أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار محمد - نشاط مختبر السرد العراقي















المزيد.....



نشاط مختبر السرد العراقي


صالح جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 01:24
المحور: الادب والفن
    





مقدمة

ان الحراك الدائب والرغبة المستمرة في تغيير نمط الحياة لدى البشرية وتأثرها في فلسفات وآراء العالم المعاصر تلقي عادة بظلالها على كافة الأصعدة وعلى كافة مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية وتجعلها في حالة تغير وتجديد مستمر.
والعولمة ـ الصرعة الجديدة ـ ومن خلال الشبكة العنكبوتية المنتشرة في جميع دول العالم حتى الفقيرة منها أثرت أشعتها بقوة وتسربت رياحها على كافة المجتمعات والأفراد ، مكتسبة شرعيتها من التواصل الحضاري و تفاعل الحضارات والتي بات في مفهومها إلغاء كافة الحدود الجغرافية والنظر للعالم كبقعة واحدة وإذابته في بوتقة الإنسانية ككل ، فألقت بظلالها على مجمل المنجزات الثقافية وبالخصوص القصة القصيرة كونها الأكثر تفاعلا مع المتلقي .
لقد شهدت القصة التفاعلية في هذه الأيام نشاطا ملحوظا وانعطافا هاما في كتابة القص من خلال ما نالها من ملاحظات واقتراحات أسهمت كثيرا بإعطاء صورا جديدة لها
ومن بين هذه الرؤى والأفكار ان يكون المقطع الأول والثالث الفرديان ( ثابتة ) أي يقوم بكتابة كل واحد منهما كاتب واحد ، وأما المقاطع الزوجية الثاني والرابع ( متغيرة ) أي يقوم بانجازها أكثر من كاتب ، ومن جراء الإزاحات بين هذه المقاطع يثبت الأفضل ويزاح المفضل وبذلك تتأكد القصة وتأخذ رونقها في عدة وجوه تتناسب مع رغبات المتلقي ، وقد طبقت هذه لتجربة على القصة التفاعلية ( تصدع القلاع ) التي كتب المقطع الأول والثالث لها ـ الثابت ـ القاص عبدالرضا صالح / العراق . نحن نعمل بانزياح من خلال مختبر السرد العراقي الذي يرأسه القاص / صالح جبار محمد
وقام بكتابة المقطع الثاني لها ـ المتغير ـ كل من :
1 ـ الشاعرة ماجدة سلمان / سوريا
2 ـ د . ماجدة غضبان / العراق
3 ـ القاص سعد اللامي / العراق
4 ـ القاص صالح جبار / سورية
سنعرض الاحتمالات الأربع فيما يأتي :








