أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لا تسوية في الأفق واسرائيل تقرع طبول الحرب ..















المزيد.....

لا تسوية في الأفق واسرائيل تقرع طبول الحرب ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تسوية في الأفق وإسرائيل تقرع طبول الحرب
بقلم:- راسم عبيدات
........في كل مرة تسعى فيها إسرائيل وأمريكا إلى شن حرب في المنطقة خدمة لمصالحهما وأهدافهما،تنشطان في البحث عن كيفية إدارة الأزمة وبما يؤمن لهما أوسع اصطفاف عربي واقليمي حول تلك الحرب،وكذلك تقديم الدعم والمساندة لهذه الحرب،وطبعاً لا بد من خلق حجج وذرائع لتبرير شن هذه الحرب،ولعل المثال الساطع تمثل في غزو العراق واحتلاله،حيث اختلقت الإدارة الأمريكية قصص وذرائع امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل،والتي كانت ذريعتها لاحتلال العراق،وهذه الحجج والذرائع التي ثبت زيفها وكذبها،ولكن كل ذلك بعد تدمير العراق واحتلاله،وقد قدمت في حينه الجزرة للعرب مقابل موافقتهم ومساهمتهم في غزو العراق وتدميره،على شكل وعد بحل القضية الفلسطينية،هذا الوعد الذي تبخر بمجرد تحقيق العدوان الأمريكي لأهدافه،حيث جلب العرب الى مدريد مهزومين من أجل حضور مؤتمر مدريد وما أفضى إليه من توقيع اتفاقية اوسلو بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل،تلك الاتفاقية التي ما زال يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا مزيداً من النهب للأرض وتكثيف الاستيطان وانقسام سياسي وانفصال جغرافي.
واليوم نرى تقريباً إعادة لرسم نفس المشهد والسيناريو.حيث نرى أن هناك في الأفق القريب ضربة عسكرية لإيران أو أحد حلفاءها في المنطقة،ومن المرجح إذا كانت الضربة لإيران مكلفة عسكرياً وبشرياً ومادياً واقتصادياً أو قد ينتج عنها تداعيات خارج إيقاعات السيطرة الأمريكية،فإنه قد يستعاض عن ذلك بالاستمرار في العقوبات على إيران بمختلف أشكالها مع تشديدها واستمرار التلويح بالقوة،وبما يمكن من تقزيم وتحجيم دورها الإقليمي،ونحن نشهد تحركات أمريكية – أوروبية غربية- إسرائيلية نشطة على هذا الصعيد، وليس من باب الصدفة توجيه الاتهام إلى حزب الله في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري،والتحرشات الإسرائيلية على شكل اختراقات متكررة للحدود والأجواء اللبنانية،والتي وصلت مؤخرا حد الاشتباك المسلح،وأيضاً السعي المحموم الى فك عرى التحالف بين سوريا وإيران،من خلال الموافقة على دور سوري في لبنان بمباركة سعودية وكذلك مراعاة المصالح السورية في العراق بعد الانسحاب الأمريكي هناك،وربما تضارب واختلاف الأولويات بين طهران ودمشق هناك،يمكن من اللعب على وتر هذا الخلاف والتضارب،وكذلك تغير لهجة واشنطن من السعي الى احتواء طهران من خلال تشديد العقوبات والتعايش معها كقوة نووية والتخلي عن تلك السياسة والعودة لسياسة المحافظين الجدد بشن الحروب الاستباقية،وكذلك تعين الجنرال غالانيت في منصب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية المعروف بعدائه وتأييده الكبير لشن حرب على حزب الله وحماس وإيران،وبناء إسرائيل لملاجئ ضخمة تحت الأرض،ما هي إلا خطوات على صعيد التمهيد لشن حرب على حزب الله وغزة ومحاولة ضبط إيقاعاتها بما يوجه ضربة قاسمة للحزب وقوى المقاومة الفلسطينية،وبما يضعف من دور دمشق ويساهم في إبعادها عن طهران،وهذا الهدف لا تسعى إليه أمريكا وإسرائيل،بل والعديد من الدول العربية وفي المقدمة منها السعودية ومصر والأردن،والتي ترى في تنامي الدور الإقليمي الإيراني خطراً على دورها ومصالحها ونفوذها في المنطقة.
ولضمان حالة من الاصطفاف والمشاركة والمساندة العربية في هذه الحرب،فلا بد من جزرة تلقى إلى العرب لكي يتلهو بها كما هو الحال في غزو العراق واحتلاله، ولا بد من حجج وذرائع،حجج وذرائع تقول بأن إيران بامتلاكها لأسلحة الدمار الشامل ستشكل خطر رئيسي على الوجود والمصالح العربية وليست إسرائيل التي تحتل أرضهم وتذلهم بشكل يومي ومستمر.؟
والجزرة هي السعي لحل القضية الفلسطينية،أو بالأصح العمل على تصفية القضية الفلسطينية،ومن هنا كان السعي الأمريكي المحموم لجلب السلطة الفلسطينية لطاولة المفاوضات المباشرة،لكي تقول للعرب بأنها تتحرك نحو حل القضية الفلسطينية،ونحن ندرك جيداً أن ذلك يندرج في إطار إدارة الأزمات وليس حلها،فالموجود على رأس الحكومة الإسرائيلية حكومة مغرقة في اليمينية والتطرف جوهر برنامجها يقوم على التوسع والاستيطان،وبالتالي لا مجال لا تسوية سياسية تلوح في الأفق،وكل ما في الأمر لا يتعدى كسب الوقت،من أجل أن تتمكن إسرائيل وأمريكا من أجل ترتيب أوراقهما في المنطقة,
ومن هنا علينا أن لا نغرق في الأوهام،وعلينا أن نلحظ بشكل واضح أن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية،والتي حاولت أن توحي للعرب بسذاجتهم أن هناك تغير في السياسة الأمريكية نحو إقامة علاقات أكثر توازناً مع العرب والمسلمين،ونحو السعي لحل جوهر الصراع العربي- الإسرائيلي القضية الفلسطينية حلاً يقوم على أساس دولة فلسطينية مستقلة،هي فقط مجرد أوهام وأحلام،وهذا يمكن رؤيته بوضوح من خلال تطابق الرؤيتين الأمريكية والإسرائيلية فيما يتعلق بالمفاوضات والتسوية،حيث وجدنا استدارة أمريكية كبيرة ونفي كلي لمواقفها ورؤيتها التي طرحها "أوباما" في بداية حكمه والقائمة على الوقف الإسرائيلي الشامل للاستيطان مقابل التطبيع مع العالم العربي،لكي يتم تبني كلي لوجهة النظر الإسرائيلية مفاوضات مباشرة وبدون شروط مسبقة،وأيضاً الانتقادات التي وجهت لسياسة المحافظين الجدد والقائمة على الحروب الاستباقية والفوضى الخلاقة،والتي كانت سبباً في تعميق حالة الكراهية والفشل للسياسة الأمريكية على الصعيد الخارجي وخصوصاً العربي والإسلامي،يبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية تتجه للعودة اليها بشكل قوي.
ويبدو أن المعادلة التي تسعى لها الإدارتان الأمريكية والإسرائيلية حالياً،هي استثمار حالة الضعف والانهيار الرسمي العربي والانقسام والضعف الفلسطيني من أجل العمل على التصفية السياسية للقضية الفلسطينية،وتحقيق هذا الهدف يتطلب العمل على جبهة موازية وهو التصفية العسكرية لقوى المقاومة فلسطينياً وعربياً واقليمياً،فبدون هذه التصفية يبقى الحل والتصفية السياسية يوجهان صعوبات وعراقيل جدية.
وطبعاً طريق التصفية في كلا الحالتين لن تكون معبدة وسالكة،بل كل ذلك يعتمد على الأطراف المقابلة والتي يبدو أنها تمتلك من الطاقات والقدرات والإمكانيات الشيء الكثير الذي يمكنها من الصمود والمقاومة وربما إلحاق الهزيمة بالمشاريع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة،وخصوصاً أن الحروب العدوانية التي شنت على المقاومتين والشعبين اللبناني والفلسطيني في تموز/2006 وكانون أول/2008،رغم ما نتج عنهما من دمار وخسائر كبيرة ،أثبتت أن قوة الردع التي كان يتمتع بها الجيش الإسرائيلي لم تعد قائمة،ورغم ما يتمتع به من تفوق بشري وعسكري وتكنولوجي لم يستطع أن يحقق نصراً على المقاومة،بل تم إذلاله وقهره بشكل واضح في الحالة اللبنانية.
ومن هنا نقول أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً خطيراً نحو التصفية السياسية للقضية الفلسطينية مقرونةً بتصفية عسكرية لقوى المقاومة العربية والفلسطينية وحلفاءها في المنطقة عربياً وإقليمياً وبالتحديد سوريا وإيران.

