أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وداد فاخر - العرب وفزعاتهم العروبية بين الماضي الجاهلي المخزي وحاضر لا يستطيع اللحاق بالحضارة البشرية الأربعاء الدامي مثلا















المزيد.....



العرب وفزعاتهم العروبية بين الماضي الجاهلي المخزي وحاضر لا يستطيع اللحاق بالحضارة البشرية الأربعاء الدامي مثلا


وداد فاخر

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة :

كان المجتمع العربي زمن الجاهلية مجتمعا قبليا مفككا تغلب علية العصبية القبلية ، قائما على الولاء للقبيلة والانضمام للقوي والعيش في كنفه بسبب من قلة موارد العيش وقساوة الحياة في البادية . فنشأت من اجل ذلك الأحلاف بين بعض القبائل الضعيفة والقبائل القوية ، فكانت القبيلة هي القائد للمجتمع في غياب شكل محدد للدولة . وقد عزز قوة تلك المجتمعات البدوية البدائية إيمانهم بالنسب وقرابة الدم .
ومن اشهر الأحلاف عند العرب حلف المطيبين في مكة ، وقد تعاهد فيه بنو عبد مناف وبنو زهرة وبنو تيم وبنو أسد ضد بني عبد الدار وأحلافهم، ويقال إنهم غمسوا أيديهم في جفنة مملوءة طِيبًا. وأصل الحلف والتحالف من كلمة (الحلف) بمعنى اليمين الذي كانوا يقسمونه في عهودهم ( وكانوا يغمسون أيديهم في أثناء عقد أحلافهم في طِيب أو في دم، وكانوا يقولون: الدّم الدّم، والهدم الهدم، لا يزيد العهد طلوع الشمس إلاّ شدّا وطول الليالي إلاّ مدّا. وربما أوقدوا النار عند تحالفهم، ودعوا الله على من يحنث بالعهد بالحرمان من منافعها ) . وأفضل الأحلاف (حلف الفضول) وفيه تحالفتْ قبائل من قريش على أن لا يجدوا بمكة مظلومًا إلا نصروه وقاموا معه حتى تردّ عنه مظلمته. كذلك ومن أحلاف العرب المشهورة (حلف الرباب)، وهم خمس قبائل: ضبة وثور وعُكل وتيم وعدي، وحلف عبس وعامر ضدّ ذبيان وأحلافها من تميم وأسد، وحلف الحُمْس بين قريش وكنانة وخزاعة .
ويرجع اسم الجاهلية للاسم اللغوي ( جهل ) وهو ضد العلم ويعبر عنها العرب بالنزق والطيش والحمق والتهور ، كما في قول عمرو بن كلثوم:
ألا لا يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا .. فنجهلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا
كذلك جاء ذكرها كما في قوله تعالى: ( وَقَرْنَ في بُيُوْتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُوْلَى) -الأحزاب 33 - ، أي أصبح بعد الإسلام تمايز بين عصرين العصر الجاهلي والعصر الإسلامي الذي اوجدتة النبوة .
وبسبب ذلك التكتل الذي كانت تقوده القبيلة الأقوى نشبت الحروب بين العرب الأوائل عن طريق ( الفزعة ) ، ولأسباب معظمها تافهة ، وبصرف النظر عن الحق والباطل والعدل والظلم ، كالحصول على مرعى، أو الظفر بعين ماء، أو صون الحمى والكرامة .
وحصل من أجل ذلك انقسام في المجتمع العربي البدوي مثلتة قبائل أهل الجاه والغنى من طرف والقبائل الفقيرة من طرف آخر ، بحيث لم تستطع بعض القبائل الدفاع عن أبنائها ، كما نرى ذلك في شعر الشاعر المخضرم قريط بن أنيف من بني العنبر حين لام قومه لأنهم لم يهبّوا لمساندته:
لو كنتُ من مازن لم تَستبحْ إِبِلي .. . بنو اللَّقيطةِ مِنْ ذُهْلِ بنِ شيبانا
لكنّ قومي وإن كانوا ذويْ عددٍ .. . ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإن هانا
وهو ما دعا الشاعر الجاهلي عروة بن الورد أو ( عروة الصعاليك ) المضري أن يقول ارجوزته :
دعِينِي للغِنَى أَسعَى ، فإنِّـي .. رَأيتُ النَّاسَ شَرُّهمُ الفَقِيـرُ
وأَبعَدُهُم وأَهوَنُهُـم عَلَيهِـم .. وإِنْ أَمسَى لَهُ حَسَبٌ وَخِيرُ
ويُقصِيهِ النَّدِيُّ ، وتَزْدَرِيـهِ .. حَلِيلَتُهُ ، ويَنهَـرُهُ الصَّغِيـرُ
ويُلفَى ذُو الغِنَى ، ولَهُ جَلالٌ .. يَكَادُ فُؤادُ صَاحِبـهِ يَطِيـرُ
قَلِيلٌ ذَنبُـهُ ، والذَّنـبُ جَـمٌّ .. ولَكِن للغِنَـى رَبٌّ غَفُـورُ
وفي صدر الإسلام نبز جرير هاجيا الفرزدق بقوله :
فغض الطرف انك من نمير....فلا كعبا ورثت ولا كلابا
السؤال : يتردد إن ما حدث من تخطيط وتنفيذ لعشرات الجرائم التي نفذت في العراق يوم الأربعاء 25 . 08 . 2010 كان من تخطيط وتنفيذ حفنة من السفلة والمنحطين كما أشيع من قبل المسؤولين الأمنيين يمثلها التحالف البعثو- قاعدي .. ولكن كل الدلائل تشير إن هذا التخطيط الدقيق والتنفيذ الشامل الذي شمل معظم المدن العراقية لم يكن إلا وليد خطة استخباراتية أمنية دقيقة المدى لا تستطيع تنفيذها إلا مخابرات دولة أو دول لها باع طويل في العمل الاستخباري وضمن عمل استخباري وبوليسي منهجي دقيق لمراقبة الهدف وتعديل الخطة وتنفيذها بكل دقة وعناية . ألا يدعونا هذا التنفيذ للأعمال الإرهابية بتلك الحرفية والتقنية العالية في استخدام الإرهاب لإبادة اكبر عدد ممكن من المواطنين العراقيين الأبرياء لتوجيه التهم لدول الجوار من عرب وعجم ممن قال عنهم جمال البطيخ عضو القائمة البعثية (العراقية ) الجديدة عندما صرح قائلا : ( أن رئاسة علاوي للحكومة ستكفل تحقيق وعود دول إقليمية وعربية بالنهوض بالاقتصاد العراقي، كما تكفل القضاء على تنظيم القاعدة "في فترة قصيرة جداً". ) . أفلا يدعونا هذا التصريح لإلقاء القبض على كل الرگی والبطيخ وعلاوي حتى ولو طار إلى المريخ ؟! . سؤال سيظل عالقا لان الشخصية الثانية في حزب الدعوة وهو على الأديب هو الذي قال متسترا على كل هؤلاء من القتلة والإرهابيين بـ (أن هناك ملفات لم يأت أوان فتحها ) ، والسبب معروف تماما لكل ذي بصيرة ألا وهو التمسح بهؤلاء القتلة والمجرمين من مخلفات البعث بغية تشكيل حكومة ( شركة ) وطنية ونرجع كما يقول المثل ( على هالرنة طحينج ناعم ) لان الضحية دائما هو المواطن البسيط البعيد كليا عن المنطقة الخضراء ، وهذا يذكرني بالمثل العراقي عندما قيل لأحدهم : احترقت البصرة ، فرد بكل برود آني شعليه هلي وبالناصرية .

