أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار محمد - قراءة في (همس الدراويش) لصالح جبار














المزيد.....

قراءة في (همس الدراويش) لصالح جبار


صالح جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 12:53
المحور: الادب والفن
    



أحدى وعشرون قصة جمعها الكاتب مستيقظا على همس جنوني غير مرئي نادرا ما يكون مألوفا. أن الاسم الذي أطلقه على مجموعته (همس الدراويش) أراد به ان يؤطر جدران قصصه وثبت قدرته البديهية العاملة على لفت الأنتباه نحو العنوان.
ومن خلال هذه القراءة يظهر أن الكاتب أوهم نفسه بالهمس المجرد من العاطفة فأستيقظ على صخب الدراويش الذين صبوا الضجيج في كل فراغ..
لكن صالح جبار محمد يبدو معتدلا رغم لباسه الديني في أصول الطقوس وقيمها.. فقد أستهل مجموعته بقصة (الشيخوخة) التي تعتبر مكملة للاطار العام الذي كلل بالعنوان المذكور للمجموعة. بقصد التذكير ان الانسان ما هو الا كائن ماض الى الزوال فلا استمرار بعد هذه المرحلة في فضاء الحياة والبقاءالدائم للخالق فقط.
لكنه يفتح نافذة للتأمل والرؤيا الخارقة والبصيرة الناضجة والتعامل العفوي للمستقبل بروح نابضة بالحياة.
ثم يزحف بنا من الدين الى المجتمع فيضع في عالم النساء (خديجة) التي أتخذها رمزا لكل أمرأة وأراد ان يغور في خوالج النساء ليطرق مكامن منطوية تحت مطرقة الحرمان ويعطي تحليلا سايكولوجيا للمرأة وهي تصارع تقلبات الطبيعة والمجتمع فيبعث بالقارىء العاطفة المشدودة نحو المرأة لغرض حمايتها من قساوة الحياة وأضطرابها.
ويقفز الكاتب بنا الى الطبيعة التي وهبها الله سبحانه وتعالى حتى يغنينا من نعمه.. كما هو الحال في (نخلة) التي ميزها صالح بأنها عمته.. أنها صورة أيحائية تعود الى خلفية التراث المتوارث في مجتمعنا العريق واهتمامه بالثروة وحب التعبير.
أن كاتب القصة والمقصود هو (صالح جبار محمد) كان متأثرا الى حد كبير بالواعز الديني الذي يظهر في أغلب قصصه وهذه رغم كثافتها لايبدو منغلقا على ذاته.. بل أستطاع أن يلون الأحداث وينقل القارىء من صورة الى أخرى محافظا على السلوك العام الذي يقصد به الدين كأسلوب هادىء للتخلص من ألأثم والألم..
القصص في أكثرها مباشرة سائحة في واقعه الشخصي والطبيعي. لذا فأن دوافع الكاتب واضحة وبارزة في أغلب قصصه..
لكن القارىء يدرك الدواخل الذاتية للقاص بأنه يريد أن يقول شيئا ما.. غير ذلك المقصود.. وهذا أستنباط يطفو من بين بعض الجمل والمفردات المتوترة والمرتبكة بعض الشيء بسبب تشنج الكاتب في كثير من العبارات التي بناها بشكل تحذيري الهدف منها خلق سلسة متينة من ألأرتباط بالعامل الروحي المعتدل..
الا ان اللغة التي اعتمدها (صالح) في السرد كانت مختزلة لم تأخذ شكلا نثريا يرسم الحدث بصورة شعرية منثورة وذلك لغرض اعطاء الفعل اكثر رواجا من السرد المهني الذي يثير الملل عند القارىء.. وهذا دليل ذكاء الكاتب الذي يتعامل مع سرعة الأيقاع في القصة..
البناء الفني أعتمد أسلوب (التدرج بالحدث) لغرض سبك الفكرة التي هي النواة لكل الأحداث التي تدور في القصة لأجل الوصول الى الحدث ألأسمى وهو القمة (بالفعل).
الا ان التحليل العام الداخل في القصة يصور (الفعل) ضعيفا تنقصه المعالجة.. ومثال ذلك في قصة (اللص) لم أجد فعلا مغايرا لما حدث للمرأة أو زوجها الذي هو (لص) أيضا.
اذن لابد ان تعتمد القصة فعلا سلبيا والاخر ايجابيا كي نشعر بالتطهير الداخلي للنفس الانسانية وهو العلاج اللازم للتطهير.. أن القاص كان متواطئا مع نفسه لامع النص الذي يكتبه وهذا الاسلوب هو خروج الكاتب عن المألوف أنه يترك الفعل والحدث والصورة ايضا في ذاته لافي ذات القارئ.
ان كاتب القصة مدان في كل الاحوال ولاغريب ان يتبارى مع أقرانه من كتاب القصة أمثال القاص أحمد البياتي وسعد السوداني وكريم حسن مراد... الخ أنهم يشكلون حلقة تؤطر قصصهم من الداخل دون المرور على الشكل العام لأنهم يضعون ألافتراضات مع الحدث وترك المعالجة طليقة..
أن العصر الحديث هو في العقل الانساني المتطور والمتطلع الى اوسع الأفاق لذا فأننا نجد القصة في الأدب تتجه نحو الأيحاء متخلية عن ثوبها القديم المباشر الذي يقلل من أهمية القصة ولأن الاصدارات الحديثة واضح فيها قوة الأيحاء بفاعلية أكثر ومشوقة.
أنا لا أريد أن أضع كتابنا أمام صورة غير صورتهم فهم واضحون في كتاباتهم ونتاجاتهم الأدبية ولهم تجاربهم الخاصة في مجالات الأدب الواسعة لكن أؤكد أنهم منفتحون أكثر من غيرهم ممن يعاصرهم الأن.
أذا لايمكن أن تكون القصة نابضة بأسلوب وسلوك حياة متطورة ثرية بالمعاني المكونة للصورة القصصية التي طالما أحرجت الناقد علوان السلمان.. الذي راح متعاطفا مع أصحاب القصة التفاعلية (Inteativestory) وهو منهم اذ يعتبرها أكثر وقعا من القصة الاعتيادية أو القصة المتواطئة..
أن مجموعة صالح جبار محمد (همس الدراويش) فيها بعض من قصصه مستوحاة من واقعه الشخصي وخزينه الذاتي الذي أرخ له الكثير من الأحداث والأفكار التي تخدم أسلوبه في الكتابة.
من الضروري أن يتخلص كل كاتب من وطأة الذات وينفلت بأتجاه أكثر سعة من هذه الصورة التي رسمها كاتبنا في خياله ليكون حوله هالة روحية قاتمة بأشكال مختلفة وبناءات فكرية متناقضة.
الا أن صالح جدير في بناء أسس جديدة في فن القصة القصيرة هو وأقرانه.. وواضح في ذلك أذ ختم مجموعته بعد أن قطع شوطا كبيرا في مد الجسور بقصة فراشة من نور.. ولا أشك أن هذا النظام الذي أتبعه من البداية الى النهاية كان صدفة.



#صالح_جبار_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حوار خاص مع القاص المبدع صالح جبار محمد
- توما هوك
- دثار القرابين
- صناعة ألازمة الثقافية
- صدى العصي
- السلام عليكم
- صاحب اللحية الكثة


المزيد.....




- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار محمد - قراءة في (همس الدراويش) لصالح جبار