة الدينية المطلقة. ومن أهم شروط الحقيقة الدينية المطلقة هذه أنها تفرض قبول تعايش التناقضات داخل نظام الإيمان المطلق بدون جدال أو مسائلة وترفض أي محاولة عقلية للتساؤل عن تلك التناقضات. إن يكن النص مطابقا للعقل فهناك يأتي دور تأويل النص وإجباره على النطق بما لا ينطق من أجل أن يتطابق مع العقل.
لقد بقي الكتاب المقدس إلى وقت قريب المصدر الأساسي لتشكيل الوعي المسيحي الغربي، ثم جاءت مرحلة التنوير وبدأت المكتشفات الحديثة في مختلف المجالات العلمية تضغط على العقل وتحثه على التفكير حتى وصلت إلى حد التشكيك في ألوهية نصوص الكتاب المقدس و في الحقيقة الدينية المسيحية واليهودية وسمح لنقاد التوراة برفض ألوهيتها واعتبارها جزء من التراث الأدبي الإنساني. ومن النتائج التي خرجت بها مدارس نقد التوراة أن نسبة الكتب الخمسة الأولى لموسى و أنه صاحبها أو كاتبها بوحي من الله، قد أصبحت نسبة باطلة تماما ولا ظل لها من حقيقة. ولقد أبدت الكنيسة الكاثوليكية تفهما لذلك و سجلت اعترافها بذلك في مقدمة الطبعة الكاثوليكية للكتاب المقدس الصادرة في عام 1960 .
يقول الأب المسيحي جان بوتيرو في كتابه ( بابل والكتاب المقدس) أن الكتاب المقدس باقتباسه أي شيء كان من أدب سبقه ، لم يعد ذلك الكتاب الفريد و الفوق طبيعي، لم يعد إذن أقدم الكتب جميعا، الذي كتب من عند الله شخصيا ، أو بإملاء أو إلهام منه كما كنا نراه دوما، تبين أنه في الواقع كتاب مغمور ضمن تيار هائل من الفكر و الأدب الانسانيين . لم يعد يمكن إذا قراءته كما في السابق على أنه منزل مباشرة من عند الله شخصيا، لقد تحول قبل كل شيء إلى كتاب كتبه بشر.

أما في حالة الحقيقة الدينية الإسلامية فقد بقيت محفوظة بغلافها المقدس ولا يجرؤ أحد المساس بها أو التشكيك بألوهيتها.حتى أكثر المفكرين عقلانية وتنويرا لم يستطيعوا لمس الحقيقة الدينية الإسلامية وانخرطوا في عملية القراءة التأويلية من أجل عقلنة النص. وبسبب ذلك أصبح في حوزة رموز الفكر الديني، على إختلاف مشاربهم، عدد لا يحصى من النصوص الدينية سواء القرآنية أو السنية، و لكل حالة من الحالات وعكسها نصوص جاهزة. فللجهاد والإستشهاد نصوص وللإستسلام والخنوع نصوص، للشجاعة والإقدام نصوص وللخنوع والتقية نصوص. هناك نصوص جاهزة لدعم الصلح والسلام مع إسرائيل وهناك عكسها، ثم هناك نصوص لدعم الولاء للحاكم المتسلط وهناك عكسها. هناك نصوص تدعم التعاون مع العدو المحتل وهناك عكسها. هناك نصوص تدعو إلى القتل وهناك عكسها. هناك نصوص لتحليل الزنى تحت أسماء وعناوين مختلفة وهناك عكسها. هناك نصوص لضرب المرأة واحتقارها وهناك عكسها. هناك نصوص لتكفير الشيعة أو السنة وهناك عكسها، وهناك وهناك فعليك أن تختار ما يناسبك ويناسب هواك وشهواتك من حانوت النصوص . هذه هي ثقافة النفاق تزرع في وعي الأمة. فلا عجب أن نسمع في الفترة الأخيرة تصريحات لأشخاص كانوا قبل وقت قصير يصرحون عكسها. ولا عجب كيف تقلب الهزيمة إلى انتصار وكيف يتحول القتل والدمار إلى مبعث للبهجة والإحتفال. كل شيء جائز ولكل حادثة نص أو نصوص جاهزه. فالإسلام دين الوسط والإسلام دين السلام والمسامحة، والمسيحيون أهل كتاب لا خوف عليهم ولا يحزنون، والإسلام دين الله الأوحد والوحيد ويجب إبادة الكفار، ومن بينهم المسيحيين، وقتلهم، فلا دين عند الله إلا الإسلام. عليك فقط أن تدخل حانوت النصوص وتختار ما يعجبك وما يطابق رغباتك وإن لم تجد فيمكنك طلب المسؤولين أن يفصلوا لك على المقاس ما تحتاج. فإلى متى سنظل غارقين في فوضى سلطة النصوص وحوانيت النصوص التي تقدم لك النص الملائم حسب الرغبة والطلب؟
دخلت الممرضة إلى غرفتي وسألتني ما أكتب فقلت لها أكتب أسئلة تحيرني وأبحث لها عن جواب. سألتني وهل وجدت الأجوبة، فأجبتها بالنفي. مدت يدها وسحبت مني القلم والورقة وقالت أعطني يدك، سأسحب منك بعض الدم فلعلنا نجد الأجوبة على شكواك الجسدية. ضحكت ثم أضافت:" لربما أسحب مع الدم تلك الأفكار التي تتعبك فترتاح"، فمددت لها يدي.
د. نضال الصالح/ فلسطين



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعرف عدوك قبل أن تلهث في طلب السلام معه
- إرتباك العقل الصهيوني وأزمة قلقه
- ديموقراطيتنا بين العيب والممنوع والحرام
- قراءة في تنزيل الوحي القرآني
- ملاحظات حول الإشتراكية العلمية والديموقراطية
- مشكلة الغجر في أوروبا
- شرع الله أم شرع البشر؟
- كرسي السلطة كالضوء يجذب الحشرات فإن أطفئ هجرته
- مدينتي نابلس وأم سائد
- الإعجاز العلمي في القرآن وعجز العقل المسلم
- هل من الممكن عصرنة الدين ؟
- موسى والعقيدة الموسوية، حقيقة أم خرافة
- قسوة البرد ونار القهر
- تشرذم اليسار نصر لليمين، سلوفاكيا مثلا
- لقطات من زيارة خاطفة
- قتلوه ولم يمشوا في جنازته
- حب من الماضي
- عالم المجانين
- مستشفى الأمراض العقلية وعالم المجانين
- العم حسنين: الحكمة والقمامة


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الصالح - حانوت النصوص الدينية الجاهزة، حسب العرض والطلب