فزعة كفار قريش لاغتيال الرسول الكريم :

وقد استطاع التفكير الجهنمي لكبار المناوئين للدين الجديد الذي جاء به الرسول الكريم محمد بن عبد الله أن يتفقوا على التخلص من الرسول عن طريق فزعة عروبية تتمثل في تشكيل مجموعة إرهابية تتشكل من كل القبائل لاغتيال الرسول الكريم كي يضيع دمه بين القبائل ولا تستطيع قبيلته المطالبة بدمه . وبعد فشل هذه الفزعة العروبية بهجرة الرسول دأبت قريش من خلال كبار رجالها من الكفار على مناوئة الدين الحنيف فكانت تخرج مواليها وعبيدها ومن يشارك في فزعاتها في حروبها مع الدين الحنيف ، وظلت هذه النزعة العروبية جاثمة بين أضلاع أحفاد أولئك الجزارين من أمثال أبو لهب وأبو جهل وأبو سفيان وخاصة من أولاد وأحفاد رافعات الرايات الحمراء في مكة ، ومن تمسح بعد ذلك بالدين الجديد خوفا أو تزلفا ، فخرج ولاة وسلاطين قتلة ومجرمين أمثال المغيرة بن شعبة ، وزياد بن أبيه ، وعبيد الله بن زياد والحجاج بن يوسف الثقفي وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد ومروان بن الحكم وذريتة الفاسدة من القتلة والمجرمين ، وأبو جعفر المنصور وسلسلة خلفاء بني العباس الذين فاقوا الأمويين غلظه وزادوا من سفك الدماء .

