أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - هارولد بنتر – قصائد ضد الحرب *** ترجمة / سمير الأمير















المزيد.....

هارولد بنتر – قصائد ضد الحرب *** ترجمة / سمير الأمير


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 16:38
المحور: الادب والفن
    


هارولد بنتر – قصائد ضد الحرب

ترجمة / سمير الأمير
هو أحد أبرز الكتاب الغربيين الذين وقفوا بشجاعة نادرة في وجه الاستعمار الأمريكى المتسربل بالعولمة الشرسة وستبقى كلماته الواضحة الصريحة ووصفه لغزو العراق بأنه "عمل لصوصى يكشف عن احتقار للقانون الدولى"، ستبقى كلماته تلك شهادة ضد حكومة بلاده التى شاركت الولايات المتحدة في ارتكاب أكبر جرائم القرن الواحد والعشرين ولن يتسنى لآلة الإعلام الأمريكى أن تمحو من ذاكرة نضال الشعوب ولا من ضمائر المثقفين ما ذكره هارولد حين وصف الولايات المتحدة الأمريكية بأنها" دولة تديرها عصابة من المجرمين المجانين"،و في خطابه الشهير في الندوة التى أقيمت ضد الحرب في مجلس العموم سنة 2002 قال هارولد بنتر "إن جورج بوش عندما يصرخ قائلا " أننا لن نسمح لأسوأ الأسلحة التى اخترعها العالم أن تظل بيد أسوأ قادته" فإن على بوش أن ينظر فقط في المرآة ليرى نفسه، ورغم أن " بنتر" كان كثيرا ما يصنف مع يوجين ينسكو وصامويل بيكت وبقية كتاب "مسرح العبث" إلا أن استخدامه للغة خاصة ضمن له مكانة خاصة ومتفردة وأثر أسلوبه المتميز فى استخدام اللغة على كثير من مجايليه، ومن اللافت للنظر أن مسرحيته" العودة للوطن" والتى كان قد كتبها سنة 1964 قد لاقت نجاحا في برودواى في الموسم المسرحى الماضى وربما أن اهتمام المشاهد الأمريكى الحالى ببنتر يعد أمر وثيق الصلة بآرائه الجريئة المعادية للإدارة الأمريكية ولا سيما في عهد جورج بوش الأب والابن، والذى يعنينا هنا كعرب أن "بنتر" حصل على جائزة و"ليفرد أوين" ذائعة الصيت بسبب مجموعة القصائد التى كتبها ضد الحرب في العراق وقد أثار فوزه بجائزة نوبل في سنة 2005 جدلاً كبيرا في الأوساط السياسية والثقافية وذلك لنقده المعلن لسياسة الولايات المتحدة الخارجية
و" لتونى بلير" رئيس وزراء بلاده الذى كان " بنتر" ينظر إليه على أنه تابع ذليل للإدارة الأمريكية،
ومن المعروف أن اهتمامه بقضايا حقوق الإنسان بدأ منذ الإطاحة بحكم " سلفادور الليندى" في شيلى في سنة 1973 ،هذا فضلا عن أن مولده كان في " هاكنى" وهى ضاحية فقيرة شرق لندن حيث مساكن الطبقة العاملة، وكان أبوه " ترزياً" فقيراً ولا يقلل طبعاً من إعجابنا بمواقفه الشجاعة كونه ينتمى لأسرة يهودية ولكن الحق أيضا يجعلنا لا نتغافل عما يبدو متناقضا في مواقفه ولاسيما دفاعه عن " سلودبان ملوزيفتش" الذى يذكرنا أيضاً برفضه لتدخل حلف الأطلنطى في أزمة كوسوفو سنة 1999 ولكننا يمكن أن نضع ذلك في إطار رفضه للحرب بشكل عام، فقد رفض أداء الخدمة الوطنية حين تم استدعاؤه سنة 1949 وكان القاضى رحيما به فاكتفى بالغرامة بدلا من سجنه وقال "بنتر" حينها" سيستدعوننى في الحرب القادمة ولكننى لن أذهب أيضا"
إن المتأمل في أشعار هارولد بنتر يفاجئه هذا الهلع الإنسانى لشاعر يعبر عن ثورته العارمة ضد العدوان على كل ما حققته الإنسانية من كرامة وتقدم ففى قصيدته " لا تنظر" يقول " لا تنظر فالعالم على وشك أن يتحطم/ لا تنظر.. فالعالم على وشك أن يتخلص من كل نوره وبهائه/ ليحشرنا في حفر عتمته الخانقة/ حيث نقتل أو نُقتل أو نرقص أو نبكى/ ثم نصرخ كالفئران ونحن نتفاوض على سعر بداية جديدة/ و في قصيدة " الديموقراطية" يقول هارولد بنتر " لا مفر/ فقد أخرجوا (.......) وسيفعلون الفاحشة بكل ما يرونه/ فانتبه لنفسك/،
لعل اللغة التى يستخدمها " بنتر" هنا هى لغة خادشة للحياء رغم أننى أترجمها بحرص فلاح مصرى يراعى الأخلاق العامة ولكن ما الذى يمكن أن يقوله شاعر كهارولد بنتر تجاه ما يشاهده من انتهاك لكرامة الإنسان في العراق وفلسطين وأفغانستان؟ لقد كانت أشعار بنتر صرخة قوية ضد قبح آلة الحرب التى انطلقت تفتك بالأبرياء باسم حمايتهم وتدعى حماية الحرية وهى تنتهكها وتختصر الإنسان إلى ما هو أقل من الحشرة في " أبوغريب" " وجوانتناموا" وأماكن سرية أخرى ستكشفها الأيام التى تعبنا من انتظارها! ومن المهم هنا أن نؤكد على المقولة التى تعلمناها من قبل وهى " أن الحديث عن الوردة في زمن الحرب خيانة" أو بحد تعبير بنتر نفسه " كيف يمكن أن تكتب عملا مسرحياً بلغة سعيدة بينما المضمون الدرامى يعالج مستويات الصراع والتشويش والقلق؟" ومن ثم يصبح من حق "هارولد بنتر" أن يواجه فحش العالم الجديد بلغة تكشف عن بشاعته ولا تتورع عن استخدام كل الكلمات التى تليق بوصف هذا النكوص الحضارى حتى وإن عدت تلك الكلمات هى أيضاً فاحشة، ومن الغريب أن بعض النقاد الذين يثيرون الجدل حول إبداع " هارولد بنتر يدينون تلك اللغة لصراحتها التى تبلغ حد الوقاحة بينما هم في ذات الوقت يغضون الطرف عن الجرائم التى ترتكبها جيوش الرأسمال المعولم ضد الإنسانية ، بل لم تهتز لهم قصبة حينما تم اغتصاب "عبير" فتاة العراق بعد قتل كل أفراد أسرتها ثم قتلها، وفي ظنى أن لغة "بنتر" البالغة الحدة هى لغة مناسبة تماما وعلينا تقبلها في إطار التجربة التى فرضتها مثلما نتقبل مشاهدة صور القتل اليومى باسم الحرية والديموقراطية ونحن جلوس أمام جهاز التلفزيون دون أن نتوقف عن ابتلاع طعامنا.
*****