الاحتمال الأول
تصدع القلاع

المقطع الأول .. .. عبدا لرضا صالح / العراق
عثرت على قصاصة ورق ، تحت فراش والدتي ، بعد وفاتها ، كان قد كتبها والدي أيام النضال .. وكانت والدتي تحلم دوما بأن تكون أميرة ، تحمل في الهوادج ، وتجلس على موائد سحرية ، يمشي خلفها الخدم والحشم ، وبين يديها الجواري والغلمان .. وهي لا تزال جاثية في بيتنا العتيق الذي مضى زمانه وتعدى مكانه ...
جاء في القصاصة :
تمطت على ظهر فرسها الأدهم في هدوة ليل ساكن ، وأسرجت لجامه بحذر وترقب تشوبه قوة خفية ، وتوثب جامح ، وإصرار عنيد ، متحدية كافة العيون ، التي تتلصص خلسة و ترصد الغرباء القادمين الى أسوار المدينة والمتسللين منها .. راحت تقطع المسافات النائية قدما ، تعد نبضاتها وحركة النجوم ، وأجمات التخوم . بينما تطاير غبار الأرض على ضوء القمر مدافا بسموم تموز و باعثا الضيق والحشرجة في الصدور .
لا بد من الوصول الى المثابات التي افترشها جموع النازحين واتخذت من ترابها أعشاشا ، ومن طينها قوتا ، ومن دفئها دثارا . بعد أن انتفض الغول من قبوه هائجا ، يتجشأ أنفاسه الصدئة ، وتتفتح شهيته للدماء الساخنة ، و تتفجر شراهـته الحمقى .. مغرورا ، مكابرا ، ليزدرد كل ما يصادفه من لحوم المخلفين والجياع ، ويتركهم أكداسا من الهياكل ، تملأ الساحات .
كان الهم كبيرا ، وعبور الأسوار صعبا ، الوصول هناك ، وتثبيت الراية والعودة الى نقطة البدء ، قبل أن تطل نجمة الصباح ، مخاطرة قاسية .
والغريب في الأمر أن الغول لا يزال نهما، فاغرا فاه ، لم يرتو بعد من جثث الثائرين !! ، وحراسه منتشرون فوق القلاع وفي الدروب ..
والنازحون جمعوا شتاتهم متأهبين للوثوب على أسوار المدينة من خلف الكثبان .. لكن الوقت لم يحن بعد .. ينتظرون الإشارة .
كانت والدتي قد بلغت عمرا تليدا وهي كلما نهضت من نومها سألتني :
هل قدموا العلف لفرسي الأدهم ؟
وهل أن الأميرة ابنة الغول لا تزال في المنفى ؟..
.................................................. ...................................
المقطع الثاني .. ماجدة سلمان / سوريا
القصاصات تزحم المكان وتحت كل سرير، بيضاء .. صفراء .. نعتقة الحبرهل ما جاء بها نبوءة ؟ ام اسطورة من القرن الأخير؟
تلك المنفية الى جدران اعماق المناضل ..تحلم ..بينما الأحلام تتكسر كموج البحر على صخرة ، تنحت كما الزبد على الجسد المسجي على سرير المنفى الذي يقبع ليس بعيدا عن ضوضاء المدينة ، الصخب يخترق الجدران ، الوقت يأزف ، يتشتت الشتات ، ينهدم الفنار لتضيع معه الإشارة .
وفي الحضيرة يعلو الصهيل .. ينفلت العقال.. النار تأكل في السنديان ، وتنحل الضفيرة .. يرتحل الحرير مع نسائم الريح عابقا ببواقي القداح تحت ظلال الليمون على ابواب نيسان ، والدم بين الأودية جدول على خجل يسير ، بينما القصاصات تطفو والأوهام تتخثر .
السكون يطن في ذاكرة النهار المحموم بالدخان المنبعث من جوف الكتل الحديدية ، يسخن الهواء يحتبس .. يتحشرج في رئتين اجترت الهموم مع الدخان الممتزج بالأغبرة ، الوجوه العابسة قسرا تترنح تحت ازميل ينقش على واجهتها الأمامية .. ممنوع الهمس .. الأوتاد تخز بقايا الأجساد المترنحة تحت وطئ الحبر الذي فر قبل بلوغ مصب النهر .
لم يكن حلما ذلك الذي افاقت منه في الليلة الثانية بعد الألف .. كائن الآن ، ولما سيأتي من الزمان في عصر الغيلان ، ابنة الغول .. لم تكن غولة !! حقيقة ؟ أم مجرد مقولة ؟!
.................................................. ..............................

المقطع الثالث ..عبدالرضا صالح

بعد تأثير الكارثة اختفى الشتات بين الجدران وخلف الأسوار ثم تسللوا نحو الحدود ، هناك تواجدت الوجوه المتعددة والصور المتنوعة والكل يقدم لهم أمنيات واهية ومشاريع خاوية على طبق من صفيح لغاية في نفس يعقوب .
توسعت رقعة الفراغ ، وأحدثت فجوة هائلة من العدم والإحباط ، هجرنا الصديق وتخلى عنا أبناء جلدتنا .
ماتت أمي بحصرة النصر ، ورؤية الراية التي حاكتها بخيوط المعانات شامخة ترفرف فوق أسوار المدينة ، وعلى أعمدة الدور ، وساريات الساحات العامة ، مثلما مضى أبي .
تآكلت العقود وتساقط ارثها ، وتداعت الأهداف ، فاضطروا إلى الرحيل وتغير الرقعة التي مكثوا فيها زمن دون قرار ، وهناك تجمع الشتات ، وتوسعت الخلية .
وفي كل جولة كنت استحضر همة الوالدة وكفاحها وإصرارها حتى الرمق الأخير ، حيث أشارت الي بالاقتراب منها وهمست في أذني :
ـ إياك والانعطاف المفاجئ في طريقك الذي رسمته ، واجمع أخوتك ، وكن لهم كالشمس في البيان ، والبيرق الخفاق يتظلل تحته المقاتلون كما كان أبوك ، ... ثم أغلقت عينيها كسجل طوى أيامه ، وبقيت عناوينها منقوشة على حجر أصم بأزميل صلب ،
تنبأت العرافة :
ـ ستولد بين ظهرانيكم مولودة ، قلبها كالحجر ، تحمل الراية ، وتقتحم الجموع وتركزها فوق القلاع المنيعة .
نشأت ابنتي الزباء ـ الشعثة ـ بدوية الطباع تقضي معظم وقتها عند فرسها الأدهم ، تروضه وقتا ، وتمتطيه زمنا ، تقطع معه الوهاد والتلال والوديان وتصل الى حافات المياه يسقيه ثم تعود لتتركه في مربضه
وطرزت زوجتي صورة الصقر المحلق على راية النصر وذيلتها بكفوف حمراء .
لقد اقسم الأحرار هذه المرة على الفتح أو الشهادة ، ستكون الوقعة أقوى والضربة أمضى ، انه الوداع الأخير للسحب السوداء الموغلة بالحقد والكراهية ، ليس هناك ـ بعد الآن ـ عودة للخلف ، انه الزحف الكبير على أوكار الغول الفاسدة ، سنمضي إلى الأمام ، تدفعنا الرغبة في الثأر لشهدائنا ومواساة لثكلانا ، ومداواة لجراحنا .


