أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قمة طارئة .....قمة عادية .....لا جديد فالأمر سيان ..















المزيد.....

قمة طارئة .....قمة عادية .....لا جديد فالأمر سيان ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


........ رحم الله أيام زمان،أيام المد القومي والثوري عندما كانت الجماهير العربية من محيطها الى خليجها تنتظر بفارغ الصبر خطاب الراحل الكبير جمال عبد الناصر،وما الذي سيقوله في هذا الخطاب،ولتخرج هذه الجماهير العربية عن بكرة أبيها بعد الخطاب تهتف ناصر ...ناصر،واليوم في مرحلة الانهيار والانحطاط وما يلف الأمة من ذل وهوان،أصبح المواطن العربي وفي ظل ما يتعرض له من تدجين وتطويع وتدويخ وافقار واذلال،يهتم بأخبار الفنانات وآخر فضائح الوسط الفني أكثر من اهتمامه بالقمم العربية،فالمواطن العربي يصاب بحالة من القرف والغثيان من هذه القمم التي تكرر ذاتها ،نفس بياناتها الختامية مع تغير طفيف في الديباجات والخواتم والتاريخ،فهي لا ترتقي في قراراتها إلى مستوى الأخطار المحدقة بالأمة،بل في كل قمة جديدة نشهد انحداراً وهبوطاً في سقف القرارات،ولا نشهد مراجعة أو توقفاً أمام مدى الالتزام وتطبيق ما اتخذ من قرارات في القمم السابقة،وكأن البعض حتى عربياً ضاق ذرعاً في هذه القمم، فترى مستوى التمثيل والحضور في هذه القمم يتراجع عاماً بعد عام،وهناك من يريد أن يتحلل من أعباء العروبة والقومية لصالح القطرية،وبالتالي حتى الجسم الشكلي والمفرغ من كل شيء( جامعة الدول العربية)،عدا الارتزاق لمجموعة من الموظفين والكليشهات الجاهزة لبيانات الشجب والاستنكار البعض عربياً لا يريده.
وبالتالي تصبح هذه القمم مجال تندر ولا تأخذ قراراتها على محمل الجد لا على الصعيد الشعبي العربي ولا على الصعيدين الاقليمي والدولي،فهم يرون فيها مجرد "جعجعات" ولغو فارغ،أفضل ما فيها شكر أصحاب الفخامة والجلالة والسمو للبلد المضيف على حسن الضيافة والكرم العربي الأصيل،أما باقي القرارات فيها لا تساوي قمة الحبر الذي تكتب به،فتوضع في الأدراج والخزائن كأرشيف حالها كحال قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية،فالقمة العربية السابقة على سبيل المثال لا الحصر أقرت دعماً لمدينة القدس بقيمة خمسمائة مليون دولار لم يصل منها لا الخمس ولا حتى العشر،وكذلك كان هناك تهديد بسحب مبادرة السلام العربية من التداول بعد أن أشبعتها إسرائيل ركلاً وترحيلاً كالنعش الطائر من قمة لأخرى دون أن تقبل بها وحتى بشروطها وتعديلاتها وبما يستر عورة النظام الرسمي العربي،أما على صعيد الوضع الداخلي العربي فلم نشهد أية انفراجات ومصالحات عربية،بل الأوضاع والتجاذبات والمحاور العربية على ما هي عليه،وأبعد من ذلك فالأوضاع العربية تزداد شرذمة وانقساماً فلا فلسطين ولا العراق أنقذنا،بل زدنا تقسيم السودان والصومال واليمن والحبل على الجرار،ولا أي شكل من أشكال التضامن او التوحد تحققت،بل نغرق ونوغل في القطرية على حساب المصالح العليا والقومية للأمة،وحتى نجد العديد من الدول العربية تعقد تحالفات وتقيم علاقات فيها ضرر بالغ للأمن القومي العربي،وتسهم في تمزيق الصف وشق وحدة الأمة موقفاً ومصيراً وأهدافاً وتطلعات.
واليوم والقمة العربية الطارئة تعقد في ليبيا، أراهنكم بأنه لا أحد عربيا يعلق الآمال عليها لجهة اتخاذ قرارات مصيرية تجابه وتواجه وتضع حداً للصلف والتعنت الإسرائيلي،والذي مع انعقاد كل قمة عربية جديدة يزداد تغولاً وتوحشاً،من حيث السطو على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومواصلة الاعتداءات على الأمة العربية واستباحة جغرافيتها من المحيط إلى الخليج،ألم يجري اغتيال الشهيد المبحوح على أرض الإمارات العربية بأيدي الموساد الإسرائيلي؟، ألم يرفض نتنياهو ويضرب هو وحكومته بعرض الحائط كل مقررات لجنة المتابعة العربية التي دعت بل وضغطت فيها على السلطة الفلسطينية من أجل العودة للمفاوضات بشقيها المباشرة وغير المباشرة،السرية والعلنية؟، وماذا كانت النتيجة مزيداً من فرض الشروط الإسرائيلية،حتى تقزمت كل المطالب العربية والفلسطينية أمام الرفض والتعنت الإسرائيلي من أجل الاستمرار في مسلسل المفاوضات العبثية والضارة إلى مجرد قبول نتنياهو لتجميد الاستيطان جزئياً ولمدة شهرين،فالاستيطان الذي كان وما زال غير شرعي،أصبحنا عربياً وفلسطينياً نقبل به ونشرعه،وليت الأمر وقف عند هذا الحد،بل نتنياهو والذي يرى أن موافقته على تمديد تجميد الاستيطان لمدة شهرين فقط غير قابلتين للتجديد تضر بمصداقيته،وهو يرهن هذه الموافقة بسلسلة ضمانات ومغريات سياسية وأمنية أمريكية غير مسبوقة لإسرائيل،لعل أخطرها هو التعهد باستمرار التواجد الإسرائيلي عسكرياً لمدة طويلة في منطقة الأغوار بعد انجاز مشروع التسوية مع السلطة الفلسطينية،ناهيك عن ضرورة موافقة العرب والفلسطينيين على أن يستمر الاستيطان بشكل "منضبط" حتى يتمكن نتنياهو من انتزاع موافقة حكومته على التجميد للاستيطان لمدة الشهرين.
في ظل حالة عربية أكثر من بائسة،حيث فقدان الإرادة السياسية وتغييب خيار المقاومة وخصي الخيار العسكري،وغياب الموقف والخيار العربي الموحد،فما المتوقع من مثل هذه القمة أن تنتج لمصلحة الأمة والشعوب العربية وفي المقدمة منها القضيتين الفلسطينية والعراقية؟،سوى اجترار وتأكيد على نفس القرارات السابقة مع هبوط في السقف،وبلغة فريق الاعتدال العربي الرسمي المزيد من الواقعية والعقلانية حتى نحشر إسرائيل في الزاوية ونكشفها أمام العالم كرافضة للسلام،وطبعاً هذا ليس سوى لغة وخيار العاجزين،الذين لا يملكون سوى التذلل على أبواب البيت الأبيض والمؤسسات الدولية والدعاء لله بالقول" اللهم إننا لا نسألك رد القضاء بل اللطف فيه" و"اللهم أرحنا من الشعب الفلسطيني شعباً وقضية وزد عليهم العراق والعراقيين".
القمة العربية الطارئة ستدعو الفلسطينيين وستوفر لهم الغطاء لمواصلة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وبالشروط المحددة أمريكيا وإسرائيليا،مع التأكيد على أن خيار العرب للسلام قد بدأ بالنفاذ،وأن المبادرة العربية للسلام لن تبقى مطروحة للأبد،مع التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي السودانية،والاشادة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق،وإدانة التدخل "الإيراني الفارسي " في الشؤون العربية،ودعوة الفرقاء في لبنان إلى نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية،ومقررات طويلة لا تجد لها آليات للتطبيق والتنفيذ،أو خيارات بديلة في حالة رفضها وعدم قبولها،فهي تأتي في إطار رفع العتب والمباريات اللغوية والإنشائية بين الأطراف العربية بمحاورها المختلفة الحاضرة للقمة،ولا ننسى بند مواصلة دعم صمود الأهل في فلسطين وبالذات في القدس مالياً وعلى الورق وبمئات الملايين ....الخ.
في ظل غياب الإرادة والقرار والاستراتيجية الموحدة،وتنامي القطرية وبلوغ الأزمة العربية أعمق وأشمل وأعلى درجاتها وتجلياتها،وفي ظل غياب قوى التغير الحقيقية ،فإن الوضع العربي سيتجه نحو المزيد من الشرذمة والانقسام والتبعية للخارج قراراً وإرادة وسيطرة على المقدرات ونهباً للخيرات.

