أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - ( الحلقة الخامسة ) يوميات سكين














المزيد.....

( الحلقة الخامسة ) يوميات سكين


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 22:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تنكبني الأرق والخوف ففقدت أي إحساس باللذة ولم اعد ارغب بالخروج من البيت ولو للحظات عدة كأنني أجد راحتي في الاعتكاف والابتعاد عن الناس حتى شهيتي للطعام لم تعد كالسابق فقد أصبحت أتناول ما يسد رمقي وما يديم حياتي التي قلبتها السكين رأسا على عقب اقترح أخي عرضي على طبيب نفسي فقد نجد لديه الحل الذي ينهي معاناتي شعرت بالاهانة وأنا اسمع هذه الكلمات التي ربما ستجعلهم يوصموني بالجنون وبعد اخذ وجذب وافقت على مقترح أخي على آمل أن يكون في ذلك نهاية لمعاناتي في المساء زارني جارنا أبو سامي بعد أن سمع بما الم بي كان رجلا طيبا في الستين من عمره فقد ابنه سامي في إحدى موجات العنف التي شهدتها البلاد وقد شعرت بألمه وهو يتحدث معي رغم انه حاول أن يسليني ويبعد عني السام لكن حشرجات صوته الحزينة وقسمات وجهه المتألمة كانت بادية للعيان كأنه يتذكر ابنه في كل لحظة من لحظات حياته شيء ما جعلني أرى سامي معصوب العينين بين جمع من المسلحين وهم يحكمون إمساكه ويتقدمون به نحونا ثم أجلسوه في وسط الجلسة لم تستمر جلسة المحاكمة إلا دقائق معدودات فقد كانت تهمته الوحيدة انه يعتنق دينا آخر غير الدين الذي نعتنقه شعرت في تلك اللحظة باني عاجز عن إنجاده فلم اعد قادرا حتى على الكلام لأني خشيت أن يعرف سامي صوتي فأكون محرجا أمامه لكن لابد لي أن افعل شيئا فللجار حق على الجار وأهل سامي معروفون بالوفاء حين شاركونا أفراحنا وأتراحنا اقتربت من القيادي ثم استأذنت بالجلوس قربه فأذن لي :
- لي عندك حاجة
- ماهي ؟
- هل لي أن اطلب العفو عن هذا الفتى ؟
- لماذا ؟
- انه ابن جاري
- لا تجعلوا أبنائكم وإخوانكم وعشيرتكم أولياء أن استحبوا الكفر على الإيمان
- لقد وقفو معنا في أفراحنا وأتراحنا
- هذا لا يغني عنهم من الله شيء فليس في الدين واسطة لأننا لا نفرق بين مذنب وأخر فان عفونا عنه لابد لنا أن نعفو عن الآخرين وسيكون علينا ترك الجهاد الذي هو فريضة على كل مسلم ومسلمة .
أصابني الإحباط وأنا اسمع هذه الكلمات فهل يقتل جاري وأنا انظر إليه ؟ وهل من الأخلاق في شيء أن لا أقف معه وقت الشدة ؟ لقد وقفوا معنا كثيرا فهل استطيع أن أقف معهم ولو لمرة ؟ لاشك إنني سأكون عاقا وناكرا للجميل أن سمحت لهم بإيذائه لكن ما الذي استطيع فعله والسكاكين بأيديهم ؟ ربما سيعدوني مارقا فاخسر حياتي ولن انفعه في شيء لكن على الأقل سيكون لي موقف ما ولن ألوم نفسي بعد أن فشلت في إنجاده فأطرقت أخيّر نفسي بين الصمت والكلام وبقيت على هذا الحال لبعض الوقت ويبدو أن القيادي كان منتبه لي وربما كان يدرك ما يدور في خلدي فأراد أن يحسم حيرتي بضربة تجعلي أخور كما يخور المصعوق في عز المطر قال :
- أنت من سينفذ حكم الله في هذا المارق
شعرت إن الكلام موجه إلي لكنني أملت نفسي بان أكون مخطئا فالتزمت الصمت وبقيت على إطراقي الذي كنت عليه هنا همس لي رجل كان يجلس قربي قائلا :
- أنت المقصود بالكلام
- أنا !؟
سمرتني هذه الكلمات فلم اعد قادرا على النطق ليت الأرض تنشق وتبتلعني عاد الرجل إلى الكلام :
- لا تكن أحمقا فتخسر حياتك
- خير لي أن أموت من أن ارتكب هذا الفعل الشنيع
- وإذا مت هل ينجو صاحبك سيقتلوه بعدك
- سيستراح ضميري حينئذ
- لن يكتفوا بقتلك سيقتلون اهلك أيضا لأنهم سيعدوك من المارقين الذين يستحقون القصاص
- هل يفعلوا ذلك ؟
- وهل تشك ؟
- ولكن ما دخل أهلي في الموضوع
- أنت تعلم أن هذا القيادي لا يتهاون مع المقصر
- وهل حفظ الجار تقصير ؟
- كل ما يعيق الجهاد يعد تقصيرا
- أنا لا أعيق الجهاد فكل ما أريده أن يعفوني من قتله فهذا ما لا أطيقه
- أليس الأمر سيان أن قتلته أنت أو قتله غيرك فهو في كل الأحوال مقتول لا محالة
هنا سمعت القيادي يقول :
- توكل على الله
إذن أصبحت على المحك إما أنفذ فأنجو وينجو معي أهلي أو ارفض التنفيذ فيقتله غيري وسأكون وأهلي من المغضوب عليهم أوقفني الرجل الذي بقربي ودفعني نحو الفتى فتعالت أصوات التكبير أخذت قدماي تسيران رغما عن إرادتي كان شخصا آخر يقودني من الداخل حتى وقفت إزاء الفتى الذي كان معصوب العين لما شعر باقترابي بدا بالصراخ
- أرجوكم أني أخوكم لا أريد أن أموت

