|
حق تقرير المصير والأنفصال في الأسلام
ئارام باله ته ي
الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 02:22
المحور:
القضية الكردية
أستكمالا لما طرحناه في مقالنا السابق ، بدعوة المؤتمرين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى تبني ( حق تقرير المصير ) في مؤتمره الثالث عشر ، كهدف قومي يناضل الحزب من أجله ، وحيث تلقيت بعض الردود من أناس شوفينيين أتهموني بالتعصب القومي ، ورأوا في دعواي تلك مخالفة للأسلام واضرارا بالمسلمين . فوجب الرد بهذا المقال المقتضب . في الوقت الذي ندرك فيه جيدا أن حق تقرير المصير وأستقلال كوردستان لايتوقفان على قانون اسلامي ، ولايمكن أن يحول الأسلام دون ذلك ، لاسيما مع وجود أكثر من خمسين دولة ذات غالبية اسلامية في عالم اليوم . وصحيح أننا لانبحث في موضوع ( حق تقرير المصير ) من الناحية العقائدية الدينية ، أذ أن القضية قانونية سياسية بحتة . ولكن مراعاة للغالبية المسلمة في العراق لم أجد ضيرا من توضيح موقف الأسلام من هذه المسألة حتى لايختلط الأمر ، وردا على بعض القومجيين الذين يتسترون بعباءة الأسلام زورا وبهتانا لهضم حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره ويغضون الطرف عن وجود أكثر من عشرين دولة عربية كلها صنيعة الأستعمار الغربي . نقول لماذا أنسلختم عن الخلافة العثمانية الأسلامية وفقا لأجندة أجنبية ؟ . هذا في الوقت الذي رفضت فيه هذه القوى الأستعمارية منح الكورد حقهم في تقرير المصير وتجاهلوا مطالب سكان ولاية موصل ذات الأغلبية الكوردية وألحقت كوردستان الجنوبية قسرا بالعراق . هناك من يذهب الى تفسير بعض الايات القرانية على أنها تدل على حق تقرير المصير مثل ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد...) (سورة الكافرون) (و ان كذبوك فقل لي عملي و لكم عملكم ) (سورة يونس :41) . و اذا كانت هذين الايتين مكييتين ، أي قبل مرحلة الدولة ، فأن ايات المرحلة المدنية أيضا فيها ما يفسر على حق تقرير المصير مثل ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ( سورة البقرة :256 ) و الاية ( وما على الرسول الا البلاغ المبين ) (سورة النور :54 ) . واذا كان خطاب القران للكافرين يتسم بالأختيارية وتقرير المصير ، فالمسلمون أولى بذلك . ويذهب بعض المفسربن من ذوي الأتجاهات العصرية الى أن الاية ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ... ) ( سورة الحجرات :13 ) على أنها أقرار بالتعددية وتعبير عن الواقع الحالي للعالم الأسلامي بدوله المتعددة . و علاوة على ذلك فان بعض الباحثين يصفون سياسة النبي محمد (ص) مع الكيانات التي دخلت الاسلام . بأنها كانت على أساس حق تقرير المصير حيث أحتفظ هؤلاء برؤسائهم و شيوخهم و كياناتهم . و ان تطرقنا الى التاريخ الأسلامي فان الأمر سيتوضح بجلاء أكثر. ففي أحداث الفتنة الكبرى حاول معاوية بن أبي سفيان الأموي فصل الشام عن الدولة الأسلامية ، بعد عدم الأنصياع لخلافة (علي بن ابي طالب) بحجة وجوب الأقتصاص من قتلة ابن عمه الخليفة (عثمان بن عفان ) . انها محاولة انفصالية عن سابق اصرار بدليل أن معاوية قد تحصن بالشام ورتب أموره فيها و أنتظر تحيين الفرصة للأنفصال . ان محاولة معاوية شبيهة بأنفصال أحد الأقاليم في الدولة الفدرالية من المركز . وعلى الرغم من ذلك تجد أهل السنة يوقرون معاوية و يضفون عليه الشرعية . مع أنه خرج على أتقى امام في