أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجلة الحرية - خطر الانقسام وخطورة التقسيم














المزيد.....

خطر الانقسام وخطورة التقسيم


مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطر الانقسام وخطورة التقسيم

جليل الخزرجي

إنه لمن سوء الحظ في وطننا العراق لا ندرك ما يراد بنا , ومع بداية الاحتلال خططوا ليصرفوننا عما ينبغي أن نفكر فيه كمجتمع يطمح بالوصول الى مصير أفضل , أو أفكر فيه أنا من مصيري ((كأنسان)) الى أن نفكر في اشياء نحبها راقية جدا , فيصيبون الهدف دون أن نشعر! وعليه ((إذا لم يتمكن حاضر الذهن في ((الموقف)) فكن اينما اردت)) المهم إنك لم تحضر الموقف فكن اينما شئت واقفا للصلاة أم جالسا على مائدة الخمر , كلاهما واحد.
إن المستعمرين لا يدعونك لما تستاء منه دائما . فيثيرون انزعاجك فتنفر منهم الى المكان الذي ينبغي أن تصير اليه! بل يختارون دعوتك حسب حاجتهم , فيدعونك احيانا الى ما تعتقده امرا طيبا من أجل القضاء على حق كبير , حق مجتمع أو انسان واحيانا تدعى لشغل في حق اخر فيقضون هم على حق أخر هو أولى.
فالعراق بعد السقوط عام 2003م ومنذ بدايات مجلس الحكم وحتى مرحلة انتظار الحكومة المرتقبة لم يشهد غير الانقسامات السياسية والعرقية والطائفية بحجة التغيير والوضع الجديد لما بعد الدكتاتورية وافرازاتها . يا له من مشهد بائس على امتداد خارطة العراق ... إنه مشهد مزيج من التخلف بأشكاله المختلفة والتسلط في كثير من انماطه , والفساد بكل انواعه , واليأس من مستقبل قاتم .
وفي ثنايا هذا المشهد العام صراعات وانقسامات تشتد في داخل الأروقة الخلفية , أدت الى حروب أهلية طائفية غطت رائحة الموت كل أرض العراق.
ولم تكتفي جحيم الاحتلال ليضاف اليه سعير الانقسام المتصاعد بين كل الكتل والأحزاب السياسية.
إذن الانقسام يضاف الى التخلف والتسلط والفساد واليأس , لكنه ليس مجرد مرض يضاف الى قائمة أمراض , وإنما هو المرض الذي يترتب على كل تلك الامراض حين يستعصي على العلاج ويقود الى الهلاك . فالانقسام صنفان أحدهما قابل للحل عبر الحوار والحل الوسط والتوافق عليها والانطلاق منها لتحقيق التفاهم أو التراضي العام , وهذا النوع ينطبق على الواقع الحالي في العراق الجديد فهل أصبح الانقسام سمة من سمات السياسة العراقية؟ فهو يحدث لأسباب معلومة , ويشتد أثره لعوامل معروفة , ويصبح مصدر خطر في ظروف محددة خصوصا والعراق معرضاً للتدخل الخارجي بأشكال مختلفة وأنماط متباينة , فالعراق أكثر بلدان العالم تعدداً في الانتماءات والهويات الدينية والطائفية والعرقية , هذا التعدد يمكن أن يكون خيراً إذا توفرت القدرة على الحوار الموضوعي والتسويات المرضية التي تنتج توافقا يجعل التنوع مصدر ثراء إذ تكمل كل جماعة دينية أو طائفية أو عرقية الأخرى في اطار التعايش والعيش المشترك ولكنه يصبح شرا في غياب الحوار والحل الوسط والتراضي العام , ويغدو مصدر خطر داهم , وإذا كان هذا الخطر بلغ مرحلة متقدمة في البلاد التس سبقت الأشارة اليها . فسوف يؤدي الى خطر أكبر فقد أنتج التسلط والفساد والتخلف انقسامات كامنة أو مخفية تحت السطح بأنتظار لحظة تنضجر فيها , قد تكون هذه اللحظة مرتبطة بالخلافة في وطن يبدو مستقبله مجهولا , أو بصدام طائفي يخرج عن السيطرة سواء كان مسلما ومسيحيا أو سنيا وشيعيا , أو بمواجهة بين سلطة الدولة ومجموعات من المعارضة.
فالقاسم المشترك بين كل المعنيين في العراق , دينيا وطائفيا وعرقيا وأحزاب سياسية هو افتقاد المناعة تجاه خطر الانقسام بسبب غياب الادوات التي توفر مثل هذه المناعة , وهي القدرة على الحوار البناء الذي يقود الى حلول وسط للخلافات التي تثير الانقسام , وبناء توافق على أساس من هذه الحلول بما يحقق التراضي العام .
أما إذا أستمر الانقسام كما هو اليوم فسوف يصبح مصدر خطر شديد على بلادنا الى مستوى يهدد وجوده , ويحتمل وقوع التقسيم مستقبلا.
لكن هل ننسلخ عن حضارتنا وتاريخنا وتراثنا وسيادتنا وهويتنا؟ هذا متروك للساسة العراقيون , وهل يعون خطورة التقسيم وهم منشغلون بالانقسامات؟ لأن العراق المهدد بالتقسيم سيقودنا سلبا لو تناولنا التاريخ وإطلعنا على المخططات الاستعمارية قديماً وحديثاً لوجدناها كارثة وإنها فعلا مهزلة الأقدار .



