أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - فضائح ويكليكس : هل قلبت واشنطن الطاولة على المالكي وحزبه الحاكم!؟















المزيد.....

فضائح ويكليكس : هل قلبت واشنطن الطاولة على المالكي وحزبه الحاكم!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3167 - 2010 / 10 / 27 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-338-
طارق حربي
فضائح ويكليكس : هل قلبت واشنطن الطاولة على المالكي وحزبه الحاكم!؟
نحو 400 الف وثيقة نشرها موقع (ويكليكس) الالكتروني يوم السبت الماضي 23/10، بعد تسريبها من أرشيف (المعلومات التابع للقوات الأمريكية في العراق)، وغطى الفترة بين سنة 2004 ونهاية سنة 2009.

كشفت الوثائق فضائع كثيرة في الملف الأمني العراقي، وتصرفات القوات العراقية والأمريكية والشركات الأمنية، كالقتل العشوائي وممارسة التعذيب والتغاضي عن عمليات إعدام ارتكبتها القوات العراقية، كذلك تدخلات الدول الاقليمية في الشأن العراقي لزعزعة الملف الأمني وتنفيذ أجنداتها عبر الحكومة الضعيفة، وتوجت الوثائق فضائحها، بتوجيه اتهام مباشر إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بـ"التورط" في إدارة فرق القتل والتعذيب، لكن مكتب رئيس الوزراء سارع إلى نفي التهم الموجهة غليه، وكشفت عن دور كبير تلعبه إيران وماتزال في تسليح ميليشيات شيعية، كجزء من حرب "خفية" تخوضها ضد الولايات المتحدة الأميركية على أرض العراق.

وجاء في الوثائق أن الحرب على العراق أوقعت نحو 109032 قتيلاً ، وحددت نسبة أكثر من 60% منهم من المدنيين، ولفتت إلى أنه لم يكشف لحد اليوم عن مقتل 15000 مدني ضمن العدد الإجمالي، الجديد في الوثائق حول الضحايا في العراق، هو الكشف عن 15 الف ضحية، حسب منظمة "إحصاء قتلى العراق" ، وهذه الإحصائية لم تكن معروفة من قبل، مما يرفع إجمالي القتلى المدنيين إلى 122 ألف قتيل، وربما أكثر من هذا العدد مما ستكشفه أسرار الحرب على العراق في المستقبل، ودليل دامغ على عدم الاهتمام بالمواطن العراقي حيا وميتا، وكأن الضحايا ليسوا عراقيين وليسوا بشرا ولهم عقد اجتماعي مع الحكومة ومؤسساتها المعنية بحياتهم ووفياتهم!؟

وثائق يندى لها جبين الانسانية تذكر بالفضائع المرتكبة خلال الحروب الكونية، وأكدت من جديد رخص المواطن العراقي في عيون الحكومات العراقية والاقليمية والأمريكية، فواشنطن لم تكلف نفسها وزر تحقيق شفاف بمئات حالات العنف والتعذيب والاغتصاب والقتل، التي ارتكبتها قواتها في العراق، سواء في سجن أبو غريب سيء الصيت أو أنحاء العراق كافة، وجاءت الوثائق على ذكر القتل العشوائي وبينها لمواطنين أعلنوا الاستسلام، و " أكثر من 300 حالة تعذيب واعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الاسرى".، و "أن القوات الأميركية فجرت مبان بكاملها بسبب وجود قناصين على أسطحه" ، وقتل العراقيين عمدا في نقاط التفتيش أو في الساحات العامة أو من طائرات الهليكوبتر، أعمال تعذيب تجري في المعتقلات العراقية بعلم القوات الأمريكية دون أن تفعل شيئا، وغيرها من الفضائع التي يصفها القانون الدولي بجرائم الحرب ويعاقب عليها.

اقليميا كشفت الوثائق أن ايران ساهمت وماتزال بزعزعة استقرار الأوضاع في العراق، وإسكات الصوت المعارض للحكومة الضعيفة ببغداد، عبر وجود ضباط من الحرس الثوري، يعملون في ميادين التفخيخ والتخريب والتسليح والتوجيه وهم معروفون من قبل الحكومة، وزودت إيران ميليشيا (سنية وشيعية) بالأسلحة والمفخخات والأحزمة الناسفة وغيرها، وقامت بتسليح "كتائب موت" ، ضمت مغسولي الدماغ من عراقيين وعرب، بهدف شن هجمات على قوات التحالف والمسؤولين العراقيين، وقيام سوريا حليفتها بتزويد المجاميع الإرهابية بالأحزمة الناسفة والمتفجرات وغيرها، في حرب كتلوية شاملة لايقاع أكبر عدد من الخسائر بين المواطنين العراقيين.

وجاء اعلان الوثائق بعد ساعات من وصول نوري المالكي من جولة شملت الدول الاقليمية زائدا مصر، لحشد الدعم العربي والاقليمي لتوليه منصب رئاسة الوزراء أربع سنوات قادمة، كذلك بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على الانتخابات التشريعية في العراق، وتعثر المفاوضات بين الكتل السياسية دون أن تتمكن من الاتفاق النهائي على المناصب السيادية وتشكيل الحكومة الجديدة.