فزعة بني أمية ضد سيد الشهداء الحسين :
ومثلت فزعة بني أمية لمحاصرة سيد الشهداء الحسين بن علي في ارض كربلاء عام 61 للهجرة أشرس وأقوى فزعة عربية حيث تجمعت القبائل العربية وقياداتها لقتال بضعة أنفار من بقية آل الرسول وعلى غرار فزعتهم في خطة اغتيال جده الرسول الكريم ولكن بتقنيات ورجال وعدد أكثر بتطور الدولة ومؤسساتها القمعية في عهد بني أمية وقدرتها المادية على تشكيل الجيوش الجرارة للغزو وتسليب الناس وأسرهم كعبيد باسم الإسلام ، وكان للأقوام الذين شاركوا في الفزعة عدة مآرب منها الجاه والمال والحظوة عند السلطان وجزء كبير منها لثارات قديمة يوم بدر والخندق عندما قتل أبوه إمام المتقين علي كبار أبطالهم من المشركين . فهذا خولى بن يزيد الاصبحي يفصح عن نيته وقصده من اجل قتال الحسين عندما احتز رأس الحسين وجاء به إلى عبيد الله بن زياد ينشد قائلا:
املأ ركابي فضة وذهبا ... إني قتلت السيد المحجبا
فالفزعة إما أن تكون للانتقام أو الطمع أو الجاه ، لان التاريخ العربي المشوه يجسد معاني الفزعة حتى في رسم واقع ضبابي كاذب عند الفتوحات الإسلامية التي هي ضم لبلدان من اجل الجاه والمال والسلطة وتوزيع القوات بعيدا عن مركز السلطنة لدرء شرها . وهي تماثل المقولة العصرية للنازية ( حرب على الخارج حرب على الداخل ) ، وذلك بإشغال الشباب والقادرين على حمل السلاح للقتال بالقتال بعيدا عن مركز السلطنة عن طريق الفزعة العروبية – الدينية فقد لحقها شئ جديد أي كلمة النزعة الدينية ، وأصبحت الفزعة أكثر إثارة وتدخل ضمنها عملية الثواب والعقاب، وإغراء الناس بنيل الشهادة والظفر بالحور العين . بينما لم يسجل لنا التاريخ ( استشهاد ) ابن خليفة ، أو ابن والي من اجل الإسلام كما في عصرنا الراهن حيث يتم تجييش الارهابيين وامدادهم بكل ما يلزم من مال وسلاح باغرائهم بأن النبي الكريم ينتظرهم لتناول الطعام معهم في الجنة وكأن النبي قد فتح مضيفا في الجنة وجلس ينتظر القادمين ممن يناوئ الإسلام وتعاليمه السمحة التي جاء بها وأبرزها الآية الكريمة : ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ) – المائدة 32 - .

الفزعة في العهود السلطوية الإسلامية :

تميزت العهود الإسلامية ما بعد الدولة الراشدية بقوى سلطوية مثلت المال والجاه والسلاح ، وخاصة في بداية الغزوات الإسلامية داخل العمق المجاور للجزيرة العربية ( بلاد الشام وبلاد فرس ) ، ثم توسعت داخل آسيا وأفريقيا وجزء من أوربا شمل فقط بلاد الأندلس ، لكن الغزوات العثمانية استطاعت التوغل داخل أوربا الشرقية ووصلت فواتها لحد تخوم مدينة فيينا وحاصرتها .
ومثلت معظم الغزوات الفزعة العروبية حيث يجهد الولاة وحكام الأقاليم عن طريق التحريض الديني والقبلي ، والوعد والوعيد بتشكيل الجيوش الجرارة للدفاع عن ( بيضة الإسلام ) كما كانوا يدعون ، لكن معظم الغزوات كانت لأغراض دنيوية ولجلب الأموال والجواري والعبيد لاستخدام الجواري كإماء والعبيد لفلاحة الأرض وأعمال السخرة التي كانت تدخل في باب اضطهاد البشر . والسيطرة على الأرض التي تدر الأرباح بعد زراعتها مستقبلا لتدخل كل تلك الأموال في خزائن الولاة والسلاطين والدليل على ذلك قول هرون الرشيد لسحابة مرت (اذهبي حيث شئت فسوف يأتيني خراجك) . لأنه متأكد تماما إن هناك من العبيد والأقنان من يفلح ويحصد له الأرض ويجني الثمار ويبيعها لتدخل نقودها في خزائنه . . فكان زرع الأرض وحصادها وجني الأثمار أيضا ضمن فزعة يقودها وكلاء الولاة والسلاطين لتسخير العبيد والاقنان لجمع الأموال باسم الخراج للخليفة .


الفزعات اليعربية ضد العراقيين :