*****





Don t Look

" لا تنظر"

" لا تنظر فالعالم على وشك أن يتحطم/
لا تنظر..
فالعالم على وشك أن يتخلص من كل نوره وبهائه/
ليحشرنا في حفر عتمته الخانقة/
حيث نقتل أو نُقتل أو نرقص أو نبكى/
ثم نصرخ كالفئران ونحن نتفاوض على سعر لبداية جديدة/
___________________________________________
Message
رسالة من أمى

لقد اتصل بك "جيل فريد"
يقول أنه ليس بوسعه أن يفعل ذلك الليلة
وأنه سيتصل ثانية كلما أمكنه ذلك
قلت له ( نيابة عنك) "حسناً لا تجهد نفسك"
قال " فقط اتصل لأخبره أنى بخير"
قال " ال...." هو ما يجب على المرء مقاومته..تعرفين سيدتى أنه يلتصق
والمرء أحيانا لا يكون سوى مجرد " دورة مياه" تسير على قدمين
قلت له" سبق لى أن عرفت تلك القذارة جيدا" ونصحته بأن يبقى هادئاً
وألا يدع الأمراض اللعينة تتغلب عليه،
وقلت له" عليك أن ترفع غطاء الغلاية لدقيقتين"
" وأن تتجول في المدينة وتحرق أحدهم حتى الموت"
قلت له " عليك أن تحيا طالما أنك مازلت شاباً"
قلت له "فلتجد "كعكة" أخرى لتعطها بعض الاهتمام
ولتركل أول رجل أعمى تقابله في حلبات الرقص"


