أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - غصن الزيتون للدبكة الشعبية وليس للتعامل مع الواقع ..















المزيد.....

غصن الزيتون للدبكة الشعبية وليس للتعامل مع الواقع ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



.......عنوان هذه المقالة مشتق من تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد والتي نقلتها صحيفة السفير اللبنانية عنه أثناء استقباله في قصر الشعب بدمشق للمشاركين في مؤتمر العروبة والمستقبل،حيث كان الرئيس صريحا وواضحاً ومقنعاُ في طرحه لثوابت السياسة السورية في المنطقة،تلك السياسة القائمة على الجمع بين خياري المقاومة والسلام والاستعداد لهما بشكل متوازي،حيث أكد أن مشكلة البعض عربياً هي في شطب خيار المقاومة وصنمية خيار التفاوض وإعطاءه صفة القدسية والوحدانية والذي لا يجوز مراجعته والتخلي عنه،حتى لو لم يحقق الأهداف المرجوة منه،وأبعد من ذلك حتى لو قاد إلى ضياع الحقوق وعمق من انقسام الشعب،وقال الرئيس الأسد بأننا لا نثق بالإسرائيلي،وعندما دخلنا المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل عام/ 2008،لم تكن لدينا أوهام ولا نخاف من شيء عندما تكون ثوابتنا واضحة ونهائية،وهناك قرار صريح وواضح ونهائي بعدم التنازل عن حقوقنا،وعن أي جزء منها مهما كان صغيراً.
سوريا التي تعرضت إلى حملة شرسة أمريكية وأوروبية غربية من الاتهام بدعم ومساندة "الإرهاب" أي دعم ومساندة قوى المقاومة العربية في العراق ولبنان وفلسطين،وتصنيفها ضمن ما يسمى بمحور الشر، كما وفرضت عليها الكثير من العقوبات الأمريكية والأوروبية الغربية من مقاطعة وحصار اقتصادي وتجاري ومالي ودبلوماسي إلى محاولة عزلها عربياً ودوليا من خلال استصدار عقوبات من مجلس الأمن الدولي بحقها عقاباً لها على مواقفها وتغريدها خارج السرب الأمريكي وشق عصا الطاعة له،بل وأبعد من ذلك محاولة إلصاق تهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بها، والتحريض عليها في كل المحافل الدولية والعربية،والجميع يذكر كيف أن أمريكا ضغطت على العديد من قادة النظام الرسمي العربي من أجل عدم حضور القمة العربية آذار/ 2008 في دمشٌق،وكذلك الإيعاز الى حلفاءها من قوى الرابع عشر من آذار في لبنان لشن حملة شرسة ضد القيادة والسياسة السورية في لبنان، واتهامها بممارسة التخريب والإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وغيرها، من أجل أن تتخلى سوريا عن دورها الوطني والقومي وثوابتها ،ولكن القيادة السورية لم ترتجف أو تضعف ولم تهرول إلى بيت الطاعة الأمريكي والإسرائيلي،ولم تقايض مصالحها الخاصة والقطرية بالمصالح القومية،بل بقيت صامدة وممسكة بخياراتها وثوابتها،ففي أكثر من مرة نقلت رسائل أمريكية وإسرائيلية إلى القيادة السورية،باستعداد إسرائيل لإعادة الجولان لسوريا،مقابل تخليها وفك تحالفها وعلاقاتها مع قوى المقاومة العربية وإيران،وأخر هذه العروض كانت من خلال الرئيس الروسي"ميدفيديف" أثناء زيارته مؤخراً لدمشق واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد.
سوريا التي سعت أمريكا وأوروبا الغربية وبتحريض إسرائيلي إلى عزلها عربياً وإقليمياً،ثبت مدى الحنكة وصلابة الموقف وسلامة النهج والخيار لهذه القيادة،وحتى والقيادة الإسرائيلية وهي تصعد من تهديداتها بضرب سوريا وإعادتها إلى العصر الحجري اذا ما استمرت بنقل الأسلحة إلى حزب الله،فالقيادة السورية بقيت هادئة ولم تنفعل وتطلق التهديدات والتصريحات النارية،بل جاء ردها بالقول أنه إذا ما نفذت إسرائيل تهديداتها فهي ستدفع ثمناً مؤلماً لعدوانها،فهي مستعدة وبنت إستراتيجيتها لكل الخيارات،وكما قال الرئيس الأسد فالعالم لا يحترم الضعفاء،بل عليك أن تكون قوياً حتى يجري احترامك،وسوريا لديها الكثير من أوراق القوة.
القيادة السورية يجب أن تكون النموذج لكل القيادات العربية،فسوريا الصمود والموقف والمبدأ كانت وستبقى القبلة لكل الثوريين والقوميين والمناضلين العرب،وهي التي وفرت لهم الملاذ الآمن وحرية الحركة والعمل على أراضيها،وعلى الكثير من أطراف النظام الرسمي العربي المذعورة والمرتجفة،والتي تصر على أن الخيار الوحيد الممكن لاستعادة الحقوق العربية،يكمن فقط في المفاوضات العبثية واستجداء أمريكا وإسرائيل، والذي ثبت على أرض الواقع فشله وعقمه عليها أن تتعظ وتأخذ العبرة والدروس،فأمريكا وإسرائيل تعامل مثل هذه القيادات،على غرار ما تتعامل به إسرائيل مع الجواسيس والمتعاونين معها،بالمزيد من التمرغ في الوحل والخيانة وتقديم التنازلات،حتى إذا ما استنفذوا الدور المنوط بهم أو تم كشفهم،تقوم بتصفيتهم أو تلقي بهم على قارعة الطريق كالكلاب،ولهم في تجربة جيش لحد العميل خير مثال ودليل،وأيضاً في تنكر أمريكا لوعودها التي قطعتها للعرب فمقابل اصطفافهم معها في الحرب على العراق،وعدتهم بالعمل على إيجاد حل للقضية الفلسطينية وبمجرد أن حققت أهدافها لحست كل الوعود التي قدمتها لهم،وهي تعيد نفس الكرة الآن،فهي تريد منهم أن يصطفوا معها من أجل أن تشن عدوان على إيران،تحت ذريعة تشكيلها خطر على السلم العالمي،ومنعها من امتلاك السلاح النووي،وبمجرد أن تنتهي من العدوان وتحقق أهدافها،فهي لن تتخلى عنهم فقط،بل ستمعن في إذلالهم وقهرهم.وتطالبهم بالمزيد من الخضوع والتنازلات.
لقد ثبت بالواقع والملموس مدى بعد النظر الذي تتمتع به القيادة السورية،فهي لم تفلح معها كل المحاولات والسياسات الأمريكية من ترهيب وترغيب لحملها على تغير مواقفها أو التخلي عن التزاماتها القومية أو التنازل عن حقوقها الوطنية وأرضها المحتلة ودورها العربي والإقليمي،بل صمود سوريا ورسوخ وثبات مواقفها،جعل الكثيرين يخطبون ودها ويعترفون ويقدرون أهمية دورها في الكثير من القضايا العربية والإقليمية والدولية،فالذين هاجموا سوريا من لبنان لم يعتذروا لسوريا فقط،بل اعترفوا علناً وجهراً بأنهم أخطئوا وغرر بهم وأصبحت سوريا قبلتهم،وكذلك الكثير من دول النظام الرسمي العرب (معسكر ما يسمى بالاعتدال العربي)،والذين تساوقوا مع الدور والأجندة الأمريكية وسعوا لعزل سوريا عربيا،تراجعوا عن مواقفهم واعترفوا بأهمية الدور السوري عربياً وإقليمياً،وعالمياً أصبحت سوريا محطة حجيج للكثير من قادة دول العالم،في اعتراف واضح وصريح بأهمية الدور السوري،وهذا الحجيج لم يكن نتاج تغير وتبدل في المواقف السورية،بل كان نتاج ثبات وصمود سوريا،وهي قالت لأمريكا بشكل واضح وصريح أن التحسن في العلاقات الأمريكية- السورية،لن يكون على حساب العلاقة مع إيران وقوى المقاومة العربية من العراق ومرورا بحزب الله وانتهاء بفلسطين.
كل هذا يثبت صحة قول الرئيس السوري بشار الأسد،بأن غصن الزيتون لن يكون صالحاً للتعامل مع الواقع أو صنع موازين قوى،وسيكون فقط من أجل الدبكة الشعبية،إذا لم يكن هذا الغصن محمي ومدعم بإستراتيجية قائمة على مواجهة كل الاحتمالات والاستعداد لها من حرب وسلم ومفاوضات وغيرها.
فغصن الزيتون الذي حمله الرئيس الراحل الشهيد أبا عمار إلى هيئة الأمم المتحدة عام 1974 وقال للعالم أجمع لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي، وهذا الغصن أسقط بفعل اوسلو وسياساته التدميرية،وكم كان مؤلماً وأنت تشاهد بعض المخدوعين والمنبهرين والمنتفعين،وهم يقدمون غصن الزيتون هذا لجنود الاحتلال في القدس وشوارعها،ظناً منهم بأن هذا الاحتلال يريد السلام،وحتى فى هذا خذلهم جنود الاحتلال ولم يتقبلوه منهم.
ومن هنا نجد أن من أسقطوا غصن الزيتون وبنو إستراتيجيتهم على نهج وخيار وثقافة المفاوضات،وبأن الحياة مفاوضات،كل يوم يغيرون مواقفهم ومبادئهم ويقدمون التنازل تلو التنازل دون أن يحققوا أي شيء عبر هذا النهج والخيار،وهم فعلاً غصن زيتونه سيكون فقط من أجل الدبكة الشعبية ولن يكون صالحاُ لتحرير أوطان ونيل واستعادة حقوق.