الطمع السعودي في مد سلطان عبد العزيز آل سعود

بدأت مشاكل العراقيين في العصر الحديث منذ تشكيل دولتهم الحديثة على يد الملك فيصل الأول العام 1921 حيث أخذت مطامع أول دولة مجاورة ناشئة بواسطة الإنكليز والتي اختصرت أرض وشعب وسميت قسرا باسم لاجئ في الكويت ساقته القوات البريطانية وبدفع ودعم منها للاستيلاء على بلاد نجد والحجاز لتشكيل ما يسمى بـ ( السعودية ) ، بعد طرد آل الرشيد من نجد ، ثم وبمساعدة اكبر من الإنكليز الذين نفوا شريف مكة الحسين من الحجاز سيطروا على أرض الحجاز ليستقر الحكم من بعد ذلك اثر هزيمة الملك علي ابن الحسين العسكرية لآل سعود الذين سموا البلاد باسمهم .
فقد كانت نظرية الملك الأمي عبد العزيز بن سعود ووفق عقليتة العشائرية التي تتخطى الدول وكياناتها والقانون الدولي الذي بدا يترسخ شيئا فشيئا بعد الحرب العالمية الأولى هي ( انه عمل المستحيل لحمل المؤتمر على وضع حدود عشائرية بدل خط تحكيمي يرسم على خارطة، على أساس تصنيف القبائل التي تذهب إلى نجد وتلك التي تذهب إلى العراق والكويت . فبدأ بالإصرار على أن الظفير وهي قبيلة تقطن في العراق هي له، ولذلك فانه من الضروري أن تمتد حدوده إلى الفرات لا لأنه يرغب في السيطرة على النهر ـ بل لأنه يرغب في أن تشرب "بعارينه" وحميره من النهر ـ ولا الظفير والقبائل البدوية الكبيرة الأخرى تنتقل سنويا إلى الفرات، ولا يمكن أن تحرم هذا الحق لأنه مسألة حياة أو موت بالنسبة لرجال الصحراء!.) – الكويت وجاراتها تأليف العقيد هارولد ديكسون - . لذا كان ابن سعود يوجه أعوانه من الإخوان ( التشكيلات الوهابية القتالية ) بقيادة فيصل الدويش للإغارة على الحدود العراقية (وفي 11 آذار سنة 1922م ، أي بعد حوالي 7 أشهر من تتويج الملك فيصل ملكاً على العراق ، أغارت قوة كبيرة من الوهابيين على بعض العشائر في الناصرية جنوب العراق فقتلت حوالي سبعمائة شخص ونهبت الكثير من البيوت ودمرتها. ) – هادي الشربتي / صور ومشاهد كربلائية / جريدة المدى - . وعند تمادي جيش ابن سعود من الإخوان الذين ركزوا هجماتهم على الدول المجاورة التي تقع تحت الحماية البريطانية آنذاك ( العراق والأردن والكويت ) اضطرت بريطانيا بشخص مندوبها السامي السير برسي كوكس إلى ردع عميلها وصنيع الجاسوس البريطاني جون فيلبي (عبد العزيز بن سعود) في مؤتمر العقير ويذكر العقيد ديكسون قائلا في كتابة الكويت وجاراتها ( ففي اجتماع خاص ضم السير بيرسي كوكس وعبد العزيز بن سعود وأنا فقط , ففقدّ السير بيرسي كوكس صبره وأتهم عبد العزيز بن سعود بأنهُ تصرف تصرفاً صبيانياً في اقتراح فكرة الحدود العشائرية.ولم يكُن السير بيرسي يُجيد اللغة العربية فقمت أنا (ديكسون) بالترجمة.
وقد أدهشني أن أرى سيد نجد يوبخ كتلميذ وقح من قبل المندوب السامي البريطاني لحكومة صاحب الجلالة,الذي أبلغ عبد العزيز بن سعود بلهجة قاطعة أنهُ سيخطط الحدود بنفسه بصرف النظر عن أي اعتبار.
هكذا انتهى هذا الفصل من المسرحية فأنهار عبد العزيز بن سعود وأخذ يتودد ويتوسل مُعلناً أن السير بيرسي كوكس هو أبوه وهو أمه,وأنهُ هـو الذي صنعه ورفعه من لاشيء إلى المكانة التي يحتلها,وأنهُ على استعداد لأن يتخلى عن نصف ما يملكه بل كلها إذا أمر السير بيرسي بذلك!؟ ) . وبعد هذا الفصل وتخطيط السير برسي كوكس للحدود بقلمه الأحمر ففرض حدود نجد مع الكويت محدثا منطقة محايدة – لا تزال موجودة - وعين الحدود بين نجد والعراق محدثا منطقة محايدة أخرى – أهداها صدام حسين للسعودية - ووزع قبائل العرب بين من يتبع نجد أو يتبع العراق أو من يستقل منفردا. بعدها توترت العلاقة بين الملك عبد العزيز وجيشه غير النظامي ( الأخوان) فهم يريدون مواصلة الجهاد ضد المشركين في العراق والكويت والأردن حسب المفهوم المذهبي للوهابية الذي تلقوه من الملك شخصيا لمد نفوذه في جزيرة العرب وما حواليها كذلك اخذوا يعترضون على المساعدات المالية البريطانية ، ويقول الكاتب عبد المجيد حمدان : (أنه بتوجيه من بريطانيا تحالف عبد العزيز مع الحركة الوهابية، المتشددة دينيًا. وبسبب تحالفه مع الحركة الوهابية وفي إطار حشده للإخوان الذين اعتمد عليهم في شن هجماته على خصومه، عمل على تكفير خصومه. ولكن معرفة الإخوان بالمساعدات المالية من الكفار، باعتبارها كفرًا، كانت من الممكن أن تسبب له المشاكل، "فلم يكن أمام عبد العزيز سوى استخراج "فتوى تحلل تسلم المساعدة- الإخوان لم يكن لهم اعتراض على قسم من المساعدات العسكرية"، وهكذا.."الأمير، وردًا على تساؤلات قادة الإخوان، لم ينكر أنه يتسلم أموال من بريطانيا، ولكنه زعم أن هذه الأموال ما هي إلا جزية يدفعها أهل الذمة هؤلاء" (ص 111). إطلالة على القضية الفلسطينية- الجزء الثاني // المؤلف: عبد المجيد حمدان، كذلك يعرف الملك عبد العزيز أن تلك المناطق التي يغير عليها أعوانه من الإخوان هي مناطق نفوذ بريطاني الدخول فيها يعني مواجهة بريطانيا فبدا بالتخلص منهم واعتقال قائدهم فيصل الدويش وقتله .