الأحتمال الثاني
تصدع القلاع

المقطع الأول .. عبدا لرضا صالح

عثرت على قصاصة ورق ، تحت فراش والدتي ، بعد وفاتها ، كان قد كتبها والدي أيام النضال .. وكانت والدتي تحلم دوما بأن تكون أميرة ، تحمل في الهوادج ، وتجلس على موائد سحرية ، يمشي خلفها الخدم والحشم ، وبين يديها الجواري والغلمان .. وهي لا تزال جاثية في بيتنا العتيق الذي مضى زمانه وتعدى مكانه ...
جاء في القصاصة :
تمطت على ظهر فرسها الأدهم في هدوة ليل ساكن ، وأسرجت لجامها بحذر وترقب يشوبه قوة خفية ، وتوثب جامح ، وإصرار عنيد ، متحدية كافة العيون ، التي تتلصص خلسة و ترصد الغرباء القادمين الى أسوار المدينة والمتسللين منها .. راحت تقطع المسافات النائية قدما ، تعد نبضاتها وحركة النجوم ، وأجمات التخوم . بينما تطاير غبار الأرض على ضوء القمر مديوفا بسموم تموز و باعثا الضيق والحشرجة في الصدور .
لا بد من الوصول الى المثابات التي افترشها جموع النازحين واتخذت من ترابها أعشاشا ، ومن طينها قوتا ، ومن دفئها غطاء . بعد أن انتفض الغول من قبوه هائجا ، يتجشأ أنفاسه الصدئة ، وتتفتح شهيته للدماء الساخنة ، و تتفجر شراهـته الحمقى .. مغرورا ، مكابرا ، ليزدرد كل ما يصادفه من لحوم المخلفين والجياع ، ويتركهم أكداسا من الهياكل ، تملأ الساحات .
كان الهم كبير ، وعبور الأسوار صعب ، الوصول هناك ، وتثبيت الراية والعودة الى نقطة البدء ، قبل أن تطل نجمة الصباح ، مخاطرة قاسية .
والغريب في الأمر أن الغول لا يزال نهما، فاغر فاه لم يرتوي بعد من جثث الثائرين !! ، وحراسه منتشرون فوق القلاع وفي الدروب ..
والنازحون جمعوا شتاتهم متأهبين للوثوب على أسوار المدينة من خلف الكثبان .. لكن الوقت لم يحن بعد .. ينتظرون الإشارة .
كانت والدتي قد بلغت عمرا تليدا وهي كلما نهضت من نومها سألتني :
هل قدموا العلف لفرسي الأدهم ؟
وهل أن الأميرة ابنة الغول لا تزال في المنفى ؟..
.....................................................................................
المقطع الثاني .. د.ماجدة غضبان
لم يزل الليل عصيا على الفجر،والنجوم تتوارى باستحياء خلف هدب الغيوم
انقاض من نهارات مضت ..
انقاض من الانفاس..
اطلال رحلات وهجرات
ومن بعيد يلوح الفرات رقراقا كالسراب رائعا في صحراء تجثو ملتاعة امام رحمة ما مضى.
الفرس تصهل تخدش صمت الظلال تحت ضوء قمر مريب يبدو كأن يد الانسان قد اخترقت ضياءه واجهضت ليلته الصادقة الاولى.
هناك حيث لا يرجو الزمن ان يقيم كانت القوافل تتوقف تنتظر طريقا حريريا ينبعث من ماض سحيق غير انها في انتظارها المحدق في لعنة قسرية كانت تختفي كهباء لم يكن حتى يخال للمرء ان شراع سندباد في الف ليلة وليله يخفق قريبا في بحر وهمي وشهرزاد تهمس بالحكايا وشهريار يتكيء على سيف مسرور لاعنا هارون الرشيد وزبيدة مبددة الثروات.
من جديد استيقظت امي فتحت عيناها بذعر كمن افاق لاول مرة من ميتة الف عام وهدرت :_
لا حاجة بنا للفرس اعطوا طعامها لايتام الجار!!
قولوا للاميرة ان الزمن ولى وعليها الاختباء في كتاب الاساطير!!
وانا ساعود الى يقظتي في ارض اخرى ليس فيها ما يبعث على نمو عشب جديد،اعملوا بوصيتي فالشمس تتآكل خلف المغيب وعلي اللحاق بما تبقى من قرصها.
على مقربة من غول مستبد تصهل فرس جريئة
ويئن الفرات
ودجلة تختنق بالبردي وتضيع الضفاف على مدينة العدم.
اعدت القصاصة الى مكانها وبنيت جدارا جعلته قاهرا كقلعة حصينة لا يمكن ان تتصدع بيني وبين الكلمات ونمت جواره
شعرت حينها انني قمت بواجبي على احسن وجه واكرمت ميتة والديّ وصنعت وطنا لا يصله الغول ولا غيره.




