أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - ألموقف من هذه المفاوضات المباشرة














المزيد.....

ألموقف من هذه المفاوضات المباشرة


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 00:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


ألحداثة والتجديد في الطرح في قضية مزمنة ومعروفة، والخروج عن المألوف ليس بالضرورة صحيحا ونافعا، بل بالعكس، فالمسألة ليست مباراة كرة قدم يلعب فيها التخمين والمفاجآت دورا ما. اساسا هذا التعبير- مفاوضات بين الجانب الاسرائيلي والجانب الفلسطيني- هو مغلوط من اساسه، فهذه ليست طوشة عمومية تضيع فيها الطاسة، هنالك محتل يجب ان يخرج، هناك مستوطنات يجب ان تقلع قلعًا، هنالك حق تقرير مصير يجب ان يتحقق، هنالك دولة يجب ان تقوم، هنالك جرائم يومية ترتكب من قبل المحتل الاسرائيلي وهي جزء من واقع الاحتلال يجب ان تتوقف فقط اذا انقلع الاحتلال، هل هذا جمود عقائدي او سياسي!! هل هذا تحجّر في الطرح. من الجانب الفلسطيني لا يجب ان يُطلب أي شيء بتاتا وخلف الله عليه اذا وافق وجلس مع ممثلي الاحتلال الاجرامي، هذه روح قرارات الامم المتحدة، هل الجانب الفلسطيني أخذ شيئا ما وعليه ان يردّه! اخذ القتل والمصادرة والنهب والتشريد والسجون والجدار..
هل هذه حقيقة ام لا!! احيانا كم علينا ان نمقت ونستنكر مقولات مثل: علينا ان نكون واقعيين!! أي علينا ان نسلّم بهذا الواقع الاجرامي والمستمر وعلينا ان نتنازل ونتسامح مع العدو، علينا ان نقر باعطائه مكافأة على احتلاله وجرائمه، عليه ان يأخذ ثمن اتعابه في الاحتلال والاستيطان والقتل.. اين هذا من الحقيقة؟ واين هذا من المنطق؟! قسم من هذا "الرأي العام" يعرف ويحرف لان هذا هو جوهره هذه هي طبيعته، هذه هي مصالحه، وهذا الجانب العربي يسهّل جدا على المصالح الامريكية ويلوّح بها على امل ان تغير جوهرها وطبيعتها، هل يوجد اسخف من هذا التفكير!! لو يجري فقط التلويح بضرب هذه المصالح لكان الوضع افضل بكثير. ماذا جلب التقرب من امريكا غير المآسي والكوارث!! لماذا توجد دول فقيرة وصغيرة وذات امكانات محدودة تستطيع ان تقول لامريكا لا!! لماذا توجد قوى سياسية مقاوِمة تستطيع ان تقول لا وتحقق نجاحات وتُفشل مخططات!!
إن شرط اسرائيل حول "يهودية الدولة" مقبول جدا شرط ان يكون بحسب قرار التقسيم وليس باستثنائه، هذا ايضا من جملة قرارات الهيئة الدولية، هذا "الرأي العام" الامريكي والاوروبي يساوي بين المحتل والمجرم وبين الضحية، ولديه طلبات "عادلة" من الطرفين!! وعلى الطرفين ان يتنازلا!! اية معادلة هذه!! وحتى لو تكرمت اسرائيل بقبول اقامة دولة فلسطينية فعلى هذه الدولة ان تكون مسخا وطرحا وخدجا قلّتها احسن منها، ان تعابير مثل: اسرائيل فوق القانون، ويحق لها ما لا يحق لغيرها يجب ان تقابل بالحذاء هل هذا الكلام من نسج الخيال ومن جزر واق الواق!! جرى التعامل مع البديل فماذا كانت النتيجة!! المستوطنات تزيد وتتوسع، المصادرة مستمرة، والشروط تتكدّس وعلى الجانب الفلسطيني ان يظهر مرونة وابداعا في الحداثة والواقعية، أي ان يتنازل عن الشيء الكثير ليحصل على القليل، يتنازل عن الاساس والجوهر لينال القشور. كل ذلك حتى يبدو محبا للسلام امام "الرأي العام" العيني، وهذا الرأي العام هو الاستعمار الامريكي والاوروبي والرجعية العربية الذي يخلق "رأيا عاما" محكوما اما بدكتاتوريات بدائية، او بتضليل مقرف.
ان مجرد القبول بمبدأ المفاوضات هو اعتراف بان على الجانب الفلسطيني ان يبدي تنازلات!! ولا يوجد أي معنى آخر، ولا أي هدف آخر، ويكسب شهادة انه "متعنت" وحجر عثرة في طريق السلام.
هل للجانب الاسرائيلي اية مصداقية في فرض شروط على المفاوضات! واي حق.
نحن نعرف ان الخلاف بين طرفين يجب ان يحل بالمفاوضات، لكن أي خلاف لاسرائيل مع الفلسطينيين!! فهي المحتلة وعليها ان تتنازل عن كل شيء اخذته.
نحن نعرف ان اسرائيل تملك القوة، ومعها قوة امريكا وقوة اتباعها، فاذا كانت الحكمة والحداثة هي الرضوخ للقوة فالحل موجود. لا يكسر معيار القوة الغاشمة الاجرامية الا بالرفض، والتمسك بالحق، والدفاع عن هذا الحق حتى ولو بالموقف فقط. لان تعبير المقاومة ادخلوه في قائمة الارهاب، صار عارا وجريمة. اما الاستسلام والواقعية فهما حنكة وحكمة يشار اليهما بالبنان.
إن "رأيا عاما" مدجّنا يسكت عن جرائم اسرائيل تجاه فلسطين ولبنان وسوريا وايران، ويسكت عن جرائم امريكا في العراق وافغانستان والشرق الاوسط والعالم، هذا الرأي العام ليذهب الى سقر وهذا ممكن، وهناك امثلة اليوم يجب التمثل بها، فلن يكون البديل افضل ابدا، ان الذي فكر ولو للحظة بالسكوت عن احتلال العراق واسقاط نظام صدام حسين وشنقه يوم العيد هو خاطئ من الوزن الثقيل.
جورج دبليو بوش كان يعرف انه لا يوجد سلاح دمار شامل في العراق، وطوني بلير ايضا، ومع ذلك دمروا العراق، على كل وطني حقيقي، وعلى كل تقدمي وعلى كل انساني ان يعرف ان الولايات المتحدة هي عدوة الشعوب وعدوة السلام، ومعها اسرائيل، ومعهما كافة التوابع.
هذا صحيح فكريًا، وسياسيًا وطبقيا، هذا هو المفتاح لموقف ثابت مبدئي، وهو ليس موقفا متحجّرا ومحنّطا، بل هو الموقف الوحيد والصحيح وما عداه يكون فيه الكثير من العيوب الخطيرة.