الفزعات المصرية ضد العراقيين :

مثلت الفزعة المصرية اكبر وأشرس الفزعات ( العروبية ) ضد الشعب العراقي حيث حدثت هذه الفزعة بعد انقلاب 23 تموز / يوليو 1952المشؤوم على الشعب المصري والعرب أجمعين . فقبل تاريخ انقلاب يوليو كانت لمصر علاقات حسن جوار وصداقة مع كافة الشعوب العربية والإسلامية ومنها العراق لكن بمجئ جمال عبد الناصر بانقلابه الأمريكي خيم الشؤم على معظم البلدان العربية وحيكت المؤامرات والدسائس باسم ( القومية العربية ) رغم إن أي مصري أو عبد الناصر نفسه من المتباهين بإطلاق اسم كنانة العرب على مصر لا يستطيع أن ينطق حرف الضاد صحيحا والذي يميز نطقه العربي الأصيل من غير العربي أو المستعجم .
وبدأت الفزعة المصرية ضد نوري باشا السعيد بالذات والمملكة العراقية ، وجند راديو صوت العرب وإذاعة القاهرة كل جهودهم من اجل السب والشتم ضد المملكة العراقية آنذاك . وبسقوط الحكم الملكي في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 حدثت ولفترة قصيرة جدا هدنة بين العراق ومصر ( العربية ) ، ما فتئت أن اشتدت أوارا بعد تحريض النظام المصري لعبد السلام عارف للانقلاب ضد رفيقة عبد الكريم قاسم ، وتنامت الفزعة شدة وشملت كل الأساليب الدنيئة بدءا من الحملات الإذاعية وصوت غوبلز مصر احمد سعيد مرورا بتهريب الأسلحة للقوى المناوئة للثورة من بعثيين وقوميين ورجعيين من بقايا النظام الملكي للتحضير لانقلاب على الثورة الوليدة في العراق . وتوجت هذه الجهود القذرة في الفزعة ( العروبية المصرية ) بتمرد العقيد عبد الوهاب الشواف في الموصل بعد أن تم إعداد كل ما يلزم للمؤامرة من مال وسلاح ورجال وإذاعة هربها شيخ عشيرة شمر أحمد عجيل الياور، وتوالى التآمر سوية مع الحملات الإعلامية الظالمة التي كان يقودها بوق عبد الناصر احمد سعيد . وعند مطالبة العراق بالكويت من قبل الشهيد عبد الكريم قاسم سارع عبد الناصر وبعض ( العروبيين للكشر ) بتلبية نداء ( فزعة عروبية –إنكليزية ) حيث وصلت قواتهم لتتضامن سوية مع القوات الإنكليزية على أرض الكويت ، وبمعية قوات أعداء عبد الناصر التقليديين آنذاك حسين ملك الأردن الذي كان عبد الناصر لا يسميه إلا حسين ابن زين نكاية به بتذكيره لامه زين ، أو يدعوه بـ ( عاهر الأردن )، ثم قوات ابن سعود وكان ملك السعودية سعود بن عبد العزيز غريمه في اليمن حيث دارت المعارك لسنين عدة عندما اسند عبد الناصر النظام الجمهوري بقيادة العقيد عبد الله السلال ضد النظام الامامي الملكي في اليمن الذي أسندته السعودية . وكان عبد الناصر وقتها يحتضن مجموعة من الأمراء السعوديين من إخوة سعود سموا بـ (الأمراء الشباب ) ، حيث خصص لهم موجه إذاعية تبث ضد السعودية وهم الأمير طلال بن عبد العزيز واخوتة الأصغر آنذاك .
واستمرت هذه ( الفزعة العروبية ) حتى تزامنت مع وصول ( ثوار القطار الأمريكي ) في 8 شباط 1963 حيث كانت رشاشات بورسعيد بأيديهم صبيحة ذلك اليوم المشؤوم . وكان ما كان عندما زج عبد الناصر الدول العربية في حرب فاشلة أحرقت الأخضر واليابس واحتلت إسرائيل في حرب الأيام الستة العام 1967 مزيدا من الأراضي العربية التي لازالت بعضها للان محتلة من قبل ( بطل العروبة ) جمال عبد الناصر لا لشئ إلا لان الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم قال وقتها وهو يقوم بتخريج أول دفعة من الضباط الاحتياط نواة جيش التحرير الفلسطيني قال : ( لا يحرر فلسطين إلا أهلها ) ، والطمع المصري بنفط وتمر العراق وخيراته الكثيرة.

