أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باسم محمد حبيب - أل التعريف في اسم الإله المقة اله السبئيين














المزيد.....

أل التعريف في اسم الإله المقة اله السبئيين


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 23:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عبدت شعوب وقبائل الجزيرة العربية اله القمر باعتباره الإله الأعلى في البانثيون الديني لهذه الشعوب والذي يضم أيضا ضمن ثالوثها الإلهي كل من الشمس وكوكب الزهرة ولم تقتصر عبادة اله القمر على الحدود الجغرافية للجزيرة العربية بل تعدتها إلى الأقاليم المجاورة وبشكل خاص بلاد الرافدين التي عبد بها اله القمر تحت اسم ( سين ) ويبدو أن هذا الإله هو من المعبودات العراقية الأصيلة وليس بالضرورة من المعبودات الوافدة إلى العراق مع الشعوب الجزرية المهاجرة إليه لان العراقيين القدماء ومنذ أقدم عصورهم التاريخية عبدو الآلهة الفلكية كالشمس والقمر والزهرة وربما بنو الزقورات لأجلها لكن لم تصل عبادة الأجرام السماوية لدى العراقيين درجة عبادة الشعوب الجزرية لها حيث تعد السماء غطاءا بالنسبة للجزريين مثلما تعد الصحراء فراشا أي أنهم يرون الكون على هيئة خيمة إلا أن العبادة الجزرية كانت تتسم بالبساطة انسياقا مع الظروف البيئية للسكان لكن حصل لهذه الديانة تطور كبير ويبدوا أن للفتح البابلي للأنحاء الشمالية من الجزيرة العربية أثره في ذلك إذ من المعروف أن الملك البابلي الأخير نبونائيد ( 556- 539 قبل الميلاد ) أهمل عبادة الإله مردوخ اله بابل الرئيس واستعاض عنه بعبادة الإله سين اله الشعوب الجزرية الرئيس ربما لاستمالة العنصر الجزري في إمبراطوريته ومن المحتمل انه بعد احتلاله شمال الجزيرة العربية بنى معابد لها في المناطق التي احتلها ومنها مكة وقد أكد الدكتور جواد علي هذا الأمر عند تناوله للتأثير العراقي في هذه المنطقة موضحا أن هذا التأثير واضح و بارز في نواحي الثقافة والحضارة والاقتصاد ويمكن أن نضيف إلى ذلك في النواحي الدينية أيضا لان الإصلاحات الدينية التي قام بها نبونائيد في بابل لابد أن يكون لها حضور في المناطق التي افتتحها من الجزيرة العربية لا سيما تيماء التي اختارها عاصمة بديلة طوال عشر سنوات لكن إلى أي مدا اثر ذلك في تأسيس الكعبات العربية ومنها كعبة مكة ؟ فهناك بحسب المؤرخين أكثر من إحدى وعشرين كعبة منتشرة في أنحاء الجزيرة العربية وبعضها في اليمن ككعبتي همدان وريام و لا يمكن بالتالي إحالة هذا الانتشار إلى نشاط البابليين العسكري فهناك فرضية أخرى يطرحها سيد القمني يشير فيها إلى أن الكعبات هي معابد لإله القمر السبئي المسمى ( ذو سموى ) أي اله السماء مفترضا أن المقة هي لفظة تعني رب البيت وهي متأتية من شقين ( أل ) معبود ذو صفة غامضة وربما يدل على لفظة الإله بشكل عام ومكى وتعني البيت ولكن كيف يمكن تجاهل النقوش التي عثر عليها المؤرخون حول هذا الإله ومعابده التي تختلف عن الكعبات اختلافا واضحا كما هو الحال مع معبد هذا الإله في صرواح الذي ابان لنا بما لا يدع إلا قليلا من الشك حول وجود اله بهذا الاسم عبد في اليمن ثم لا يمكن أن تعني بلفظة المقة معبدا للإله ذو سموى لان لهذا الإله عباده أيضا وهم مختلفون عن عباد الإله المقة ومما يدل على أن المقة اله وليس مجرد معبد اله أن النقوش اليمنية تشير إليه أحيانا بهيئة ثور وأحيانا بنسر أو حيات وأحيانا يشار إلى المقة بهيئة هلل بمعنى هلال وهذه الرموز تدل على اله القمر عند الشعوب الجزرية .
