أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شريف حافظ - كاتب الجماعة: هل أصبح عضواً في الجماعة؟!















المزيد.....

كاتب الجماعة: هل أصبح عضواً في الجماعة؟!


شريف حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 19:30
المحور: حقوق الانسان
    


لأنني من عُشاق القراءة، أستطيع أن أعرف الجيد من السيئ فيها، وأُدرك فن إستخدام الكلمات والتعاطي معها، وكيفية إختيار النصوص التي يمكن أن تُضيف شيئاً مُفيداً إلى. ولذا، فانني أعشق كتابات وحيد حامد وأعتبره من أعظم من أنجبتهم مصر في هذا المضمار. فلقد أنعم الله على وحيد حامد بملكة الكتابة الراقية، التي تصل إلى قمم الإبداع، حتى أنه يُمكن أن يُزيد نص ما، إبداعاً فوق إبداعه. فمثلاً، رأيت من وجهة نظري الخاصة، أن وحيد حامد أبدع في كتابة سيناريو فيلم "عمارة يعقوبيان" بأكثر مما أبدع علاء الأسواني في كتابة الرواية الأصلية. إن فكرة الدكتور علاء الأسواني في روايته، فكرة رائعة، ولكن نص الرواية في حد ذاته، كان عادي للغاية بالنسبة لي. لقد حول وحيد حامد نص تلك الرواية في من خلال الفيلم السينمائي، إلى تحفة فنية، يُمكن أن تُقارن "كنص" مع تصوص أساطين الأدب الحديث، من أمثال عبد الرحمن منيف (رحمة الله عليه) وأمين معلوف!

وعندما شاهدت مسلسل الجماعة، شعُرت بالمزيد من الإبداع الذي تمكن منه وحيد حامد، وبالذات في الرسائل الفلسفية، التي يمكن أن تضعه في مصاف الفلاسفة، في قدرته على التحليل المتعمق لتاريخ مصر في فترة ما، وفي قدرته على التوغل في فكرة جماعة من الجماعات المتلاعبة بالدين، لتشرح تكوينها التاريخي، وتعرضه مُبسطاً للمشاهد. لقد أثر وحيد حامد بالمسلسل على الناس، حتى أن تعليق الإخوان المسلمين أنفسهم، أظهر كم هذا التأثير: فبينما قالوا أن المسلسل زاد من تعاطف الناس معهم، يُقاضي السيد سيف الإسلام حسن البنا المبدع وحيد حامد، لأنه يرى أنه شوه صورة أبيه.. فكيف يجتمع الموقفين؟؟؟ بالطبع لا يمكن إجتماع رؤية الإخوان بالفائدة من المسلسل، مع رؤية أبن مرشدهم الأول الضرر، رغم إعجابي حتى بطرح وحيد حامد في تلك النقطة، حيث أظهرت حسن البنا، كانسان، له مساوئه ومميزاته، وليس إلهاً كما يريدون هم!! وكل ما يقومون به من إطراء على المسلسل، ما هو إلا نوع من رسم "الإيحاء" على الناس، بأنهم إستفادوا من هذا العمل الدرامي، رغم أنهم يموتون غيظاً منه، لأنه كشفهم على حقيقتهم، وكل من أراهم إلا ذوي الرؤية المسبقة، يرون أن المسلسل أزال التقديس من فوق "الهالة الربانية" التي يرسمها الإخوان لأنفسهم!

لقد عرض وحيد حامد، تاريخ الإخوان المسلمين، ولا أرى ضرراً من كثرة الطرح وأنا في إنتظار طرح الجماعة نفسها لمسلسلهم، ولنا كل الحق في تناوله، هو أيضاً، بالنقد! إلا أن مقالاي هذا، وفي الواقع، ليس لنقد مسلسل الجماعة، بقدر ما هو إندهاش حول ما نشرته جريدة الوفد يوم 3 أكتوبر، حول قضية أُثيرت بصدد وحيد حامد، تُظهر تناقضاً في شخصيته، مختلف كُليةً مع ما كتبه في مسلسل الجماعة، بل وأغلب أعماله، التي تقف ضد التطرف وإستغلال السلطة والإرهاب .. حيث أن غلطة الشاطر بألف!!

