|
كالعادة المفاوضات ستستمر وبغطاء عربي/ مع استمرار قرع طبول الحرب
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 12:00
المحور:
القضية الفلسطينية
ما يرشح من معلومات عن جولات المفاوضات المتواصلة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية برعاية أمريكية،تشير إلى أن تلك المفاوضات لم يحصل فيها أية اختراقات جدية،بل أنها دخلت غرفة الإنعاش المكثفة والموت السريري أو لربما أنها ولدت ميتة،حيث الجانب الإسرائيلي يصر ويتسلح بفرض شروطه كاملة ويريد استسلام فلسطيني كامل،فهو يصر على شروطه بالاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة والتركيز على الجانب الأمني في المفاوضات ومواصلة الاستيطان،وبما يعني أن المفاوضات ستستمر دوراناً في الحلقة المفرغة او حوار الطرشان،وحتى لا تكتب شهادة وفاة مبكرة لهذه المفاوضات،وبالتالي تكون بمثابة فشل ذريع للسياسة الخارجية الأمريكية وما لها من انعكاسكات سلبية وكبيرة على نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية في الثاني من شهر تشرين ثاني القادم وعلى إدارة اوباما وحزبه الديمقراطي،وحتى لا تنتحر السلطة الفلسطينية سياسياً وتخسر كل شيء،يجري ممارسة ضغوط هائلة من قبل الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واللوبي الصهيوني على نتنياهو من أجل الموافقة على التجميد الجزئي للاستيطان لمدة شهرين لتجاوز تلك العقبات،أو لحفظ ماء وجه الجميع،مع التأكيد على أن هذا التمديد سيكون نهائي،وعلى أن يترافق مع حزمة مغريات سياسية وأمنية أمريكية لإسرائيل غير مسبوقة من طراز تزويد إسرائيل بأحدث الأسلحة الموجودة في الترسانة الأمريكية،والتأكيد على بقاء القوات الإسرائيلية في منطقة غور الأردن لأطول مدة ممكنة في إطار التسوية النهائية مع الجانب الفلسطيني، وكذلك فترة التمديد لتجميد الإستيطان لمدة 60 يوماً نهائية وغير قابلة للتجديد،وإحباط أي توجه عربي وفلسطيني لمجلس الأمن لإعلان حدود الدولة الفلسطينية من جانب واحد،وحزمة واسعة أخرى من المساعدات العسكرية والترتيبات الأمنية الأمريكية لإسرائيل،ولكن نتنياهو رغم كل ذلك يميل لرفض تلك الحزم لأنه يرى أن الموافقة عليها تضر بمصداقيته،ويشترط الموافقة عليها بتوسيع رسالة الضمانات الأمريكية،وبما يشمل هيكل أمني يشارك فيه العرب مع إسرائيل ضد إيران،وكذلك شبكات واسعة من الرادارات ومحطات الإنذار المبكر لحماية إسرائيل،وأن تستمر المفاوضات مع استمرار الاستيطان " المنضبط". أما على الجانبين الفلسطيني والعربي فالمصداقية ليست مهمة بالنسبة لهما،بل المهم لهما استمرار العملية التفاوضية فهي خيارهما الوحيد،وسيجدان في المقترح الأمريكي باستمرار التجميد الشكلي للاستيطان لمدة 60 يوماً،حتى لو ترافق مع استيطان "منضبط" حفظاً لماء الوجه،فالقيادة الفلسطينية في اجتماعها الأخير،والتي كان الزميل ناصر اللحام يخشى أن يعلن الرئيس فيه استقالته ويتركنا"كالأيتام على مائدة اللئام" أو من بعده ستصاب النساء الفلسطينيات بالعقم الدائم، لم تحصل وأود أن اطمئن الزميل اللحام،بأن لجنة مبادرة السلام العربية والتي ستجتمع في سرت الليبية في الثامن هذا الشهر ستجد المخرج للرئيس والقيادة الفلسطينية للاستمرار في العملية التفاوضية،فهي جاهزة ومستعدة ومكلفة باستمرار بهذا الدور، كلما صعد الرئيس على الشجرة هو وفريقه التفاوضي تسارع الى إنزالهم عنها،وبما يضرب عرض الحائط بقرارات الهيئات والمؤسسات الفلسطينية،ودائماً مع هبوط في السقف وتأكل في الشروط والمواقف الفلسطينية والعربية،فمن الرفض لاستمرار المفاوضات مباشرة وغير مباشرة إلا بالوقف التام لكافة الأنشطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية الى القبول بتجميد هذه الأنشطة لمدة محددة في الضفة الغربية دون القدس الى القبول بالتجميد لمدة شهرين مع الموافقة على استيطان "منضبط". هذا السيناريو الذي سيتم إقراره من قبل لجنة مبادرة السلام العربية في الثامن من الشهر الحالي. وبعد إقراره،أي الموافقة العربية والقبول باستمرار المفاوضات مع استيطان "منضبط" سيعود الطرف الفلسطيني كالعادة للمفاوضات،والتي ستتكثف خلال تلك المدة حول ترسيم الحدود بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية،بما يسمح لنتنياهو الاستمرار في قيادة تحالفه الحكومي وعدم الدخول في مواجهة مع المستوطنين والسماح لهم باستمرار البناء في القدس والكتل الاستيطانية المتوقع ضمها لإسرائيل في إطار عملية تبادل الأراضي مع السلطة الفلسطينية،وهذا القبول من قبل نتنياهو "السخاء والكرم الحاتمي" بتمديد تجميد "منضبط" للاستيطان الجزئي لمدة الشهرين على السلطة والعرب دفع ثمنه بالموافقة