المقطع الثالث .. عبدالرضا صالح

بعد تأثير الكارثة اختفى الشتات بين الجدران وخلف الأسوار ثم تسللوا نحو الحدود ، هناك تواجدت الوجوه المتعددة والصور المتنوعة والكل يقدم لهم أمنيات واهية ومشاريع خاوية على طبق من صفيح لغاية في نفس يعقوب .
توسعت رقعة الفراغ ، وأحدثت فجوة هائلة من العدم والإحباط ، هجرنا الصديق وتخلى عنا أبناء جلدتنا .
ماتت أمي بحصرة النصر ، ورؤية الراية التي حاكتها بخيوط المعانات شامخة ترفرف فوق أسوار المدينة ، وعلى أعمدة الدور ، وساريات الساحات العامة ، مثلما مضى أبي .
تآكلت العقود وتساقط ارثها ، وتداعت الأهداف ، فاضطروا إلى الرحيل وتغير الرقعة التي مكثوا فيها زمن دون قرار ، وهناك تجمع الشتات ، وتوسعت الخلية .
وفي كل جولة كنت استحضر همة الوالدة وكفاحها وإصرارها حتى الرمق الأخير ، حيث أشارت الي بالاقتراب منها وهمست في أذني :
ـ إياك والانعطاف المفاجئ في طريقك الذي رسمته ، واجمع أخوتك ، وكن لهم كالشمس في البيان ، والبيرق الخفاق يتظلل تحته المقاتلون كما كان أبوك ، ... ثم أغلقت عينيها كسجل طوى أيامه ، وبقيت عناوينها منقوشة على حجر أصم بأزميل صلب ،
تنبأت العرافة :
ـ ستولد بين ظهرانيكم مولودة ، قلبها كالحجر ، تحمل الراية ، وتقتحم الجموع وتركزها فوق القلاع المنيعة .
نشأت ابنتي الزباء ـ الشعثة ـ بدوية الطباع تقضي معظم وقتها عند فرسها الأدهم ، تروضه وقتا ، وتمتطيه زمنا ، تقطع معه الوهاد والتلال والوديان ثم تعود لتتركه في مربضه
وطرزت زوجتي صورة الصقر المحلق على راية النصر وذيلتها بكفوف حمراء .
لقد اقسم الأحرار هذه المرة على الفتح أو الشهادة ، ستكون الوقعة أقوى والضربة أمضى ، انه الوداع الأخير للسحب السوداء الموغلة بالحقد والكراهية ، ليس هناك ـ بعد الآن ـ عودة للخلف ، انه الزحف الكبير على أوكار الغول الفاسدة ، سنمضي إلى الأمام ، تدفعنا الرغبة في الثأر لشهدائنا ومواساة لثكلانا ، ومداواة لجراحنا .



الأحتمال الثالث
تصدع القلاع

المقطع الأول .. .. عبدا لرضا صالح / العراق
عثرت على قصاصة ورق ، تحت فراش والدتي ، بعد وفاتها ، كان قد كتبها والدي أيام النضال .. وكانت والدتي تحلم دوما بأن تكون أميرة ، تحمل في الهوادج ، وتجلس على موائد سحرية ، يمشي خلفها الخدم والحشم ، وبين يديها الجواري والغلمان .. وهي لا تزال جاثية في بيتنا العتيق الذي مضى زمانه وتعدى مكانه ...
جاء في القصاصة :
تمطت على ظهر فرسها الأدهم في هدوة ليل ساكن ، وأسرجت لجامه بحذر وترقب تشوبه قوة خفية ، وتوثب جامح ، وإصرار عنيد ، متحدية كافة العيون ، التي تتلصص خلسة و ترصدالغرباء القادمين الى أسوار المدينة والمتسللين منها .. راحت تقطع المسافات النائية قدما ، تعد نبضاتها وحركة النجوم ، وأجمات التخوم . بينما تطاير غبار الأرض على ضوء القمر مدافا بسموم تموز و باعثا الضيق والحشرجة في الصدور .
لا بد من الوصول الى المثابات التي افترشها جموع النازحين واتخذت من ترابها أعشاشا ، ومن طينها قوتا ، ومن دفئها دثارا . بعد أن انتفض الغول من قبوه هائجا ، يتجشأ أنفاسه الصدئة ، وتتفتح شهيته للدماء الساخنة ، و تتفجر شراهـته الحمقى .. مغرورا ، مكابرا ، ليزدرد كل ما يصادفه من لحوم المخلفين والجياع ، ويتركهم أكداسا من الهياكل ، تملأ الساحات .
كان الهم كبيرا ، وعبور الأسوار صعبا ، الوصول هناك ، وتثبيت الراية والعودة الى نقطة البدء ، قبل أن تطل نجمة الصباح ، مخاطرة قاسية .
والغريب في الأمر أن الغول لا يزال نهما، فاغرا فاه ، لم يرتو بعد من جثث الثائرين !! ، وحراسه منتشرون فوق القلاع وفي الدروب ..
والنازحون جمعوا شتاتهم متأهبين للوثوب على أسوار المدينة من خلف الكثبان .. لكن الوقت لم يحن بعد .. ينتظرون الإشارة .
كانت والدتي قد بلغت عمرا تليدا وهي كلما نهضت من نومها سألتني :
هل قدموا العلف لفرسي الأدهم ؟
وهل أن الأميرة ابنة الغول لا تزال في المنفى ؟..
..........................................................
المقطع الثاني .. سعد اللامي المقطع / للقاص والروائي أسعد اللامي

