أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - الاحتباس الوزاري















المزيد.....

الاحتباس الوزاري


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاحتباس الوزاري
جاسم المطير
لقاءات يومية متتالية نشاهدها على بطائح الشاشات الفضائية المختلفة . يشكو فيها القادة السياسيون ، والمواطنون ، من وجود ( الاحتباس الوزاري) في أجواء العراق السياسية حيث انتهت الانتخابات البرلمانية في 7 – 3 – 2010 لكن البرلمان لم يجتمع غير جلسة واحدة أدى فيها القسم بالله العظيم ، لكنهم في واقع الحال حاولوا بهذا القسم أن يهربوا من القوانين المرعية ومن النصوص الدستورية ومن البرامج الانتخابية ومن دورهم الرقابي ، بل أنهم عمدوا ، في تلك الجلسة ، إلى أسلوب ٍ لا يخلو من خداع الشعب بالادعاء أنهم ينتظرون تحالف القوائم الأربعة الفائزة بكل صنوف أعضائها من أصحاب اللحى والخواتيم والجلابيب والعمائم والأفندية من أصحاب ربطات العنق اللامعة ، ومن المحجبات والسافرات بأحدث الموديلات ، كلهم يريدون البحث عن حكومة (الشراكة الوطنية) ناسين أو متناسين أن كلمة (الشراكة) لا تحمل أي (وحدانية) بين الله الذي أقسموا باسمه والنواب الباحثين عن منافع مالية بالدرجة الأولى .
ليس وراء كلمة (الشراكة) غير حالة من حالات الوعي البورجوازي في (التشارك) للحصول على أعلى الأرباح ، الفردية والجماعية ، من خلال (الدخل البرلماني) ونشاطاته المالية المتنوعة ومن خلال عمولات الوساطة .
خلال ما يقارب الشهور الستة لم يتحدث أي من القادة البرلمانيين عن حقوق الشعب ولا عن حقوق الإنسان والإنسانة ولا عن الخدمات الاجتماعية المنتكسة بانتكاسة الدولة وفساد بعض قادتها . لذلك نجدهم كلهم ـ بلا استثناء ـ يتحدثون صراحة ــ بلا حياء ــ عن المناصب وعن الوزارات السيادية وعن المنافع المالية وعن قصور الضيافة وعن القطع السكنية وغيرها من (الحنفيات البرلمانية) التي تصب أموالا ، بل أن النواب الجدد الساكنين في فندق الرشيد لم يصبروا عن المطالبة بـ(الامتيازات ) بمطالبتهم قبيل انعقاد الجلسة الأولى لفض البكارة البرلمانية عن ضرورة إسكانهم في قصور وقلل المنطقة الخضراء لأن السكن في فندق الرشيد لا يليق بمكانتهم ولا بمهماتهم ، بينما لم يتحدث أي واحد من النواب عن الوجود المؤلم لأكثرية أبناء الشعب في بيوت بلا ماء ولا كهرباء ، معبرين عن عقلية ومواقف (السادة) في الزمان القديم متخيلين أن الشعب العراقي بنظرهم ليس سوى الناس الفقراء والمحتاجين والبؤساء والمنبوذين .
أن جميع النواب العراقيين الجدد دخلوا بعد (عملية العد والفرز ) كنواب (منتخًبين) بينما 310 واحدا منهم اتكئوا على المقاعد التعويضية . لكنهم مع ذلك ينتابهم الإحساس بالعظمة وبالتعجب من تحقيق قفزة مصادفات حياتهم من (نقطة اللاشيء) في منافي سوريا وطهران والخليج وأوربا والتحول إلى نقطة (أعلى راتب في العالم) كنائب في البرلمان أو في منصب وزير أو سفير أو مستشار يمارسون اللاهدفية في يومياتهم السياسية بينما أكثرية أبناء الشعب يسقطون في لجة اليأس مما أدى إلى تحويل المجتمع العراقي إلى مجتمع محتبس .
في أعلا منصات المجتمع نجد (الاحتباس الوزاري) داخل المكاتب الفخمة ، وفي قاعدته نجد (احتباس الوعي) في الشارع العراقي ، إذ ترتفع معدلات الجريمة ، المنظمة وغير المنظمة ، حيث تعاطي المخدرات ، حيث تفجير العبوات الناسفة ، حيث السطو على البنوك ، حيث انتشار الأصولية المذهبية ، وحيث تجمعات دينية عابرة لا يطمئن المجتمع لوجودها ولا لكفاءتها ..الخ حتى صار كل شيء في العلاقات الاجتماعية العراقية الجديدة لا يخلو من شبح رمادي (محتبس) فيها .
هذه الصور الواقعية المرئية بوضوح ، في الوقت الحاضر ، جعلت النهار العراقي الجديد بائسا حين التف أعضاء البرلمان حول نار المصالح الذاتية فراح 30% منهم كما ذكرت الأخبار الصحافية ، هذا اليوم ، إلى منتجعات خارج العراق ، باحثين عن المتعة والراحة غير مهتمين بموت الناس العراقيين في الشوارع وغير آبهين بالسماء السياسية الملبدة بالغيوم ، حيث تشابك (الاحتباس الوزاري) مع كل شيء ليصير العراق مرتعشا في معمعان وحرارة جهنم هذا الاحتباس . بالرغم من أطلاق صفة الجلسة المفتوحة على البرلمان بعد انعقاده الأول لكن جميع النواب بلا استثناء ما أرادوا العودة إلى أي دور برلماني لمعالجة الأزمة السياسية بالضغط على مسببيها . بذلك تحولت ( الجلسة المفتوحة ) إلى ( العطلة المفتوحة ) .