القدس- فلسطين
20/5/2010
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخر ما حرر ...
- نتنياهو متصالح مع ذاته ..
- أضحكوا على الشعب تسعة وتسعون مره وصارحوه بالحقيقة مره ..
- النكبة متواصلة ومستمرة ...
- حرب على الأسرى .....حرب على قيادات الداخل الفلسطيني...
- اسرائيل والترجمة الفورية لإستئناف المفاوضات ..
- عندما لا يتحدث البعض من فمه
- في ذكرى عيد العمال العالمي/ واقع الطبقة العاملة الفلسطينية
- سعدات عزل مستمر ومتواصل ..
- صارحوا الشعب بالحقيقة ..
- يوم استقلالهم .....يوم نكبتنا ...
- أزمة الصواريخ السورية / والتعديل في ميزان القوى ..
- دعم القمم العربية ..
- لننتصر لأسرانا في معاركهم النضالية ..
- القدس/ المطلوب حالة نهوض وتوحد ..
- قمم بلا معنى وبلا قيمة ..
- الأسير المناضل ابراهيم مشعل/ يدخل عامه الإعتقالي العشرون ..
- في يوم الأرض .....ماذا تبقى من الأرض ...؟؟
- تجارة المراكز الطبية
- في عيد الأم/ ماذا بشأن الأم الفلسطينية ...؟؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - غصن الزيتون للدبكة الشعبية وليس للتعامل مع الواقع ..