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعًا عن الأرض والانتماء
- وجهة نظر حول تهمة -عرقلة عمل شرطي-
- لبنان بالسير الجدي لوحدته، وصمود المقاومة يعطي المثل المطلوب
- شطارة فائقة في تزييف التاريخ وإنكار دور الشيوعيين
- بين الشعب والسلطة في فلسطين
- خمس ملاحظات سريعة أو متسرّعة
- سياسة إسرائيل – ألداء والدواء
- القوة المجرَّبة والمجرِّبة، المبدئية والمسؤولة
- ألثابت والمتحوّل ما بين الاممي، والقومي، والطائفي والذاتي
- هذا التصعيد الاستيطاني لا يمكن ان يكون من وراء ظهر امريكا
- ألشعب المصري المجيد والدور المنوط به والمتوخّى منه
- جذر يتعمق وفرع يسمو
- الالتقاء مع دمقراطية امريكا ضد دكتاتورية الآخرين خطأ فكري وط ...
- هذا العهر الغربي تجاه ايران
- المقاومة الحقيقية هي الموجهة ضد الغزاة المحتلين
- دكتوراة في موضوع التحريض على الحزب الشيوعي
- لتقوية الحزب الشيوعي الاسرائيلي وتمتين وَحدته وتوسيع صفوفه
- قمة اعتراضية اسمها: غزّة وغبار المجد
- قوة المقاومة وثقافة المقاومة
- إنتخابات السلطات المحلية- إمكانات، صعوبات وتحديّات


المزيد.....




- ترامب عن خطة إسرائيل بشأن غزة: تذكروا السابع من أكتوبر
- ثلاثة خيارات صعبة أمام حزب الله
- اغتيال صحفيي الجزيرة.. هل تنجح إسرائيل في إسكات الحقيقة؟
- ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان س ...
- بقيمة 7.7 مليار دولار.. -باراماونت- تبرم عقداً لبث -يو إف س ...
- جورجينا تستعرض خاتما.. هل تتزوج رونالدو أخيرا؟
- ليبيا: خليفة حفتر يعين نجله نائبا له - فما هي مهامه؟
- دوجاريك: إسرائيل تقتل الصحفيين لمنعهم من نقل ما يحدث بغزة
- كيف حاولت إسرائيل تبرير جريمة استهداف صحفيي غزة؟
- القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر


المزيد.....

- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - ألموقف من هذه المفاوضات المباشرة