الفزعة العروبية ضد العراق عند احتلال الكويت :

كان الخطأ الأكبر الذي وقع فيه صدام حسين هو معالجة الخطأ بخطأ أعظم واكبر منه نظرا لجهله السياسي ورعونته التي لا حد لها ، وسوء تصرفه وحبه لسفك الدماء . لكن والحق يقال فقد كان ادعاء صدام حسين بالتجاوز الكويتي على آبار النفط والأراضي العراقية واقعا ملموسا ، ولا يمكن السكوت عنه مطلقا وله كل الحق في الاعتراض ولكن ليس وفق تلك الطريقة الدموية الهمجية التي جرى فيها ما جرى من احتلال وتخريب ونهب وسرقات للكويت .
والأعجب من ذلك إن العروبيين وصلوا للغاية التي يرومونها وهي تحطيم العراق وتخريبة والقضاء على ما تبقى منه بعد الحرب الكارثية التي أشعلها النظام الصدامي وحزبه الفاشي ضد الجارة إيران ، والإصرار الإيراني الغير معقول على مواصلة الحرب وتخريب البنى التحية لكلا البلدين .
والاصطفاف الجديد الذي جاء وفق ( فزعة عروبية ) غريبة إن اصطف النظام المصري المعادي سلفا للعراقيين مع النظام البعثي السوري والسعودية ومحميات الخليج بالضد من العراق لتتكون اكبر ( فزعة ) تاريخية في حياة العرب والعالم حيث اصطفت 33 دولة ضد شعب شبه اعزل وجيش تعبان مفكك يقوده مجنون ومهوس بالحروب الدونكيشوتية ، حيث جرى عمدا تهديم العراق وتخريبة والانقضاض على البقية المتبقية من الجنود والجيش الشعبي وبعض أفراد الشرطة المنسحبين من الكويت الذين تركهم النظام الفاشي طعمة بيد المتحاربين بينما سحب كل قواته الخاصة وحرسه الخاص وحرسه الجمهوري والمخابرات قبل أيام من بدء المعركة البرية ، أو ما سمي حينها ظلما بـ (حرب تحرير الكويت ) ، حيث استبدل الاحتلال الصدامي باحتلال أمريكي دائم للكويت . وكانت سوريا أول المنسحبين محتجة بعد أيام قليلة من الكويت عندما انكشف الغطاء ولم تحصل على ما تريد من هبات كمقاولات وغيرها وكل ما حصلت عليه بدالة اتوماتيكية لعموم سوريا. ثم انسحبت بنفس الأسلوب والاحتجاج واثر ملاسنات إعلامية ( مصر العروبة ) التي كانت المستفيد الأكبر من حرب تحرير الكويت حيث تم التنازل عن 7 مليون دولار من ديونها من قبل أمريكا بموجب الوعد الذي قطعه وزير الدفاع الأمريكي انذاك ديك تشيني للرئيس المصري مبارك - الباحثة الأمريكية، ديبرا لويس شولمان (غيرت لقبها فيما بعد إلى شومان) - ، وتستطرد الباحثة الأمريكية قائلة في دراستها التي نالت عليها درجة الدكتوراه (وقد انتهز الفرصة التي وفرها الغزو العراقي للكويت كي يخفف ديون مصر ويضع الميزانية المصرية على أقدام أكثر رسوخا مما يساعد في تأمين موقعه في السلطة.). وأضافت في الأطروحة المعنونة "استراتيجية النظام والسياسة الخارجية للدول الاستبدادية: مصر والأردن وسوريا في حربي الخليج"( إن النمو الاقتصادي الذي ازدهر في أواخر السبعينيات تباطئ بشدة خلال الثمانينيات وهبط إلى 1ر1% في العام المالي 1990-1991، وقفز الدين الخارجي من نحو ملياري دولار في 1970 إلى أقل قليلا من 50 مليارا في 1990 بنسبة 150% من إجمالي الناتج المحلي، وزادت خدمة الدين إلى نحو 26% من إجمالي قيمة الصادرات بحلول العام المالي 1990-1991.) . وبهذا عرفنا القصد من الفزعة اليعربية ضد العراق التي كانت وفق مطامع مادية وضمن ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) . ومثل مصر كل من شارك فيما سمي حينها بـ ( حرب تحرير الكويت ) التي كانت وبالا على الشعب العراقي خاصة عندما طبق الحصار فكان هناك حصاران على العراقيين الحصار الدولي وحصار النظام الفاشي .