القدس- فلسطين



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كالعادة المفاوضات ستستمر وبغطاء عربي/ مع استمرار قرع طبول ال ...
- هل الشعوب الأكثر تديناً أكثر انحرافاً ...؟؟
- خطوط عامة لرعاية وتأهيل اسرى القدس ...
- هبات القدس الجماهيرية بحاجة لحواضن تنظيمية ..
- حرب شاملة على الحركة الأسيرة ..
- استمرار المفاوضات وتلبد غيوم.
- في القدس انفلات وتعدي على الكرامات والحقوق
- من حرق المسجد الأقصى الى حرق القرآن الكريم ..
- الى سعدات والبرغوثي في عيد الفطر السعيد ..
- عيد في السجون....عيد في الصليب الأحمر.....عيد في المنافي وال ...
- الساحة الفلسطينية تعج بالتناقضات ..
- مع بداية كل عام دراسي جديد / أزمة التعليم في القدس الشرقية ت ...
- ما حدث في قاعة البروتستانت انجاز تاريخي لدايتون
- لا تسوية في الأفق واسرائيل تقرع طبول الحرب ..
- المفاوضات المباشرة والانتحار الذاتي
- ثقافة مغرقة بالعنصرية والتطرف
- العراقيب رأس الحربة في مواجهة سياسة تهويد النقب ..
- في مقبرة مأمن الله لا حرمة ولا قدسية للقبور ..!!
- مبعدو منيسة المهد ...معتصمو الصليب الأحمر..مبعدو السجون ..
- المجتمع المقدسي يذبح من الوريد للوريد ..


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قمة طارئة .....قمة عادية .....لا جديد فالأمر سيان ..