|
هل تتم إزالة البعث وآثاره بالقوانين فقط ؟!
وداد فاخر
الحوار المتمدن-العدد: 2841 - 2009 / 11 / 27 - 14:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
البعث تفكير طغمائي وفكر انقلابي ونهج تخريبي عشعش في عقول البعض ممن استهواه ظلم الناس والتجاوز على معتقداتهم وأعرافهم وتقاليدهم الاجتماعية والدينية والسياسية . وقد استطاع منظرو البعث أن يغرسوا في صدور وأذهان أجيال متعددة كل نواياهم وطموحاتهم وعدوانيتهم ، وزرعوا فيهم حب السيطرة والتسلط والنهب والسلب . وقد عاب الكثيرون على بعض أفراد شعبنا أنهم بادروا بعد سقوط النظام صبيحة يوم 9 نيسان 2003 الأغر في نهبهم للعديد من الوزارات والمؤسسات ودور القيادات البعثية دون أن يدركوا السبب الرئيسي وراء ذلك . فما حصل صبيحة ذلك اليوم ما هو إلا استمرار لتربية سياسية وأخلاقية سيئة لحزب حكم العراق لثلاثة عقود ونصف من الزمن الردئ حيث خرب العقول والأخلاق والذمم وحرف المبادئ وأساء إلى القيم والعادات والتقاليد العراقية ، مضافا لكل ذلك الحرمان الطويل من كل ما أنتجته الحضارة البشرية من تكنلوجيا حديثة وحصار دام قاتل عانى منه الشعب بينما كانت تبنى القصور الرئاسية على مدى الساعة لأنها ( قصور الشعب ) كما صرح بذلك احد أعمدة نظام البعث وديماغوجييه طارق عزيز . إذن ما العمل كما يقول شيخنا فلاديمير ايليتش لينين ؟ ، وكيف تتم إزالة كل ما غرسه ودمره البعث من نهج خاطئ وسياسات عقيمة وتربية سيئة ؟ . وهل تكون إزالة آثار البعث بالقوانين فقط وجزء كبير من ( مناضلو ) حزب البعث ورجاله ( المخلصين ) ينضوون تحت راية ( العراق الجديد ) و’فرضوا ( بضم الفاء ) على البرلمان الجديد والحكومة العراقية من دون أن يكون للشعب العراقي رأي في ذلك ؟! . كذلك تم وبموجب تعليمات وضغوط الراعي الأمريكي للعملية السياسية الجديدة ، وبطمع وجشع واستئثار الأحزاب القومية والطائفية التي تدير العملية السياسية في العراق استبعاد الآف المناضلين الأوائل ( أشدد هنا على كلمة الأوائل حتى لا يختلط الحابل بالنابل لان أعداد المناضلين الأوائل ممن تركوا العراق لا يتعدى العشرة بالمائة والباقي خليط غير متجانس لا داع لتفصيله ) . إذن كل ذلك ترك العملية السياسية دائما في مهب الريح وفسح المجال واسعا للانتهازيين والدجالين ومنتهزي الفرص والسياسيين الخردة مع سدنة البعث لكي يعيثوا في العراق فسادا ويخربوا العملية السياسية وبدستور جديد يشجع على شل يد رئيس الحكومة ويترك أمور البلاد بيد حفنة من لاعبي الثلاث ورقات بين عضو مجلس رئاسة أو برلماني نص ردن أو وزير إرهابي أو يشجع على الإرهاب ولصوص محترفين يستطيعون أن يسرقوا أموال الدولة إن كان عن طريق القوانين كما فعل مجلس النواب ( العتيد ) ، أو موظفين كبار اثروا وانتفخت أوداج بنوك فيينا وسويسرا من أموالهم المسروقة دون أن تتم مساءلتهم أو إلقاء القبض عليهم ومحاسبتهم . لذلك فلن تتم عملية إزالة فكر ونهج البعث من عقول وأذهان البعض إلا بهبة جماهيرية منسقه ومنظمة وتبدأ أولا بكنس مقرات ومكاتب شخوص البعث الجديد التي وجدت لها موطئ قدم في العراق الجديد وخاصة في مناطق وسط وجنوب العراق أو كما سماها مشنوق العراق صبيحة يوم العيد المبارك ( المحافظات