(الفزعة الكبرى) ما بعد 9 نيسان 2003 :

وقد تمثلت هذه (الفزعة العروبية ) الشاملة بلاد ( العروبة ) من أقصاها لأقصاها بموجب فتاوى خارجة عن العرف والدين لرجال دين مسيسين تحكمهم نظرية التكفير للغير وفق مبادئ محمد بن عبد الوهاب المستقاة من أفكار وتخريفات ابن تيمية . هذه الفزعة الشرسه تركزت بصورة خاصة ووفق الفتاوى الهمجية ضد الشيعة العراقيين ، ووفق النمط السني في تجريم وتقتيل الآخرين أيام حكمهم وتسلطهم في الإمبراطوريات البائدة التي خلفت الجهل والتخلف والدمار ، ولولا وجود نظام راسخ ومضبوط ما قبل 9 نسيان في إقليم كردستان لكان الشعب الكردي أيضا ضحية كبرى إلى جانب الشيعة العراقيين للحقد المكنون داخل النفوس العربية الفاشية الضعيفة ضد الكرد أيضا ، ولإسناد الهجمة اليعربية الشرسة من قبل أعاجم المنطقة ( الترك والإيرانيين ) الذين يتحينون الفرصة للإيقاع بالشعب الكردي .
وقد حصل تضامن وتفاهم وتواد أعجمي عربي لابادة العراقيين عموما والشيعة خصوصا ، لحقد كامن عند جميع الأطراف المتحالفة ضمن حلف الكراهية بين العرب والعجم يقود كل ذلك الحلف المكون السني العروبي الذي كان صاحب السلطة طوال 1400 سنة خلت .
العجيب إن البعض من جحوش الشيعة ركضوا وراء شخوص زجتهم في حرب ضد أهليهم وعشيرهم وتسمت حتى البعض منها بمصطلحات صدامية مثل ( لواء اليوم الموعود ) وهو مصطلح أطلقه المقبور صدام على احد الهجمات في حربه الكارثية ضد إيران ، أو الجماعات الأخرى التي شكلها ودربها فيلق القدس الإيراني بأسماء عدة مثل ( حزب الله تنظيم العراق ) و ( عصائب أهل الحق ) ، وانكشاف الصلة التعاونية بين الإرهابيين القاعديين وهذه التشكيلات الإيرانية . والأعجب من كل ذلك إن شخصا اسمه ( جمعة العطواني ) يحرض على القتل والتخريب لكونه نائب من نواب آخر زمان عن التيار الصدري الذي استبدل اسمه لاسم ( الأحرار) دون أن تحرك القوى الأمنية العراقية ساكنا ضده وفق قانون مكافحة الإرهاب . واليكم الرابط التالي لملاحظة التعاون الوثيق بين تنظيمات جحوش الشيعة من الإرهابيين وإرهابيي القاعدة وعمليات التنسيق بينهما :
http://www.alsaymar.org/akbar/25052010akh950.htm

خاتمة المطاف :

الحديث عن الإعراب و ( فزعاتهم اليعربية ) يسنده ما قاله العلي القدير في محكم كتابة الكريم فهو القائل :
(الاَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ){التوبة: 97} .
وقال جل وعلا : {قَالَتِ الاعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} -14 سورة الحجرات - .
وبرأينا إن العرب قد عادوا لجاهليتهم القديمة التي وصفها الشاعر احمد شوقي في قصيدة نهج البردة :
أتيت والناس فوضى لا تمر بهم .. إلا على صنم قد هام في صنم
في ظل وجود دول ومحميات أمريكية في المنطقة تكن للشعب العراقي العداء بسبب مذهبي بحت وألا فإن الجيوش الأمريكية ومعسكراتها تتواجد أصلا وقبل احتلال العراق في مراكز المكون السني – أؤكد هنا بدون أي مجاملة عن الحرب على العراق من قبل العروبيين هي حرب طائفية وعداء متأصل للشيعة بسبب من رفض المكون السني للآخر وعدم تقبله في الدين والدنيا وأقول وبكل صراحة وبدون وجل (المكون السني ) الذي كان ولا يزال دائما يتبع فتاوى السلاطين وفق مقولة " وأطيعوا الله والرسول وأولو الأمر منكم " فقد حدث فصل قبلنا أم أبينا سببه علماء السوء وحكوماتها من أهل السنة - . أما إذا سألت عن الحل فجوابي هو : أن يكون هناك طاولة مستديرة لجميع المكونات العراقية ، وأن تجري مصارحة لتقبل الآخر والقبول بالمبدأ الديمقراطي للإبقاء على عراق موحد ، وإذا كان العكس فالتقسيم أفضل وليقل الشيعة بكل صراحة للآخرين ( هاذه حدنه وياكم ) ويستقلوا بالوسط والجنوب والبقية كما يقول المثل العراقي : ( خلي تاكل حو ). أو يجري أمر آخر هو أن يتم غلق الحدود بين المحافظات العراقية نهائيا لفترة زمنية كما الدخول لكردستان العراق ويجري عمل بطاقة أمنية لكل مواطن داخل كل محافظة بها بصمة العين . وللدخول لأي محافظة يكون وفق طلب رسمي للوفود والموظفين وبكفالة شخصية للأفراد الضروريين جدا لكي تتم السيطرة على الأوضاع الأمنية وتتم تصفية بقايا الإرهاب في كل محافظة.

نصيحة أخيرة للشيعة :

انصح رغم معرفتي بأن نساء الجنوب العراقي ولادات بالإكثار من الإنجاب لان القصد من عملية الابادة المنظمة للمكون الشيعي العراقي معروف سلفا ، وهو تغليب عددي لطرف ضد طرف آخر وخاصة للدعوات المنطلقة لجلب العمال العرب للعراق ، والثغرة الخطرة الموجودة في القانون العراقي باعتبار أبناء العراقية من أجنبي عراقيين . وكذلك بالزواج من أكثر من واحدة عملا بقول رسول الله (تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة و لو بالسقط ) ، وقال أيضا :( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ) .

