أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - سورية مأزق يعاد إنتاجه2















المزيد.....

سورية مأزق يعاد إنتاجه2


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 13:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



لهذا المأزق إشكاليات متعددة، تناولنا في الجزء الأول إشكالية الفساد وتداخل المالي بالسياسي، وفي هذا الجزء نريد التحدث عن الإشكالية الطائفية. أهم ما وصلنا إليه في هذا الحقل الشائك والمربك والحساس، أنه حتى المثقف والمعارض، المنحدر من أصول علوية، لم يعد يرى في البلد أن هنالك إشكالية طائفية، وإن نظام الحكم ليس نظاما طائفيا في تركيبته وفي ممارساته وولاءاته. وهذا أخطر ما في الأمر في الحقيقة بعد مسيرة تصحيح وتصحيح وتصحيح منذ أربعة عقود. والتصحيح جرى ويجري من منظورنا، بأنه إدارة مأزق البلد برمته، وهو مأزق النظام في صميم مشروعيته، ومشروعيته هنا، تأخذ الجانب الأهم في أي نظام سياسي، للإجابة عن سؤال غالبا ما نتناساه في خضم مماحكاتنا الأيديولوجية والسياسية وغمرة انشغالنا في التنظير النشوئي، وتحليل أصل تواجد الإشكاليات في الواقع، من أين أتت؟ وكيف؟ رغم أنها باتت موجودة، تحكمنا بشكل لحظي. السؤال" ما هو مشروع النظام السياسي الحالي لسورية المستقبل؟ وبالطبع لكي نبقى في هواجسنا النشوئية نسأل" ما كان مشروع النظام السياسي لسورية منذ أربعة عقود وحتى اللحظة؟ هل هو مشروع حزب البعث كما يحب بعضنا التنظير لذلك؟ أم هو مشروع لضابط طموح يريد أن يتحكم بسورية سلاليا؟ هل كان في ذهن هذا الضابط الراحل أن يصل لمرحلة يضطر فيها إلى توريث الحكم لأبناءه؟ بعد أربع سنوات من حكم هذا الضابط الراحل لسورية، تحولت البلد برمتها إلى حبة تراب في قضبته يعجنها كيفما يشاء وكيف ما أتت الظروف السياسية، إقليميا ودوليا في أولوية واضحة لديه" السلطة، وفقط السلطة" من المنظور النشوئي كان الفساد يتلطى خلف الإشتراكية ناهبا القطاع العام ومشاركا بأريحية القطاع الخاص، أما الآن فالنتيجة بعد هذه العقود الأربعة أصبحت السيطرة على القطاع الخاص لإلحاقه بالقطاع العام على طريقة النظام، تحت شعار الانفتاح الاقتصادي، أو الخصخصة أو الليبرالية كما يروق لبعض يسارنا، ويتم له ذلك بطريقة سهلة جدا، شرحناها في القسم الأول، وهذه تتوافق في الحقيقة مع مستويين من الولاءات، الأول طائفي" يتمحور حول الولاء الأول للسلطة، والمعتمد على العلاقة الشخصية، الوثوقية أمنيا وسياسيا، ثم يأتي الولاء الثاني الأوسع وهو الذي يمس حاجة النظام لكتلة ما فوق طائفية تحضن الكتلة الأساس والتي هي الآن..العائلة وملحقاتها القرابية، أبناء الضباط والمسؤولين الأمنيين والذين غالبيتهم ينحدرون من الطائفة العلوية، ومحاطة ومحمية بكتلة عسكرية امنية تغلب عليها آحادية الانتماء الطائفي. هذا لا يعني أن أمام آخر متماسك طائفيا لدرجة الماهوية، بل نحن أمام علاقات ترسخت لكي يكون مفعولها السياسي وحصيلتها في الثروة الاقتصادية أكبر، لأن النظام غير قادر قانونيا على مأسسة الحالة الطائفية، في مؤسسات دستورية وقانونية، حتى سلطة الرئاسة النظام غير قادر على مأسستها عائليا- وراثيا وطائفيا، لأن سورية جمهورية. هذا القول لا يعني أن نترك لحساسيتنا من أن نتهم بالطائفية أو أننا نكرسها، لكي نغمض العين عنه. بساطة المعرفة السياسية وما وصل إليه الفكر السياسي، هي البحث عن الفاعل التاريخي الرئيسي والأساسي في أي مجتمع، ومدى قدرته على الفعل، وعلى من تقع فاعلية هذا الفاعل؟ إذا كان الفعل السياسي يبني ولاءاته الأولى على وثوقية طائفية وأمنية، لكنه بحاجة لدائرة أوسع بحكم أقلية الأصل الطائفي، فيضطر للعب في ساحة مجتمعية مكشوفة له تماما، فيقرب من يشاء ويبعد من يشاء يعتقل من يشاء ويفلس من يشاء، لهذا يستطيع توفير الدائرة الأوسع من الولاءات المافوق طائفية، وهذه سنتعرض لها في الجزء الثالث عند حديثنا عن إشكالية الإسلام السياسي في سورية- المأزق. يقول ياسين الحاج صالح"يتأسس على هذه المقاربة القول إن الطائفية ظاهرة مشتقة وليست أساسية أو أصلية. إنها مرتبطة بنظم سياسية استبدادية، لا يمكن لغير استبدادها أن يحرس امتيازاتها واحتلالها موقع السيطرة على الموارد الوطنية وتحديد القرارات المهمة بشان توجيهها وتوزيعها. نستخلص أيضا أن الطائفية لا تصنع خارج السياسة والسلطة أو بمعزل عنها. ويتمثل المغزى السياسي العملي لهذه المقاربة في أن أية استراتيجية للتحرر الديمقراطي والاجتماعي لا تذهب من وراء المظهر الإيديولوجي إلى الجوهر الاجتماعي تجازف بأن تعطي نتائج معاكسة تصب في مصلحة النظم الأقلوية الحاكمة. المسألة في جوهرها مسألة "حكم قلة" وليس "حكم أقلية" بالمعنى الاصطلاحي للكلمتين (القلة: طبقة أو شريحة؛ والأقلية: جماعة دينية أو مذهبية أو إثنية)" إن كنت أوافق على هذا التحليل التأسيسي لياسين لكنني أسال هذا السياق من التحليل: إنه تحليل يتحدث عن قناة ذات اتجاه وحيد تأسس النظام على أساسه، ولكنه يغفل، عن الاتجاه الآخر من قنوات التفاعل المجتمعي مع هذه الآليات النازلة من فوق من تلك القلة كما يسميها ياسين، إلى عمق المجتمع، والسؤال" ما هي التفاعلات التي تحدثها في المجتمع؟ وماهي ردود الأفعال التي تتلقاها تلك القلة من المجتمع؟ ألا يعاد تنضيد المجتمع طائفيا وفقا لها؟ وهل تبقى القلة قلة، وفق هذا المنظور التفاعلي؟
بالتأكيد في سورية بات هنالك التباس في المعاني كلها..أن تقول أنك أمام نظام طائفي فإنت إما طائفي أو تسعى لتكريس الطائفية! الطائفية ليست فاعل ممارساتي أبدعته السلطة وأرسلته للمجتمع كي يتلقاه بحيادية ولا يتفاعل معه، بل تفاعل المجتمع مع هذا المرسل على مدار أربعة عقود، فما كانت النتيجة؟
التفاعل بين السلطة والمجتمع يمر عبر قنوات لا يوجد فيها صمام عدم رجوع مطلقا، أبدا لا تستطيع سلطة في العالم من أن توجد مثل هذه القناة اللاتفاعلية، إلا إذا كانت سلطة مطلق كليانية ومطلق شمولية، ربما الستالينية او الهتلرية، ولكنها مع كل انشغالاتها لم تستطع تكريس مثل هذه القناة الآحادية المسرى.
لا يمكن لنا بناء نموذج نظري للمسألة الطائفية أو للتطييف السياسي دون أن نتلمس مدى التفاعل بين آليات السلطة السياسية في التطييف وبين تفاعل مكونات المجتمع مع هذه الآليات. لهذا في هذا الحقل لازال المشروع السياسي للنظام إعادة إنتاج التطييف السياسي في سورية...وللحديث بقية.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة الديمقراطية خارج التصنيف.
- سورية مأزق يعاد إنتاجه.
- حول خطاب المواجهة المحتملة.
- لا فصل للسلطات على المستوى الدولي
- مواطنون أم مسلمون؟
- أوليفر ستون يعتذر!
- أوباما يريد حزب الله مدانا.
- المحكمة الدولية تحتمي بجبهة الجولان....
- أبي حسن لنخرج إلى الحياة.
- الشيخ سعد، جنبلاط الثاني، حزب الله ليس من قرر.
- الرهان البائس على ماذا؟
- نقاب الروح أكثر عتمة من نقاب الوجه.
- رفيق الحريري اغتيل ثلاث مرات.
- أوباما.. من خطاب القاهرة إلى خطاب ساركوزي
- النقاب في سورية سياسة كما المنع
- إعلاميون وسياسة.
- أبي حسن وياسين الحاج صالح التباس المعنى سوريا.
- خواطر مكسورة
- نصر حامد أبي زيد
- تركيا دولة وليست سلطة إسلامية.


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - سورية مأزق يعاد إنتاجه2