فالسيد وحيد حامد يقطن في عمارة في مكان راقي بحي المهندسين، بمحافظة الجيزة. يجاور عقاره شركة سينك للإنتاج الفني والخدمات الإعلامية، يرأسها كل من السيد شريف هاشم والسيدة سهى عرابي. وقد قامت حراسته في 14 سبتمبر الماضي، بتهديد السيدة سُهى بازالة سيارتها بالونش، لأنها تجرأت وأوقفت سيارتها أمام مقر عملها، الذي هو أيضاً وفقاً لحراسة السيد حامد، "مكان ركن الباشا"!! وقد رفضت السيدة بتحريك سيارتها، إلا أن التهديد إستمر، حتى تصور أصحاب الشركة أنه زال!!!

كان يمكن للأمر أن يقف عند هذا الحد وينتهي الموقف، إلا أن الأمر تطور يوم 28 سبتمبر الماضي. ففي هذا اليوم، وعندما وقفت الحراسات المُعينة للسيد وحيد حامد، ضد إيقاف السيدة سهى لسيارتها، أمام شركتها، ورفضت هي تحريك السيارة من مكانها، إذا بالسيد الأستاذ وحيد حامد يدخل الشركة الخاصة المجاورة لمسكنه، ويقول كلاماً، لم يكن بخلدي إطلاقاً أن أصدقه، لولا المحاضر الأربعة التي تم إقامتها في قسم الدقي، بهذا الخصوص. لقد دخل السيد وحيد حامد الشركة الخاصة وأكد للسيدة سهى أن "مفيش حد ... يقدر يعملك حاجة في البلد بنت الـ ... !! دا أنا وحيد حامد!! إنتي مش عارفة أنا مين ولا أيه؟ عربيتك تتشال وما تتركنش هنا تاني!!"

والحق أنني عندما قرأت هذا الكلام، حدثت لي صدمة جبارة!! فأنا لم أتصور يوماً أن يتلفظ السيد وحيد حامد بما قرأته من ألفاظ، لم أستطع أن أدونها هنا بالطبع، لأن القانون يُحاسب عليها! أيضاً، لم أتصور للحظة واحدة، أن الأستاذ وحيد حامد، كاتب سيناريو أفلام البرئ والغول ومعالي الوزير والإرهابي واللعب مع الكبار وكشف المستور وإحكي يا شهرزاد ودم الغزال وعمارة يعقوبيان وأخيراً، مسلسل الجماعة، يقول مثل هذا الكلام، إلا أن أن الأمر للأسف، حقيقة وللأسف، يظن بعض من يقدمون على أعمال إبداعية، أنهم فوق البشر، وأنهم فوق القانون، وهو الأمر الذي أرفضه كمواطن ليبرالي، بل كمواطن وكفى، كل الرفض! فالجميع "سواء" أمام القانون، وهو ما أثبتته، وزارة الداخلية مشكورة في تلك الواقعة، كونها لم تمنع إقامة محاضر ضد وحيد حامد المواطن!! فليس وحيد حامد فوق القانون، مهما قام به، ويجب أن يفهم تلك الرسالة بمنتهى الوضوح!

وكان يمكن للأمر أن ينتهي، لولا تطور الأحداث! ففي اليوم التالي، 29 سبتمبر الماضي، حمل حوالي 10 من رجال أمن السيد وحيد حامد، سيارة السيدة سهى عرابي، إلى نصف الشارع، لأنها تركتها طيلة الليل هناك وزادوا على ذلك بصدم السيارة بعربة "شيروكي"!! وقد عبر عن هذا، محضر من المحاضر قد قًدمت إلى قسم الدقي، ضد تلك الفعلة، التي فيها الكثير من إستغلال السلطة والنفوذ ضد مواطنين آمنين، لأن خطأهم الأكبر، أن مقر شركتهم تقع في جوار السيد وحيد حامد، المحروس من الدولة، عن حق.. ولكن تلك الحراسة لا تمنح أي شخص، حصانة تجعله يتعرض للآمنين، مهما على شأنه وإن شالله، حرر مصر من الهكسوس، على رأي أحد الأصدقاء!! إن الحراسة ممنوحة للسيد وحيد حامد لأنه مُستهدف، وليس لكي يستهدف هو غيره من المواطنين، سواء المؤمنين بكتابته، مثل السيد شريف هاشم والسيدة سهى عرابي في تلك الحال، أو الذين لا يؤمنون بما يكتُب، من الأصل!!

