|
نظام تايلور هو استعباد الإنسان من قبل الآلة
فلاديمير لينين
(Vladimir Lenin)
الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 11:19
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إن الرأسمالية لا تستطيع أن تراوح في مكانها لحظة واحدة . فإنه ينبغي لها أن تسير دائما إلى الأمام و إلى الأمام . و المزاحمة التي تستفحل على الأخص في مراحل الأزمات كمرحلتنا تجبر على اختراع وسائل جديدة أبدا لأجل ترخيص الإنتاج . و لكن سيادة الرأسمال تحول جميع هذه الوسائل إلى أداة لاضطهاد العامل باستمرار. و نظام تايلور إحدى هذه الوسائل . و مؤخرا طبق أنصار هذا النظام في أمريكا الأساليب التالية . يشدون إلى يد العامل لمبة كهربائية . يصورون حركات العامل و يدرسون حركات اللمبة . و يجدون أن حركات معينة كانت > فيجبرون العاملة على اجتناب هذه الحركات أي على العمل بمزيد من الشدة ، دون أن يضيع أي ثانية للراحة . يضعون تصاميم كاملة لمنشأة مصنعية جديدة ـ بحيث لا تضيع أية دقيقة لدن إيصال المواد إلى المصنع ، و لدن نقلها من مشغل إلى آخر ، و لدن شحن المنتوج الجاهز . و تستخدم السينما بدأب و انتظام لأجل دراسة عمل أمهر العمال و لأجل زيادة شدته ، أي لأجل المزيد من > العامل . مثلا . في سياق يوم بكامله ، صوروا بالسينما عمل مركب . و بعد دراسة حركاته ، صنعوا مقعدا خاصا عاليا إلى حد أن المركب لم يعد بحاجة إلى تضييع الوقت لأجل الإنحناء . و ألحقوا بالمركب صبيا كمعاون له . كان ينبغي على الصبي أن يقدم له كل قطعة من الآلة بطريقة معينة ، بأصوب طريقة ، و بعد بضعة أيام نفذ المركب العمل المعني المتعلق بتركيب الآلة في ريع الزمن الذي كان يستغرقه من قبل ! فأي نجاح في ميدان إنتاجية العمل ! .. و لكنهم لا يزيدون أجرة العامل إلى أربع مرات بل إلى مرة و نصف المرة ، و هذه هي الزيادة القصوى ، ناهيك عن أنها للفترة الأولى فقط ، فما أن يألف العمال النظام الجديد حتى يخفضون الأجرة إلى مستواها السابق . إن الرأسمالي يجني ربحا ضخما ، و لكن العامل يكدح بشدة توازي أربعة أمثال الشدة السابقة مستنفدا أعصابه و عضلاته بسرعة توازي أربعة أمثال السرعة السابقة . و العامل الجديد يأخذونه إلى سينما المصنع و يعرضون عليه الإنتاج > لعمله . و يجبرون العامل على > هذا النموذج . و بعد أسبوع يعرضون على العامل في السينما عمله هو و يقارنونه مع >. إن جميع هذه التحسينات الجسيمة تتحقق ضد العامل . و تؤدي إلى المزيد من اضطهاده و من الضغط عليه و لكنها بالإضافة تحصر تقسيم العمل تقسيما عقلانيا ، صائبا ، داخل المصنع . و هنا تظهر بالطبع الفكرة التالية : و تقسيم العمل داخل المجتمع بأسره ؟ أي قدر من العمل يتبدد هباء في الوقت الحاضر بسبب من تشويش و فوضى الإنتاج الرأسمالي كله ! كم يضيع من الوقت عند انتقال المادة الخام إلى الصناعي بواسطة مئات التجار الوسطاء و نظرا لجهاز متطلبات السوق ! و ليس الوقت و حسب ، بل المنتوجات نفسها أيضا تضيع و تفسد . و خسارة الوقت و العمل على إيصال المتوج الجاهز إلى المستهلكين بواسطة عدد لا يحصى من صغار الوسطاء الذين هم أيضا لا يستطيعون أن يعرفوا مطالب الشارين و يقومون بمجموعة كبيرة ، لا من الحركات النافلة و حسب ، بل ايضا من صفقات الشراء النافلة ، و هكذا دواليك و هلمجرا . إن الرأسمال ينظم و يضبط العمل داخل المصنع لأجل اضطهاد العامل باستمرار ، لأجل زيادة أرباحه . و لكن الفوضى في مجمل الإنتاج الإجتماعي تبقى و تتفاقم و تؤدي إلى الأزمات عندما لا يجد الثروات المتراكمة من يشتريها ، بينما ملايين العمال يهلكون و يجوعون و لا يجدون عملا . إن نظام تايلور ، ـ بدون علم واضعيه و خلافا لرغبتهم ، ـ يهيء الزمن الذي ستأخذ فيه البروليتاريا كل الإنتاج الإجتماعي في يدها و تعين فيه لجانها هي ، العمالية . لأجل تقسيم و تنظيم العمل الإجتماعي كله بصورة صحيحة . إن الإنتاج الكبير و الآلات و السكك الحديدية و التلفون ، إن كل هذا يعطي آلاف الإمكانيات لتخفيض وقت عمل العمل المنظمين إلى الربع و لتأمين رفاهية لهم توازي أربعة أمثال رفاهيتهم الحالية . و بواسطة النقابات العمالية ستتمكن اللجان العمالية من تطبيق هذه المبايء لتقسيم العمل الإجتماعي تقسيما صائبا عندما يتحرر العمل الإجتماعي من عبودية الرأسمال .
<<بون برافدي>> ، << طريق المجلد 24 ، ص ص 269 ـ الحقيقة >> ، العدد 25 ، 12 271 آدار ـ مارس 1914
امال الحسين النسخة الإليكترونية
#فلاديمير_لينين (هاشتاغ)
Vladimir_Lenin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف نفهم الاممية ؟ مقتطف
-
الطبقة العاملة والمسالة القومية
-
من تقرير عن خطة الحزب الشيوعي الروسي للمؤتمر الثالث للاممية
...
-
مشروع قرار المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي ( الب
...
-
التطويق الراسمالي لروسيا السوفيتية
-
رسالة الى ملك افعانستان امان اللة خان
-
الراسمالية... والمجزرة البشرية المتمدنة
-
رسالة انجلس الى كاوتسكي
-
ان شعبا يظلم شعوبا اخرى ليس بحر
-
من مقال : في ظل علم الاخرين .لاي بلد نتمنى النصر ؟.
-
اسرار السياسة الخارجية
-
كيف يفهم الاشتراكيون الحرب -الفرق بين والحرب الهجومية الحرب
...
-
من خطاب حول الامتيازات - من هم المناشفة؟
-
مهام هيئات التثقيف السياسي
-
قضية التعليم الشعبي
-
خطاب اثناء دفن بول ولاو را لافارغ
-
من رسالة الى مكسيم غوركي
-
اهمية المادية الكفاحية .. الماركسية اقوى فاقوى
-
رسائل لينين
-
تاثير ثورة 1905 على شعوب اسيا مقتطف
المزيد.....
-
تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه
...
-
الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
-
حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
-
استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا
...
-
الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ
...
-
بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
-
صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
-
انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
-
باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة
...
-
للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
المزيد.....
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
-
بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
/ مرتضى العبيدي
-
من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا
...
/ غازي الصوراني
-
لينين، الشيوعية وتحرر النساء
/ ماري فريدريكسن
-
تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية
/ تشي-تشي شي
-
مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|