أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجلة الحرية - الإشكال العراقي














المزيد.....

الإشكال العراقي


مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 04:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تتبعنا الأحداث السياسية في العراق, وطبيعة العقل السياسي السائد في تعامله مع الأحداث, منذ نشوء الدولة في العراق, لوجدنا انه نمط من عقلية مجتمعات ما قبل الدولة التي ميزت وتميز فكر وممارسة الفعاليات السياسية المختلفة. ليس هذا من باب إطلاق الكلام على عواهنه, وليس من باب التعميم, وقد يحتاج هذا إلى بحوث ودراسات واسعة, ولكن ما أحالني إلى هذا القول إننا لم نشهد, لا في الفكر ولا في الممارسة, مشروع الدولة- الأمة, حتى في حالة الكمون, في المشاريع السياسية والنظرية وفي التطبيقات والممارسات العملية التي مضت أو في وقتنا الحالي, بل إن ما شهدناه هو الدولة-القبيلة. سواء كانت قبيلة الحزب أو الطائفة أو الزعيم وما إلى ذلك. استدل على هذا بعدم تحقق دولة مؤسسات حقيقية على ارض الواقع.
لست في موضع الإدانة أو الدفاع عن احد بقدر الإشارة إلى إن الشكل الأساسي الذي تتمحور حوله كافة الفعاليات والأنشطة السياسية للحوامل الاجتماعية لهذه الفعاليات هو الافتقار إلى الكلية في النظرة إلى كيفية تحقيق الدولة-الأمة والعجز الذاتي والموضوعي لإنتاجها كدولة مؤسسات تمثل الواقع الشامل لمصالح المجتمع.
ليس بالبداهة إن سقوط الدكتاتورية الشمولية (التوتاليتارية) يعني أننا انتقلنا إلى وضع أفضل نحو دولة المؤسسات. كما إن الدولة التعددية ليست بالضرورة هي الدولة الديمقراطية وان أخذت بعض الأشكال السياسية لها (الانتخابات والتعددية مثلا) كلا النموذجين قد تكون لهما فاعلية ما واختلافات في الشكل السياسي غير إنهما ينتميان في الجوهر إلى عقلية القبيلة السياسية وكلاهما ينتجان وهم الدولة-الأمة. دولة القبيلة الشمولية هي كتم فاشي لتباين المصالح في المجتمع الواحد وتوحيد بالقسر والإكراه يشيع وهما ظاهريا حول عمومية التمثيل. كما إن دولة القبائل‘‘الديمقراطية’’ تسمح بالتباين والمظهرية الديمقراطية ولكنها تحمل طابعا شموليا مجزئا وحالة توافقية حول اقتسام السلطة وهي بذلك تحمل وهم التمثيل للمصلحة الشاملة للأمة. وهنا نفتح قوسا في إن الدولة-الأمة هي الدولة التي تعترف بتباين المصالح لطبقاتها وشرائحها وبتنوع تعبيراتها الفكرية والسياسية كما تسمح لها بالتصارع ضمن المؤسسات العامة التمثيل من دون أن تكون أية جماعة بمفردها هي الدولة أي التمييز بين الحكومة والدولة وبذلك نغلق القوس.
ما يحدث أن الجماعات المتصارعة الآن تسعى إلى أن تكون كل منها الجماعة الدولة أو الدويلة وبذلك تتشارك الدولتان: الدكتاتورية الشمولية والقبائل الديمقراطية في جوهر واحد وهو إنهما لا تنتميان إلى مفهوم الدولة-الأمة.
الأمر الآخر إن السياسة يحكمها تناقض وتباين المصالح وصراع الإرادات المعبرة عن ذلك وتخضع إلى توازن القوى حيث لا تحكمها النوايا الطيبة ومقياس الحكم عليها هو حول ما تفعل لا ما تقول وما هي المصالح التي تتوخاها. وكل ما هو خارج عن هذا المنطق ليس سوى شعوذة سياسية وتلاعب بالألفاظ . ليس في السياسة شيء لوجه الله, ولم يأت السيد بوش بجيوشه وجحافله من اجل الحرية, بل إن هذا العصر هو العصر الأكثر ‘‘واقعية’’ في التعبير عن المصالح بعد تفرد الولايات المتحدة الأمريكية في العالم.
إما من جانبنا فالعراق يمر بحالة ضعف استراتيجي لأسباب معروفة ولا يميل توازن القوى إلى صالحه حاليا ويترافق هذا مع الثقل الواسع لأمريكا وتواجدها العسكري الكثيف والسياسي والاقتصادي والنفوذ والتدخل الإقليمي الشرس المؤثر. في منطق السياسة فأن الأمور الإستراتيجية التي يراد تمريرها في هذا الظرف وفي ظل انعدام التوازن وغياب مشروع الدولة-الأمة يحتم علينا أن لا نضيع في مناقشة متاهات التفاصيل على أهميتها بل علينا أن نناقش جوهرها بطرح السؤال الآتي: هل يمكن في ظل هكذا وضع عقد اتفاقيات إستراتيجية أو قوانين مفصلية مهمة وتكون لصالح العراق حاضرا ومستقبلا ؟

كامل الجباري



#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع مبادئ عمل وبرنامج حركة اليسار الديمقراطي العراقي-حيد-
- ((البات)) بين لعبة((المحيبس))ولعبة((الانتخابات))
- من ينصف ((ابو كلاش))
- رسائل الصحفي الطائر : الصح(في) والصح(حافي)
- فك الالتباس في تعيين عباس؟؟؟ الرسالة الثامنة من رسائل الصحفي ...
- الدولة – السلطة
- إلى من يهمه الأمر
- اموالنا المهجرة!!!
- رسائل الصحفي الطائر -بلاد بلا مقاييس
- احتجاج اشعب الطماع
- بطاقة شخصية-الحكاية الثانية عشرة لهلكان العريان
- حول آلية منح العضوية في نقابة الصحفيين العراقيين
- اليسار العراقي وانتخابات مجلس المحافظات القادمة
- انذار غير مسموع!!!!
- رسائل الصحفي الطائر!!
- من بركات العولمة-رمان مركب على عنبه هندية
- الإشكال اللبناني
- وصف حي لاحتفال((هلكان العريان))مع أبناء عمه بعيد العمال العا ...
- نحلم بحاكم نترحم على والديه!!!-بقلم حميد لفته
- وصف حي لاحتفال((هلكان العريان)) بعيد العمال العالمي


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجلة الحرية - الإشكال العراقي