القدس – فلسطين
26/8/2010
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاوضات المباشرة والانتحار الذاتي
- ثقافة مغرقة بالعنصرية والتطرف
- العراقيب رأس الحربة في مواجهة سياسة تهويد النقب ..
- في مقبرة مأمن الله لا حرمة ولا قدسية للقبور ..!!
- مبعدو منيسة المهد ...معتصمو الصليب الأحمر..مبعدو السجون ..
- المجتمع المقدسي يذبح من الوريد للوريد ..
- حقائق وأنصاف مواقف ..
- أنقذوا أسرى العزل من الموت البطيء ..
- دوران مستمر في الفراغ
- مفاوضات مستمرة بغطاء عربي وانقسام قائم ..
- شيخ الأقصى والقدس خلف القضبان ..
- على ضوء قضية النواب/ المطلوب مبادرة مقدسية
- قراءة متأنية في كتاب مقاومة الاعتقال / لمروان وعاهد وعبد الن ...
- عزمي بشارة ...حنين الزعبي.....الشيخ رائد صلاح ...و..
- النواب المقدسيون والحالة المقدسية الموحدة..
- أوكتافيا ناصر والسي أن أن ..
- حول زيارة نتنياهو لواشنطن
- العظماء يرحلون في تموز/ وفي تموز تحل المصائب
- ميتشل وهوية النائب المقدسي أبو طير
- وحدة الموقف الفلسطيني أفشلت ابعاد نواب القدس ..


المزيد.....




- أورسولا فون دير لاين تصف العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصي ...
- هدية من -القلب-؟.. بوتين أهدى برلسكوني قلب غزال اصطاده فتقيأ ...
- احتفالا بمرور 60 عاما على العلاقات الصينية الفرنسية.. شي جين ...
- رئيس وزراء ساكسونيا الألمانية: يجب تسوية النزاع في أوكرانيا ...
- لن نرسلهم إلى حتفهم.. هنغاريا ترفض تسليم الرجال الأوكرانيين ...
- تحذير هام لمرضى الكبد من غذاء شائع
- موسكو: سنعتبر طائرات -إف-16- في أوكرانيا حاملة للأسلحة النوو ...
- غرامة مالية جديدة.. القاضي يهدد ترامب بسجنه لتجاهله أمرا قضا ...
- بلجيكا تحذر إسرائيل من التداعيات الخطيرة لعمليتها العسكرية ف ...
- مجازر جديدة للاحتلال برفح وحصيلة الشهداء تقترب من 35 ألفا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لا تسوية في الأفق واسرائيل تقرع طبول الحرب ..