أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الهلال والنجمة كرموز وثنية؟













المزيد.....

الهلال والنجمة كرموز وثنية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 13:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للنور في ذاكرة الشعوب وتاريخها ومعتقداتها أهمية خاصة ومن هنا كان للكواكب "المنارة" مكانة وقدسية خاصة. وحتى اليوم تتخذ الكثير من الدول العربية والإسلامية الهلال والنجمة كرمز لها، ومنها ما يثبته على علمها الوطني كالجزائر وتونس وتركيا..إلخ وكما كان علم مصر الخديوية سابقاً قبل اغتصاب السلطة من قبل مجموعة عبد الناصر العسكرية السلفية القومية الإخوانية. وخلال هذا الشهر "الفضيل"، تثبت كافة المحطات العربية والإسلامية الهلال باعتباره رمزاً لرمضان، ويرفع الهلال بشيء من القدسية على منارات الجوامع العالية حتى أصبح رمزاً دينياً إسلامياً بحتاً يختص به دون غيره. وللعلم فهذه الرموز لم تكن خاصية إسلامية صرفة فقد كانت شعاراً ورمزاً قديماً عرفه الإغريق والرومان، وبزمن سحيق قبل ظهور المسلمين وكان اسم عبد شمس، أي عبد هذه الآلهة، سائداً عند العرب نظراً لما للشمس "النور" من قدسية في المعتقدات القديمة في يعرف بجزيرة العرب، وكانوا يطلقون على القمر أيضاً رب الأرباب وهناك، حتى الآن، من يتمتم ويقرأ الطلاسم والتعاويذ والسور والآيات حين يرى نور القمر. وكان أول من عبد الشمس تحت قواعد دينية منظمة السومريون والأكاديون والكلدانيون، فأسسوا المعابد لعبادة اله الشمس (اوتو) اي الضوء والنور وعرفت عبادة الشمس في اليابان التي لها قدسية خاصة في وجدان هذا الشعب العريق والعظيم. وللشمس مكانة خاصة عند الإيزيديين حتى اليوم. كما عرفت كثير من الشعوب عبادة الحجار التي كانت تنحت منها الأصنام وتقوم بعبادتها وتخر ساجدة حولها وتطوف حولها في طقوس من الخشوع والرهبة والإيمان.

وللحقيقة فلقد كان للقمر مكاناً مقدساً في الديانات والمعتقدات القديمة باعتباره مصدر نور ارتبط إلى حد كبير بالغموض وبالأساطير المروية عن الآلهة القديمة التي يقع النور في صلب صفاتها التكوينية، والذاتية. وعبادة الكواكب والشمس والأقمار والنجوم كانت رائجة في الأزمنة السحيقة لجهل الإنسان بطبيعتها وحقيقتها نتيجة للقصور العلمي والمعرفي. وقد ورثت الكثير من الطوائف والديانات والمذاهب فكرة النور والتنوير وفي البوذية فالوصول إلى حالة النيرفانا أو نور المعرفة هي أعلى مراحل الإيمان في هذه الديانة. ولقد كان للنور في مضمونه الحسي، أي عكس الظلام، ًأهميته الخاصة في القرون الغابرة، أي ما قبل اختراع الكهرباء، ذلك أن القمر والنجوم والكواكب وناهيكم عن الوظيفة الحسية والمادية التي كانت تقوم بها من تنوير وإرشاد للناس في الليالي المظلمة حيث انعدام وسائل الإنارة، فقد كان لها مضمون روحي وبعد قدسي كونها موجودة في السماء بالقرب من الآلهة، وربما كانت ي الآلهة بالذات أو نورها، هكذا...أما اليوم في عصر الكهرباء، والتنوير الصناعي، حيث لا يوجد كبير فرق بين الليل والنهار، فلم يعد هناك أية أهمية للنور، ولا للكواكب، والقمر على نحو خاص منها. ومع الاكتشافات العلمية الهائلة وانقلاب المفاهيم وولادة مفاهيم ورؤى جديدة وصعود أفكار وتصورات إحلالية جديدة عن الكون عن الكون والحياة والمجرات حلت محل المفاهيم والتصورات القديمة المرتبط معظمها بالأساطير، فلم يعد لهذه الكواكب والأقمار والنجوم أي بعد رمزي أو روحي وقدسي. وحين داس "الصليبي" نيل آرمسترونج بقدميه على سطح القمر بعد أن حطت مركبته أبولو 11 عليه كان يعلن عن وفاة ودفن تراث كامل من تلك الرؤية الأسطورية والقدسية للقمر، ويطلق النار مصدراً حكماً بالإعدام على كثير منن الرؤى والمعتقدات التي ارتبطت بهذا المكون الكوني الحجري لا علاقة له بأي بعد قدسي وروحي. وتبين لكثيرين أن لا نور ولا من يحزنون لهذا الجرم السماوي القريب من الأرض، وليس في ذاته ومن ذاته أي نور، وكل هذا النور الذي يأتيه هو انعكاس لأشعة الشمس من زاوية ما، وفي وقت ما، تحدد شكل رؤيتنا له فيما إذا كان هلالاً، أو بدراً، أو في طور "التبدير" أي مرحلة التحول لبدر في منتصف الشهر القمري. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على كافة النجوم والكواكب التي تتلألأ في الليل البهيم إذ لم تكن هي سوى مجرد أحجار وصخور تماماً كما هو حال الأرض.

