أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ازهر مهدي - في العراق ....في العراق خطار عدنا الفرح














المزيد.....

في العراق ....في العراق خطار عدنا الفرح


ازهر مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


هنالك اغنية عراقية قديمة جديدة - لا اعرف ان كانت كلماتها مفهومة لدى الاخوة والاخوات من غير العراقيين لكنها تبدأ بجملة - خطار عندنا الفرح - اي ان الفرح قد حل ضيفا علينا وهي رغم قدمها لا زالت تقول الكثير عن حالنا الواقع انها تتكلم عن الفرح وكيف اننا حزانى لان الفرح يمضي عنا سريعا ، فهو ضيف عجول يمر بطرقاتنا ومساكننا كالنسمة التي لا تقر،اننا تعيسون لان الفرح ليس رفيقا دائما …….الى آخر الكلمات الحزينة واللحن الاكثر حزنا

أغنية احبها الكثيرون من العرب وادخلت السرور على قلوبهم من دون ان يعوا أو يشعروا بحجم الالم والمعاناة وهي تتحدث عنهما ، رقص العرب عليها كما رقصوا على آهات العراقيين و طاروا فرحا وهم يسمعون أنين الابرياء من شيوخ ونساء واطفال العراق الجريح وأثارت لديهم دماء العراقيين الطاهرة البهجة إذ كانت الدماء علامة على اكتمال حفلة مرعبة ليطالبوا بحفلة مذابح جديدة من باب الإثارة والتشويق

هل اننا شعوب سعيدة ؟ لا اعتقد ،المشكلة اننا لا نعرف كيف نكون سعداء ولا نصدق اننا سعداء إن حل بنا ضيف الفرح ،هل ولدتنا امهاتنا لنظل اسرى هذا الحزن الدائم؟ هل صحيح اننا لا نستطيع الا ان نستسلم لهذا القدر السرمدي من حزن الذات وشر الاخوة الاعداء الذين استكثروا علينا بصيص الامل بالحرية – سواء اكنا مخطئين ام محقين في فرحتنا بالحرية – فأعملوا حقدهم وشرهم في تقتيل الآمنين المجهدين الذين لاذنب لهم الا أنهم ولدوا على هذه الارض التي تسمى العراق؟ هل جربتم ان تضحكوا من دون ان تجدوا من ينعى عليكم ضحكاتكم ومسراتكم او يحتسبها لديه ليقوم بتنغيصها عليكم لاحقا ويفكر الف مرة ومرة كيف يطرد عنا وعنكم هذا الضيف الخفيف الظل الذي لا يزورنا كثيرا؟ نحن العرب امة لا تعرف الفرح ولا تحب الفرح ولا تقدر الفرح وتعاقب عليه اشد العقاب !!!!

حزينة هذه الاغنية بكلماتها الحزينة والمتشائمة في نظرتها الى الفرح؟ كنت احسب ان وطني العراق قدر له ان يظل جريحا وحزينا لانهم ارادوه ان يكون كذلك ، لكنني رأيت اننا العرب امة لا نحب الفرح ، نخجل من الفرح ونخاف منه ، لا نفتح له ابوابنا اذا مر بنا ، لا نحتفل به اذا ابتسم لنا لا نحتضنه إن سلم علينا لاننا نخاف من ضحكاتنا ونخاف الذين يشاهدوننا نضحك لانهم قد يضحكون علينا او حتى قد ينتقمون منا بسبب هذه الجريمة النكراء !!!! وأوجدوا بدلا منه الحزن والاسى والمعاناة فنشأنا نشكوا قسوة وظلم الزمان علينا وفاتنا أن ابتسامة واحدة وفكرة طيبة واحدة يمكنها أن تغيرنا والعالم من حولنا، لكننا فشلنا من حيث نجح الآخرون !!!

لكن هل نستسلم ونقبع تعساء في مراقدنا وننتظر الضيف الذي يمر سريعا؟ لماذا لا نتبنى الفرح؟ لماذا لا نعشق الفرح؟ لماذا لا نحيا مع الفرح؟ لماذا لا نتبرأ من الذين لا يفرحون او يتركوننا نفرح؟ لماذا لا نخرج الى نور الشمس ونقيم مهرجان الفرح مثل بقية الشعوب الذين يفرحون بابسط الاشياء؟ بعضهم يفرح بالغناء او بقراءة قصة قصيرة او القيام بعمل انساني وخيّر يغمره بالسرور او بلقاء الاحبة او بالخروج لاستكشاف الحياة القصيرة والواسعة ففيها الكثير الذي ينتظرهم أوممارسة أي هواية بسيطة لكن مهمة والاهم من كل ذلك كف الاذى والشر عمن حولهم فخلقوا في مجتمعاتهم بسمة لا تفارق محياهم وبهجة لا تختفي من قلوبهم

كلي أمل ان نشعر بالفرح جميعا ونرفع صلواتنا لشعوب امتنا ان تنسى لغة الموت وتكف عن قتلنا وذبحنا وان يلتفتوا لانفسهم ويتركوننا بسلام ،اصلي كي يعم السلام على اراضينا وفي قلوب أبناءنا فقد قاست أمتنا اكثر من اي امة اخرى واسقطت كلمة الفرح من قواميسها، في المرة القادمة اتمنى ان لاّ يمر الفرح بنا وبكم ضيفا عجولا بل ان يبقى بين ظهرانينا ابد الابدين رغم الشر الذي تفوح رائحته في الارجاء.



#ازهر_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروتوكولات بني لادن
- غاندي ... هل جئتنا اخيرا؟
- نعم ... نعتذر لكم
- لسنا خير امة اخرجت للناس
- كراهية لا تتوقف
- نفديك بغزة والقدس يا شاليط
- الكل يتحدث عن غزة
- ثورات الزهور وثورات القبور من جورجيا الى مصر ومن سيكاشفيلي ا ...
- نعم للاسلام على الطريقة الامريكية والاوربية ..واليابانية ايض ...
- الاسلام .....وما بقي منه
- عندما يفخر الإسلاميون بمنجزات العلمانية
- صور من ذاكرة الالم
- هنا علاوي من الفلوجة هل تسمعني؟؟؟
- جنس ونوبل وانترنيت
- العراق وحسابات بني هاشم


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ازهر مهدي - في العراق ....في العراق خطار عدنا الفرح