أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - راسم عبيدات - حول زيارة نتنياهو لواشنطن















المزيد.....

حول زيارة نتنياهو لواشنطن


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 23:11
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قبل ثلاثة أشهر زار نتنياهو واشنطن،وحينها أشبع العرب الرسمين سياسيهم وإعلاميهم وقادة فكرهم وصناع رأيهم من شدة عجزهم العالم صخباً وضجيجاً عن عمق الخلافات الأمريكية– الإسرائيلية،وأن هذه الخلافات لم تشهدها العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية منذ خمسة وثلاثين عاماً،وهي تنذر بتحولات إستراتيجية في السياسة الأمريكية في المنطقة،ولأن هذا ليس هو الواقع بل لغة العاجزين والمتمنين وغير المالكين لإرادتهم والراهنين قرارهم السياسي لقوى خارجية،ولعل الجميع يذكر حملة التطبيل والتزمير التي قادها صناع الرأي والقرار والصحافة والأعلام في العالم العربي عقب الخطاب الذي ألقاه اوباما في جامعة القاهرة في حزيران من 2009،حول التغيرات المتوقعة في السياسة الأمريكية بالنسبة للقضية الفلسطينية والعلاقات مع العالمين العربي والإسلامي،لمجرد أنه لعب على وتر العواطف واستخدم لغة جديدة لتسويق بضاعة كاسدة وفاسدة قديمة،وليتضح لهم لاحقاً أن الجبل تمخض فولد فأرأً،فالتحالف والعلاقات الإستراتيجية الأمريكية- الإسرائيلية تزداد قوة ومتانة،والتصورات الأمريكية للحل والمفاوضات والعملية السياسية الجارية في المنطقة تصل حد التطابق للرؤيا والتصورات الإسرائيلية،أي بمعنى أن أمريكيا ترى الأمور والحل فقط بعيون إسرائيلية،فناهيك عن الحفاوة البالغة التي استقبل فيها نتنياهو في المضافة الخاصة بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض،فإن هذه الزيارة كانت تاريخية بالنسبة لإسرائيل على صعيد تحقيق وانجاز الملفات المطروحة،فبالنسبة للملف النووي الإيراني فهناك عمل جاري على تشديد العقوبات بمختلف أشكالها على إيران وبشكل غير مسبوق،أما فيما يخص السلاح النووي الإسرائيلي فلا اجبار لإسرائيل بالتوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية،مع حق إسرائيل في المحافظة على سياسة الغموض النووي فيما يخص ترسانتها النووية،أما يخص العملية السلمية والمفاوضات الجارية،فهناك ميل لتحميل الرئيس الفلسطيني المسؤولية عن عدم الانتقال للمفاوضات المباشرة’، حيث مهدت أمريكا لذلك بالقول أنها حصلت على كل شيء من نتنياهو والمسألة متوقفة على الجانب الفلسطيني والرئيس عباس،وعلاوة على ذلك أشاعت أمريكا حديثاً عن حصول تقدم جدي في المفاوضات غير المباشرة،وهذا ما نفته السلطة الفلسطينية على لسان كبير مفاوضيها السيد صائب عريقات،فأمريكا وإسرائيل تريدان الانتقال للمفاوضات المباشرة دون تحقيق أي تقدم جدي في ملفي الحدود والأمن حسب ما جرى الاتفاق عليه مع أمريكا،مقابل وعد إسرائيلي بتسهيلات حياتية للفلسطينيين في الإطار الشكلاني والإعلامي.
كما أنه من الواضح أن أمريكا تتفهم بل وتدافع عن الرؤيا الإسرائيلية للتسوية وتحديداً فيما يخص القدس،حيث تريد السيطرة على حائط البراق الغربي وتبقي سيطرتها الأمنية على المدينة مع إدارة مدنية فلسطينية للأحياء العربية المقدسية والسماح بالوصول للأماكن المقدسة لأتباع الديانات الثلاثة،وتزيد على الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية السماح لها بنشر قواتها في منطقة الأغوار.
أما فيما يخص قطاع غزة والحصار،فليس أكثر ما تم بلورته من اتفاق بين نتنياهو وبلير حول ضرورة تخفيف شروط الحصار على قطاع غزة،من أجل تجنب الضغط العالمي المتزايد شعبياً ورسمياً والمطالب برفعه،لأنه شكل من أشكال العقاب الجماعي وجريمة حرب بإمتياز،أي من أجل الاستمرار في الحصار لا بد من تفريغ المطالبة برفعه من خلال تخفيف شروطه،وإيجاد حجج وذرائع تطرح كمصوغات لعدم رفعه من طراز عدم تحول ميناء قطاع غزة إلى ميناء إيراني،وتحول القطاع إلى قاعدة إيرانية،وبالتالي منع أن يصبح وضع حماس في القطاع كوضع حزب الله في لبنان.
إذا ما تم إنجازه إسرائيليا على صعيد زيارة نتنياهو لواشنطن،يعتبر إنجازاً تاريخياً بكل المقاييس،وهو يقول لكل المراهنين من عرب وفلسطينيين،بأنه لا يوجد أي تغير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل،وهي ليست عبئاً عليها كما يحاول أن يروج البعض،بل هذه العلاقات تزداد قوة ومتانة،والخلافات ليست أكثر من خلافات في بعض التفاصيل والجزئيات،فهناك اتفاق ووجهات نظر تصل حد التطابق،بالاستمرار في إدارة الأزمات على صعيد العملية السياسية والمفاوضات،وعلى صعيد استمرار الحصار على قطاع غزة،وبما يمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها في أسرلة وتهويد القدس وممارسة سياسة الطرد القسري والتطهير العرقي بحق سكانها،وتكثيف الاستيطان وتصعيده ورفع وتائره في الضفة الغربية،والأمثلة على ذلك كثيرة وواضحة،فمع كل زيارة لميتشل للمنطقة تستقبله إسرائيل بالإعلان عن طرح عطاءات لإقامة مشاريع استيطانية جديدة في القدس والضفة الغربية،وأيضاً عندما لا تلزم أمريكا ومندوبها للمنطقة ميتشل إسرائيل باحترام قواعد وأصول القانون الدولي والاتفاقيات الدولية فيما يخص قضية نواب القدس من كتلة الإصلاح والتغير ووزير شؤون القدس السابق،والذين أقدمت إسرائيل على سحب بطاقات هوياتهم إقاماتهم المقدسية،بل واعتقلت النائب محمد أبو طير في 30/6/2010 ومددت اعتقاله حتى الثاني عشر من هذا الشهر،بحجة انه"متسلل ومقيم غير شرعي" ،فأبو طير الذي ولد في القدس وترعرع فيها وجذوره ضاربة فيها لأكثر من 1400 عام،أصبح متسلل ومقيم غير شرعي،أما القادمون الجدد "عوليه حدشيم" من بولندا وأثيوبيا وأوكرانيا وغيره،والذين لا صلة لهم ولا علاقة بالقدس من قريب أو بعيد فهم سبحان الله،ليسوا لا بالمستعمرين ولا بالمستوطنين ولا بالدخلاء ولا بالغرباء،بل هم "أصحاب أرض وبيت" فأي مفارقة عجيبة غربية هذه؟
وعلى ماذا تجري وتستمر المفاوضات المارثونية والعبثية،إذا كانت أمريكا وميتشل أعجز من أن يحلوا قضية هوية نائب مقدسي،خاض الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006،بموافقة أمريكية- إسرائيلية وعربية رسمية؟ ومفاوضات لا تحل هوية نائب مقدسي،من غير الممكن والمستحيل أن توقف استيطان أو تأتي بدولة فلسطينية؟
فالمكتوب يقرأ من عنوانه ولم تعد هناك أية رتوش أو مساحيق تختفي او تتجمل خلفها السياسة الأمريكية في المنطقة،فهي تعلن بكل وضوح أن رؤيتها وتصوراتها للمفاوضات والعملية السياسية والحل ليست خارج إطار الرؤيا والتصورات الإسرائيلية،بل هي تصل حد التطابق،وليس أدل على ذلك ما حققه نتنياهو من إنجاز تاريخي في زيارته الأخيرة إلى واشنطن على صعيد الملفات الثلاثة المطروحة المفاوضات والعملية السياسية مع السلطة الفلسطينية وحصار غزة والملف النووي الإيراني،فرغم كل هذا هل هناك من جدوى لاستمرار السير في هذا النهج العبثي والمدمر،أم انه بات من الملح والضروري مغادرة هذا النهج والخيار لجهة تعزيز خيار المقاومة وإنهاء الانقسام وتصليب الجبهة الداخلية وتحقيق الوحدة الوطنية.؟