يالها من محنة كبيرة هذه التي وقعت فيها هل يصل الأمر أن اقتل جاري بيدي فماذا سأقول للجيرة والزاد والملح ؟ وكيف سأنظر بعد الآن بعين أبيه وأمه ؟ تعالت أصواتهم وهي تدعوني لتنفيذ ما طلب مني فمسكت سكيني حتى لمع بريقها أمام عيني فتبادر إلى سمعي نشيج أبيه الذي تعالى ليبكي كل من في الغرفة عندها عرفت إنني كنت احلم .



يتبع



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الحلقة الرابعة ) يوميات سكين
- (الحلقة الثالثة ) يوميات سكين
- يوميات سكين ( الحلقة الثانية )
- يوميات سكين
- من اجل حملة وطنية لمواجهة الفقر في العراق
- هل تعتذر الامم المتحدة عن الحصار الاقتصادي الذي شهده العراق ...
- حتى تدوم نعمة الديمقراطية
- تفخيخ العمارات السكنية تكتيك ارهابي جديد
- إذا كان النفط ملك الشعب العراقي لماذا هذا التفاوت في دفع الأ ...
- هل نطلب من دول الجوار انتخاب الحكومة العراقية !
- زيارة الأربعينية والعراق الجديد
- أل التعريف في اسم الإله المقة اله السبئيين
- النبي محمد ( ص ) : هل كان يعرف اليونانية ؟
- صوت الفقراء
- لماذا لا ينظر في دعوة رئيس الوزراء لتبني النظام الرئاسي ؟
- الإعلام في العراق سلطة مع وقف التنفيذ !
- الشعب مدعو لمقاضاة أعضاء البرلمان العراقي
- لنناضل من اجل حد أدنى عالمي للمعيشة
- سكة حديد برلين – بغداد
- العراق : هل يستطيع أن يحلم بالانضمام للاتحاد الأوربي ؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - ( الحلقة الخامسة ) يوميات سكين