أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ازهر مهدي - رحلتي الى العلمانية















المزيد.....

رحلتي الى العلمانية


ازهر مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 04:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يكون الحديث عن العلمانية أمرا محسوما في العديد من دول العالم وقد تقبلها المتدينون لديهم أسوة بالغير متدينين بل قد نجد ان رجال دين لديهم يدافعون بحماسة عن العلمانية أكثر من بعض العلمانيين أنفسهم من مبدأ "أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر" لكن تظل الجدلية العلمانية أمرا شائكا في مجتمعاتنا العربية بل وقد يكون تفسيرها صعبا للعديد من المثقفين فضلا عن عامة الناس.
وربما يعود منشأ الصعوبة في تفسير العلمانية في عالمنا العربي إلى وحشية الحملة الشعواء التي شنها ويشنها الأصوليون لدينا ضد العلمانية ومحاولة تشويهها باستخدام شتى الطرق منها تكفير وتفسيق العلمانيين ووصفهم أحط الأوصاف واستخدام جميع الرموز المقدسة من اجل استحضار أعمق ما يخشاه المرء من الرفض عند مجرد لفظ كلمة العلمانية.
بالنسبة لي فقد تكون قصتي مشتركة مع بعض العلمانيين فقد كنت في بداياتي شخصا متعصبا من الناحية الدينية أؤمن بقيام دولة إسلامية تخلصنا من شرور الدكتاتورية البعثية التي سببت الشلل في جميع مناحي الحياة والفكر خصوصا وان البعث كان يحمل صورة مشوهة عن العلمانية بقدر ما كان يحمل جميع الصورة المشوهة عن جميع الأشياء حاله حال اي منظومة عروبية همجية شاذة لا يعول عليها إنسانيا او فكريا في غياب مطلق للديمقراطية او الحرية او النقاش او التعبير، اذ كان حزبا طائفيا في ممارساته الواقعية وهذا يتجلى في التجربتين العراقية والسورية على السواء وهو ما يتنافى مع ابسط متطلبات العلمانية و لم نكن نرى من الحياة حينها ألا النقيضين هما البعث او الأصولية وقد اخترت الثانية في مرحلة من مراحل عمري.
حينها كانت الصورة عن العلمانية مشوهة جدا فلم يدخر المتدينون والأصوليون وسعهم في تشويهها الى ابعد حد وهل ظل شيء لم يعملوا على تشويهه او تحريفه ؟؟؟!!!
عندما غادرت السجن الكبير والمظلم الذي كان اسمه عراق صدام حسين أتيحت لي الفرصة لتنويع مصادر المعرفة لدي وقد زال تأثير الإعلام القومي البعثي الرسمي وشقيقه الفكر الأصولي السري والمعارض من مصادر المعرفة المتاحان لي بصورة قهرية آنذاك بل تعرفت على العالم بالصورة الأوضح والأشمل او بمعنى اصح بالصورة الأهدأ والأفضل.
سافرت في إحدى المرات الى إيران او ما يسمى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية من اجل السياحة فكانت الصدمة ولن أتحدث عن تجربتي هناك ألان لأني تطرقت إليها في مقال سابق لي لكن يمكنني ان الخص ما مررت به بكلمة واحد وهي " الخيانة " وهي خيانة الإسلام الذي تاجروا به طويلا وتاجروا به رخيصا بابخس الأثمان أيضا.
بعدها بدأت رحلة المعرفة او الكشف ولم يكن قراري صعبا بقدر صعوبة الكذبة التي عشتها لفترة طويلة من عمري وقد ضحى الكثير من العراقيين من اجل يخلقوا مثلها في بلادي كما ضحى الكثيرون في بلاد أخرى كي يعيشوا نفس الحلم او الوهم في إقامة دولة دينية تقيم مجتمعا فاضلا يستند على المنظومة الأخلاقية الدينية ويهدف للارتقاء بالإنسان.
بدأت أؤمن ان الدولة الدينية هي دولة مناقضة للدين نفسه وان تطبيق الشريعة في اي مكان او زمان يعني رصاصة الرحمة التي ستنهي حضور اي دين او معتقد وتجعل من الدين رمزا للشر بدلا من ان يكون صدرا حاضنا للقيم الإلهية والإنسانية حينها بدأت افهم معنى قولهم ان العلمانية تحمي الدين كما تحمي الدولة في نفس الوقت.
اذا كنا نتحدث عن إيران فهي الدولة التي يشهد أبناء شعبها اكبر عدد من حالة الردة بل ان الردة الجماعية في إيران خطر ستظهر آثاره بعد عقد او عقدين لنكتشف ان إيران لم تعد بلدا مسلما على الصعيد الشعبي لنكون بذلك خسرنا اكبر امة ساهمت في تاريخها في نهضة الإسلام ورفعته لتصبح الأمة الأكثر عداءا للإسلام عما قريب.
السعودية هي الأخرى لن تكون بمعزل عن هذا التغيير ( وعذرا من الإخوة والأخوات في السعودية ) فأني اعتقد ان الشعب الإيراني أكثر وعيا وحضارة فلهذا تظهر عليه ردود الأفعال الواضحة على عكس المجتمع البدوي السعودي الذي لا يزال يحتفظ بقيم الصحراء والذي قد لا يقيم للمفاهيم المدنية أهمية كتلك الموجودة في ايران ربما فلديهم معايير تختلف عن معايير المجتمع الإيراني المتمدن والمستنير بطبعه.