" على أية حال لقد قال أنه سيتصل ثانية"
أما أنا فسوف أعود مبكراً لأتناول معك الشاى

المحبة .... أمك

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

Restaurant
المطعم


لا .. إنك مخطىء
إن كل واحد منهم جميل بقدر ما يمكنه
لاسيما وهم يتناولون الغذاء في مطعم يموج بالضحك
إن كل واحد منهم " جميل" بقدر ما يمكنه
وإنهم يتحركون مدفوعين "بجمالهم"
ثم يزرفون الدموع من أجل ذلك "الجمال"
فى المقاعد الخلفية لسيارات الأجرة التى تأخذهم إلى بيوتهم.

The Bombs
القنابل

لم تعد ثمة كلمات أخرى تقال
لم يعد لدينا سوى القنابل
التى تندفع من رؤوسنا
لم يعد لدينا سوى القنابل
التى تمتص آخر ما تبقى من دمائنا
لم يعد لدينا سوى القنابل
التى تضىء جماجم الموتى!

God Bless America
ليبارك الرب آمريكا

هاهم ذاهبون مرة اخرى
هاهم جنود " اليانكى" في استعراضهم المسلح
ينشدون قصصا عن سعادتهم
وهم يعدون بخيولهم عبر العالم الكبير
بينما يمدحون رب أمريكا،

المجارير مسدودة بالموتى
هؤلاء الذين لم يكن بمقدورهم المشاركة
وآخرون يرفضون الغناء
وهؤلاء الذين تموت أصواتهم
وهؤلاء الذين نسوا تلك النغمة

يحمل الفرسان سياطا قاطعة
ورأسك يتدحرج فوق الرمال،
رأسك بركة قذرة موحلة،
رأسك بقعة في الغبار الرملى،
عيناك جاحظتان وأنفك لا يستنشق
سوى عفونة الموت
في الهواء الذى يحمل رائحة رب أمريكا
فليبارك الرب أمريكا!
---------------------------------





Weather Forecast
آخر النشرات الجوية

سماء اليوم ستصبح ملبدة بالغيوم
والطقس سيكون شديد البرودة
ولكن مع استمرار النهار
ستشرق الشمس
وتصبح الظهيرة جافة ودافئة

مع المساء سيسطع القمر
ويصبح لامعا تماما
و علينا أن نقول أيضا
أن رياحا نشطة ستهب
ولكنها ستموت قبل منتصف الليل
ولن يحدث بعد ذلك شىء على الإطلاق،
إنها آخر النشرات الجوية!
-----------------------------------------------------------------------


Democracy الديموقراطية
ليس ثمة مفر
لقد أخرجوا "........."
وسيرتكبون الفاحشة بكل ما يرونه أمامهم
فانتبه لنفسك.



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الولايات المتحدة- قصائد الشاعر الآيرلندى الشاب :باتريك تشاب ...
- نازك الملائكة- ترى ما سر البدايات الكئيبة؟
- الواقع السياسى المصرى وإعادة انتاج التخلف
- مؤتمر المثقفين
- لماذا يقاومون مشروع الدولة الواحدة فى فلسطين؟
- محمد السيد سعيد
- أوباما لم يأت بجديد فى خطابه فى جامعة القاهرة
- كيف فقد اليسار المصرى جماهيره؟
- أسباب تراجع معدلات قراءة الأعمال الأدبية( رؤية افتراضية)
- عودة -سامى الحاج-...هل نعى درس الحرية؟
- حول الأزمة فى لبنان... العرب بين مشروعين
- وقائع ندوة -أشعار بديلة - فى آتيليه القاهرة
- أين ذهبت ليبرالية الليبراليين؟
- عام على رحيل الفنان محمد حمام
- الإخوان الديموقراطيون!!
- السرقات الأدبية.. سرقة الأدمغة
- الغرق هناك... الغرق هنا
- مناورون كغيرهم


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - هارولد بنتر – قصائد ضد الحرب *** ترجمة / سمير الأمير