انهما يتحدثان بهالات من التقديس والتبجيل عن جدتي ( غاربة ) ، ، انا حفيدها الذي
شب عن الطوق ، من كثر خيباته وارتطاماته بالجدران المقدسة وجد نفسه لا يجد غضاضة في هتك الاسرار .
من اختار لها الاسم ؟
لا اعرف ولكنني وجدت نفسي اسمع من يناديها هكذا ، اليس اسما جميلا ؟ يوافق اهواء امة جبلت على الشاعرية والخيال ، جميلا وموحيا بنفس الوقت يحيل الى الرحيل ، الى الشمس والمياه والشفق والغروب وما يثيره في الروح اللون البرتقالي الشاحب و الافل من حزن .
هي ام امي ( نادبة ) وهذا اسمها ايضا كما اظن إذ لم ار او اسمع احدا ، يوما يناديها بغير هذا الاسم الغريب حتى لزق بها ولم تعد تعرف الا به .
الحق اسر لكم اني لم استطع ان استبطن ان كانت جدتي حزينة او سعيدة بكنيتها تلك التي تدل على الذبول لكن ما اعرفه حقا ان ابنتها التي هي امي لم تكن سعيدة على الاطلاق بكنية نادبة ، هكذا ظل يخيل الي ، وانا المح ذلك الضيق على محياها حالما تنطلق مناداة عليها ، نادبة يا نادبة .
يمكنني القول ايضا انها لم تكن حزينة كذلك ، لا حزن ولا سعادة ، وجه شمعي واستقبال غريب يغمره الحياد ، حياد في المشاعر يجعلها اقرب الى الراضية ، المقتنعة بما تم اختياره لها من اسم .
هي الرابعة في تسلسل بنات جدتي غريبات الاطوار ، خالاتي الكبار قدواتنا التي نشأنا على تبجيلهن إذ لم يكن مسموحا لنا نحن الاحفاد في العائلة ان نناديهن دون ان نسبغ عليهن ايات من التبجيل والاحترام كما هو شأن اصدقائي اللذين تحدثا لكم قبل قليل عن سيرهن .
الاولى نادبة الكبيرة عمرها الان جاز التسعين عاما ومازالت تخوض غمار الحياة ، بنفس العزم والتصميم الذي كانت عليه في سنواتها الاولى ، يقولون انها جاءت الى الدنيا في العام واحد وعشرين من القرن الماضي وصورها ما فتأت تملأ جدران غرفنا نحن الاحفاد ، إذ من النادر جدا ان تجد غرفة واحدة عارية من ملامحها ، لابد ان تكون هي بعمامتها وعينيها الجاحظتين مصلوبة على الجدران كأيقونة دالة على زمن غابر من الامجاد .
نادبة التالية ابصرت النور بعدها بثلاثين عاما ، هي الاحلى في تسلسل خالاتي النادبات كما كانوا يقولون لنا والاكثر ملاحة وجمال ، كما ان ميتتها المأساوية وغرقها في لجة النهر وهي تغسل ملابس ابنائها وعدم العثور لها على قبر حقيقي نجعله نحن الاحفاد مثابة للذكرى وسفح الاحزان اضفى على حياتها نوعا من قداسة شعبية لدى العائلة التي ظلت تتذكر سجاياها بمزيد من التبجيل ، قبرها في القمر ، هكذا كانوا يرددون على مسامعنا على الدوام .
ثمة نادبة اخرى عليلة هي الثالثة في تسلسل النادبات ، لا تكاد تذكر في العائلة ربما بسبب من موتها المبكر وهي صغيرة لم تكد تبلغ سنتها الاولى بالتيفوئيد الذي انتشرت حمياه في ذلك العام ..
نادبة الرابعة هي امي التي اتت بعد نادبة المنسية الصغيرة بعام ، كان يخشاها الجميع ،لاستواء قامتها وجسامة جسدها وسلاطة لسانها وعدم تورعها عن كيل الصاع صاعين لاخواتها واقاربها وابنائها وجيرانها ومعارفها على حد سواء ، بمناسبة او من دون مناسبة حتى استحقت لقب نادبة الغولة ، سليطة اللسان .