أفغانستان قد تكون حالة وسطى بين الوضع الإيراني والسعودي ، أول شيء عمد اليه المجاهدون وأعضاء القاعدة والطالبانيون قبل تطبيق الشريعة كانت عملية " التجهيل " القسري كخطوة سابقة لفرض مبادئهم ، تحريم التعليم على المرأة ، قصر تعليم الذكور على المواد الدينية والشرعية ، حضر التلفاز والفنون والشعر ، زراعة المخدرات إضافة الى الوضع المتدهور أصلا والذي أحال المجتمع الأفغاني الى جحيم وصير الفرد الأفغاني حطاما تذروه الرياح .
اعتقد ان التعليم وسقوط الإرهاب السلفي سيكون له اكبر الأثر في إحداث ردة فعل معاكسة في أفغانستان ضد الحكم الديني لكن قد تطول الفترة مقارنة بالمجتمع الإيراني.
التقابل بين الأصولية والعلمانية
قد يكون من أهم أسباب سوء الفهم عند الحديث عن العلمانية والأصولية هو النظر الى العلمانية كعقيدة معادلة ومقابلة للفكر الديني ( وانا أتكلم عن الأصولية الإسلامية ههنا ) لكن هذه النظرة قد تكون ابعد ما يكون عن الواقع فالدين والشريعة مجموعة كاملة من المفاهيم والمعتقدات وقد تختلف هذه المفاهيم والمعتقدات في شموليتها او اتساعها من ديانة الى أخرى لكن لنقصر حديثنا على الأصولية الإسلامية في موضوعنا الحالي تفاديا للالتباس،الشريعة الإسلامية تحوي مفاهيم قانونية وأخلاقية وتعاملية محددة وهي تحاول ان تتناول جميع مناحي الحياة ( بغض النظر عن توافقها مع الوضع المعاصر ام لا)
في حين ان العلمانية ( العلمانية التاريخية وهي العلمانية الاكثر شهرة مقارنة بالعلمانية الحديثة) هي مجرد نظرية سياسية تحاول الفصل بين الدين والدولة نشأت كرد فعل على سياسات الكنيسة لا أكثر لكن الشريعة الإسلامية كافية في نظر الإسلاميين لتحقيق وجود الدولة الإسلامية كنتاج جاهز فالعلمانية اذا لا تطلب لذاتها فهي لا تحمل مضامين فكرية او أيديولوجية او سياسية او أخلاقية وان تطبيق العلمانية ليس مطمحا بحد ذاته بقدر اعتبارها وسيلة او مقدمة لمرحلة تالية لها قد تكون الديمقراطية كما هو شائع في اغلب بلدان العالم المتحضر في حين ان الاصولية مدرسة فكرية ذات فلسفة جاهزة وشمولية معبأة بالمعتقدات والتعاليم.
يمارس الأصوليون أساليب شريرة جدا لتشويه صورة العلمانية فقد يسألك احدهم ، هل أنت مسلم ام علماني ؟!!!
سؤال كهذا ينم عن الجهل او الخبث ، العلمانية ليست بديلا عن الدين وليست ندا له وليست محاولة لخلق عقيدة معينة ، وان سؤالهم يجب ان يكون هل تؤمن بقيام دولة دينية ام دولة علمانية ؟؟؟؟ فالسؤال يجب ان يكون سياسيا وليس عقائديا لكنهم يحاولون خلط كل شيء بأي شيء من اجل الا تفهم شيء.
يكتب احدهم فيقول ان العلمانيين لا يؤمنون بالعبادات ولا يمارسون طقوسا معينة ولا يلتزمون بمبادئ شرعية .... الخ
حقيقة الامر ان مفهوما كهذا هو اكثر الصور فظاعة حينما يحاول الأصوليون من خلاله تشويه صورة العلمانية ، ان مسألة عدم الإيمان بالدين او ممارسة طقوس معينة لا تنضوي تحت فقرة العلمانية بل تدخل ضمن عقيدة الإلحاد او اللادينية ، ليس من اختصاص العلمانية التدخل في الجدل ديني او تحاول ان تجيب عن مفاهيم روحية معينة بل ان العديد من العلمانيين متدينون في حياتهم الشخصية اختلافهم الوحيد انهم لا يؤيدون تدخل الدين في السياسة او تدخل السياسة في الدين.

يتبع....



#ازهر_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حان الوقت لاعلان جمهورية العراق الثانية؟
- الحياة في سبيل الله !!! خيار يجب تجربته
- الارهاب المالي الاسلامي
- في العراق ....في العراق خطار عدنا الفرح
- بروتوكولات بني لادن
- غاندي ... هل جئتنا اخيرا؟
- نعم ... نعتذر لكم
- لسنا خير امة اخرجت للناس
- كراهية لا تتوقف
- نفديك بغزة والقدس يا شاليط
- الكل يتحدث عن غزة
- ثورات الزهور وثورات القبور من جورجيا الى مصر ومن سيكاشفيلي ا ...
- نعم للاسلام على الطريقة الامريكية والاوربية ..واليابانية ايض ...
- الاسلام .....وما بقي منه
- عندما يفخر الإسلاميون بمنجزات العلمانية
- صور من ذاكرة الالم
- هنا علاوي من الفلوجة هل تسمعني؟؟؟
- جنس ونوبل وانترنيت
- العراق وحسابات بني هاشم


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ازهر مهدي - رحلتي الى العلمانية