أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مخاطر العودة الى نظام - القائد الضرورة -















المزيد.....

مخاطر العودة الى نظام - القائد الضرورة -


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 15:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ اعلان نتائج انتخابات آذار و حتى الآن . . تستمر البلاد التي تعيش مآسيها رغم التصريحات المتضاربة للمسؤولين الكبار و للمتحكمين الدوليين والإقليميين بالقضية العراقية، التي تتحدث و تسوّف بالآمال و الآفاق . . لكسب الوقت الضروري لها لتحقيق اهدافها الآنية و المرحلية . وفيما اعتقدت الغالبية الواعية و الحريصة على سلامة البلاد ان الحكومة الجديدة ستتشكّل على اساس تآلف القوائم الأربعة الكبيرة التي تم الإعلان عن فوزها اثر الإنتخابات . التآلف الذي يمكن ان يصون وحدة البلاد و يعزز مؤسسات الدولة الناشئة . .
تستمر الخلافات و السجالات مستعرة بين القوائم المتنفذة، و تتواصل بشكل فاق المعقول على اساس تسمية اشخاص محددين و ليس على اساس خلافات على برامج . . و تسود فيها مناورات و تصريحات علنية في صياغتها، خفيّة و غامضة في معانيها و مراميها و بالتالي ارتباطاتها . . من جهة، اضافة الى تزايد ابتعادها عن واقع الحياة اليومية الصعبة التي ابتلى بها العراقيون نساءً و رجالاً، من جهة اخرى . .
فبعد مرور اكثر من سبع سنوات مريرة، توضحت فيها حقائق مذهلة عن واقع و تطورات الواقع العراقي من جهة وعن ماهية المتحكمين في تكوينه و السير به، و ماهية المصالح الأنانية و الضيقة داخلياً واقليمياً و دولياً، اضافة الى تزايد الفساد و تواصل لغة العنف و القسر عملياً او تلويحاً.
يزداد اتّباع اسلوب " سياسة حافة الهاوية "(1) بروزاً في التعامل بين القوائم المتحكمة . . من تعنّت و تشبث بالمقعد و تهديدات علنية و مبطّنة، الى الإحراج، الإغراء و التهديد بكشف مستور، و تواصل محاولات اسلوب " تفليش " بيت الآخر ببناء بيت جديد تحت خيمته و لو اسمياً . . في مسيرة تتطلب و بالحاح تكاتف قوى و ابناء البلاد بكل اطيافها رجالاً و نساءً، للوقوف معاً في مواجهة التحديات، و لمحاولة النجاح في اعادة بناء البلاد الثرية . . اسوة بدول المنطقة على الأقل .
ولايذكّر اتباع اسلوب "سياسة حافة الهاوية " مع الأطراف العراقية الاّ باسلوب تكوّن و صعود
الدكتاتور، الذي في سبيل تحقيق زعامته هو، اوقع الأحزاب العراقية بأنواع الحيل و المؤامرات مستعيناً باحدها للإيقاع بالآخر و التي شملت حتى ممن كان قد ساعد على وصوله هو للسلطة ابتداءً . . فيما كان في عين الوقت يرتب عرشه داخل حزبه، باتباع ذات الأسلوب الذي جعل من حزبه " الحزب القائد " و صار به " القائد الضرورة " لبلاد مسالمة اوقعها بغروره و مغامراته في حروب و حروب، هشّمت البلاد وشعبها و فتحت ابوابها لكل الطامعين كي يبقى هو " الضرورة " .
ان مسيرة الآلام التي دامت ماقارب النصف قرن علّمت البلاد، رغم جراحها و رغم عمليات متواصلة لغسل الدماغ التي مرّت بها طيلة عقود ضارية، بسبب الحروب والإرهاب و الوحشية، التي كللها الدكتاتور لا غيره بـ " الحملة الإيمانية " و اسس لها جامعة و مجمعات دينية ـ مخابراتية . . تقرّبا من الشارع ومن وعيه المنهك الضائع و لمحاولته (اعادة بناء ذلك الوعي) و تجييره على سكّته هو لأدامة حكمه (الضرورة). . . والتي لاتزال تتواصل للأسف ـ شئنا ام ابينا ـ بعناوين جديدة تناسب المرحلة، ومن اطراف متنفذة و حاكمة متنوعة .
ان ماجرى علّم البلاد . . ان مايجري اليوم من اساليب و نزعات من تلك الأطراف، يحمل معه ذات المخاطر التي كوّنت نظام " القائد الضرورة " وفتحت به نيران جهنم على العراق الجميل الثري . و ترى اوساط واسعة الى ان مقولة " منو ينطيها حتى يأخذوها ؟ " المستمدة من آيديولوجية الحزب الحاكم الآن و التي يعمل بها ، قد لاتختلف ابداً ان لم تتساوى وفي واقع طائفي اكثر مرارة من السابق، مع مقولة الدكتاتور " جئنا لنبقى " المستمدة من ايديولوجية حزبه هو . . و التي شكّلت و تشكّل اساس قيام دكتاتورية الأحزاب الشمولية .
