أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عيد في السجون....عيد في الصليب الأحمر.....عيد في المنافي والشتات















المزيد.....

عيد في السجون....عيد في الصليب الأحمر.....عيد في المنافي والشتات


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 18:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


........ في العيد لا يعرف شعبنا طعم الفرحة،فحياته كلها هموم ومآسي وأحزان،فتلك أم تحدق في صورة ابنها الأسير المعلقة على الحائط في صدر البيت والدموع تنهمر من عينيها بغزارة،فهي تمني نفسها منذ أكثر من ستين عيد أن تتكحل عينيها برؤية ابنها قبل أن ترحل عن هذه الدنيا،أو أن تتمكن من حضنه وضمه الى صدرها،وأم أخرى توزع نفسها بين المقابر والسجون فهي تذهب باكراً لزيارة ضريح ابنها الشهيد،وتتهيأ لترتيب أوقاتها لزيارة ثلاثة من أبنائها في سجون الاحتلال،فلا وقت لديها للفرح أو حتى المعايدة على أهل بيتها ودارها الذين تعودوا على هذا المسلسل،زيارة قبور وسجون ومداهمات واقتحامات لبيتهم من قبل جنود الاحتلال،وطفلة كبرت وصارت عروساً وهي كل مرة تشتري ملابس العيد وتخبأها وتنتظر خروج أبيها من السجن لكي تلبسها وتزهو بها أمامه،وطفل آخر يلوذ بالصمت ولا تبدو عليه أي من علامات الفرح ولا يشارك الأطفال فرحتهم بالعيد،فهو يسأل أمه دائماً لماذا يغيب أبي كل هذا الغياب؟،ولماذا لا يحضر لكي يشتري لنا ملابس العيد ويأخذنا معه الى الملاهي لكي نفرح ونلعب كباقي الأطفال؟ وأمه المسكينة والمكسورة الخاطر لا تملك إلا نفس الجواب الاحتلال ينغص علينا فرحتنا ونأمل من الله فرج قريب،وأن يكون أبوكم بيننا في العيد القادم،وان تغادر الأحزان بيتنا الى الأبد.
فرحة أم الأسير نائل البرغوثي عميد الحركة الأسيرة،والتي كانت أماً لكل الأسرى والمناضلين غادرت الدنيا دون أن تتكحل عينيها برؤية ابنها وضمه وحضنه ل والى صدرها وكذلك أمهات الأسرى عميد أسرى القدس فؤاد الرازم وياسين أبو خضير ومحمد الفار وغيرهم من عشرات الأسرى الآخرين اللواتي رحلت أماتهم دون أن تحقق أحلامهن برؤية أبنائهن أو الفرح بتحررهم وزواجهم،وكذلك ام الأسير ابراهيم البارود والتي جاوز عمرها السبعين عاماً منذ أربعة عشر عاماً محرومة من زيارة ابنها على اعتبار أنها"قنبلة موقوتة"وزيارة هذه العجوز هي خطر أمني على دولة الاحتلال،وأمهات وزوجات أسرى آخرين أزواجهن وأبناؤهن يقبعون في أقسام عزل سجونالاحتلال، ولا وصف لها إلا انها قبور للأحياء.
هذا حال العيد بالنسبة لأهالي أسرانا في سجون الاحتلال.
أما العيد بالنسبة لوزير شؤون القدس السابق ونواب القدس المنتخبين،فواضح أن هذا العيد سيكون في مقر الصليب الأحمر بالقدس،ولن يكون بمقدور نواب القدس تنفس الهواء خارج حدود مقر الصليب الأحمر الدولي،فهؤلاء النواب مهددون بالطرد والإبعاد عن مدينتهم التي ولدوا وتربوا وترعرعوا فيها،ليس لشيء سوى أنهم فلسطينيون يرفضون الاحتلال وسياساته وممارساته بحق شعبهم الفلسطيني،وبدلاً من رفضهم ومقاومتهم للاحتلال مطلوب منهم أن يعلنوا الولاء لدولته،فهل سمعتم في كل مراحل التاريخ قديمها وحديثها أن شعباً محتل أعلن الولاء وأدى الطاعة لمحتليه؟؟!!.
نواب مضى على وجودهم في مقر الصليب الأحمر الدولي أكثر من سبعين يوم،لا مفاوضات غير مباشرة او مباشرة قادرة على إعادة بطاقات هوياتهم،فكيف لها ان تعيد قدس ولاجئين؟.
ومن الواضح أنه في ظل غياب موقف حازم من قبل السلطة الفلسطينية،وفعل جدي فلسطيني وعربي وتحرك دولي فعال،فإن المسألة لن تقتصر على النواب ووزير شؤون القدس،بل سينضم إليهم الكثير من المقدسيين،وعيدهم هذا لن يكون الأخير في مقر الصليب الأحمر الدولي،ولهذا يجب أن تكون هناك فعاليات وتحركات شعبية وجماهيرية واسعة فلسطينياً وعربياً ودولياً،من أجل إلزام إسرائيل بالتراجع عن قرارها هذا،وضرورة احترام والالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية،والتي تمنع حكومة الاحتلال من تغير مكان سكنهم او طردهم وإبعادهم خارج حدود مدينتهم أو بلدهم.
