أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - المناضل-ة - فرنسا: حركة اجتماعية غير مسبوقة














المزيد.....

فرنسا: حركة اجتماعية غير مسبوقة


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 22:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كريستيان بوبان


إن التعبئة ضد إصلاح أنظمة التقاعد تعيد الى الواجهة الإضراب بما هو وسيلة في متناول الأجراء. و أدت المظاهرات وعمليات الإغلاق والمحاصرة الى تراجع الانقسامات بين العمال.

تشكل التظاهرات إلى حد ما مقياسا لدرجة التعبئة. فهي تجمع في كل موعد وطني هام أعداد متظاهرين تاريخية. و أكد يوم 19 تشرين الأول/أكتوبر استمرار تعبئة فريدة، ورفضا واسع النطاق لإصلاح أنظمة التقاعد. أكثر من ذلك، تعبر الشعارات والرايات والعديد من اللافتات الفردية عن مناهضة مطلقة لساركوزي والحكومة وكذلك لـ«لهذا المجتمع ».

مناضلون كُثر واعون أنه بوجه امتحان القوة الذي تفرضه السلطة، وحده إضراب عام مشترك بين جميع المهن سيتيح الانتصار، يسعون جاهدين للإقناع في أوساطهم بضرورة أن ُيشن دون انتظار الإضراب القابل للتمديد. لكن يجب ألاّ تحجب عنا تلك المصاعب الحقيقية للغاية التغير الكبير للوضع الاجتماعي الراهن.

لم تشهد فرنسا حركة إضراب بهذه الطبيعة منذ زمن بعيد جدا. فعدد الأيام الفردية التي تم التوقف فيها عن العمل – مفهوم إحصائي يعبر عن أيام الإضراب- في القطاع الخاص بقي تحت سقف مليون يوم سنويا منذ عام 1985، وأقل من 500000 يوم منذ عام 1990 (ما عدا 700000 عام 1995). جلي أننا تجاوزنا تلك الأرقام ابتداء من اليوم. ورغم أننا مازلنا بعيدين عن 3 ملايين إلى أربعة ملايين التي تحققت سنوات 1974-1975، فإن الأمر يتعلق بتغير أكبر.

علاوة على مصافي النفط، خاضت الإضراب قطاعات هامة مثل مقاولة كهرباء فرنسا EDF (محطات توليد الكهرباء وتوزيعها) ومعامل الكيمياء، وعمال سكك الحديد وسائقو الشاحنات والنقل والمستشفيات، والمرافق العمومية المحلية كما في مرسيليا ولكن ليس وحدها، والمطارات، والمصانع المتوقفة عن الحركة في الغالب على نحو متكرر (ساعة أو ساعتين يوميا... قابلة للتمديد).

وخلافا لموجات التعبئة منذ خمسة عشر سنة التي كانت ترتكز على قطاع مكافح (عمال سكك الحديد والمدرسون والشباب)، بدعم جزئي من القطاعات الأخرى، يجسد هذا الإضراب على أرض الواقع، للمرة الأولى منذ زمن بعيد جدا، نضالا مشتركا بين المهن سواء من حيث الناشطين والناشطات فيه أو من حيث مطالبه. هذه التجربة أساسية لبناء الوعي الطبقي، الذي يعني أننا–نحن الأجراء بما في الكلمة من معنى اي المتقاعدون، والمعطلون والعمال المؤقتون- نخوض فعلا معركة ضدهم- هم الرأسماليون الذين تدافع هذه الحكومة عن مصالحهم. وعلى النحو ذاته يتعبأ شباب الثانويات والطلبة، بما هم أجراء مستقبلا، ولكونهم ينتمون لتلك الأغلبية من المجتمع التي لا تملك سوى قوة عملها تبيعها لكي تعيش.

إن الإضراب بالذات، بما هو سلاح بيد الأجراء، هو الذي يستعيد مكانته وقوته. بات من المستحيل القول إن « الإضرابات الآن، حتى إن خيضت لم تعد تُرى». و الإضراب الراهن اروع تكذيب لذلك! و ايقاف مصافي النفط التام ضربة قوية حتى لكبريات المجموعات الرأسمالية، ضمن أبطال مؤشر كاك 40 الذي يمثل أحد أهم مؤشرات بورصة باريس لأكبر أربعين شركة فرنسية.