و يزداد الأمر خطورة لكون ذلك التوجه تدعمه حكومة احمدي نزاد الإيرانية سواء في اطار تثبيت نفسها في مواجهة معارضتها الداخلية المتسعة، او في اطار سياسة و واقع الهيمنة التي تتبعها في العراق و المنطقة. كما تدعم ذلك التوجه او تسكت عنه لتوظيفه لها ان تكوّن، اوساط نافذة في الإدارة الأميركية، لأمور تتعلق باتفاقات جرت في زمن ادارة الرئيس الأميركي السابق بوش الأبن، لتحقيق المصالح و الأرباح التي من اجلها شنت الحرب و اعلنت الإحتلال، من جهة. و تدعمه اوساط متنوعة اخرى تسعى للتعامل مع جهة عراقية واحدة وبالتالي قائد واحد مستعد لتسهيل تقديم ماتعمل له مقابل دعمها لكرسي حكمه . . غير عابئة بما يجري على صعيد حل القضايا الداخلية المستعصية القائمة، الاّ بالقدر الذي يساعدها على انجاح تنفيذ مشاريعها في البلاد . . بعيداً عن دعمها للسعي لتحقيق حقوق و مطالب ملحّة قائمة لتحسين واقع و حياة اوسع الطبقات و الفئات الوسطى و الشعبية الكادحة .
و فيما ادىّ عدم الإستقرار و عدم التئام البرلمان الجديد و بقاء جلسته مفتوحة لا دستورياً و تواصل عمل حكومة السيد المالكي المنتهية دورتها، الى ظهور مطالبات داخلية متزايدة تدعو الى ضرورة اعادة الإنتخابات. فإن عودة العنف و عودة ظهور عديد من الميليشيات بعد ان اعلنت الإدارة الأميركية ان الأمن هو مسؤولية الحكومة العراقية . . ادىّ الى هبوط سمعة قدرة الحكومة العراقية على تحقيق الإستقرار في بلادها دولياً ـ رغم تحقيقها نجاحات لايمكن التقليل منها في سنتي 2008 ـ 2009 ـ ، وادىّ الى تلكؤ و تراجع مجمعات استثمار كبرى عن خططها في الأستثمار في العراق، و الى شروع عدد من المجمعات و الإحتكارات النفطية بوضع و تنفيذ خطط لحماية استثماراتها في البلاد، الأمر الذي يؤدي الى وضع و كأنه عودة الى المربع الأول في مسيرة العملية السياسية، وفق وكالات الأنباء الدولية و الوكالات المحايدة (2).
و يجمع خبراء و سياسيون و مراقبون على ان طريق الحل و رغم ما قد تعترضه من مشاق لابد ان يكون من خلال : الإسراع باقامة حكومة وحدة وطنية حقيقية، بعيدا عن المحاصصات الطائفية والاثنية، توسيع دائرة اتخاذ القرارات الكبرى وتفعيل دور المؤسسات والوزارات ومجلس الوزراء بما يحول دون تركز السلطات و دون تكريس الفردية في ادارة شؤون البلاد، اعتماد الكفاءة و النزاهة والاخلاص والوطنية . . لأجل تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على اخراج البلاد مما هي فيه، نحو آفاق السعي الى اقامة الدولة المدنية البرلمانية الإتحادية، القائمة على اساس التداول السلمي للسلطة، وعلى اساس المواطنة و ضمان الحريات العامة لجميع مواطنيها. .


5/ 10 / 2010 ، مهند البراك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. و بالعامية العراقية " العب او اخرّب الملعب "
2. راجع تقارير رويترز، بي بي سي، وكالة الأنباء الفرنسية وغيرها طيلة الأسبوع المنصرم . .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر اللاإستقرار و قضيتنا الوطنية ! 2 من 2
- مخاطر اللاإستقرار و قضيتنا الوطنية ! 1 من 2
- مظاهرات الكهرباء و عجز المحاصصة الطائفية !
- صراع الكتل و مخاطر الإستبداد !
- العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 3
- العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 2
- العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 1
- مَنْ ينتصر على مَنْ ؟
- هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 2 من 2
- هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 1 من 2
- باقة ورد عطرة للبروفيسور كاظم حبيب
- نعم . . لايمكن تصور مستقبل مشرق للعراق دونه !
- مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني 2 من 2
- مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني ! 1 من 2
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 2 من 2
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 1 من 2
- - اتحاد الشعب - كتحالف ديمقراطي يساري !
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 2 من 2
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 1 من 2
- د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! * 2 من 2


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مخاطر العودة الى نظام - القائد الضرورة -