تاريخ الأسلام . في الوقت الذي يكفر فيه هؤلاء مطالب الكورد بتقرير مصيرهم . اذا كان معاوية قد انفصل عن الدولة الأسلامية بحجة قتل ابن عمه ، فأن مئات الالاف من الكورد قد زهقت أرواحهم الطاهرة من قبل الأنظمة العربية المتعاقبة في العراق لأكثر من ثمانية عقود . اذا كان مثال معاوية الانف الذكر مرتبطا بأرث عربي سني ، فأني حرصت كذلك على الأتيان بمثال شيعي فيه دلالة واضحة على الأنفصال . لقد خرج الحسين بن علي (شهيد كربلاء) غلى الدولة الأموية ، و حاول اقامة كيان مستقل في الكوفة ، بحجة ظلم ال أمية و خروجهم من جادة الخلافة الراشدة . فأن أقليم الكوفة و شعب الكوفة ، فقط كانوا بحاجة الى سلطة سياسية لأقامة الدولة ، وهي نفس الشروط الواجب توفرها اليوم في القانون الدولي لأعلان دولة في حاضرنا ( الاقليم ، الشعب ، السلطة السياسية ) و كلها موجودة في كوردستان ، الا أننا بحاجة الى اعتراف دولي . كذلك فان التاريخ الأسلامي شهد بوضوح وجود عدة دول اسلامية في زمن واحد ، كدولة الأدارسة و الأغالبة و الدولة الرستمية في المغرب العربي ، و هناك أمثلة أخرى لم نتطرق اليها تجنبا للأطالة . اذا كان الفقه السني و الشيعي و تاريخهما التطبيقي يشهدان على محاولات انفصالية صريحة ، ويقبل أبن خلدون و ابن تيمية بأنقسام الأمة الى دول منفصلة تحت قيادة حكام مختلفين ، على حد وصف أحد الباحثين الأسلاميين . فلماذا لا يستسيغ هؤلاء العروبيون وجود كيان كوردي ويتخفون وراء الأسلام لبث أحقادهم القومجية المتعفنة ؟ .
#ئارام_باله_ته_ي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يرفع البارتي شعار الشعب في مؤتمره الثالث عشر ؟
-
الثوار البيشمركة يشعرون بالأغتراب في كوردستان
-
لماذا يصر الكورد على التمسك بالدستور ؟
-
أسئلة الى السلطة والمعارضة في كوردستان
-
انعكاسات تكريم السفير الأسد بدل رفو
-
أعمامي البيشمركة يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟
-
كوردستان بين المدن الفاسدة والفاضلة
-
بين حرق القران وحرق الأنسان في كوردستان
-
الحرب المقدسة وحرق القران ومستقبل العلمانية
-
الشيعة العلمانيون ( سنة ) !!
-
كلام من حيز الجنون
-
نحو نضوج العقل السياسي الكوردستاني
-
قراءة واقع (البارتي) في ذكراه ال64 هل هرم الحزب وشاخ ؟
-
قليل من المروءة والشهامة ياقوم
-
العراق الطائفي المذهبي القومي
-
صراع الحلفاء في أرض الغرباء
-
تناقضات الشيخ الجليل !!
-
ثقافة خرق القانون في العراق
-
لماذا لايصبح المالكي رئيسا لوزراء أقليم بغداد ؟
-
الحكومةالمقبلة فاشلة ( لايمكن تهميش الكورد )
المزيد.....
-
مفوض الأونروا: المساعدات تصل بـ القطارة إلى قطاع غزة
-
برنامج الأغذية العالمي: نحتاج وصولا آمنا للمساعدات لمنع المج
...
-
تحذير من المجاعة بغزة والاحتلال يمنع دخول 3 آلاف شاحنة مساعد
...
-
تحذير من المجاعة بغزة والاحتلال يمنع دخول 3 آلاف شاحنة مساعد
...
-
شهيد برصاص الاحتلال في القدس واعتقال 18 فلسطينيا بالضفة
-
وزير الخارجية الأردني: الاتهامات ضد الأونروا ثبتت أنها باطلة
...
-
فيديو خاص: الآلاف يتظاهرون في جنيف ضد جرائم -اسرائيل-
-
الأونروا: فرار 800 ألف شخص من رفح اثر العمليات العسكرية الإس
...
-
وزير الخارجية الأردني: الأونروا تواجه محاولة اغتيال سياسي قب
...
-
دبلوماسي أميركي: على القضاة الفرنسيين تأكيد مذكرة الاعتقال ا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|