يمكنني القول انني اعذر امي على فعالها المشينة تلك و التي كنت احيانا انا نفسي اخجل منها ، ليس ذلك لانها امي وحق الام على ابنها ان يحفظ لها ذكرها ويصونه من كل ما يشين ، يعود السبب في ذلك الى جدي وجدتي غير الموفقين في اختيارهما ، غير الحاسمين في لحظات تتطلب الحسم الاكيد ، لقد اقترفا غلطة عمرهما الكبرى حين زوجاها وهي لما تزل فتية دون خبرة بالحياة الى رجل مهنته جلب جثامين الرجال الذين كانوا يموتون في الحروب وحفر القبور لهم وتوسيد اجداثهم في الشقوق .
لقد اذاقها ذلك الرجل الامرين فعلاوة على عطن الموت الذي كان يفوح من ثناياه وهو يعود من مقابره ، و يطلبها للسرير و كانت تنصاع له بغرابة محيرة ، كانت رائحة اخرى اشد ضراوة تسد على منخريها الهواء وهو ينوء بثقله الجسيم فوقها ، رائحة غريبة هي مزيج من غبار مداف بغائط خيول وعرق اجساد زنخة وكبريت بارود مخرش .
والغرابة في الامر انها وان كانت تلحظ عليه بعد كل عودة له من مقابره ، انه يكون مزعزع الاطراف مخدرا لا يعرف رأسه من رجليه كما يقولون لكنها لم تكن تملك القوة والعزم اللازمين لابداء شجاعتها التي عرفت بها واظهار شراستها و حدة لسانها للاطباق عليه ، كانت قوة غامضة تجعلها فاقدة القوة والحول ، كالمسرنمة ، تنفذ له رغباته دون ابطاء .
لهذا نشأت ملولة متوترة سريعة الغضب والبكاء ، توزع قسوتها وخواء ايامها على الجميع ، ربما هو نوع غضب عاجز ، ربما تفريغ لما كانت تكبته في وجهة اخرى غير الوجهة التي ينبغي ان يفرغ بها ذلك الكبت والحرمان ، لا اعرف ، ما اعرفه وما اجزم به ان السبب تتحمله جدتي و في رقبة جدي اللذين لم يكونا حكيمين بما فيه الكفاية .
ما سأقوله ربما لن يعجب افراد العائلة ، سيتهمني البعض بأني فاضح اسرار وقليل الوفاء للاسلاف والاباء ، ولكني سئمت السكوت وعلي ان اكون شجاعا بما فيه الكفاية ، لاسقط ابي و لاقول بصوت هادر ان كل ما نسجناه من هالات مضيئة حول جدتي او جدي رفعتاهما الى مصاف الالهة كان نوعا من وهم ، من دغدغة مشاعر ، من عماء .
انهما لم يكونا يتمتعان بذرة من حكمة ولم يكونا يريان ابعد من ارنبة انفهما ، خطأهما الاكبر الذي لن اغفره لهما انهما وافقا على اعطاء امي نادبة التي كان من الممكن لها ان تكون امرأة اخرى غير الغولة سليطة اللسان ، المستسلمة والمنقادة بعماء لرغبات حفار قبور ، في لحظة غفلة كاملة الى رجل لا يمت بأدنى صلة الى الحياة ، ، رجل دون قلب دون ضمير لا يجد سعادته و مسرته الا برؤية توابيت الموت تترى على البيوت ، رجل كل همه ان يأخذ دون ان يعطي ، يأخذ الى ابعد الحدود ولاسبيل الى اشباع نهمه .
وهكذا جرت تلك الخطوة الغافلة الى سلسلة من خطوات حمقاء مازلنا ندفع ثمنها باهضا نحن احفاد غاربة الكبرى .
....................................................................