لا نور في القمر والكواكب إذن وما الشمس إلا كتلة لهب ونار تستمد طاقتها الأزلية من الانفجار العظيم ولقد تشكل يقين كامل حول "حجرية" ومادية معظم الكواكب باعتبارها في النهاية "فتاتاً متناثراً" للانفجار العظيم الـBig Bang الذي كان السبب في تشكل الكواكب والنجوم والأقمار والمجرات، وهي الفرضية العلمية الأقرب للتصور والمنطق والقبول حتى الآن، رغم أنها تبقى في إطار الفرضية، فهذا إن لم يعني سقوط وانهيار ونسق كل التصورات والمعتقدات القديمة حول الكواكب، فهو على الأقل يقدم نظرية، أو فرضية أكثر إقناعاً ومترافقة، في نفس الوقت، مع قرائن حسية وأدلة مادية حول تركيبة وطبيعة تلك الكواكب المعبودة في بعض المعتقدات والتي ارتبطت، إلى حد كبير، بالروحي والمقدس (الأحجار والصخور التي جلبها معه آرمسترونغ من القمر وكذلك الأمر بالنسبة للمريخ)، فإن استمرار النظر لتلك الكواكب والأجرام الكونية بشيء من القدسية، واعتبارها رموزاً مقدسة واتخاذها كشعارات يعني مزيداً من التعلق بالحجارة، واستمراراً وإيغالاً في إتباع وثنية طبعت بعض العقائد والمعتقدات السابقة وقبل انفجار وانفلات ثورة العقل التنويرية، التي كانت بالطبع أكثر نوراً، وسطوعاً، وإشعاعاً وقوة من تلكم الكواكب والنجوم والأجرام، التي بينت الاكتشافات الحديثة أنها لم تكن سوى حجارة وصخوراً ورمالاً ويابسة قاحلة صماء لا روح ولا نور فيها وليس فيها ما يقدس أو يعبد، وضرورة أن لا تتخذ بعد اليوم كرموز دينية يشوبها شيء من الرهبة وهالات من التقديس فهي ليست سوى حجارة بحجارة، في آخر المطاف لا يجب أن ينظر لها إلا ضمن هذا الإطار المادي والحسي. ومن هنا لا أجد مبرراً ولا تفسيراً باستمرار الإعلام الرسمي العربي، والصحوي الدعوي الديني، على تصوير الهلال ووضعه في موضع ذي هالة وقداسة لم تعد ذات معنى في ظل انهيار أي بعد أسطوري أو غيي له، وهو منهجية تزييف وتجهيل متعمد يتبعه هذا الإعلام في سياسته التوثينية والتصنيمية المعلنة لحصار ووأد العقل.

ويبقى السؤال الأهم ماذا يعني أن تتخذ بعض من هذه الدول والحكومات والتنظيمات النجمة والهلال كشعار لها وتثبته على علمها الوطني وهل للأمر أية علاقة بموروث وبعد وثني أفل ومات وانهار؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا عرض مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي
- اللهم إني فاطر
- لماذا يصومون؟
- غوانتانامو العقل
- أين مسلسلات الخيال العلمي العربية؟
- اللغة العربية في برنامج الاتجاه المعاكس: إشكالية اللغة والحض ...
- حديث أبي هريرة وهرّته: هل الأنظمة العربية في النار؟
- المخابرات السورية هي الحل
- لماذا لا يتقن العربي والمسلم لغته؟ 2
- لماذا يعجز العربي والمسلم عن إتقان لغته؟ 1
- مازوشية النقاب: كيف ستتزوج المنقبة؟
- السيد وزير التربية السورية المحترم
- خطر الجهاد على الأمن واالسلم الدوليين
- الله لا يشبعكم يا رب
- النقاب والعبودية والاستبداد
- وهم الاستثمار واستثمار الوهم: لا لتوطين الوهابية في سوريا
- سورية: ضربة جديدة ضد ظاهرة النقاب
- ]لماذا لا يوجد حزب علماني في سوريا؟
- هل بدأ شيوخ الأزهر ببيع صكوك الغفران؟
- دعوى قضائية عاجلة ضد جميع إجراءات الفصل الجنسية في سورية


المزيد.....




- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الهلال والنجمة كرموز وثنية؟