#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( رمزية الكلب)) في ارض الزعفران
- تاملات قطه قصه
- ((حي السعد)) ماض مفقود وحاضر مؤلم ومستقبل مجهول-دراسة نقدية ...
- الاسلام السياسي في ميزان العصر
- 12 عام على رحيل (نزار الأنسان والشاعر) شهريار الشعر العربي ا ...
- قراءة في نصّ:مشاهدات مجنون في عصر العولمة للشّاعر حميد الحري ...
- لازال صدام حيا!!!!!
- قراءة اولى في ((ارض الزعفران)) المجموعة القصصية للقاص حميد ا ...
- مشاهدات مجنون في عصر العولمه
- 14 تموز حدث هام في تاريخ الشعب العراقي
- سيكولوجيا المال- البخل
- العدد السادس من مجلة الحرية 2009
- الإشكال العراقي
- مشروع مبادئ عمل وبرنامج حركة اليسار الديمقراطي العراقي-حيد-
- ((البات)) بين لعبة((المحيبس))ولعبة((الانتخابات))
- من ينصف ((ابو كلاش))
- رسائل الصحفي الطائر : الصح(في) والصح(حافي)
- فك الالتباس في تعيين عباس؟؟؟ الرسالة الثامنة من رسائل الصحفي ...
- الدولة – السلطة
- إلى من يهمه الأمر


المزيد.....




- لماذا لن يُعتقل بوتين في أمريكا رغم صدور مذكرة توقيف دولية ب ...
- ما أصل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟
- قتلى بنيران إسرائيلية بين منتظري المساعدات، وبيان عربي يدين ...
- مقتل 6 عسكريين لبنانيين بانفجار مخزن أسلحة في وادي زبقين جنو ...
- زيلينسكي غاضب من ترامب ويرفض التنازل عن أراض لروسيا
- القضاء بجنوب أفريقيا يأمر بإعادة جثمان الرئيس السابق لونغو ل ...
- مظاهرات حاشدة عبر العالم تنديدا بحرب الإبادة والتجويع على غز ...
- الإعلام الإسرائيلي يرصد ردود فعل دولية ضد خطة احتلال غزة
- دعوات لإنقاذه.. ما الذي يتهدد اتفاق السلام في جنوب السودان؟ ...
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مقاتليها مستوطنة بغلاف غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجلة الحرية - خطر الانقسام وخطورة التقسيم