على الشروط الإسرائيلية،من خلال قيام السلطة الفلسطينية بدورها الأمني في الضفة الغربية،وبما يمنع من تنفيذ أية هجمات واحتجاجات عنيفة ضد إسرائيل، والاعتراف من قبلها وقبل العرب بإسرائيل كدولة يهودية،والعرب مطلوب منهم أيضاً تسريع عملية التطبيع مع إسرائيل. وفي نفس الخط وعلى قدم المساواة والموازاة لتحقيق هذا الاستسلام الفلسطيني والتصفية للقضية الفلسطينية،تقوم إسرائيل باستعدادات وتحضيرات واسعة من أجل القيام بعمل عسكري واسع ضد إيران وأذرعها في المنطقة والمقصود هنا قوى المقاومتين اللبنانية والفلسطينية،وهناك الكثير من الشواهد على ذلك حيث الحشودات العسكرية الكبيرة على الحدود اللبنانية والمترافقة مع إختراقات واسعة للأجواء اللبنانية،والحديث المتكرر والمتصاعد عن الأسلحة المتطورة التي تملكها المقاومتين اللبنانية والفلسطينية والقادرة على ضرب أي بقعة في فلسطين التاريخية،والتهديد المستمر لسوريا بتوجيه ضربة عسكرية لها إذا ما استمرت في تزويد حزب الله وحماس بالأسلحة المتطورة،وأيضاً التزود بأحدث الطائرات والأسلحة من الترسانة العسكرية الأمريكية وخاصة طائرات اف 35 "الشبح"،وأيضاً ما يجري من تداعيات على الصعيد اللبناني الداخلي من ارتفاع وتيرة الاتهامات بين المعارضة والموالاة في قضية اغتيال الحريري. هذه جزء من المؤشرات الجدية والحقيقية،على أن إسرائيل وأمريكا من أجل فرض شروطهما في المفاوضات،فلا بد لهما من تطويع وكسر حلقات المقاومة والممانعة فلسطينياً وعربياً وإقليمياً،وبدون ذلك فإنه من غير الممكن ضمان استمرار الهيمنة والتفوق الإسرائيلي والحفاظ على الأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة،وبقاء أنظمة النظام الرسمي العربي الموالية لأمريكا متحكمة في رقاب شعوبها مانعة ولاجمة لها من أي تحرك وفعل شعبي وجماهيري من شأنه تغيير المعادلات القائمة،وبما يخلق وينشئ أنظمة معادية لأمريكا وإسرائيل في المنطقة. ونحن نشهد تلبد سماء المنطقة بغيوم الحرب،حرب يراد لها أن تغير الوضع القائم على الأرض،تصفية شاملة للقضية الفلسطينية واستسلام عربي غير مسبوق،وسيطرة أمريكية شاملة على المنطقة ولفترة طويلة،تترافق مع تصعيد في سياسة الفوضى الخلاقة والحروب الاستباقية،بحيث يجري العبث بالجغرافيا العربية تفكيكاً وتركيباً،تجزئة وتقسيماً وتذريراً خدمة للأهداف والمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الشعوب الأكثر تديناً أكثر انحرافاً ...؟؟
-
خطوط عامة لرعاية وتأهيل اسرى القدس ...
-
هبات القدس الجماهيرية بحاجة لحواضن تنظيمية ..
-
حرب شاملة على الحركة الأسيرة ..
-
استمرار المفاوضات وتلبد غيوم.
-
في القدس انفلات وتعدي على الكرامات والحقوق
-
من حرق المسجد الأقصى الى حرق القرآن الكريم ..
-
الى سعدات والبرغوثي في عيد الفطر السعيد ..
-
عيد في السجون....عيد في الصليب الأحمر.....عيد في المنافي وال
...
-
الساحة الفلسطينية تعج بالتناقضات ..
-
مع بداية كل عام دراسي جديد / أزمة التعليم في القدس الشرقية ت
...
-
ما حدث في قاعة البروتستانت انجاز تاريخي لدايتون
-
لا تسوية في الأفق واسرائيل تقرع طبول الحرب ..
-
المفاوضات المباشرة والانتحار الذاتي
-
ثقافة مغرقة بالعنصرية والتطرف
-
العراقيب رأس الحربة في مواجهة سياسة تهويد النقب ..
-
في مقبرة مأمن الله لا حرمة ولا قدسية للقبور ..!!
-
مبعدو منيسة المهد ...معتصمو الصليب الأحمر..مبعدو السجون ..
-
المجتمع المقدسي يذبح من الوريد للوريد ..
-
حقائق وأنصاف مواقف ..
المزيد.....
-
الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل غاراته على مطار صنعاء ومناطق ال
...
-
رنا رئيس تحتفل بزفافها وتفاعل على حضور ماجد الكدواني
-
الحوثيون: هجمات إسرائيلية وأمريكية على مطار صنعاء
-
ردود مصرية على تصريحات سموتريتش حول حشر سكان غزة قرب مصر
-
شاهد: العائلة المالكة تشارك البريطانيين الاحتفال بثمانين عام
...
-
شاهد: مؤيدون لفسلطين يعرقلون مراسم إحياء الذكرى الثمانين لتح
...
-
هل تتحمل إسرائيل تبعات خطتها باحتلال غزة؟
-
هل يعود شبح هتلر بعد 80 عاماً على انتحاره؟
-
إعلان خطة إسرائيل لاحتلال غزة جاء في توقيت حساس - الغارديان
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف مطار صنعاء ومحطات كهرباء في اليمن
...
المزيد.....
-
سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية
...
/ سمير أبو مدللة
-
تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل
/ غازي الصوراني
-
حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية
/ فتحي كليب و محمود خلف
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
المزيد.....
|