وجاء توقيت نشر الوثائق عشية موعد الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي التي ستجرى الشهر المقبل، وقطبا الصراع فيها هما الحزب الديمقراطي (حزب الرئيس اوباما)، والحزب الجمهوري (حزب الرئيس الاسبق جوج بوش)، خلال احتلال العراق سنة 2003، ولعل الوثائق ستزيد من شعبية الحزب الديمقراطي في مواجهة منافسه الجمهوري، الذي كان يخطط لغزو العراق بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001، تحت عنوان ارتباطه بالقاعدة وامتلاكه لأسلحة التدمير الشامل وغيرها، وسببا مباشرا في احتلال العراق وماجره عليه من ويلات وجرائم حرب، ماتزال آثارها مستمرة في أجساد العراقيين وضمائرهم وممتلكاتهم وخراب وطنهم.

اللافت أن الولايات المتحدة عبرت عن انزعاجها - على لسان مسؤوليها - بعد نشر الوثائق، وتخوفها من أن تشكل تهديدا لقواتها والمتعاونين معها، وليس ذوي الضحايا العراقيين وتعويضهم حالهم حال الضحايا الامريكيين، الذين قتلوا سواء في العراق أو في بقية أنحاء العالم، وتم تحشيد الميديا زائدا الضغط السياسي للحصول على التعويضات، تسعى واشنطن إلى طي صفحة الأرامل والأيتام ومن هجروا عن منازلهم وتم تعذيبهم وتعويقهم وتدمير ممتلكاتهم، وربما رمي الفتات إليهم في محاكم لاتنتزع حقوقهم الكاملة والعادلة، كما حدث في جرائم سابقة قامت بها القوات الأمريكية قتلا واغتصابا وغيرها.

الحكومة العراقية مدانة والأمريكية والايرانية والسورية وكل من ساهم في إيذاء شعبنا ودمر مؤسساتنا، وستكون الوثائق مادة مناسبة للمنظمات الانسانية والاجتماعية والقضائية والسياسيين، بعد دراستها وتوجيه أصابع الاتهامات للحكومات المذكورة، والمطالبة بمحاكمة المجرمين كافة ممن تسببوا بهذه الفضائع.

فضائع كثيرة حول احتلال العراق تم تسريبها ونشهرا منذ 2003 حتى اليوم في الاعلام الأمريكي والغربي الحر، ولن يكون لفضائح ويكليكس التي تم توقيتها جيدا لحسابات سياسية واعلامية وانتخابية معروفة، كبير تأثير على خريطة التحالفات السياسية الجارية في العراق، ولعلها ستعجل في تشكيل الحكومة، لأن التحالفات والتفاهمات قطعت أشواطا ونضجت رغم عدم الاتفاق النهائي، فبعد يوم واحد من نشر الوثائق الأحد (24/10) سارعت المحكمة الاتحادية إلى اصدار قرار الغت بموجبه "الجلسة المفتوحة" لمجلس النواب المتوقفة منذ 27 تموز الماضي، ودعته إلى الانعقاد وانتخاب رئيس له ونائبين، وطبعا كل ذلك عجل به نشر (موقع ويكليكس) مشكورا!!، وسوف يصب في مصلحة نوري المالكي وحزبه الحاكم، الذي لم تتخلى عنه واشنطن لكن ذكرته بأن الكثير من أوراق اللعبة ماتزال بيدها، وفي تفاصيل الكسب السياسي غير فوائد الحالة العراقية في الانتخابات الأمريكية، فإن واشنطن رفعت بنشر الوثائق العصا بوجه المالكي وحزبه، بعدما تجاوزا الخطوط الحمر، بالتحالف مع الصدريين و (ميليشيا جيش المهدي) ذراع ايران الضاربة في العراق، سواء للأجهزة الأمنية أو للقوات الامريكية، نستنتج من ذلك كله أن حليفا قديما خير من حليف جديد تتمخض عنه أكثر من سبعة شهر من المفاوضات، وأن واشنطن لن تقلب المائدة بوجه المالكي وحزبه، بل إن كل الدلائل تشير إلى قيامه بتشكيل الحكومة القادمة بضوء أخضر أمريكي / إيراني، تقاسما العراق على خلفية الحرب الخفية بينهما، وتقاسم النفوذ في المنطقة وتخادمهما، وبالتالي فإن تصريح المالكي بعد نشر الوثائق بأنها "فرقعة اعلامية" تريد النيل من جهوده في تشكيل الحكومة صحيح مئة بالمئة!



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوان الحكومة يصعد مطاليب الأكراد : التعداد العام للسكان نموذ ...
- ترجيح كفة المالكي في سوريا
- شكرا عبير السهلاني !
- هل يكون التحالف مع الصدريين سببا في عزل المالكي!؟
- كيف يمكن أن تتعاطى الحكومة المحلية في الناصرية مع القنصلية ا ...
- خطأ التجديد للمالكي!
- عراق الفتاوى الولائية!
- تخبط حكومة كردستان في دماء الشهيد سره دشت!
- أهالي الناصرية يصومون في العيد!
- كلمات..مبروك.. تظاهرة في الناصرية إحياءا ل- يوم القدس العالم ...
- انسحاب المحتل وحطام العراق!
- جسر الناصرية الأعوج!
- تبا لكم شكلوا الحكومة أوقفوا القتل الذريع بالعراقيين!
- شركة نفط ماليزية تتصدق على أهالي الناصرية!
- ضوء أخضر أمريكي إلى المالكي!
- دعوة إلى تنازل المالكي وعلاوي عن منصب رئاسة الوزراء!
- إله السوق ..إلى نصر حامد أبو زيد
- إستعصاء تشكيل الحكومة العراقية!!؟
- هل تعاد الانتخابات البرلمانية في العراق!؟
- ظاهرة المزاد العلني في السياسة العراقية!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - فضائح ويكليكس : هل قلبت واشنطن الطاولة على المالكي وحزبه الحاكم!؟