لا ادري متى يصير سكان بغداد منتفضين على الظلم مثلما انتفض أهالي الناصرية الليلة البارحة ، وقبلهم انتفض أهالي البصرة والنجف وكربلاء ، بسبب سياسة وزارة الكهرباء التي عاثت جنونا وفسادا ، منذ سبع سنوات ، تحت ريشة وزيرين لا يعرفان الله ولا يعرفان أبناء الله . أولهما اسمه ( كريم وحيد ) وثانيهما اسمه (حسين الشهرستاني) . وقد اُخبر فقراء الشعب العراقي أن الله اثبت قبل البشر العراقيين أن هذين الوزيرين لا يعرفان أي معنى للحياة البشرية ولا يملكان أي عقل من عقول المعايير الوظيفية . لذلك فوجودهما في المنصب الوزاري لم يكن بالنسبة لهما غير تأسيس دين جديد في هذا العصر عنوانه (دين المنفعة الذاتية) سواء كان هذا الدين حزبيا أو طائفيا أو فرديا أو له خاصية النظرية النفعية السياسية بـ(الشراكة) النسبية . لذلك فأنهما صنعا لبلدهما نهارا كئيبا وليلا عليلا في حملة الشتاء والصيف .
لقد مر شتاء وربيع وصيف وها هو الخريف قادم وما زال (الاحتباس الوزاري) في العراق قائما في المنطقة الخضراء وفي دول الجوار وحتى في أفرشة المحتبسين انفسهم . هذا الوضع المؤلم الملتهب جعل كل رئيس من رؤساء الكتل الانتخابية الفائزة من جميع النماذج والأصناف في انتخابات 7- 3 – 2010 حالما بالمنصب الرئاسي الوزاري حيث لا يجد الفائز بهذا المنصب متسعا من الوقت أو وازعا من الضمير ليعبد الله أو حتى التفكير فيه ، ككائن إسلامي خلقه الله لعبادته . كل واحد من (القادة) يتحدث ، كل يوم ، في الشاشة الفضائية عن (دليل الساعي لحل أزمة الاحتباس الوزاري) . كل واحد منهم يرتد إلى خرافات طائفية والى جذور لاعقلانية متصورا أن الله وأعاجيبه وآياته ستنطلق مجتمعة لتجعله رئيسا للوزراء ، ليجعل هو الآخر بدوره اقرب المقربين إليه بمنزلة وزراء اتكاليين معادين للعدل منشغلين بحب المال العام حتى لا يكون المنصب الوزاري منفصلا عن أحلام الجميع في الثراء السريع .
لقد انحط الوضع العراقي إلى حد انجراف جميع أعضاء مجلس النواب وراء الميول النفعية الشخصية رابطين أنفسهم وإيمانهم بـ(الاحتباس الوزاري) منتظرين ، كما يبدو، افتراضا سماويا ، إلهيا ، يهديهم لفض مشاكل الاحتباس ونتائجه المروعة ، ناسين أي شكل من أشكال التصورات المحتملة بقيام جماهير بغداد بانتفاضتهم بعد صبر طويل افقدهم المعنى والقيمة في الحياة الإنسانية ، مما قد يدفعهم إلى اعتصام جماهيري كبير ، يطوقون المنطقة الشيطانية الخضراء من كل جهاتها ليفرضوا على النواب الكسالى وقادتهم النفعيين تغييرا سياسيا أكثر إنصافا وعدالة بالخروج الفوري خارج حدود أنانيتهم ومصالحهم وأهواءهم حيث الطريق الوحيد لحل مشاكل (الاحتباس الوزاري) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 23 – 8 - 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر إبراهيم البهرزي عاشق القرية الباحث عن الحرية
- تهديم سلطة تقديس النصوص بآلية النور والعلم والتنوير
- الوطن العراقي المفضل هو الوطن الثقافي المليء بخمائل الإبداع ...
- عن ثقافة النائبات المحجبات في البرلمان العراقي ..
- نبوءة كارل ماركس عن فشل الرأسمالية في معالجة الأزمة المالية ...
- علّمنا استبصار الاشتراكية واستنطاق الأدب الساخر وأقنعنا أن ا ...
- تهريب النفط العراقي مستمر والأخلاق مغلولة ..
- عن جمهورية الموز والقرود ..!!
- عن رؤية رشيد الخيون في لاهوت السياسة ..
- الفاسدون يصومون في رمضان ويسرقون ..!
- البرلمان العراقي ليس حرا .. عاطل رغم انفه ..
- عن بغداد والأربعين حرامي
- بغداد مدينة تتميز بعجائب الزمان والمكان ..!
- مؤتمر القمة العربي رقم 47 في بغداد ولعبة الفساد المالي
- فريق الإسلام السياسي الصومالي يتغلب على فريق طالبان الأفغاني ...
- حقوق اليهود العراقيين والفيلية و ثورة 14 تموز
- المهرجانات الثقافية أحسن وسائل المتعة خارج الوطن ..‍‍!
- عن صوفية عبد الكريم قاسم وتحدي الفساد المالي ..
- الصمت المقدس يضيّع العدالة والمساواة ..! يوسف سلمان يوسف / ن ...
- الكهرباء : نظرة وابتسامة وقبلة وانقطاع ..!!


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - الاحتباس الوزاري