لقد اختلف المؤرخون حول معنى لفظة مقة يقول كروهمان : أن معناها الأيل الكبير أما احمد فخري فيتفق مع هذا التفسير ويؤكد أن معناها الإله القوي والبعض يعتقد أن أصل الكلمة مق أي لمع أما هومل فيرى أن معناها السيد ويرى جواد علي أن معناها اللامع أو الثاقب بدليل أن العرب قبل الإسلام كانوا يقسمون بالنجم الثاقب ... الخ
أن مرد اللبس في صفة الإله المقة هو في وجود أل التعريف الغير مستخدمة في لغة المسند وهي صيغة يمكن أن تكون قد وردت إلى اليمن من مكان آخر لكن هناك من يشير إلى حصول هجرة عربية شمالية باتجاه اليمن ومن المحتمل أن السبئيين من هؤلاء المهاجرين بعد أن تعرضوا لضغوط آشورية شديدة حيث أشارت النصوص المسمارية إلى وجود العديد من الملكات في مملكة سبا خضع بعضهن للحكم الآشوري ربما نشأت منها القصة التوراتية حول بلقيس وسليمان .
ف أل التعريف هي صيغة للإله بشكل عام وهي موجودة في اغلب مناطق الجزيرة العربية والعراق والشام وإضافتها لاسم مقة تجعل المقصود من ذلك الرب مقة أو الإله مقة .
وبالتالي لا يمكننا اعتبار الكعبات قبل الإسلام بيوت لعبادة الإله المقة لان هذه الكعبات أو البيوت قد خصصت لعبادات مختلفة وليس لدينا دليل على انتشار عبادة هذا الإله خارج حدود اليمن أو من قبل شعب غير السبئيين والتفسير الذي يمكن أن نقترحه هنا هو أن هذه الكعبات هي نوع من تقليد معماري ورد من بلاد الرافدين ربما إبان غزو نبونائيد انف الذكر وهو غير محدد لإله بعينه بدليل أن كعبة مكة حوت قبل الإسلام عشرات المعبودات العربية المختلفة .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبي محمد ( ص ) : هل كان يعرف اليونانية ؟
- صوت الفقراء
- لماذا لا ينظر في دعوة رئيس الوزراء لتبني النظام الرئاسي ؟
- الإعلام في العراق سلطة مع وقف التنفيذ !
- الشعب مدعو لمقاضاة أعضاء البرلمان العراقي
- لنناضل من اجل حد أدنى عالمي للمعيشة
- سكة حديد برلين – بغداد
- العراق : هل يستطيع أن يحلم بالانضمام للاتحاد الأوربي ؟
- مشروع تقييم أداء البرلمان العراقي ورفع دعوى ضده
- الإخوة اليمنيين : احذروا الفتنة الطائفية
- دعوة لإنهاء معاناة معتقلي أشرف بالعراق بمناسبة العيد‏
- حتى لا تؤدي ممارسة الطقوس الدينية إلى انتهاك حقوق الإنسان
- القران والنظرة الايجابية إلى تاريخ اليهود القديم
- من اجل هيئة شعبية عراقية لجمع المعلومات عن المفقودين الكويتي ...
- ما بين العقل العربي الإسلامي والعقل العراقي
- وكالة الأنباء الالكترونية الحرة
- معسكر اشرف والحلول الإنسانية
- اتحاد كتاب الانترنيت ..اتحاد لكل المثقفين العراقيين
- ولادة اتحاد كتاب الانترنيت العراقيين
- الكون: ماذا كان قبل الانفجار الهائل


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باسم محمد حبيب - أل التعريف في اسم الإله المقة اله السبئيين