كل المصريين متساويين أمام القانون في الدولة المدنية، التي نحن مستعدون أن نحميها بدمائنا، ولا توجد سلطة إضافية لأي مخلوق في مصر، وخاصةً الذين يمثلون القدوة في المجتمع! هذا ما أفهمه.. وهذا ما أرى أن مصر تحكم وفقه اليوم!! أنا أعشق بلادي بكل ما فيها من مساوء، وأعمل ما في طاقتي للمساهمة في إصلاحها، مع إحترام القانون والشرعية فيها، ولا أقبل لإنسان أياً كان أن يسب بلادي، حتى لو كان وحيد حامد أو حتى اللي أكبر من وحيد حامد!!
وأنا إذ أحكي وقائع هنا، مؤيدة بمحاضر، هي في النيابة الآن، فاني أقف إلى جانب المواطنين، أصحاب المحاضر، رغم حبي للمبدع وحيد حامد، لأن المواطن وحيد حامد تجاوز حقوق غيره من المواطنين!!

لقد كان هناك مشهداً أبكاني، في مُسلسل "الجماعة" أحب أن أختم به ما كتبت، وقد كتبه السيد وحيد حامد بأبداع شديد، نقله لنا الفنان الراحل، عبد الله فرغلي:
"البلد دلوقتي عاملة زي دبيحة متعلقة في دُكان جزارة! اللي يشتري يقول عايز أيه: مشفي ولا بعظمه؟ والجزارين ما يصدقوا يقولوا، لأي زبون: أوامرك يا باشا .. أحسن حاجة ليك يا باشا"!!

ملاحظة أخيرة: وحيد باشا حامد: لسنا جزارين ولست أنت زبون! أنت مواطن مثل أي مواطن فيما يتعلق بالقانون! ولا سيادة في مصر إلا للقانون! هكذا يجب أن تُحكم مصر وهذا ما أؤمن به ويؤمن به الكثيرين للغاية في مصر، وهذا ما أرى أن السلطة الحاكمة تؤمن به أيضاً!! فان كان لك رأياً آخر، أحب أن أطلع عليه!

وبالطبع أعرف أني أقف أمام أباطرة و"ألعب مع الكبار"، الذين يستطيعون فعل ما يحلو لهم بي، ولكني أؤمن إيمان عميق ببلادي والتنمية المدنية فيها، إلى أقصى الحدود، ولذا فان من يخاف من الحق، لن يُحقق إلا الخراب، الذي لا أريد تكراره لبلادي أبداً،

والقانون فوق رؤوس كل المصريين وغير المصريين في مصر

ومصر والإنسان أولاً
شعوراً وعملاً وليس مجرد شعاراً وقولاً



#شريف_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين صوفى شول وتراودل يونجه: رسالة وعى للشباب
- صانعو التطرف
- الخوف من العقل
- الجهل المقدس
- زمن المُتعنونين!
- نصر حامد أبوزيد.. قلب ما يخافشى
- فلتؤمنوا بثقافة المربع!
- دولة -الطلاق- الدينية
- هل أصبح الشر هو الطريق الوحيد للخير؟
- الإسلاميون بين هوية القاتل والمقتول
- عزازيل وسعى المحتار فى ليل الأسرار
- متى تبلغ الدول العربية سلام وستفاليا؟
- العلمانية ليست ضد الدين
- كيف تدافع عن الإسلام؟
- لماذا تجديد الخطاب الدينى؟
- بين دولة طالبان وحماس والإخوان المسلمين
- العرب بين ثقافة الديمقراطية وثقافة الواحد (2)
- العرب بين ثقافة الديمقراطية وثقافة الواحد
- ما بين عشوائية القومية العربية وعلمية الصهيونية
- حروب الفتاوى من أجل الجدار؟!


المزيد.....




- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شريف حافظ - كاتب الجماعة: هل أصبح عضواً في الجماعة؟!