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العظماء يرحلون في تموز/ وفي تموز تحل المصائب
- ميتشل وهوية النائب المقدسي أبو طير
- وحدة الموقف الفلسطيني أفشلت ابعاد نواب القدس ..
- هل ستنفذ صفقة شاليط ..؟؟
- في اليوم العالمي للتعذيب/ التعذيب سياسة ثابتة في السجون افسر ...
- يا عرب ...ويا مسلمين ....القدس تصرخ فهل من مجيب ..؟؟
- سقوط الجدران والمسمار الأخير في نعش الحصار
- استمرار العملية السياسية واستمرار الحصار ...
- سياسة الإبعاد مدلولات وتداعيات خطيرة ..
- تأجيل الإنتخابات المحلية يصب في تعزيز الإنقسام لا إنهاؤه ..
- صفحات مشرقة من تاريخ الأسر ....الأسيرة دعاء الجيوسي / تدخل ع ...
- على اسرائيل أن تدرك الخارطة الإقليمية للمنطقة تغيرت ..
- حنين الزعبي والكلاب المسعورة ..
- شكراً لأمريكا ..؟؟
- اقتحام اسطول التضامن / جريمة حرب بامتياز ..
- قوانين عنصرية بالجملة ..
- لماذا كل هذا التحريض وكل هذه الجرائم ..
- ويبقى الأسير المناضل جمال أبوجمل شامخاً.....
- غصن الزيتون للدبكة الشعبية وليس للتعامل مع الواقع ..
- أخر ما حرر ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - راسم عبيدات - حول زيارة نتنياهو لواشنطن