تجربة مُــؤسِسة

هذه الحركة ترياق لسُم الانقسام بين القطاعين العام والخاص. لكن الاختلاف قائم بين القطاعات الواعية بالقدرة على توقيف الاقتصاد والأخرى التي لا قوة أو لا وعي بالقدرة لديها على شل المجتمع بالتوقف عن العمل.

في هذا الوضع، تستجيب عمليات الإغلاق والمحاصرة لحاجة شن إضراب مفيد. لا تتعارض الإضرابات مع عمليات الإغلاق والمحاصرة و ليست بديلا عنها، بل تتكاملان وتتعززان. تمنح عمليات إغلاق ومحاصرة مستودعات الوقود دعما عمليا ومفيدا لإضراب عمال مصافي النفط. وفي قطاعات عديدة، يشكل مسعى استغلال توقيت الإضراب للإغلاق والمحاصرة هدفا كما انه يساعد على الإقناع. إن الوقت المنصرم أمام المستودعات، وفي المناطق الصناعية، وفي ملتقيات الطرق ومواقع اقتصادية حيوية، يُستفاد منه لنسج علاقات بين الفرق المناضلة القائمة. وقد باتت تلك المواقع بؤر حقيقية للتضامن و اللقاء بين المهن تحت حرارة حرائق الإطارات والعجلات. لا يمكن لتلك المواقع إلا أن تقوي ما يبرز من تعدد أشكال التجميع بين المهن: جموعات عامة مشتركة بين النقابات، تضم مسؤولين نقابيين كفاحيين يصدرون حتى نشرات يومية، وجموعات عامة مشتركة بين قطاعات مهنية، أو أيضا تجمعات للنقابات مستقلة إلى هذا الحد أو ذاك. و جلي للغاية أن تطور تلك الهياكل متفاوت، ومتباين الدلالة، لكنه يتيح تجاوز انزواء كل واحد في حانوته، والصراعات النقابية وفي بعض الحالات التحرر (قليلا) من البرنامج الذي حددته الكونفدراليات النقابية.

إننا نعيش تجربة مــُؤسِـسة ، وبداية واعدة.

كريستيان بوبان

الخميس 28 تشرين الأول/أكتوبر 2010

نشر في: اسبوعية Tout est à nous عدد 75 (28/10/10)

تعريب المناضل-ة



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفغانستان : الامبريالية في ورطة
- مميزات الحالة السياسة، ومهام الاشتراكيين الثوريين
- عبودية خادمات البيوت وجه لهمجية الرأسمالية التابعة
- الدولة الإسبانية: مواصلة التعبئات حتى سحب سياسات أرباب العمل ...
- مقابلة أوليفييه بوزانسونو مع جريدة لومانتيه
- فرنسا: لنبرهن على ان الشارع هو الذي يحكم
- على هامش وفاة أمين عام الاتحاد المغربي للشغل : النقابة العما ...
- أزمة من طراز 1929 بوتيرة بطيئة ؟
- أي آفاق لصعود النضالات بأوربا؟
- النساء و أزمة الحضارة
- العدد 29 من جريدة المناضل-ة في الأكشاك / الإفتتاحية و المحاو ...
- من أجل حركة مناهضة للوجود العسكري الامبريالي
- استجلاء أبعاد علاقات الشمال/الجنوب أسس تضامن بين المواطنين/آ ...
- اشتداد الأزمة على نضالية الشغيلة، ودور الثوريين
- اقتصاد المغرب في مهب الأزمة الرأسمالية العالمية
- مناهضة الرأسمالية و العدالة المناخية
- ارنست ماندل 1923- 1995 مسيرة مناضل ثوري الطويلة
- فهم ماضي اليسار الثوري لضمان مستقبله
- خطر العنف ضد النساء يوجد بالبيت أولا
- الأزمة الاقتصادية : النساء بين الهجوم المستَعِر و المهام الم ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - المناضل-ة - فرنسا: حركة اجتماعية غير مسبوقة