أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - بين فار لافونتين ودجاجات احمد شوقي














المزيد.....

بين فار لافونتين ودجاجات احمد شوقي


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 19:12
المحور: الادب والفن
    


في اثنتي عشر جزء جمع الشاعر الفرنسي جان لافونتين(1621-1695) خرافاته في ثلاثة كتب صيغت بإطار أدبي رفيع اعتمدت فلسفته في الحياة حين لخصها ( استعملت الحيوان لإرشاد الإنسان ) (1) فخرافاته بانوراما مصغره قي قالب خاص يتناول ماخلف الصورة من حديقة اوغابه أو نهر كان يحرك حيواناته بطريقه تشعرك بأنه يعيد تشكيل إحساسها ( فخرافاته عالم متحرك )(2) لحكايا وقصص على ألسنه الطيور والحيوانات مبسطا ألدلاله الرمزية بجانب تعميق الدلالة الواقعية هذا الاستخدام جاء حلا للتخلص من رقابه شديدة وللتعبير عن المصير الإنساني بلسان حيوانات الغابة!! وللبشر نصيب أيضا في خرافاته كما في حكاية الاسكافي ورجال المال-- العجوز وأبناءه وهي رمز واضح للقوه حين تعتبر ضعفا بغير اتحاد !
لاينكر لافونتين أن موضوعاته معروفه سابقا في كتب الأقدمين مثل خرافات ايزوب أو بلوتاك الاغريقيه آو التاثرالواضح بآداب الشرق مثل كتاب كليله ودمنه وألف ليله وليله .. لكنه كان حريصا على الخلق والابتكار بقالب شعري أخاذ ارتبطت به الخرافات فأخذت اسمه( إني أحاول فيها أن أسخر من الرذيلة فليس بمقدوري أن انبري لها بذراع هرقل) فهو لم يترك إيه عاده اجتماعيه أو سلوك مشين ألا وتناولته ولها الأثر التربوي الرائد في تهذيب السلوك البشري واعتبرت مجموعه نصائح وعبر ودروس أخلاقيه حث فيها الإنسان على أتباع ألحكمه وتوخي الحذر وتنكر علية الطيش والبخل والجحود والطمع وعرت طبائع الحكم المستبد وسطوه رجال الكنيسة انه عمل كبير لفيلسوف ومفكر
اشتملت بعض الحكايات على عرض وعقده وحل وبعضها على شكل ملهاة كما في .. حكاية الضفادع التي طالبت برحيل ملكها فأرسلت لها الإلهة حاكما جديدا وهو طائرا كبيرا أهلكها بالقتل أو التشريد !
وزخرت خرافاته ايضا بدروس في توخي الحذر كما في حكاية الأسد الذي دعا سكان الغابة إلى زيارة قصره الذي كانت تفوح منه روائح كريهة فسد الدب انفه فافترسه الأسد وزعم القرد انه يشم رائحة إلهيه فيستاء الأسد من تملق القرد الوضيع أما الثعلب فيدعي انه عاجز عن الشم لأنه مصاب بالزكام !!!
وفي التخاصم والمنازعات هجى لافونتين ذلك - مسافران يتنازعان على صدفه عثرا عليها ويمر قاض يطلبان منه ان يسوي امر تنازعهما فالتهم القاضي لب الصدفه واعطى لكل منهما فلقتي غلافهما


والنملة والصرصور وهي قصه قديمه مشهورة تتحدث عن قيمه العمل وظهرت بأشكال جديدة في مسلسل كارتوني لشركه ديزني لاند
لافونتين الحريص على المغزى الإنساني في خرافاته يجد فيها وسائل لنقل رسائله وتمرير أفكاره فهو يدعو للتعامل المتكافئ كما في حكاية الوعاء الخزفي ووعاء الحديد عندما كانا في رحله فطلب الوعاء الخزفي حماية الوعاء الحديدي فارتطم به وتهشم !
لكن الفار الذي اعتزل الدنيا واتخذ من قطعه جبن صومعة يتبتل فيها فتلجا إليه الفئران طالبين المساعدة فيخذلهم بمنحهم بركاته !!! هي من أروع الحكايا عن النفاق والدجل
كان لشعر لافونتين سطوته وتأثيره الكبير على الآداب والفنون قلده كثيرون لكن بقي لالتماعات شعره بريقها المتوهج ..... ففي المشرق تأثر أدباءنا بالطريقة التي صاغ بها لافونتين شعره وكان أمير الشعراء احمد شوقي من أكثرهم تأثرا به كما في قصيده على لسان( الدجاج)و التي قصد منها التنبيه لمخاطر الأجنبي وكذلك (على حب الوطن و نقد العادات الاجتماعية بأسلوب تميز بالسخرية المره والفكاهة اللاذعة ) (3)
يقول شوقي فيها
بينما ضعاف من دجاج الريف تخطر في بيت لها ظريف
إذ جاء هندي كبير العرف فقام في الباب مقام الضيف
فقال حيا الله ذي الوجوها ولا أراها أبدا مكروها
أتيتكم انشر فيكم فضلي يوما واقضي بينكم بالعدل
وكل ماعندكم حرام علي ألا الماء والمنام
فعاود الدجاج داء طيش وفتحت للديك باب العش
فجال فيها جولة المليك يدعوا لكل فرخه وديك
وبات تلك ألليله السعيدة ممتعا بداره الجديدة
حتى أذا تهلل الصباح واقتبست من نوره الأشباح
صاح بها صاحبها الفصيح يقول دام منزلي المليح
فانتبهت من نومها المشئوم مذعورة بصيحه كالبوم
تقول ماتلك الشروط بيننا غدرتنا والله غدرتنا
فضحك الهندي حتى استلقى وقال ماهذا العمى ياحمقى
متى ملكتم السن الأرباب قد كان هذا قبل فتح الباب (4)
كان للرمز ولازال سطوته وإيحاءاته ألداله العميقة هل نكتب به لمحاربه الرذيلة لأننا لانملك ذراع هرقل كما قال لافونتين آم نكتب بعد أن صار مقص الرقيب من مخلفات الماضي وجاء كاتم الصوت بديلا عنه وبامتياز
(1) في الأدب الفرنسي للكاتب علي درويش
(2) نفس المصدر
(3) النقد الأدبي الحديث للدكتور محمدغنيمي هلال صفحه 535
(4) نفس الصدر صفحه 534



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام ذاويه
- كل الحب لكم ياحوارنا المتمدن
- في البار
- ظاهرة العنوسه خطر يدق الابواب بقوه
- تحت تمثال الرصافي
- الناقد العاشق
- لقاء
- توفيق بن جميعه
- اتلمس طريقا
- من قتل ناجي العلي رفاق النضال ام الموساد
- عرس في النهر
- الشاعر هادي الناصر ملتقى الخميس الابداعي ملتقى للابداع العرا ...
- برد وغربه
- جنان ترسم عراق الالم
- بغداد تحترق الان
- الفنان كريم كلش صوري هي صرخة بوجه كل ماهو غير أنساني
- غربة
- صديق البردي
- المعلم السكران
- رواية عناقيد الغضب والمكارثية


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - بين فار لافونتين ودجاجات احمد شوقي