نقطة نظام :
في رده على الدكتور عبد الخالق حسين وفي المقال المعنون ( من الانكشارية إلى السلاجقة !! معالجة عراقية على نار هادئة ) للدكتور سيار الجميل لاحظت بتمعن تكرار كلمة ( دكتور ) لكون العزيز الدكتور عبد الخالق طبيب جراح بطريقة يقصد منها السخرية من الأطباء وكان دكتور التاريخ أفضل من الطبيب الإنساني ، وهو خطأ مقصود ما كان على الدكتور سيار الجميل الوقوع فيه . فلو انه جرب ليلة واحدة من جهد طبيب خافر في أي عيادة خارجية خاصة في العراق وبلدان الشرق لزهقت روحه لما يقدمه الطبيب من جهد وتعب وعناية ورعاية للمرضى هذا أولا ، وثانيا إنني كاتب السطور شخصيا عملت عن قرب وعرفت أطباء وخاصة الجراحين منهم أقيسهم بدرجة الملائكة وأحاول أن اختصر واعطي أمثلة قليلة عمن عرفت كالدكتور سعد الوتري ابن شيخ الأطباء العرب الدكتور هاشم الوتري الطبيب والإنسان في بغداد . أما في البصرة فقد كان هناك شيخ الجراحين الدكتور محمد حسين رضا السعدي الجراح العالم ، والدكتور خالد عاصم الجلبي الجراح أيضا ، والجراح الدكتور مصطفى الخضار ، وطبيب الأطفال داود الفداغ ، وجراح العظام الدكتور سبهان الخضيري وكذلك جراح العظام الدكتور طلال سليم الجلبي . وفي الكويت الدكتور باسل جلال الدين السيد طالب النقيب حفيد نقيب أشراف البصرة السيد طالب النقيب ، وابن عمه الدكتور نائل السيد احمد السيد حامد النقيب الطبيب الجراح ووكيل وزارة الصحة الكويتية ، والدكتور محمد الخفاجي رئيس قسم القلب والجراح العبقري الدكتور جورج ابونا . ناهيك عن أطباء كبار عرفهم العراق والعراقيين اجمع كالدكتور فرحان باقر والدكتور هادي الطويل والدكتور صاحب زيني ، والأخوين زهير وإحسان البحراني وغيرهم مما يعجز القلم عن إيرادهم ، فقليلا من الإنصاف يا ( دكتور سيار) فالطبيب يقدم للبشرية ما لم يقدمه عالم تاريخ أليس كذلك ؟؟!! .



* ناشط في مجال مكافحة الإرهاب
http://www.alsaymar.org
[email protected]









#وداد_فاخر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيحة أخوية لمجلس محافظة البصرة ( خلوهم يشربون حتى ينسون وما ...
- حكومة بعثو- مقتدائية ذات صبغة دينية علمانية سورية سعودية إير ...
- أوجه الشبه بين ثورتي القرامطة و14 تموز .. الأسباب والموجبات
- التاريخ يعيد نفسه يوم أشعل البعثيون الشارع العراقي ضد الزعيم ...
- الدور الفاعل لمحور ثلاثي الشر في تأخير تشكيل الحكومة العراقي ...
- بين أخلاقية ازلام البعث في ( موسوعة الرشيد ) وأنين علاوي الط ...
- دراسة تأريخية عن شيعة العراق والتشيع والصفويين
- ديمقراطية الكتل السياسية بديلا عن ديمقراطية الشعب العراقي
- أياد علاوي ولعبة قفز الموانع العراقية الخطرة
- مرة اخرى تحية للعراقية النجيبة ( حنان غانم ) مدير مركز انتخا ...
- كلمة حق لعراقية من هذا الزمان اسمها ( جنان غانم ) حققت النجا ...
- لنتعاضد من أجل إنجاح التجربة الديمقراطية
- توضأت بعطر النرجس
- على الأحزاب والقوى الوطنية العراقية أن ’تفعل ْ الشارع العراق ...
- القوى الديمقراطية مجتمعة َمعنية ً في الوقت الحاضر بدعم عملية ...
- العرب بين الماسوشية والزيف القومي
- البصرة .. لا تنتخبوا من لا يوفر الخدمات لمدينتكم الحلوب !
- الهاشمي .. لعبة الطائفية المموهة بالوطنية والتحجج بعراقيي ال ...
- لن يوقف تسلسل متواليات أيام الأسبوع السوداء سوى كشف الأطراف ...
- هل تتم إزالة البعث وآثاره بالقوانين فقط ؟!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وداد فاخر - العرب وفزعاتهم العروبية بين الماضي الجاهلي المخزي وحاضر لا يستطيع اللحاق بالحضارة البشرية الأربعاء الدامي مثلا