أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فراس الغضبان الحمداني - وزارة الثقافة وتحديات نظرية المؤامرة














المزيد.....

وزارة الثقافة وتحديات نظرية المؤامرة


فراس الغضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 20:49
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كنا ومازلنا وسنبقى نتغنى بتاريخ حضارتنا وعراقة ثقافتنا وكل هذا معناه إن رصيدنا من الحضارة والثقافة في الماضي .. أما حصيلتنا اليوم ونقولها بموضوعية وبدون انحياز هي الخرافة .

والدليل على ذلك كان من المعقول والمتوقع والمفترض إن يدخل العراق بعد 2003 إلى العصر الديمقراطي وليس الديموغرافي ، ويقدم للناس ونقصد كل العالم نماذج من نتاج إبداعي وحضاري وهو امتداد حقيقي لحضارة سومر وآشور وعلم ابن سينا وأدب المقفع وشعر المتنبي وامتداد لإبداعات جواد سليم والسياب والبياتي والملائكة والجواهري وإبداعات أخرى في شتى العلوم والفنون .

ولنا الحق إن نتفاخر بها وتتولى وزارة الثقافة الإفصاح عنها والترويج لها في أسابيعها الثقافية في القارات السبع بعد إن اعتقد الناس إن العراق قد تمزق في محيط الإرهاب واندثر كل شيء وأولها ثقافة وفنون بلاد الرافدين .

هذه المهمة ليست بالسهلة أو المتاحة ولكنها أيضا في ضوء معطيات الواقع الثقافي وموارد العراق النفطية ليست بالمستحيلة لكنها تحتاج الى توحد الرؤية والخطاب الثقافي الموجه إلى الداخل والخارج ، وكان من المفترض إن تكون هناك إستراتيجية ثقافية في وزارة الثقافة يعدها البرلمان بالتعاون مع النخب الثقافية والعلمية والأكاديمية ويضعها أمام وزير الثقافة الأستاذ ماهر دلي لكي يكون ملزما لتنفيذ مفردات واضحة المعالم تحدد هوية العراق الثقافية التي تسمو فوق كل الميول والاتجاهات الطائفية والعنصرية والقومية والشخصية والمصلحية ، وتقدم للناس والعالم الخارجي ثقافة عراقية أصيلة ومزدهرة ومتعددة الألوان والمضامين ومنطلقة للمستقبل ومتفاعلة مع ثقافة العالم وليس منكفئة على طقوس ظلامية تفرق العباد ولا توحد العباد وتشيع ثقافة دفع الإنسان لجلد ذاته وتحقير نفسه وتجعل منه شخصية مستنفرة تتحفز للانتقام والتخريب والتدمير وليس للتعمير والبناء وتستخدم العنف والتصادم بدلا من الحوار والتعاطي الفكري وتقبل الرأي واحترام الرأي الآخر ، وهذا هو أساس الثقافة الديمقراطية نقيضة الثقافة الديكتاتورية مروجة العنف والعنصرية .

كنا نأمل ونحلم بان تكون وزارة ثقافة العراق الجديد بعد التغيير وزارة متفتحة تمثل واحة أو جزيرة للحرية تسكنها النخب الثقافية التي تمثل عناصر الثقافة العراقية بكل أطيافها وإشكالها يقودها وزير لديه خطة واضحة المعالم للترويج لثقافة البلد الواحد المتطلع للمستقبل تساعده في ذلك ( رئاسة أركان ثقافية ) أي وكلاء ومدراء تم اختيارهم على أساس الاحتراف الثقافي ومستوى الإنتاج الإبداعي وليس على أساس الولاء والمحاصصة لان ذلك معناه إننا قمنا بارتكاب جريمة اغتيال جسد الثقافة وتشويهه بصورة معلنة لإرضاء الطموحات والولاءات الحزبية .

ولو تأملنا مشهد الوزارة الحالي وهيكلها الإداري لاكتشفنا حقا أنها تمثل الفوضى الخلاقة المتعددة المحاور حزبيا وطائفيا ولا تمثل تعدد وتنوع الثقافة العراقية الأصيلة فلكل من هذه المحاور يدق على ليلاه وليلى في العراق مريضة .