السوداء ) ، وغلقها كما فعل أبطال الديوانية ، ومطاردة ومراقبة فلولها التي تحمل فكر وتعليمات البعث ، ومنعها من المشاركة في الانتخابات المقبلة لسد الطريق عليها للدخول للبرلمان الجديد . فقد تسمت شخوص وجماعات بعثية بأسماء جديدة ولبست حلل الوطنية كما فعل مندوب حزب البعث في مجلس الرئاسة طارق الهاشمي الذي حاول ويحاول بشتى الطرق خلق فراغ سياسي بتعطيل العملية الديمقراطية والقفز على السلطة في غفلة من الزمن كما حصل في لبنان بعد حصول الفراغ السياسي بترك رئيس الجمهورية أمين الجميل السلطة وقفز الجنرال ميشيل عون عليها وتنصيب نفسه رئيسا للجمهورية لفترة وجيزة بدعم وتشجيع وأموال ( مهيب العراق المشنوق ) صدام حسين آنذاك . كل ذلك يدعونا للنظر والتمحيص في أسماء وتاريخ رؤساء قوائم ومرشحين تفوح عفونة البعث وآثار القاعدة من تحت اردانهم ، وتخفى بعضهم وراء قوائم وهم جلوس في بلدان اللجوء كما فعل احد مشجعي الإرهاب وظل جالسا في مدينة الضباب لندن وحرك بيده الملوثة بدماء العراقيين وأموالهم التي سرقها عندما كان وكيلا لابن خالته الوزير المتهم الفار السابق شخوصه داخل الوطن لتلويثه بأدران البعث وفيروساته . أو كما يفعل ( أبطال البعث ) الذين انضووا تحت عباءة علاوي البعث وأدين هنا حتى من تلفعوا بعباءته سابقا ونسوا أو تناسوا تاريخهم المشرف وتراكضوا خلف ممثل حزب البعث الذي كان احد المساهمين الفعليين بتعذيب وتصفية رفاقهم العام 1963 ، لذلك يقع على عاتق الشباب الواعي المثقف ملاحقة كل رجال البعث وشخوصهم إن كانوا ضمن المشتركين في العملية السياسية الحالية أو ممن ينوي دخولها والضغط بقوة على الهيئة العليا للمساءلة والعدالة للعمل الجاد والسريع لتنقية الوزارات والمؤسسات العراقية من الأدران العالقة بها والاستعاضة عنهم بالجيل الجديد من الخريجين الجدد بعد أن يتم وبسرعة خلق كوادر وظيفية جديدة عن طريق دورات سريعة ’يفعل فيها دور المواطن الخادم للشعب وليس المتعالي عليه ضمن النمط والتقاليد الديمقراطية . أما من ناحية الانتخابات البرلمانية الجديدة فيجب أن يكون هناك تعاون وتلازم تام بين الهيئة المذكورة والمفوضية العليا للانتخابات لكي تتم تنقية الملفات وتصفيتها وإلغاء ترشيح كل الذين شاركوا في العمليات الإرهابية أو شجعوا عليها والأدلة موجودة ومتوفرة عند الجميع ولا داع لإخفاء البعض رؤوسهم بين الرمال فقد وضح كل شئ وبان وتم معرفته ويجب أن يقول الشعب كلمته . كذلك يقع على عاتق قائمة رئيس الوزراء ( دولة القانون ) واجب تصفية وتنقية المنضويين تحت ظلالها ، وتنظيفها بكل دقة وعناية والتوجه الجاد نحو شخصيات ورموز وطنية وثقافية وعلمية للتحاور معها كي تنضم للقائمة وخاصة من خارج الوطن والتي يعرف السيد رئيس الوزراء والكثير من مساعديه دورهم الوطني وتفانيهم في سبيل خدمة العراق والعراقيين ، ونظافة أيديهم وسلامة عقولهم . أما أن يظل الاعتماد فقط على القوانين التي سنت والدعاء من الله بتخليص العراق من البعث والبعثيين فهذا مجرد هراء لا طائل منه وعلى الجماهير أن تتحرك بكل قوة وعناد وتقوم بدورها الفاعل وتطارد رجال وفلول البعث وتجعلهم كما كان يردد الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ( شذر مذر ) .