المقطع الثالث ..عبدالرضا صالح

بعد تأثير الكارثة اختفى الشتات بين الجدران وخلف الأسوار ثم تسللوا نحو الحدود ، هناك تواجدت الوجوه المتعددة والصور المتنوعة والكل يقدم لهم أمنيات واهية ومشاريع خاوية على طبق من صفيح لغاية في نفس يعقوب .
توسعت رقعة الفراغ ، وأحدثت فجوة هائلة من العدم والإحباط ، هجرنا الصديق وتخلى عنا أبناء جلدتنا .
ماتت أمي بحصرة النصر ، ورؤية الراية التي حاكتها بخيوط المعانات شامخة ترفرف فوق أسوار المدينة ، وعلى أعمدة الدور ، وساريات الساحات العامة ، مثلما مضى أبي .
تآكلت العقود وتساقط ارثها ، وتداعت الأهداف ، فاضطروا إلى الرحيل وتغير الرقعة التي مكثوا فيها زمن دون قرار ، وهناك تجمع الشتات ، وتوسعت الخلية .
وفي كل جولة كنت استحضر همة الوالدة وكفاحها وإصرارها حتى الرمق الأخير ، حيث أشارت الي بالاقتراب منها وهمست في أذني :
ـ إياك والانعطاف المفاجئ في طريقك الذي رسمته ، واجمع أخوتك ، وكن لهم كالشمس في البيان ، والبيرق الخفاق يتظلل تحته المقاتلون كما كان أبوك ، ... ثم أغلقت عينيها كسجل طوى أيامه ، وبقيت عناوينها منقوشة على حجر أصم بأزميل صلب ،
تنبأت العرافة :
ـ ستولد بين ظهرانيكم مولودة ، قلبها كالحجر ، تحمل الراية ، وتقتحم الجموع وتركزها فوق القلاع المنيعة .
نشأت ابنتي الزباء ـ الشعثة ـ بدوية الطباع تقضي معظم وقتها عند فرسها الأدهم ، تروضه وقتا ، وتمتطيه زمنا ، تقطع معه الوهاد والتلال والوديان وتصل الى حافات المياه يسقيه ثم تعود لتتركه في مربضه
وطرزت زوجتي صورة الصقر المحلق على راية النصر وذيلتها بكفوف حمراء .
لقد اقسم الأحرار هذه المرة على الفتح أو الشهادة ، ستكون الوقعة أقوى والضربة أمضى ، انه الوداع الأخير للسحب السوداء الموغلة بالحقد والكراهية ، ليس هناك ـ بعد الآن ـ عودة للخلف ، انه الزحف الكبير على أوكار الغول الفاسدة ، سنمضي إلى الأمام ، تدفعنا الرغبة في الثأر لشهدائنا ومواساة لثكلانا ، ومداواة لجراحنا .

























الأحتمال الرابع
تصدع القلاع

المقطع الأول .. عبدا لرضا صالح

عثرت على قصاصة ورق ، تحت فراش والدتي ، بعد وفاتها ، كان قد كتبها والدي أيام النضال .. وكانت والدتي تحلم دوما بأن تكون أميرة ، تحمل في الهوادج ، وتجلس على موائد سحرية ، يمشي خلفها الخدم والحشم ، وبين يديها الجواري والغلمان .. وهي لا تزال جاثية في بيتنا العتيق الذي مضى زمانه وتعدى مكانه ...
جاء في القصاصة :
تمطت على ظهر فرسها الأدهم في هدوة ليل ساكن ، وأسرجت لجامها بحذر وترقب يشوبه قوة خفية ، وتوثب جامح ، وإصرار عنيد ، متحدية كافة العيون ، التي تتلصص خلسة و ترصد الغرباء القادمين الى أسوار المدينة والمتسللين منها .. راحت تقطع المسافات النائية قدما ، تعد نبضاتها وحركة النجوم ، وأجمات التخوم . بينما تطاير غبار الأرض على ضوء القمر مديوفا بسموم تموز و باعثا الضيق والحشرجة في الصدور .
لا بد من الوصول الى المثابات التي افترشها جموع النازحين واتخذت من ترابها أعشاشا ، ومن طينها قوتا ، ومن دفئها غطاء . بعد أن انتفض الغول من قبوه هائجا ، يتجشأ أنفاسه الصدئة ، وتتفتح شهيته للدماء الساخنة ، و تتفجر شراهـته الحمقى .. مغرورا ، مكابرا ، ليزدرد كل ما يصادفه من لحوم المخلفين والجياع ، ويتركهم أكداسا من الهياكل ، تملأ الساحات .
كان الهم كبير ، وعبور الأسوار صعب ، الوصول هناك ، وتثبيت الراية والعودة الى نقطة البدء ، قبل أن تطل نجمة الصباح ، مخاطرة قاسية .
والغريب في الأمر أن الغول لا يزال نهما، فاغر فاه لم يرتوي بعد من جثث الثائرين !! ، وحراسه منتشرون فوق القلاع وفي الدروب ..
والنازحون جمعوا شتاتهم متأهبين للوثوب على أسوار المدينة من خلف الكثبان .. لكن الوقت لم يحن بعد .. ينتظرون الإشارة .
كانت والدتي قد بلغت عمرا تليدا وهي كلما نهضت من نومها سألتني :
هل قدموا العلف لفرسي الأدهم ؟
وهل أن الأميرة ابنة الغول لا تزال في المنفى ؟..
.....................................................................................
المقطع الثاني .. صالح جبار جاسم

