أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - إسرائيل التمسك دينيا نقصا بالشرعية الدنيوية.














المزيد.....

إسرائيل التمسك دينيا نقصا بالشرعية الدنيوية.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



"وافقت الحكومة الإسرائيلية التي يهيمن عليها اليمين، في 10-10-2010، على مشروع تعديل قانون يلزم المرشحين لنيل الجنسية الإسرائيلية أياً كانت ديانتهم بإداء قسم الولاء لـ"دولة إسرائيل يهودية وديمقراطية". وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء إن 22 وزيراً أيّدوا مشروع تعديل القانون مقابل معارضة ثمانية... كما حذر وزير الشؤون الاجتماعية الاسرائيلي العمالي اسحق هرتزوغ من "بوادر فاشية". وجاء مشروع إقرار الولاء استجابة لطلب حزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان"
هذا النوع من مشاريع القوانين التي تخرج بين الفينة والأخرى من النخب الإسرائيلية، إنما تؤكد على أن الإحساس بعدم الشرعية القانونية والإخلاقية، لهذه النخب، وعدم مشروعيتها، حيث أنها لا تمتلك مشروعا مستقبليا للتصالح مع تاريخها ومع ممارساتها، مشروع مستقبلي يحول الوجود بالقوة العارية إلى أمر واقع له موجبات أخلاقية وقانونية.
الاعتراف بدولة إسرائيل تحت ضغط الواقع، وتحت تهديد السلاح، أو تحت الاقتناع بعدالة ما لهذا الأمر الواقع، لا يغير في أن إسرائيل دولة لازالت تعتمد في وجودها بالمنطقة على مبدأ" القوة العارية وموازينها، وهذه النقطة تجعل الإحساس بنقص الشرعية السلمية لنخبها، أمرا في غاية الصعوبة، وبالتالي لم تستطع هذه النخب أن تمتلك مشروعا قانونيا وأخلاقيا، وهذه النقطة لا تكفيها ما ارتكبته أوروبا بحق اليهود من مجازر وإقصاءات..
إن التمسك بيهودية الدولة تحت مختلف الذرائع، إنما يعني بكل بساطة أن الدين والسياسة في حالة اندماج لا يفصم عراه، مهما تشدقت هذه النخب، ومعها نخب أوروبا وأمريكا، بديمقراطية هذه الدولة، وإنها نموذجا شرق أوسطيا لدول العالم الحر، ومشروع القانون إذا أقرته الكنيست الإسرائيلي وهذا مرجح باعتبار أن اليمين هو الأكثرية فيها، فإنها تكون بذلك اول تجربة بالتاريخ المعاصر.
والأمر ليس كما يظهر بأنه، نتاج الإحساس من الخوف من الفلسطينيين، وموضوع العودة، بل السبب الحقيقي في هذه الأزمة، أن المجتمع الإسرائيلي منقسم دينيا، بطريقة لا يمكن معها إنتاج مؤسسة دينية واحدة، ولكون الديني السياسي في إسرائيل، هو المحدد، فإننا يمكن أن نتلمس عمق هذه المسألة.
إن التمثيلات الدينية في المجتمع الإسرائيلي لا يمكن لها أن تنفصل عن السياسية، ولا يمكن للسياسة أن تنفصل عن هذه التمثيلات المؤسسة لدولة إسرائيل، هذه التمثيلات في ظل ما تخلقه السياسة وتعدد المصالح، يجعل التاريخ عبارة عن لحظات مزايدة، بين هذه التمثيلات الدينية/ السياسية، وإسرائيل لا يمكن لها الاستمرارية على هذه الشاكلة دون تعبئة دينية، وهذه التعبئة الدينية لا تقوم بها مؤسسة إسرائيلية تمثل يهودها، بل جملة من المؤسسات، التي جلها يتمتع بتواجد سياسي داخل الحكومات والبرلمانات الإسرائيلية.
كل مؤسسة من هذه المؤسسات تعتبر نفسها حزبا سياسيا، حركة شاس، المفدال، الليكود، حزب ليبرمان" إسرائيل بيتنا" يمكن أن يكون لدينا فقط حركتان: حزب العمل وحركة ميرتس، حركتان عابرتان لهذه التمثيلات، ولكنهما تراجعتا بشكل خطير، فميرتس وصلت في مرحلة من المراحل إلى 12 مقعدا في الكنيست، ولكن الآن! كما حزب العمل الذي أصبح وجوده في الكنيست يتحول إلى وجود رمزي بالتدريح... الملفت في الانتباه هو التالي: أنك يمكن لك أن تجد تجمعات مدنية وسياسية صغيرة إسرائيلية نخب ثقافية فردية ومستقلة، تنحو نحو السلام وتعترف بأن للفلسطينيين حقوق، وان ما مورس بحقهم بشعا ولا أخلاقيا ولا تقره قوانين ولا شرائع، لكن من المستحيل حتى اللحظة، أن تجد مؤسسة تمثيلية دينية يهودية في إسرائيل، تشير ولو مجرد إشارة لهذا الأمر!
هذا التنافس الشرس بين هذه التمثيلات الدينية- السياسية على الرأسمال الرمزي اليهودي في إسرائيل، المحايث لقيام هذه الدولة، خلق ويخلق وسيخلق مزيدا من القوانين العنصرية، هذا الرأسمال الرمزي المتمحور على ثلاث مقولات: الأولى" اليهود شعب الله المختار" والثانية" فلسطين أرض المعياد" والثالثة" المظلومية التي تعرض لها اليهود في أوروبا" تتداخل هذه المقولات وقد أنشات حولها منظومات خطابية، ومؤسسات، ونتيجة لدعم الأقوياء في العالم لهذا الأمر، لم تعد تنظر هذه المؤسسات إلى الخلف، أو إلى ما صنعته وتصنعه بالفلسطينيين وبشعوب المنطقة. بات لها حقلا خاصا مسيطرا ومهيمنا على المستويات الثقافية والسياسية الإسرائيلية، وداخله تجري هذه المزايدات التي وصلت إلى من يصرح بأنهم يجب أن يطردوا ما تبقى من فلسطينيين، أو من يدعو من هذه المؤسسات إلى إبادة العرب.
" إسرائيل بيتنا" سيكون عنوانا يعيش طويلا....وسترتب عليه مزيدا من العنصرية...



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة المشرقية إبعاد هذه السياسة عن الدين والطائفة!
- إيران والثلاثي العربي لبنانيا.
- زيارة نجاد لبنان لتتويج السيد نصرالله.
- الشيخ سعد الاستقالة أرحم من الإقالة..
- المحكمة الدولية - تمرين الرأي العام
- سورية وفقاعة الكنيسة الانجيلية؟
- الدولة والعقد الاجتماعي
- طل الملوحي هل هنالك قضية؟
- التاريخ والسياسة وشرط الراهن.
- تركيا والمسألة الكردية وقضية الحرية.
- المسيحية المشرقية والإسلامية المشرقية.
- حوران بين قمح سورية وانفتاحها وبين...؟
- هل أصبحت الشيعية السياسية طرفاً برّانياً في الكيان اللبناني ...
- عندما يسرقنا الخوف إلى الوهم. إلى تهامة معروف وطل الملوحي عن ...
- الفساد والتخلف......
- الحريرية لم تعد سؤال الدولة اللبنانية.
- خواطر حول نهضة يسارية.
- واقع الصورة أهم من صورة الواقع.
- الحداثة وسلطتها.
- 11 سيبتمبر بعد عقد الإرهاب ينتصر..


المزيد.....




- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - إسرائيل التمسك دينيا نقصا بالشرعية الدنيوية.