آخر المطاف : هناك أمور تثير العجب العجاب فقد سافر وفد عراقي قبل اقل من سنة تقريبا لمصر ( العربية ) مؤلف من 27 وكيل وزارة للتباحث والتعاون والاستفادة ( تصوروا..!!! ) من خبرة مصر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والزراعية وغيرها . علما إن مصر فشلت عسكريا وانهزمت في كل الحروب ، وهي تعاني من خلل وضيق اقتصادي فضيع لا تقدر على حله ، ولا زال روتين إداراتها معقدا وبائسا لا تقدر على حله ، وتعيش فسادا إداريا ورشوة تزكم الأنوف . وعلى الصعيد الزراعي كان قانون الإصلاح الزراعي المستورد من مصر العام 1958 أس البلاء وسبب فشل وتراجع المنتوج الزراعي العراقي ، ثم كانت الطامة الكبرى عندما ترك راس المال يهرب للخارج ويشل اقتصاد العراق ويتم تدميره بقوانين خير الدين حسيب القاتلة التي سماها بقوانين التأميم التي نقلها من مصر حرفيا زمن المقبور عارف . ولا زالت مصر تدفع بأبنائها للخارج كي يجدوا لقمة العيش بحيث أن هناك 30 ألف مصري تزوجوا كما يقول حاخام إسرائيل الأكبر عن طريق الاحتيال للعمل في إسرائيل من إسرائيليات . ترى ما الذي يرجوه الـ 27 وكيل وزارة من هكذا بلد ، وما الذي يجنيه العراق من الدعوة والاتفاقات التي تتردد أصدائها عن شركات مصرية سوف تعمل في العراق مستقبلا وتجلب عمالها المصريين معها ، والأنباء التي تتحدث عن قرب بناء مجمعات سكنيه لمصريين بينما شباب وشابات العراق لا زالوا عاطلين عن العمل ؟؟! . وهذه الأخبار أيضا يجب أن تلقى من الشعب وليس الحكومة آذانا صاغية فلن يقبل أي عراقي بأن تحل مشاكل الغير على حساب أبناءه وحاجتهم للعمل ورفاهيتهم أولا ، ويتذكر العراقيون كيف أصبح ملايين المصريين عالة على العراق وجلبوا كل مشاكلهم معهم وخاصة التشجيع والترويج للمخدرات زمن المشنوق أيام حربه الكارثية ضد إيران وكيف فكر هو شخصيا بالتخلص منهم وإعادتهم في توابيت لبلدهم ( أم الدنيا ) مصر ثانيا .
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
http://www.alsaymar.org [email protected]
#وداد_فاخر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمار الحكيم هل يعيد التاريخ نفسه ؟
-
التفكير ببناء التمذهب الطائفي تغلب على بناء الدولة وأعاد للف
...
-
آه يا أم البنين
-
انفجارات الأحد الدامي .. انعدام الحزم أم غياب الأمن ؟!
-
تلك العيون
-
نيجرفان برزاني والجهل بالسياسة العامة والقوانين الاتحادية
-
سألت حالي
-
تحية ل ( بطل ) رمي القنادر منتظر الزيدي الخشلوگی
-
مجلس الرئاسة العين - البصيرة - للحكومة العراقية
-
ألا ليت اللحى كانت حشيشا
-
حرب على الشيعة والمكونات العراقية أم حرب على ( المحتلين)الأم
...
-
جمهرة المدافعين عن منظمة مجاهدي خلق الإرهابية بين التخبط الإ
...
-
الحنين الأمريكي والسعي لعودة الابن الضال
-
الانتخابات البرلمانية في اقليم كردستان ووحدة الصف للشعب الكر
...
-
إيران محمود احمدي نژاد الديمقراطية الكسيحة !!
-
خطاب اوباما .. تغيير في التكتيك الأمريكي وصناعة نجم جديد
-
محمود المشهداني .. محاولة للعودة لواجهة السلطة على أكتاف الب
...
-
الحديث عن التطور في كوردستان .. السليمانية نموذجا
-
-أنفلونزا البعث - فيروس قاتل غاب عن أذهان حكومتنا وحكومات ال
...
-
قصيدتان للحب والفرح
المزيد.....
-
اليونيفيل ترصد -توغلات إسرائيلية في كل مكان- على طول الخط ال
...
-
روسيا: الغرب يقامر بآلام ومعاناة الملايين ويستخدمهم -أوراق م
...
-
إصابة أرملة روبرت كينيدي بسكتة دماغية
-
ليبيا.. الإفراج عن العقيد العجمي العتيري بعد احتجاجات واسعة
...
-
احرص على تناولها في وجبة الإفطار.. -أطعمة خارقة- تمنحك الطاق
...
-
الحرب بيومها الـ369: حملة عسكرية دموية و400 ألف تحت الحصار ش
...
-
عاصفة عنيفة تقتل أكثر من عشرين شخصا في البوسنة والهرسك
-
أول محادثة بين بايدن ونتنياهو منذ سبعة أسابيع.. ترامب سبقه و
...
-
حرب إسرائيل بغزة ولبنان.. فشل أمريكي ذريع
-
حليفا مصر.. رئيس الصومال يصل إريتريا لبحث تحديات القرن الإفر
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|