أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - الرهائن والاختطاف














المزيد.....

الرهائن والاختطاف


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 947 - 2004 / 9 / 5 - 03:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


انحناءة مقتضبة أمام الثقافة الفرنسية ..!

حكايات خيالية كثيرة نسمعها ونقرا عن مجرياتها في العراق كل يوم فهل يصبح العراق الجديد بلد الحكايات الخيالية المتفوقة على خيال ألف ليلة وليلة..!
كثيرون يعتقدون بالحدس المجرد أن ثقافة جديدة تتعامى في السلم الاجتماعي والسياسي في العراق لكن المطلع على ما يجري في بعض مراكز الثقافة الهمجية المعاصرة ..! خاصة في المراكز السرية لجماعات تابعة أو متبوعة لدول أو لقادة إسلاميين معممين أو مسلحين أو لهيئات من العلماء ..! يتوصل إلى حقيقة واحدة هي أن بعض الجماعات الإسلامية يشوهون الإسلام دينا وثقافة وأخلاقا بأفعالهم قبل أي شيء آخر .
أبطال هذه الثقافة ، الموروثة عن أسلوب صدام حسين عندما أرتهن واختطف مئات الأطفال والنساء والرجال من الأجانب عندما غزا دولة الكويت ، هم عصابات الاختطاف الذين يقاتلون بيد ويقبضون باليد الأخرى .. ينتزعون آسراهم بالقوة المسلحة بما يرضي إحساسهم السايكولوجي الناقص . انهم ينسجون فعاليات المقاومة العراقية ضد الأمريكان بأسلوب لا إنساني حتى يقع صحفيان فرنسيان ضحايا لثقافة الاختطاف .. ربما يكون البعض منهم واهمين بأنهم يثبون بخطوة عبر فتحة مقاومة احتلال أجنبي لبلادهم لكنني أقول لهؤلاء أن هذه الخطوة لا تنال في ظروف العراق لا صرخة إعجاب ولا صوت تقدير .
الاختطاف عمل منكر ..لا هو من ريش ثوريين ولا هو من شبكات مقاومة حقيقية ، بل هو فعل من أفعال منبوذين يريدون أن يشقوا لغيرهم من المعزولين شعبيا شوارع فسيحة في الساحة السياسية العراقية الحالية المتسولة عند أبواب المناصب الحكومية والمكاسب الحزبية والمتكدسة عند أبواب الأضرحة المقدسة ، وهي بكل الأحوال لا تشبع غير الجوعى المجهدين السائبين في ظلام الشوارع وحفر النتانة من بقايا وحوش صدام حسين ونظامه .
الاختطاف عمل من أعمال الجبانة وشكل من أشكال تجارة البغايا في السياسة تحمل عقارب حقيقية سامة تلدغ قضية الشعب العراقي والمسلمين مهما كانت الأشكال والأسباب والقيم فليست هي غير نار صفراء لا تصلح لتنير معابد المسلمين كما يظن فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي ناسيا : أن بعض الظن أثم .
عجّت الأقبية العراقية خلال الأسبوعين الماضيين بعدد كبير من المختطفين ( أتراك .. مصريين .. باكستانيين .. هنود .. نيبال .. لبنانيين وغيرهم من فقراء الله .. ) لكن جاك شيراك و بعض المثقفين الفرنسيين لم يرفعوا صوت الثقافة الفرنسية الحرة للمطالبة بإطلاق سراح أحد من هؤلاء الفقراء والكادحين الباحثين عن لقمة العيش في أتون حرب إلا حين وقع الفأس بالرأس حين أصبح الصحفيان البورجوازيان ( كريستيان شينو وجورج مالبرونو ) أسيرين . حتى عندما ذبحوا دزينة من البشر النيبال ، كما يذبح الدجاج ، ما انتابت الرئيس الفرنسي ولا تجار السياسة الفرنسيين ولا كهنة كنائسها ولا بغايا بيكال ولا مثقفي الحي اللاتيني أية رعشة..
أتاح اختطاف الصحفيين الفرنسيين فرصة جديدة لجاك شيراك أن يلتحم بمعركة العراق الحالية بثوب جديد فقد خب بجواده ليكون أول المدافعين عن المختطفين الفرنسيين محركا لكبار الشخصيات الإسلامية من أمثال فضيلة القرضاوي باشا وأصحاب المراتب الدينية الرفيعة في العراق كهيئة علماء المسلمين واصحاب المناصب السياسية السامية كالمستر عمرو موسى ليتولوا مسئولية تحريك قطعة نقود معدنية لتحديد موقع الفريقين المتباريين من الشمس كما يفعل عادة حكام مباريات كرة القدم ..!
وكان ما كان من تحول جميع هؤلاء ، خلال أسبوع كامل ، إلى كهنة مدافعين عن الحق والديمقراطية والعدالة وعن نظام السماء في الأرض تماما مثلما هاج وماج جاك شيراك وأعوانه من نفس الجوقة حين كانت " الحديدة الدولية الحارة " بوجه صدام حسين قبل عامين كان هو يتقافز كطير ملون لإنقاذ صاحبه وإنقاذ ثقافة القبور الجماعية من الفضيحة ناسيا في تلك الفترة مبادئ الثورة الفرنسية التي يتبجح بها الآن .
الوحش السري الذي اختطف الزميلين الصحفيين هو نفس الوحش الذي قتل اليوم سائق السيارة الكادح في بغداد وهو نفس الوحش الذي اغتال يوم أمس الأول ثلاثة فتيات كلدانيات في مدينة الموصل وهن بعمر الزهور وهو نفس الوحش الذي قتل الناس بالمتفجرات ونسف أنابيب الماء والنفط وأسلاك الكهرباء .
جاك شيراك العجوز النبيل لا يملك الآن من صفات غير ريش الديك الأخضر في الثقافة الفرنسية فقد تجاوز منذ زمان طويل مبادئ الثورة الفرنسية أي منذ أن عبر عن رضاه في اكثر من مرة وعن مسرته بما كان يفعله الوحش المفترس صدام حسين الذي اختطف شعبا بأكمله واضعا رأسه بجنون تحت المقصلة .
اكتب كلماتي هذه للتذكير فقط فعلى وجهي الآن علامات الفرح الحقيقي بإطلاق سراح الزميلين الفرنسيين وما زالت حقيبتي الصغيرة تحمل موقفي من الحق الكامل لفرنسا في قانون منع الحجاب كما يحمل مسجل صوتي في إدانة كل اختطاف مهما كان نوعه وفي أي مكان من العالم .
ليس اختطاف الإنسان للإنسان سوى التعبير عن ثقافة همجية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير صغيرة 683
- أتحاد الادباء العراقيين
- مسامير صغيرة
- مسامير صغيرة 680
- المريض الشيوعي / الفصل الثالث من رواية جديدة
- رواية جديدة
- ماريا ويوسف العراقي ...رواية
- مسامير صغيرة 675
- ماريّا و يوسف العراقي
- وعي المكان (المكانلوجيا ) عن ثقافة الداخل وثقافة الخارج
- مسامير صغيرة 674
- مسامير صغيرة 673
- مسامير صغيرة 672
- مسامير
- ضرورة البحث عن بحيرات تسقي روابي مؤتمر تموز ..
- مسامير صغيرة 670
- مسامير صغيرة 669
- حكومة أياد علاوي ربطت المثقف العراقي على كرسي القهر أيضاً .. ...
- مسامير صغيرة 668
- مسامير صغيرة 667


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - الرهائن والاختطاف