وهناك القسم الأغلب من شعبنا والذين يعيشون في مخيمات اللجوء والشتات،والقابضين على مفاتيح بيوتهم كالقابض على الجمر في هذا الزمن الرديء،في كل عيد يمر عليهم منذ اثنان وستون عاماً،وهم يحلمون بالعودة الى أوطانهم وأن يدفنوا في مسقط رؤوسهم،وهم يؤكدون بأن هذا الحق الفردي والجمعي والقانوني والتاريخي،حق لا يسقط بالتقادم،ولا يحق لأي كان أن يتنازل عنه،فهو حق كفلته الأعراف والقوانين والقرارات الدولية وبالتحديد قرار 194،والذي يحاول البعض تأويله وخلق تفسيرات له،يشتم منها التلاعب والتحايل على هذا الحق،والتاريخ لن يرحم أي فلسطيني يتنازل أو يتخلى عن هذا الحق،فهذا جوهر برنامجنا الوطني ولب صراعنا وأساس وجودنا،وأبناء شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات والغربة مهما قست عليهم الظروف،فهم لن يقبلوا أن يتخلوا عن هذا الحق أو يتنازلوا عنه.
وهم في كل عيد يعيدون ذكرياتهم ويعلمون ويربون أولادهم وأحفادهم على ان بقاءهم ووجودهم في الشتات والمنافي مؤقت وأنهم مهما طال الزمن عائدون،ولن يرضوا عن حيفا ويافا واللد والرملة وصفد وعكا بديل،حتى لو ملكوهم وطوبوا لهم كنوز الدنيا والأرض،فبوصلتهم لها وجهة واحدة هي فلسطين،وأي بوصلة أخرى لا تشير نحو القدس وفلسطين هي بوصلة مشبوهة.
أعياد شعبنا ستبقى ناقصة ما دام الاحتلال جاثم على صدور شعبنا،فكيف ستفرح أم أو زوجة أو اخت أسير،وهي تسمع يومياً أن وحدات قمع السجون"النحشون" تداهم غرف الأسرى ليلاً ،وتمارس طقوس ساديتها على أجسادهم من ضرب وتفتيش مذل وعار،وتخريب وتدمير لممتلكاتهم وأغراضهم الشخصية وانتهاك واستباحة لأدق خصوصياتهم؟،وكيف لا تقلق زوجات وامهات وأهالي النواب ووزير شؤون القدس السابق،وسيف الإبعاد مسلط على رقاب أزواجهن وأبنائهن/هم،وهم محرمون حتى من الإفطار مع عائلاتهم وفي بيوتهم التي لا تبعد مئات الأمتار عن مقر الصليب الأحمر؟،وكيف سيفرح أطفالهم وهم المحرمون من مرافقة أبائهم لهم للبلدة القديمة في القدس من أجل شراء ملابس العيد وألعابه؟وكيف سيفرح عجوز طاعن في السن في مخيم اليرموك،عاش طوال عمره على أمل العودة الى مسقط رأسه في يافا والى أطلال وآثار بيته الذي دمره المحتلين،وهو يدرك أن العمر لن يعطيه الفرصة لأدراك تلك اللحظة ؟،ولكنه يوصي أولاده وأحفاده بأن يخبئوا مفاتيح البيت في تجاويف قلوبهم،وان لا يفرطوا بكواشين الأرض وأن يحتفظوا بحفنة تراب من أرضهم ووطنهم ؟ وهناك من قتلهم الشوق والحنين للوطن وماتوا ودفنوا بعيدين وغرباء عنه.
هذه هي أعياد شعبنا ،اعياد تغيب عنها لحظات الفرح والسرور،لكل منا همومه وأحزانه الخاصة، ولكن يبقى الهم الأكبر هم ضياع الوطن وهم ذبح القضية والحقوق على مذبح الانقسام وتغليب المصالح الخاصة والفئوية على الهم العام والوطني،وهم وذبح المناضلين والثوار وتفريغهم من محتواهم النضالي والثوري على مذبح الرواتب والرتب ،ولكن رغم كل ذلك لن يفقد شعبنا الأمل والإرادة،وحتماً ستشرق شمس الحرية وتكتمل فرحتنا بأعيادنا بتحرر أسرانا من سجون الاحتلال وعودة لاجئينا ومبعدينا الى ديارهم وبيوتهم في فلسطين التاريخية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساحة الفلسطينية تعج بالتناقضات ..
- مع بداية كل عام دراسي جديد / أزمة التعليم في القدس الشرقية ت ...
- ما حدث في قاعة البروتستانت انجاز تاريخي لدايتون
- لا تسوية في الأفق واسرائيل تقرع طبول الحرب ..
- المفاوضات المباشرة والانتحار الذاتي
- ثقافة مغرقة بالعنصرية والتطرف
- العراقيب رأس الحربة في مواجهة سياسة تهويد النقب ..
- في مقبرة مأمن الله لا حرمة ولا قدسية للقبور ..!!
- مبعدو منيسة المهد ...معتصمو الصليب الأحمر..مبعدو السجون ..
- المجتمع المقدسي يذبح من الوريد للوريد ..
- حقائق وأنصاف مواقف ..
- أنقذوا أسرى العزل من الموت البطيء ..
- دوران مستمر في الفراغ
- مفاوضات مستمرة بغطاء عربي وانقسام قائم ..
- شيخ الأقصى والقدس خلف القضبان ..
- على ضوء قضية النواب/ المطلوب مبادرة مقدسية
- قراءة متأنية في كتاب مقاومة الاعتقال / لمروان وعاهد وعبد الن ...
- عزمي بشارة ...حنين الزعبي.....الشيخ رائد صلاح ...و..
- النواب المقدسيون والحالة المقدسية الموحدة..
- أوكتافيا ناصر والسي أن أن ..


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عيد في السجون....عيد في الصليب الأحمر.....عيد في المنافي والشتات