لم يحن الجواب بعد وأنا اسمع تنهداتها بانتظار الرد التي تريد ليثلج لب
فؤادها المنخور بالأمنيات ذاتها التي غمرها التراب بعد أن أغلقت عينها وهي تحتضن هتافات والدي أمام باب بيتنا العتيق بانتظار عودته أو الغياب إلى الأبد ..
كلما لملموا النازحون شتاتهم وتقدموا خطوة حاملين الراية أرى وجه أمي وبيدها قصاصة الورق التي تركها والدي واحتضنتها وسادتها وهي تشير لهم بالتريث فأن البدء لم يحن بعد .
مهما كثر حراس الغول أو تكاثر جمعهم فهم لن يكونوا إلا حجر أصم تفتتهم صيحاتنا
فيتناثروا أشلاء تتطاير مع الريح ليبقى غولهم وحيدا بليدا يختبأ خلف فأر صغير ، فاغرا فاه من هول الرعب ، هنا تدركه السيوف قبل الفرار ، لكن الجموع تنتظر الأميرة التي ستنهض من مائدتها السحرية وتترجل من هودجها لتعطي الإشارة ..
لازال صوت أمي ،
هل قدموا العلف لفرسي الأدهم ؟
وهل أن الأميرة ابنة الغول لاتزال في المنفى ؟
مر زمن ، وكأن صوت أمي اختفى خلف الوديان فلم أعد اسمعها تسأل عن الفرس الأدهم وعن الأميرة ابنة الغول حتى همت على وجهي أبحث عن ذلك الصوت بين الثغور وخلف الجبال حامل على كتفي همومي وخيبتي فأعود منكسرا بلا صوت حتى تنتصب أمامي بكامل نشاطها وحيويتها تستلني من ضياعي لتنفض عني غبار الخيبة والانكسار فتدس بين يدي قصاصة الورق التي تركها والدي وتحفزني للوقوف بظهر القادم الذي سيعمل بما جاء في قصاصة الورق ويعتلي ظهر الفرس الأدهم لينقض بين الجموع فيشتت جمعهم الشيطاني والراية بيده ليتجه بعدها ليمزق جدار القلاع ثم اختفت ..
................................................................
المقطع الثالث .. عبدالرضا صالح

بعد تأثير الكارثة اختفى الشتات بين الجدران وخلف الأسوار ثم تسللوا نحو الحدود ، هناك تواجدت الوجوه المتعددة والصور المتنوعة والكل يقدم لهم أمنيات واهية ومشاريع خاوية على طبق من صفيح لغاية في نفس يعقوب .
توسعت رقعة الفراغ ، وأحدثت فجوة هائلة من العدم والإحباط ، هجرنا الصديق وتخلى عنا أبناء جلدتنا .
ماتت أمي بحصرة النصر ، ورؤية الراية التي حاكتها بخيوط المعانات شامخة ترفرف فوق أسوار المدينة ، وعلى أعمدة الدور ، وساريات الساحات العامة ، مثلما مضى أبي .
تآكلت العقود وتساقط ارثها ، وتداعت الأهداف ، فاضطروا إلى الرحيل وتغير الرقعة التي مكثوا فيها زمن دون قرار ، وهناك تجمع الشتات ، وتوسعت الخلية .
وفي كل جولة كنت استحضر همة الوالدة وكفاحها وإصرارها حتى الرمق الأخير ، حيث أشارت الي بالاقتراب منها وهمست في أذني :
ـ إياك والانعطاف المفاجئ في طريقك الذي رسمته ، واجمع أخوتك ، وكن لهم كالشمس في البيان ، والبيرق الخفاق يتظلل تحته المقاتلون كما كان أبوك ، ... ثم أغلقت عينيها كسجل طوى أيامه ، وبقيت عناوينها منقوشة على حجر أصم بأزميل صلب ،
تنبأت العرافة :
ـ ستولد بين ظهرانيكم مولودة ، قلبها كالحجر ، تحمل الراية ، وتقتحم الجموع وتركزها فوق القلاع المنيعة .
نشأت ابنتي الزباء ـ الشعثة ـ بدوية الطباع تقضي معظم وقتها عند فرسها الأدهم ، تروضه وقتا ، وتمتطيه زمنا ، تقطع معه الوهاد والتلال والوديان ثم تعود لتتركه في مربضه
وطرزت زوجتي صورة الصقر المحلق على راية النصر وذيلتها بكفوف حمراء .
لقد اقسم الأحرار هذه المرة على الفتح أو الشهادة ، ستكون الوقعة أقوى والضربة أمضى ، انه الوداع الأخير للسحب السوداء الموغلة بالحقد والكراهية ، ليس هناك ـ بعد الآن ـ عودة للخلف ، انه الزحف الكبير على أوكار الغول الفاسدة ، سنمضي إلى الأمام ، تدفعنا الرغبة في الثأر لشهدائنا ومواساة لثكلانا ، ومداواة لجراحنا .



#صالح_جبار_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات مختبر السرد العراقي
- العابرون نحو مدى الحرية
- القصة التفاعلية – التداولية
- قراءة في (همس الدراويش) لصالح جبار
- في حوار خاص مع القاص المبدع صالح جبار محمد
- توما هوك
- دثار القرابين
- صناعة ألازمة الثقافية
- صدى العصي
- السلام عليكم
- صاحب اللحية الكثة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار محمد - نشاط مختبر السرد العراقي