لقد حارب البعض من المتنفذين في وزارة الثقافة الوزير دلي حيث عطلوا مهامه ورؤاه ووضعوا الصعاب إمام العديد من الخطط الذي أراد من خلالها النهوض بواقع الوزارة إلى المستوى الطموح ولكن الأحزاب لا تريد ثقافة للعراق بل تريد وزارة لتوظيف الرفاق ولعل اخطر ما في الأمر إن النخب الثقافية ومنظماتها المتعددة وشخصياتها اللامعة مازالت تقف منقسمة إمام هذا المشهد ولا تنجح أو تنتفض على هذه الأوضاع وتطالب صناع القرار بان يتعاملون مع وزارة الثقافة كونها وزارة سيادية راقية لا يتدخل في قراراتها المتخلفين والمتخاصمين بل يكون وكلائها ومدرائها بيد المثقفين الحقيقيين لإدارة شؤونها والرقي بها لتكون وسيلة لتثقيف الشعب وإعادة الوعي للوزارات والوزراء والنواب لكي يذعنوا للأبعاد الثقافية والحضارية .

إن هذه المهمة لا تتحقق إلا بوزارة ثقافة مستقلة عن الميول والاتجاهات وترفض كل الذين يتسلحون في الاستمالات والأجندات الطائفية وينهلون من السيئ الماضي ولا يتطلعون إلى المستقبل ، أو الذين يتصيدون بالماء العكر لإعاقة عمل الوزير في خطته للمشروع الثقافي الطموح ، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه لان مخططات الأحزاب تجري بما لا يشتهي وزير الثقافة دلي .

وفي الختام نتساءل هل هناك نخبة مثقفة تقدس الإبداع وتضحي في سبيل الثقافة وتتطوع لإحباط نظرية المؤامرة التي تحاك ضد الوزارة والوزير .

[email protected]



#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعراس الواوية في شهر رمضان
- مهزلة استراتيجية الرقي بالجامعات العراقية
- إسرائيل تطالب بضم قرية عراقية ..!
- اليونسكو والاربعين حرامي
- خلي ن نبوكا .. المقالب الصفراء
- روايات عن لقاء المالكي بعلاوي
- سلاما لعصر تنتصر فيه الرذيلة
- ظواهر خطيرة تجتاح المجتمع العراقي
- مراكز وهمية للتدريب الاعلامي
- الصحفيون بين قانون تنظيم الإعلام و الفوضى الخلاقة
- عجائب الزمان في شبكة الاعلام
- رحلة تاريخية مع ثورة الزعيم عبدالكريم قاسم ومصرع العائلة الم ...
- حقائق مثيرة عن استقالة وزير الكهرباء
- الطالقاني يطلق رصاصة الرحمة على المنظمات الشبحية
- اتحاد العركجية العرب
- اعتصام الصحفيين .. ومكوار علي المطيري
- سماسرة دكاكين الصحافة العراقية ..!!
- موت ياحمار.. حتى تنجز كهرباء كريم وخطط صابر الاستراتيجية
- منصب رئيس الوزراء .. وورقة التوت
- عزيز الرسام يكشف المستور


المزيد.....




- مسؤول أمريكي لـCNN: سقوط قذائف بالقرب من موقع تفريغ لرصيف مس ...
- حزب الله ينفذ 11 عملية ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها العسكر ...
- لماذا علقت الولايات المتحدة شحنة أسلحة تضم قنابل ثقيلة الوزن ...
- إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر ...
- رفح.. نزوح قسري جراء الضربات الإسرائيلية
- رفض فلسطيني لاحتلال إسرائيل معبر رفح
- صافرات الإنذار تدوي في الجولان السوري المحتل
- بيسكوف يدعو لعدم تهويل صعوبة المباحثات الروسية الأرمنية
- جبران باسيل لـRT: حزب الله لا يحقق شيئاً للبنان بحربه لمساند ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: إما صواريخ أمريكية دقيقة أو سنقوم ب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فراس الغضبان الحمداني - وزارة الثقافة وتحديات نظرية المؤامرة